بعض أورام الدماغ النوعيَّة

حسبSteven A. Goldman, MD, PhD, Sana Biotechnology
تمت مراجعته شوّال 1444

يُمكن أن تختلِف أنواع أورام الدماغ (انظر أيضًا جدول بعض الأورام التي تنشأ في الدماغ أو بالقرب منه) من ناحية خصائصها، مثل موضعها والأشخاص الذين تُصيبهم بشكل متكرر، والأعراض التي تُسببها.

الأورَام الدبقيَّة

تنطوي الأورامُ الدبقية على الأورام النجميَّة وأورام الدبقيات القليلة التغصُّن والأورام البطانية العصبيَّة.تُعدُّ الأورامُ النجميَّة أكثر الأورام الدبقية شُيُوعًا،

وتنمو بعضُ الأورام النجمية وأورام الدبقيات القليلة التغصُّن ببطءٍ، وقد تُسبِّب نوبات صرعية فقط في البدايَة؛بينما تنمو الأورامُ الأخرى، مثل (الأورام النجمية الكشميَّة وأورام الدبقيات القليلة التغصن الكشميَّة) بسرعة، وهي سرطانية.(تعني الكشميَّة Anaplastic أن الخلية لم تصبح متخصصة في القيام بوظيفة نوعيَّة - أي أن الخلية غير متمايزة، وتشير الخلايا غير المتمايزة في الورم إلى أن الورم ينمو بسرعة).

تميلُ الأورامُ النجميَّة إلى الحدوث عند الأشخاص اليافعين (انظر أيضًا الأورام النجمية عند الأطفال).ويمكن أن تصبح أكثرَ عدوانية، ثم تسمى الأورام الأرومية الدبقيَّة glioblastomas.

تميلُ الأورامُ الأرومية الدبقيَّة إلى الحُدوث في أثناء مُنتصف العمر أو في عمر مُتقدِّم،وقَد ينمو الورم الأرومي الدِّبقي بسرعةٍ كبيرةٍ بحيث يزيد من الضغط في الدماغ، ممَّا يُؤدِّي إلى الصُّدَاع وبطء التفكير؛وإذا ارتفع الضغط بشكلٍ كافٍ، قد يحدث النعاس، ومن ثمَّ يدخل المريض في غيبوبة.

تحدُث الأورام البطانية العصبيَّة من خلايا تُبطِّنُ الأحيَاز في داخل الدِّمَاغ (البُطَينَات ventricles)،تكون الأورام البطانية العصبية غير شائعة، وتُصِيب بشكلٍ رئيسيٍّ الأطفال والشباب البالغين (انظر أيضًا الأورام البطانية العصبية عند الأطفال).لا تكون شائعة بعد مرحلة المراهقة.

أعراض الأورام الدبقية

تختلف أعراض الأورام الدبقية استنادًا إلى موضع الوَرم.

  • الفصوص الجبهيَّة (تتموضع خلف الجبين): يمكن للأورام المتوضعة هنا أن تُسبب اختلاجات ومشاكل في المشي وحاجة ملحَّة للتبول وفقدان لا إرادي للبول (سلس البول) ، وشلل.قد لا يتمكن المرضى من الانتباه أو التفكير بوضوح.وقد يصبحون ميالين إلى النَّوم (الخُمول)إذا حدثت الأورام في الفص الجبهي السائد (الفص الأيسر عندَ معظم الأشخاص والفص الأيمن عند بعض الأشخاص الذين يستخدمون اليد اليسرى)، يُمكنها أن تسبب مشاكل في اللغة.قد يُكابد المرضى مشقَّة عندَ التعبير عن أنفسهم حتى إن كانوا يُدركون ما يرغبون في قوله.

  • الفصّ الجداريّ (يَتَموضع خلف الفص الجبهي): يُمكن أن تُؤدِّي الأورام المتوضعة هُنا إلى فقدان الإحساس بالوضعية (أي معرفة مكان أجزاء الجسم في الفراغ)، وتغيُّرات في الإحساس.قد يكُون المرضى غيرَ قادرين على معرفة ما إذا كانوا يُلامَسُون في مكان واحد أو مكانين.وفي بعض الأحيان يحدث ضعف جزئيّ للرؤية في العينين معًا بحيث لا تستطيع أي عين رؤيةَ جانب الجسم المُقابل الورم.قد يُعاني المرضى من اختلاجاتٍ.

  • الفص الصدغي (يتموضع فوق الأذنين عند الصدغين): يُمكن أن تُسبب الأورام التي تتموضع هُنا نوبات صرعيَّةٍ؛ وإذا حدثت تلك الأورام على الجانب المسيطر، قد لا يتمكَّن الأشخاص من فهم اللغة واستخدامها.قد تُفقد الرؤية جزئيًا في كلتا العينين بحيث لا تستطيع أي عين رؤيةَ الجانب المُقابل الورم.

  • الفصّ القذاليّ (نحو الجزء الخلفي من الرأس وفوق المُخَيخ): يُمكن أن تُؤدِّي الأورَام التي تتموضع هُنا إلى فقدان جزئيّ للرؤية في العينين معًا، وإلى الهلاوس البصرية (أي رُؤية أشياء غير موجودة)، وإلى اختلاجات.

  • في المُخَيخ أو بالقرب منه (في الجزء الخلفي من الرأس فوق العنق مُباشرةً): يُمكن أن تُسبب الأورام المُتوضعة هُنا الرأرأة nystagmus (حركات سريعة للعينين في اتجاهٍ واحدٍ يتبعها انزياح للخلف أبطأ نحو الموضع الأصلي)، وعدم التنسيق وعدم الثبات عند المشي وضعفًا في السمع والدوار أحيانًا؛ويُمكنها أن تُؤدِّي إلى انسداد في تصريف السَّائِل النخاعيّ وتجعله يتراكم في الأحياز داخل الدِّماغ (البُطينات)،ونتيجة لذلك، تتضخَّم البطينات (حالة تُسمَّى استسقاء أو مَوَه الرأس)، ويزداد الضغطُ في داخل الجمجمة.تنطوي الأَعرَاضُ على الصُّدَاع والغثيان والتقيُّؤ وصعوبة تحويل النظر إلى الأعلى ومشاكل في الرؤية (مثل الرؤية المزدوجة) والخمول،وبالنسبة إلى الرضَّع، يتضخَّم الرأس.يُمكن أن تُؤدِّي الزيادة الكبيرة في الضغط إلى انفتاق الدماغ، ممَّا يُمكن أن ينجم عنه غيبوبة ووفاة.

تشخيص الأورام الدبقية

يُشخص الأطباء الأورام الدبقية استنادًا إلى نتائج التصوير بالرنين المغناطيسي والخزعة.يُوفِّر التصوير بالرنين المغناطيسي نتائج أفضل إذا جَرَى استخدام عامل تباين (غادولينيوم) لتسهيل رؤية البنى.بالنسبة إلى الخزعة، قد يأخذ الأطباء عيِّنة من نسيج الورم قبل أو في أثناء الجراحة.وإذا جرى أخذها قبل الجراحة، يُحفر ثقب صغير في الجمجمة وتُدخَل إبرة لاستئصال العيِّنة.يجري تحليل العينة لتحديد نوع الورم بشكل دقيق.كما يجرِي اختبار العينة للتَّحرِّي عن الطفرات الجينية التي تؤثِّر في نمو الورم.يمكن لهذه المعلومات أن تساعد على توجيه الخطة العلاجية.

علاج الأورام الدبقية

تُشبه مُعالجة الأورام الدبقيَّة معالجة جميع أورام الدماغ: الجراحة لاستئصال الورم، والمُعالجة الشعاعيَّة، وبالنسبة لبعض أنواع الأورام الدبقية يُستخدم العلاج الكيميائي و/أو العلاج المناعي.

يختلف المآل بشكل كبير استنادًا إلى نوع الورم الدبقي، وموضعه، والطفرات الجينية الموجودة، ومدى انتشار الورم.

الأورام الأَرومِية النُخاعِيّة

تُصِيبُ الأورام الأرومية النخاعيَّة الأطفالَ والبالغين اليافعين بشكلٍ رئيسيّ (انظر أيضًا الأورام الأرومية النخاعية عند الأطفال).وهي تحدُث في المخيخ (يتموضع في الجزء الخلفي من الرأس فوق العُنق مباشرةً).يُمكنها أن تُؤدِّي إلى انسداد في تصريف السَّائِل النخاعيّ من الأحياز في داخل الدِّماغ (البُطينات).ولذلك، يمكن أن يتجمَّع السَّائِل في البطينات، ممَّا يؤدِّي إلى تضخمها (يسمى مَوَه الرَّأس hydrocephalus)،ونتيجة لهذا، يزداد الضغطُ على الدماغ؛

أعراض الأورام الأرومية النخاعية

يُمكن لهذه الأورام أن تُؤدِّي للرأرأة (حركة سريعة للعين في اتجاهٍ واحدٍ يتبعها انزياح للخلف أبطأ نحو الموضع الأصلي) وإلى ضعف التنسيق وعدم الثبات عند المشي.

قد تنتشر الأورام الأروميَّة النخاعية Medulloblastomas عبر السائل الدماغي الشوكي (السائل الذي يحيط بالدماغ والحبل الشوكي)، فوقَ المُخيخ وتحت الحبل الشوكيّ.

علاج الأورام الأرومية النخاعية

تعتمد معالجة الأورام الأرومية النخاعية، على نوع الورم الأرومي النخاعي، وعمر الشخص، ومدى انتشار الورم.بالنسبة للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 3 سنوات، يقوم الأطباء عادةً باستئصال أكبر قدر ممكن من الورم بأمان.ثم تُستخدَم المُعالجة الكِيميائيَّة، ويتبعها المُعالجة الشعاعيَّة إذا كان ذلك ضروريًا.يُعطى الأطفال الصغار جدًّا العديد من عقاقير المعالجة الكِيميائيَّة بعد الجراحة لمُحاولة تأجيل أو تجنُّب المُعالجة الشعاعيَّة.(تكون بعض الأنسجة أكثر حساسية للأشعة عند الأطفال مما هو عليه الحال عند البالغين)عند البالغين، تُستخدم المعالجة الشعاعية بعد المُعالجة الجراحية.يمكن لإضافة المُعالجة الكِيميائيَّة أن تُحسن من معدل النجاة.

مع العلاج، تتباين النسبة المئوية للأشخاص الذين يبقون على قيد الحياة بعد 5 سنوات بحسب العمر (معدل البقاء على قيد الحياة).بشكل عام، تكون تلك النسب حوالى

  • 50% أو أكثر بعمر 5 سنوات

  • 40٪ بعد عمر 10 سنوات

الأورَام السحائية

الأورام السحائية هي من بين أكثر أورام الدِّماغ شُيُوعًا،وهي غيرُ سرطانية عادةً، ولكنها قد تعود من بعدَ استئصالها.

الأورام السحائية هي الورم الوحيد في الدِّماغ الذي يكُون أكثر شُيوعًا عندَ النِّساء.وهي تحدث عادةً عند الأشخاص في عمر يتراوح بين 40 إلى 60 عامًا؛ ولكن يُمكن أن تبدأ بالنموّ في أثناء الطفولة أو في مرحلةٍ لاحقة من الحياة.لا تغزو هذه الأورامُ الدماغ مباشرةً ولكنها قد تضغط عليه أو على الأعصاب القحفيَّة وتحول دُون امتصاص السَّائِل النخاعيّ أو تفعل الأمرين معًا.كما يمكن أن تنمو الأورام السحائية إلى عظام في الرأس، ممَّا يتسبب أحيانًا في حدوث تغيُّرات مرئية ويُؤثِّر في الرؤية والسمع.

أعراض الأورام السحائية

تستنِدُ أَعرَاضُ الأورام السحائية إلى موضع حدوث الورم.ويمكن أن تنطوي على ضعف أو اخدرارٍ أو نوباتٍ صرعيَّةٍ، وضعفٍ في حاسة الشمّ، وتغيُّرات في الرؤية، والصداع، واضطراب في الوظيفة الذهنيَّة.بالنسبة إلى كبار السنّ، قد يُؤدِّي الورمُ السحائيّ إلى الخَرَف.

تشخيص الأورام السحائية

يستند تَّشخيصُ الأورام السحائية عادةً إلى نتائج التصوير بالرنين المغناطيسي باستخدام عامل تباين لجعل البنى أسهل للمشاهدة.

علاج الأورام السحائية

إذا لم تسبِّب الأورام السحائية أعراضًا وكانت صغيرةً، فإنَّ المعالجة تنطوي على التصوير المنتظم لمراقبتها.إذا سببت الأورام السحائية أعراضًا، أو كانت متضخمة، أو كانت موجودة في مناطق معينة خطيرة من الدماغ، يقوم الأطباء باستئصالها إن أمكن، باستخدام الجراحة الشعاعية أحيانًا، حيث لا تتطلب الجراحة الشعاعية إجراء شق جراحي.وبدلاً من ذلك، يستخدم الإشعاع المركز لتخريب الورم.

الأورام الصنوبَرية

يُمكن أن تحدُث الأورام الصنوبرية في الغدة الصنوبرية، وهِيَ بُنية صغيرة عميقة في داخل الدِّماغ.تحدُث الأورامُ الصنوبريَّة في أثناء الطفولة عادةً، وتُؤدِّي إلى بلوغ مُبكِّرٍ غالبًا؛ خُصوصًا عند الأولاد.ويُمكنها أن تحول دون تصريف السَّائِل النخاعيّ حول الدماغ، ممَّا يُؤدِّي إلى استسقاء أو مَوَه الرأس (تراكُم السائل في بُطينات الدِّماغ مما يُؤدِّي إلى تضخمها).ونتيجة لهذا، يزداد الضغطُ على الدماغ؛

يُعدُّ ورمُ الخلية الإنتاشية النوعَ الأكثر شُيُوعًا للأورَام الصنوبريَّة،(تنشأ أورام الخلية الإنتاشية في الخلايا التي تتطور إلى الجهاز التناسلي عند الذكور والإناث. تُسمى هذه الخلايا بالخلايا الإنتاشية germ cells).

أعراض الأورام الصنوبرية

تنطوي أعراض الأورام الصنوبريَّة على عدم القدرة على النظر نحو الأعلى وتغير في وضعية الجفن.قد لا تكُون العينان قادرتين على التلاؤم مع التغيُّرات في الضوء.

تشخيص الأورام الصنوبرية

ينطوي تشخيص الأورام الصنوبرية عادةً على التصوير بالرنين المغناطيسي متبوعًا بإجراء خزعة.كما يمكن إجراء بعض الاختبارات الدموية أحيانًا.

علاج الأورام الصنوبرية

تُستَعمل المُعالجات الشعاعيَّة، والكِيميائيَّة، والجراحية الشعاعيَّة، والجراحية بشكل إفرادي أو مجتمع.تكون أورام الخلايا الإنتاشية شديدة الحساسية للعلاج الإشعاعي، وغالبًا ما تشفى.

أورام الغُدَّة النخامية

تعملُ الغدَّة النخامية، وهي تتموضع في قاعدة الدماغ، على ضبط الكثير من وظائف الجهاز الصماويّ (الهرموني) في الجسم.تكُون أغلب أورام الغُدَّة النخامية هِيَ أورام غدِّية نُخامية pituitary ،adenomas وهِيَ غيرَ سرطانية عادةً.قد تُفرِزُ الأورام الغدية النخاميَّة كمياتٍ كبيرةٍ غير طبيعية من الهرمونات النخامية، أو تحول دُون إنتاج الهرمونات.عندما يجري إفراز كميات كبيرة من الهرمونات، تختلِفُ التأثيرات استنادًا إلى نوع الهرمون الذي تأثَّر بالورم.

  • فبالنسبة إلى هرمون النمو، يزاد طُول القامة بشكل مُفرِط (العملَقة gigantism)، أو يحدث تضخُّم غير متناسب في الرأس والوجه واليدين والقدمين والصدر (ضَخامة النِّهَايات أو العَرطَلة acromegaly).

  • بالنسبة للموجهة القشرية، مُتلازمة كوشينغ، تسبب تراكم الدهون والسوائل في الوجه والكتفين (سنام الجاموس)، وعلامات تمطيط أرجوانية على البطن، وارتفاع ضغط الدَّم، وضعف العظام، والتكدم بسهولة، والالتئام الضعيف للجروح

  • بالنسبة إلى هرمُون البرولاكتين prolactin، يحدُث انقطاع الطمث (الضَّهى amenorrhea) عندَ النساء، وإنتاج حليب الثدي عند غير المُرضِعَات (ثّرُّ اللبن )؛ أمَّا بالنسبة إلى الرجال، فيحدث ضعف الرغبة الجنسيّة، وخلل وظيفة الانتصاب، وتضخُّم الثديين (تثدِّي الرَّجُل)

  • بالنسبة إلى الفازوبريسين، عوز الأرجينين فازوبريسين (كان يُسمى سابقًابالبولة التَّفهة)، والذي يُسبب العطش الشديد وفرط التبول

يُمكن أن تحُولَ أورام الغدَّة النخامية دُون إنتاج الهرمونات عن طريق تخريب النُّسُج في الغدَّة النخامية والتي تُفرز الهرمونات، وتُؤدِّي في نهاية المطاف إلى مستويات غير كافية من تلك الهرمونات في الجسم.

من الشائع حُدوثُ الصُّدَاع.قد تتأثر الرؤية إذا ضغط الورم على العصب البصري.في حالاتٍ نادرةٍ يحدُث نزف إلى داخل الورم، ويؤدي إلى صُداعٍ مُفاجئ وضعف في الرؤية.

تشخيص أورام الغدة النخامية

  • التصوير بالرنين المغناطيسي

  • الاختبارات الدموية

يشتبه الأطباء بأورام الغُدَّة النُّخامِيَّة عند الأشخاص الذين يعانون من صداع غير مفسر، أو مشاكل بصرية مميزة، أو مشاكل ناجمة عن اضطراب في إنتاج الهرمونات.

يعتمد التَّشخيصُ عادةً على التصوير بالرنين المغناطيسي والاختبارات الدَّموية لقياس مستويات الهرمونات التي تنتجها أورام الغُدَّة النُّخامِيَّة.

علاج أورام الغدة النخاميَّة

  • الجراحة أو الأدوية

تعتمد مُعالَجَة أورام الغُدَّة النُّخامِيَّة على نوع الهرمون الذي يتم إنتاجه بشكل مفرط.على سبيل المثال، يمكن استئصال الأورام النخامية التي تُنتج هرمون النمو.تُستطب المعالجة الشعاعية في بعض الأحيان، وخاصة إذا تعذَّر استئصال الورم جراحيًا أو إذا تأثرت كمية كبيرة من الأنسجة.

تُعالج الأورام الغدية التي تفرز هرمون البرولاكتين بكميات مفرطة بأدوية تعمل عمل الدوبامين، وهو الهرمون في الدماغ الذي يثبط إنتاج البرولاكتين.تعمل هذه الأدوية (مثل بروموكريبتين bromocriptine، وبيرغولايد pergolide، وكابيرغولين capergoline) على خفض مستويات البرولاكتين في الدَّم وغالبًا ما تقلص من حجم الورم.عادةً ما تكون المُعالجتان الجراحية والشعاعيَّة غير ضروريتان.

اللمفومة الدماغية الأوَّلية

تنشأ اللمفومة الدماغية الأولية في الأنسجة العصبية في الدماغ، أو الحبل الشوكي، أو السحايا (طبقات الأنسجة التي تغطي الدماغ والحبل الشوكي).

أصبحت اللمفومة الدماغية الأولية أكثر شُيُوعًا، لا سيَّما بين كبار السن والأشخاص الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي (مثل مرضى الإيدز أو زرع الأعضاء).قد يساهم فيروس إبشتاين-بار، الذي يسبب كثرة الوحيدات العدوائية، في الإصابة باللمفومة عند الأشخاص المصابين بعدوى فيروس العوز المناعي البشري أو الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي.

قد تُشكِّل اللمفومة الدماغية الأولية عدة أورام في الدماغ أو واحدة فقط أحيانًا.في بعض الأحيان تؤثِّر اللمفومة الدماغية في شبكية العين والعصب البصري في العين لأن الأعصاب من الدماغ تمتد إلى العين.

تشخيص اللمفومة الدماغية الأولية

  • التصوير بالرنين المغناطيسي

  • في بعض الأحيان البزل الشوكي أو الخزعة

يمكن للتصوير بالرنين المغناطيسي أن يساعد الأطباء على تشخيص اللمفومة الدماغية الأولية.إلَّا أنَّ نتائج التصوير بالرنين المغناطيسي قد لا تكون حاسمة.ثم تؤخذ خزعة أو يُجرى البزل الشوكي (البزل القطني).

يُجرى البزل الشوكي للحصول على عينة من السَّائِل الدماغي الشوكي لتفحصها تحت المجهر.قَد يكُون البزل الشوكي مُفيدًا عندما لا يكونُ التَّشخيص أو نوع الورم واضحين.عندما تؤثِّر اللمفومة في السحايا (التي تغطي الدماغ والحبل الشوكي)، فقد تُكتشف خلايا اللمفومة في السائل الدماغي الشوكي.ولكن، لا يُمكن إجراء البزل النخاعيّ إذا كان لدى الشخص ورم كبير يزيد من الضغط في داخل الجمجمة.عند هؤلاء الأشخاص، قد تؤدي إزالة السائل الدماغي الشوكي في أثناء البزل الشوكي إلى تحرك الورم.قد يُدفع الدماغ إلى الجوانب والأسفل من خلال فتحات صغيرة توجد بشكل طبيعي في طبقات صلبة نسبيًا من الأنسجة التي تقسم الدماغ إلى أحياز.وتكون النتيجة هي انفتاق الدماغ.

إذا كان السائل الدماغي الشوكي لا يحتوي على خلايا اللمفومة، فينبغي أخذ خزعة من الدماغ.

يجري الأطباء فحصًا بالمصباح الشقي للتَّحرِّي عن الأورام في شبكية العين أو العصب البصري في مؤخرة العين.

يقوم الأطباء بما يلي للتأكد من أن اللمفومة نشأت ابتداءً في الدماغ ولم تنشأ في مكان آخر في الجسم ثم انتشرت إلى الدماغ:

  • خزعة نقي العظم

  • الاختبارات التصويرية للصدر، والبطن، والحوض

تساعد هذه الاختبارات أيضًا على تحديد شدة انتشار اللمفومة.

علاج اللمفومة الدماغية الأولية

  • الستيرويداتُ القشريَّة

  • المُعالجة الكِيميائيَّة

  • المُعالجة الشعاعيَّة

يمكن للستيرويدات القشرية أن تقلص الورم، وتقلل من التورم حوله، وتؤدي إلى تحسن سريع في البداية.ولكن هذا التحسن لا يستمر.

قد يؤدي العلاج الكيميائي إلى تحسنٍ طويل الأمد.تُستخدم العديد من أدوية العلاج الكيميائي، مثل ميثوتريكسات وسيتوزين أرابينوسيد.تُعطَى هذه الأدوية بجرعات عالية عن طريق الوريد.يمكن حقن أدوية العلاج الكيميائي أيضًا في السائل الذي يحيط بالدماغ والحبل الشوكي.يُحقن الدواء في الحيز حول الحبل الشوكي باستعمال إبرة يجري إدخالها بين اثنتين من عظام الظهر (فقرتين) في الجزء السفلي من العمود الفقري.يمكن في بعض الأحيان إعطاء أدوية العلاج المناعي التي تستهدف بروتينات معينة على سطح خلايا اللمفومة مع العلاج الكيميائي.من الأمثلة على ذلك دواء ريتوكسيماب.

يمكن لبعض أدوية العلاج الكيميائي التي تُعطى بجرعات عالية أن تؤثر في الخلايا الجذعية التي تتحول إلى خلايا دم.إذا استُخدمت مثل هذه الأدوية، فيمكن إزالة الخلايا الجذعية من دم الشخص قبل البدء بالعلاج الكيميائي، ثم إعادتها مرة أخرى بعد العلاج الكيميائي.يمكن لهذا الإجراء (يُسمَّى زرع الخلايا الجذعية الذاتية) استعادة إنتاج خلايا الدم.

يكون لدى بعض الأشخاص حالات تمنعهم من إجراء زرع الخلايا الجذعية الذاتية.قد يستفيد هؤلاء من العلاج الشعاعي.وبما أن اللمفومة الدماغية الأولية تميل إلى الانتشار في جميع أنحاء الدماغ، فيُستَعمل تشعيع كامل الدماغ.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID