الرِّعاية الذَّاتيَّة خلال فترة الحمل

حسبRaul Artal-Mittelmark, MD, Saint Louis University School of Medicine
تمت مراجعته رمضان 1442

يوجد الكثير من الإجراءات التي يمكن للمرأة الحامل أن تقوم بها لرعاية نفسها خلال فترة الحمل.إذا كانت لدى المرأة الحامل أيَّة أسئلة حول النظام الغذائي أو استعمال الأدوية أو المكملات الغذائية أو النشاط البدني أو الجماع خلال فترة الحمل، فيمكنها التحدُّث مع طبيبها أو غيره من مُقدِّمي الرعاية الصحيَّة.

النظام الغذائي والوزن

يجب أن يكون النظام الغذائي للمرأة كافيًا ومُغذِّيًا خلال فترة الحمل.وإذا كانت لا تستهلك ما يكفي من العناصر الغذائية لنفسها وللجنين، فإنَّ العناصر الغذائية تذهب أولًا لتغذية الجنين.إلَّا أنَّ إضافة حوالى 250 سعرة حرارية إلى النظام الغذائي اليومي يكون كافيًا لتوفير الغذاء لكليهما عادةً.يجب أن يكون مصدر معظم السُّعرات الحراريَّة الإضافيَّة من البروتين.وينبغي أن يكون النظام الغذائي متوازنًا بشكلٍ جيدٍ ويتضمَّن الفواكه الطازجة والحبوب والخضراوات.تُعدُّ الحبوب الغنيَّة بالألياف والفقيرة بالسكر خيارًا جيدًا.تحتوي المأكولات البحرية على موادّ غذائيَّة مهمة لنمو وتخلُّق الجنين.ولكن، ينبغي على النساء الحوامل اختيار المأكولات البحرية التي تحتوي على مستويات منخفضة من الزئبق.لمزيد من المعلومات، انظر الزئبق في المأكولات البحرية.

في الولايات المتحدة، تحصل معظم النساء على حاجتهن من الملح من خلال نظامهنَّ الغذائي، دون إضافة ملح الطعام إلى طعامهن.بينما تحتوي الأطعمة المُتوفِّرة تجاريًّا على كميات مفرطة من الملح غالبًا وينبغي الحد من استهلاكها.

لا يُنصح باتباع نظامٍ غذائيٍّ لإنقاص الوزن خلال فترة الحمل، حتى بالنسبة للنساء البدينات، لأن وجود زيادة بسيطة في الوزن يُعدُّ أمرًا ضروريًّا للجنين حتى يتطوَّر بشكلٍ طبيعي.ذلك أنَّ اتِّباع نظام غذائي لإنقاص الوزن يحُدُّ من إمدادات المواد الغذائية إلى الجنين.

يعتمد الوزن الذي يجب على المرأة أن تكتسبَهُ خلال فترة الحمل على مؤشر كتلة الجسم (BMI) قبل الحمل.مؤشِّر كتلة الجسم هو الوزن بالكيلوغرام مقسومًا على مُربَّع الطول بالأمتار ويُستَعمل لتحديد ما إذا كانت نسبة الوزن إلى الطول طبيعيَّة.يجب على النساء ذوات مؤشر كتلة الجسم المرتفع أن يكتسبنَ وزنًا أقل خلال فترة الحمل مقارنةً بالنساء اللواتي يُصنَّف مؤشر كتلة الجسم عندهنَّ على أنَّه طبيعي أو منخفض.ينبغي أن تكتسب المرأة متوسطة الحجم ما بين 11.5-16 كغ تقريبًا خلال فترة الحمل.

يؤدي كسب الكثير من الوزن إلى زيادة الدهون عند المرأة والجنين.ولأن ضبط زيادة الوزن تكون أكثر صعوبة في المراحل المتأخرة من الحمل، فيجب أن تحاول المرأة تجنُّب اكتساب الكثير من الوزن خلال الأشهر الأولى.إلَّا أنَّ عدم اكتساب وزن يمكن أن يُعيق نموَّ وتطوُّر الجنين.خلال الثلث الأول (من الأسبوع 0 إلى الأسبوع 12 من الحمل)، يجب أن تتراوح زيادة الوزن عند معظم النساء بين 1.1 إلى 4.4 باوند (0.5-2 كغ).

تكتسب المرأة الحامل وزنًا نتيجة وجود احتباس للسوائل عندها في بعض الأحيان.قد يجري احتباسٌ للسوائل في مرحلة متقدِّمة من الحمل، لأنَّ استلقاء المرأة الحامل على الظهر يُسبب تداخلًا بين الرحم المتضخم وتدفق الدَّم من الساقين إلى القلب.يمكن أن يؤدي الاستلقاء على جانبٍ واحدٍ، ويُفضَّل الجانب الأيسر، لمدة تتراوح بين 30 - 45 دقيقة مرتين أو ثلاث مرات يوميًّا إلى التخفيف من هذه المشكلة.كما قد يكون مفيدًا استعمال جوارب الدَّعم المرنة.

الجدول
الجدول

الأدوية والمكملات الغذائية

يُفضَّل تجنُّب استعمال الأدوية خلال فترة الحمل بشكلٍ عام.ولكن، يجب استعمال الأدوية في بعض الأحيان.يجب على المرأة الحامل أن تستشير طبيبها قبل استعمال أيِّ دواء، بما في ذلك الأدوية التي لا تتطَّلب وصفة طبية، مثل الأسبرين أو الأعشاب الطبية - ولاسيَّما خلال الأشهر الثلاثة الأولى.

يزيد الحمل من كمية الحديد المطلوب تناولها إلى الضعفين.تحتاج معظم النساء الحوامل إلى استعمال مكملات الحديد لأنَّ المرأة العادية لا تمتص ما يكفي من الحديد من الطعام لتلبية مُتطلَّبات الحمل.إذا كانت المرأة تعاني من فقر الدَّم أو حدث عندها فقر الدَّم خلال فترة الحمل، فقد تحتاج إلى استعمال جرعةٍ أكبر من الحديد مقارنةً بغيرها من النساء الحوامل.قد يؤدي استعمال مكملات الحديد إلى حدوث اضطرابٍ خفيف في المعدة وإمساك.

يجب على جميع النساء الحوامل استعمال مكملات تحتوي على 400 ميكروغرام من حمض الفوليك يوميًّا، رغم أنَّ بعض الخبراء يوصون باستعمال كميَّاتٍ أعلى بقليل، مثل 600 أو 800 ميكروغرام.تتوفر هذه التراكيز غالبًا في المنتجات التي لا تحتاج إلى وصفة طبية، مثل الفيتامينات المتعددة.من الناحية المثالية، ينبغي البدء باستعمال مكملات حمض الفوليك قبل الحمل.يزيد عوز حمض الفوليك من خطر إصابة الطفل بعيبٍ خِلقي في الدِّمَاغ أو الحبل النخاعي (عيب الأنبوب العصبي)، مثل السنسنة المشقوقة spina bifida.يجب أن تستعمل النساء اللواتي أنجبنَ طفلًا مصابًا بعيبٍ في الأنبوب العصبي 4000 ميكروغرام من حمض الفوليك - وهي كمية أكبر بكثير من الكمية الموصى باستعمالها عادةً.يحتاج استعمال جرعة 1000 ميكروغرام أو أعلى إلى وصفة طبيب.بالنسبة لمعظم النساء الأُخريات، حتى اللواتي يعانين من عوز حمض الفوليك، تكون تراكيزه العاديَّة الموجودة في المكملات الفيتامينية المخصصة لمرحلة ما قبل الولادة كافية.

يوصي الأطباء بأن تستعمل النساء الحوامل مكملات فيتامينية خاصة بمرحلة ما قبل الولادة تحتوي على الحديد وحمض الفوليك يومياً، حتى إذا كان نظامهنَّ الغذائي مناسبًا.

هل تعلم...

  • لا تؤدي ممارسة الرياضة والجماع إلى تعريض الحمل للخطر عادةً.

  • عند السفر، يجب على النساء الحوامل استعمال أحزمة الأمان دائمًا.

النشاط البدني

تشعر العديد من النساء الحوامل بالقلق حول تخفيف أنشطتهنَّ.ولكن، يمكن لمعظم النساء الاستمرار في أداء أنشطتهنَّ المعتادة وتمارينهنَّ الرياضيَّة طيلة فترة الحمل.ومن الجيد ممارسة الرياضات المُجهِدة باعتدال، مثل السباحة والمشي السريع.كما يمكن القيام بنشاطات قوية، مثل الجري وركوب الخيل، إذا أُجريّت بحذر، وذلك لتجنُّب حدوث إصابة وخصوصًا في البطن.يجب تجنَّب القيام بالرياضات المنطوية على تماس جسدي.

ممارسة الجنس

يمكن أن تزداد الرغبة الجنسية أو تنقص خلال فترة الحمل.يكون الجماع آمنًا طيلة فترة الحمل ما لم يكن لدى المرأة نزفٌ مهبليٌّ أو شعورٌ بألم أو تسرُّب للسائل الأمنيوسي أو تقلُّصات في الرحم.حيث ينبغي في مثل هذه الحالات تجنُّب الجماع.

التَّحضير للرِّضاعة الطبيعية

خلال فترة الحمل، لا تحتاج النساء اللواتي يُخطِّطنَ للرضاعة الطبيعية إلى القيام بأيِّ شيءٍ لإعداد حلماتهنَّ من أجل الرِّضاعة الطبيعيَّة.قد يؤدي عصر السوائل من الثدي يدويًا قبل الولادة إلى إصابة بالثدي بالعدوى (التهاب الثدي) أو حتى المخاض المبكر.يقوم الجسم بتحضير الهالة والحلمة من أجل الرضاعة الطبيعية من خلال إفراز مواد مُزلِّقة لحماية السطح.ينبغي عدم التخلص من هذه المواد المُزلِّقة.

قد يكون من المفيد للمرأة الحامل مراقبة النساء اللواتي يرضعن رضاعة طبيعية والتَّحدُّث إليهن والتعلم من خبراتهن، وبالتالي التشجع على اعتماد الرضاعة الطبيعية.

السَّفر خلال فترة الحمل

الوقت الأسلم للسفر خلال فترة الحمل يكون ما بين الأسبوعين الرَّابع عَشر والثامن والعشرين.يجب ألا تتجاوز مدَّة السفر 6 ساعات يوميًّا.يمكن للمرأة الحامل الحصول على نصائح ومعلومات مفيدة حول السفر من طبيبها، لذلك تُعدُّ مناقشة خطط السفر مع الطبيب فكرةً جيدة.

يجب على النساء الحوامل استعمال حزام الأمان دائمًا، سواءً عند السفر في سيارة، أو طائرة، أو أي وسيلة نقل أخرى.بالنسبة لحزام الأمان في السيارة، قد يكون تمديد الجزء العرضي من الحزام فوق الوركين وتحت البطن المتمدِّد، وتمديد الجزء الكتفي من الحزام بين الثديين مساعدًا على جعل استعمال أحزمة الأمان أكثر راحة.يجب أن تكون الأحزمة مُحكَمةً، ولكن ليس إلى درجة تصبح فيها مشدودة بشكل مُزعج.

في أثناء أيَّ نوعٍ من السفر، ينبغي على النساء الحوامل تمطيط ومَدَّ الساقين والكاحلين بشكلٍ دوري.يكون السفر على متن الطائرات آمنًا حتى بلوغ الأسبوع السادس والثلاثين تقريبًا.السَّبب الرئيسي لتقييد السفر بعد الأسبوع السادس والثلاثين هو خطر حدوث المخاض والولادة في مُحيطٍ غيرَ مألوف.

الوقاية عند النساء الحوامل

تركز رعاية ما قبل الولادة على الوقاية من المشاكل التي قد تعقد الحمل، أو تشخيصها باكرًا .على سبيل المثال، يجري تحري العديد من الأمراض عند النساء الحوامل، بما في ذلك

(انظر أيضًا الرِّعاية الطبية في أثناء الحمل)

قد يُوصف حمض الفوليك للنساء قبل حدوث الحمل (إن أمكن) وفي أثناء الحمل، للوقاية من العيوب الخلقية عند الجنين.كما يُوصف الحديد للكثير من النساء الحوامل للوقاية من فقر الدم.وتُنصح النساء أيضًا بالامتناع عن التبغ، وعدم تناول المشروبات الكحولية أو العقاقير الترويحية قبل الحمل وفي أثنائه.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID