إلتهاب الحلق

حسبMarvin P. Fried, MD, Montefiore Medical Center, The University Hospital of Albert Einstein College of Medicine
تمت مراجعته شوّال 1444

التهاب الحلق هو الألم الذي ينشأ في الجزء الخلفي من الحلق.

يمكن لالتهاب الحلق أن يكون مؤلمًا بشدة، ويزداد عادةً عند البلع.

ونتيجة لذلك يرفض الكثير من المصابين بالتهاب الحلق تناول الطعام أو الشراب.يمكن للشخص أن يشعر بالألم أحيَانًا في الأذن لأن الأعصاب الموجودة في الجزء الخلفي من الحلق تسير على مقربة كبيرة من أعصاب الأذن.

أسباب التهاب الحلق

ينتج التهاب الحلق عادةً من العدوى (انظر جدول بعض الأسباب العدوائية وخصائص التهاب الحلق).والسبب الاكثر شيوعًا لذلك هو

  • التهاب البلعوم واللوزتين

كما إن هنالك بعض الأَسبَاب الأقل شُيُوعًا بكثير إلا أنها أكثر خطورة، وهي

  • الخراج

  • عدوى لسان المزمار (التهاب لسان المزمار)

  • الأورام

يُعد كل من الخراج والتهاب لسان المزمار من الحالات المثيرة للقلق بشكل خاص لأنها قد تسد المجرى الهوائي.

يمكن أن يحدث أيضًا تهيج بالحلق وألم خفيف بسبب الجفاف، والمهيجات، ومرض الارتجاع المَعِدي المريئي، والإجهاد الصوتي (مثل الصراخ).

التهاب البلعوم واللوزتين

التهاب اللوزتين والحلق هو عدوى تُصيب اللوزتين (تجمع للنسج اللمفية في الجزء الخلفي من الحلق) والحلق (البلعوم).قد يستخدم الأطباء مصطلح التهاب اللوزتين عندما تكون اللوزتان ملتهبتان بشكل خاص، ومصطلح التهاب البلعوم عندما لا تكون اللوزتان ملتهبتان بشكل خاص، أو عند إصابة الأشخاص الذين لا توجد لديهم لوزتان بالتهاب في الحلق.

عادة ما ينجم التهاب اللوزتين و البلعوم عن عدوى فيروسية، وغالبًا ما تكون من نفس زمرة الفيروسات المسببة لنزلات البرد.غالبًا ما تبدأ حالات الزكام الشائع بالتهاب خفيف في الحلق.وثمة عدوى فيروسية أقل شُيُوعًا هي كثرة الوحيدات الحادة (والتي يسببها فيروس ابشتاين بار)، والتي تحدث بشكل أساسي عند الأطفال والشباب البالغين.يمكن للفيروس التاجي الذي يُسبب كوفيد-19 وغيره من الفيروسات التاجية أن يسبب أيضًا التهاب الحلق.نادرًا، ما يكون التهاب الحلق جزءًا من العدوى الأولية بفيروس العوز المناعي البشري أو بسبب عدوى فطرية مزمنة في الأشخاص المصابين بفيروس العوز المناعي البشري، مثل السلاق.

تنجم حَوالى 10٪ من حالات التهاب الحلق عند البالغين (وبنسبة أكبر قليلًا عند الأطفال) عن نوع من البكتيريا العقدية البكتيريا يُطلق عليها اسم العقديات streptococci.كثيراً ما يُطلق على عدوى الحلق بهذا النوع من البكتريا اسم التهاب الحلق بالعقديات.يكون التهاب الحلق بالعقديات غير شائع عند الأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنتين.في حال عدم مُعالجتها، يُمكن للعدوى بالمكورات العقدية أن تفضي إلى مُضَاعَفات خطيرة مثل الحمى الروماتيزمية (تُعد نادرة حاليًا في البلدان المتقدمة)، واضطراب كلوي يسمى التهاب كُبيبات الكُلى، أو إلى خُراج

تتضمن الأَسبَاب البكتيرية النادرة كلاً من السَّيَلان والدفتيريا (وخاصةً في البلدان ذات معدلات التطعيم المنخفضة).

الخراج

تجمع للقيح (خراج) قد يتشكل أسفل أو بالقرب من إحدى اللوزتين (خراج حول اللوزة).والسبب التقليدي هو وجود عدوى بالبكتريا العقدية انتشرت من اللوزتين إلى الأنسجة الأكثر عمقًا.في حالة الأطفال الصغار يمكن أن يتشكل الخراج في الأنسجة الموجودة في الجزء الخلفي من الحلق (خراج خلف البلعوم).

التهاب لسان المزمار

لسان المزمار epiglottis هو طية نسيجية صغيرة وظيفتها إغلاق مدخل الحنجرة والرغامى في أثناء البلع.يمكن أن يصاب لسان المزمار بعدوى بكتيرية معينة (التهاب لسان المزمار).تسبب هذه العدوى ألمًا شديدًا وتورمًا.يمكن للتورم أن يؤدي إلى انسداد الرغامى، وخاصة عند الأطفال والرضع.عادةً ما يحدث التهاب لسان المزمار بشكل رئيسي عند الأطفال، وعادة ما ينجم عن بكتيريا المستدمية النزلية من النمط B (HiB).في الوقت الراهن، يُعد التهاب لسان المزمان نادرًا جدًا عند الأطفال في المناطق التي يتم فيها تطعيم معظم الأطفال ضد المستدمية النزلية من النمط B (HiB)، إلا أن بكتريا HiB لا تزال تصيب الأطفال والبالغين غير المطعمين ضدها.

تقييم التهاب الحلق

لا يتطلب كلُّ التهاب في الحلق تقييمًا فوريًّا من قبل الطبيب.يمكن للمعلومات التالية أن تساعد الأشخاص على تحديد مدى الحاجة لزيارة الطبيب واستشارته، وتوقع ما الذي سيحصل في أثناء عملية الفحص والتقييم.

العَلامات التحذيريَّة

يمكن لبعض الأعراض والسمات أن تكون مصدر قلق عند الأشخاص الذين يعانون من التهاب الحلق.وتشتمل على

  • خروج صوت صرير عند التنفُّس

  • أي علامة على صعوبة التنفس (خاصة عندما يجلس الأطفال في وضعية منتصبة ويميلون إلى الأمام، مع إمالة رقبتهم إلى الخلف ودفع فكهم إلى الأمام لمحاولة مساعدتهم على التنفس بشكل أفضل)

  • سيلان اللعاب (الترويل)

  • صوت مكتوم، أو ما يُطلق عليه اسم صوت "البطاطا الساخنة" (حيث يتكلم الشخص كما لو كان يضع جسماً ساخناً في فمه)

  • انتفاخ مرئي في الجزء الخلفي من الحلق

متى ينبغي زيارة الطبيب

ينبغي على المرضى الذين تظهر لديهم أي من العلامات التحذيرية الذهاب إلى المستشفى على الفور.

أما المرضى الذين يعانون من التهاب في الحلق دون أن يترافق بأي من العلامات التحذيرية فيمكنهم الاكتفاء بالاتصال بالطبيب.يُنصح المرضى الذين يعانون من أعراض زكام نمطية بالإضافة إلى انزعاج خفيف أو متوسط بالبقاء في المنزل ومُعالَجَة الأعراض المرضية باستخدام الأدوية التي يمكن صرفها بدون وصفة طبية.أما المرضى الذين يعانون من آلام شديدة و/أو أعراض أخرى (مثل الحمى، التعب الشديد، أو السعال المنتج للقشع) فينبغي عليهم طلب استشارة الطبيب ضمن فترة لا تزيد عن يوم أو يومين.

ما الذي سيقومُ به الطبيب

يقوم الأطباء في البداية بطرح بعض الأسئلة حول أعراض الشخص وتاريخه الطبي، ثم يُجرون فحصًا سريريًا.تساعد المعلومات التي يحصل عليها الأطبَّاء في أثناء تحري التاريخ الطبي والفحص السريري على تحديد الاختبارات التي ينبغي إجراؤها (انظر جدول بعض الأسباب العدوائية وخصائص التهاب الحلق).

عند استقصاء التاريخ الطبي للمريض، يمكن للطبيب أن يسأل عن الأمور التالية:

  • أعراض سيلان الأنف، والسعال، وصعوبة البلع أو النطق أو التنفُّس

  • ما إذا كان الشخص اشتكى من أي شعور عام بالوهن الشديد قبل تطور الإصابة بالتهاب الحلق (يشير ذلك إلى احتمال الإصابة بداء كثرة الوحيدات)

  • ما إذا كان الشخص قد عانى من إصابة سابقة بداء كثرة الوحيدات (نادرًا ما يُصاب الشخص بداء كثرة الوحيدات لمرتين)

  • ما إذا كانت لدى الشخص أية عوامل خطر للإصابة بداء السَّيَلان (مثل ممارسة الجنس الفموي مؤخراً) أو خطر للإصابة عدوى بفيروس العَوَز المَناعي البَشَري HIV (مثل ممارسة الجنس غير الآمن، أو ممارسة الجنس مع شركاء متعددين، أو تعاطي المخدرات عن طريق الحقن الوريدية)

يُركِّز الأطباء في أثناء الفحص السريري على الأنف والحلق.ولكن، إذا اشتبه الطبيب بإصابة الطفل بالتهاب لسان المزمار (بسبب وجود علامات تحذيرية دون وجود أي دليل على الإصابة بالزكام)، فلن يقوم بفحص البلعوم في عيادته، لأن إدخال خافض اللسان قد يسبب تشنجاً قد يؤدي إلى انسداد مجرى الهواء الكامل.

أما إذا لم يشتبه الطبيب بالإصابة بالتهاب لسان المزمار، فسوف يقوم بما يلي:

  • معاينة الفم لتحري وجود أي احمرار في الحلق و/أو اللوزتين، وما إذا كانت هناك بقع بيضاء على اللوزتين، وما إذا كانت هناك أي انتفاخات تشير إلى وجود خراج

  • فحص العنق بحثاً عن أية عقد لمفية متضخمة أو مؤلمة بالجس

  • تحسس البطن تحرياً عن أي تضخم في الطحال، والذي قد يحدث عند الأشخاص المصابين بداء كثرة الوحيدات

الجدول

الاختبارات

يعتمد إجراء الاختبارات على نتائج الفحص السريري ومراجعة التاريخ الطبي للمريض، ولا سيما إذا كانت العلامات التحذيرية موجودة.

تشمل الاختبارات المحتملة كلاً من

  • التحري السريع عن العقديات (عند الأطفال)

  • الزرع البكتيري لعينة من الحلق (للبالغين)

  • تنظير الحنجرة بالألياف البصرية المرنة

  • التصوير بالأشعَّة السِّينية للرقبة

تكون الأولوية الأولى للطبيب هي تمييز الأشخاص الذين قد يكونوا مصابين بالتهاب لسان المزمار.تعد أصوات الصرير وسيلان اللعاب من العلامات التحذيرية، وخاصة لدى الأشخاص الذين يُظهرون توعكاً أو يعانون من صعوبة في التنفُّس.في مثل هذه الحالات، ينبغي عدم إخضاع الأشخاص للتصوير بالأشعَّة السِّينية.وبدلاً من ذلك، يمكن للطبيب فحص أسفل الحلق باستخدام أنبوب رقيق ومرن يجري إدخاله من خلال الأنف (تنظير الحنجرة بالألياف البصرية المرنة).وبما أن الأطفال يكونون أكثر عرضة للإصابة المفاجئة بانسداد كامل في مجرى الهواء عند فحص الحلق، فسوف يعمد الطبيب إلى تقليل هذا الخطر من خلال الفحص في غرفة العمليات فقط، حيث تتوفر التجهيزات المتطورة الخاصة بعلاج الحالات التنفسية الطارئة بالإضافة إلى الطاقم الطبي الكافي.يمكن للمرضى البالغين الذين لا يبدون متوعكين بشكل كبير ولا يعانون من أعراض تنفسية أن يخضعوا لتصوير بالأشعَّة السِّينية للرقبة بهدف التحري عن أي تورم في لسان المزمار، أو لتنظير الحنجرة بالألياف البصرية المرنة في قسم الطوارئ أو في عيادة الطبيب المختص.

وعلى الرغم من الاعتقاد السائد لدى الكثير من الأشخاص، إلا أنه من الصعب على الطبيب التمييز بين التهاب الحلق بالعقديات أو التهاب الحلق الفيروسي من خلال معاينة المظهر فقط.إذ يمكن لكلا النوعين أن يسبب احمراراً في الحلق مع بقع بيضاء.وبالتالي، لا بد للطبيب من إجراء المزيد من الفحوصات لتحديد نوع التهاب الحلق، إلا إذا كان الزكام هو التشخيص الراجح للحالة.هناك نوعان من الاختبارات التي يمكن للطبيب القيام بها، وهما اختبار مستضد العقديات السريع واختبار الزرع البكتيري لمسحة من الحلق.يُجرى كلا الاختبارين على عينة تؤخذ من مؤخرة الحلق بواسطة مسحة.يمكن إجراء اختبار مستضد العقديات السريع في عيادة الطبيب في غضون 20 دقيقة.وعادة ما يلجأ الطبيب إلى هذا الاختبار عند الأطفال.إذا كانت نتيحة الاختبار إيجابية، فسوف يُعالج الطبيب الطفل باستخدام المضادات الحيوية.أما إذا كانت نيتجة الاختبار سلبية، فسوف يقوم الطبيب بإرسال عَيِّنَة أخرى إلى المختبر للزرع البكتيري (استنبات البكتريا المسببة للالتهاب على هلام خاص بحيث يمكن تحديدها بالضبط).إذا تطلب الأمر إجراء اختبار عند البالغين لتحري التهاب الحلق بالعقديات، فسوف يلجأ الطبيب غالبًا إلى إجراء الزرع البكتيري بشكل مباشر، وذلك لاحتمال تعرض البالغين لأنواع أخرى من العدوى غير العقديات لا يمكن تحديدها باختبار مستضد العقديات السريع.

غالبًا ما يكون الخراج واضحاً في أثناء الفحص المباشر من قبل الطبيب.يمكن للطبيب تشخيص وعلاج الخراج عن طريق إدخال إبرة صغيرة في المنطقة المتورمة بعد إرذاذ مادة مخدرة على الحلق.إذا خرج الصديد، فسوف يتأكد تشخيص الخراج، وسوف يعمل الطبيب على إزالة أكبر قدر ممكن من القيح.أما إذا كان موقع ومدى الخراج غير واضح، يُجرى التصوير المقطعي المحوسب (CT) للعنق.

ولا يقوم الطبيب بإجراء اختبارات الدَّم لتحري داء كثرة الوحيدات أو العدوى بفيروس العَوَز المَناعي البَشَري المُكتَسَ إلا عند الاشتباه بالإصابة بأحد هاتين الحالتين.

علاج التهاب الحلق

يُعالج الأطباء أية أسباب نوعية لالتهاب الحلق.فعلى سبيل المثال، تُوصف المضادات الحيوية للأشخاص الذين يعانون من التهاب الحلق بالعقديات أو غيرها من حالات العَدوَى البكتيرية.

من المهم تخفيف آلام التهاب الحلق حتى يتمكن الشخص من تناول الطعام والشراب.يساعد الإيبوبروفين أو الأسيتامينوفين (الباراسيتامول) على تخفيف الألم والحمى.قد يحتاج المرضى الذين يعانون من ألم شديد لاستخدام جرعات قصيرة المدى القصير من المسكنات الأفيونية (مثل أوكسيكودون أو هيدروكودون).كما تساعد الغرغرة بالمياه الدافئة المالحة وأقراص المص الخاصة بالحلق وبخاخات الحلق (مثل تلك الحاوية على البنزوكائين، أو الليدوكائين، أو الديكلونين) على تخفيف الألم مؤقَّتًا، ولكن يجب أن تؤخذ فقط بالمقدار الموصوف، وليس أكثر من ذلك.ريثما تتحسن شهيتهم، يُعد تحضير الحساء وسيلة جيدة لمنع إصابة الأطفال بالتجفاف وسوء التغذية عندما يكون البلع مؤلماً.

النقاط الرئيسية

  • تنجم معظم أنواع التهاب الحلق عن التهاب اللوزتين والبلعوم الفيروسي، وتتعافى من تلقاء نفسها دون علاج.

  • يمكن أن ينجم ألم الحلق في بعض الأحيان عن عدوى بكتيرية (وخاصة العقدية) مما يؤدي إلى التهاب الحلق.

  • ومن الصعب على الأطباء التمييز بين النوعين الفيروسي والبكتيري لالتهاب اللوزتين والبلعوم دون إجراء اختبار.

  • يُعد كل من الخراج والتهاب لسان المزمار من الأَسبَاب النادرة لالتهاب الحلق، إلا أنها أسباب خطيرة لالتهاب الحلق.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID