الحُمَّى الصَّفراء

لا يُعاني بعض المصابين بالعدوى من أيِّ أعراض.بينما يعاني آخرون من أعراضٍ خفيفة، ويعاني بعضُهم من مرضٍ خطير مُهدِّدٍ للحياة.

تبدأ أعراض الحمى الصفراء عادةً بعد مرور حوالى 3-6 أيَّام من التعرُّض للسع من قِبَل بعوضة مصابةٍ بالعدوى؛حيث تبدأ الأعراض بالصُّدَاع والدوخة وأوجاع العضلات والقشعريرة وحدوث حُمَّى خفيفة، تبدأ بشكلٍ مفاجئ.ومن الشَّائع حدوث الغثيان والقيء والإمساك والتعب الشديد والتَّهيُّج والتَّململ.ويكون الوجه مُتورِّدًا.

تزول جميعُ هذه الأَعرَاض بعد بضعة أيام؛ثمَّ يتعافى بعض الأشخاص، إلَّا أنَّه تحدث عند الآخرين حُمَّى شديدة وغثيان وقيء وألم شديد معمم بعد بضع ساعات أو أيام من اختفاء الأَعرَاض الأوَّلية.يتحوَّل لون الجلد إلى الأصفر (اليرقان) بسبب إصابة الكبد بالعدوى.ويحدُث نزفٌ من الأنف والفم والسبيل الهضمي في كثير من الأحيان.قد يتقيَّأ المرضى دمًا.ويمكن أن يُصابوا بالتخليط الذهني واللامُبالاة.

يصاب بعض الأشخاص بالهذيان.يكون لديهم انخفاض شديد في ضغط الدَّم (صدمة)قد تتسبَّب العدوى الشديدة في حدوث اختلاجاتٍ وخللٍ وظيفيٍّ في عددٍ من الأعضاء وغيبوبة؛ يتوفى 30 إلى 60٪ من الأشخاص الذين يعانون من نزف وحمى شديدين.

• زرع أو اختبارات الدَّم

يشتبه الأطباء في الحمى الصفراء عندما تظهر أعراضٌ نموذجيَّة عند الأشخاص الذين يعيشون في منطقةٍ تنتشر فيها العدوى.

يجري تشخيص الحمى الصفراء عن طريق تنمية الفيروس (زراعته) أو من خلال التَّحرِّي عن أضداد الفيروس في الدَّم.أو يمكن استعمال تقنيات تفاعل البلمرة المتسلسل (PCR) لصنع الكثير من نسخ المادة الوراثيَّة للفيروس.تُمكِّنُ هذه التقنيةُ الأطباءَ من التعرُّف إلى الفيروس بسرعةٍ ودقَّة.

• الرِّعاية الدَّاعمة

تشتمل معالجة الحمى الصفراء على الرِّعاية الدَّاعمة التي تنطوي على استعمال الأدوية لعلاج أو منع حدوث النَّزف، مثل حقن فيتامين (K) (الذي يمكن أن يساعد على تجلُّط الدَّم).

لا توجد مُعالَجَة نوعيَّة للحمَّى الصفراء.

تشتمل الوقاية من الحمَّى الصفراء على ما يلي:

• تجنُّب لسعات البعوض

• التطعيم

• العَزل

يُعدُّ تجنُّب لسعات البعوض أساسَ الوقاية.يمكن للأشخاص الذين يعيشون أو يزورون المناطق التي تنتشر فيها الحمى الصفراء القيام بما يلي:

• تطبيق مادة DEET (ثُنائي إيثيل تولواميد diethyltoluamide) الطاردة للحشرات على الجلد

• استخدام شبكة البعوض (ناموسية)

• ارتداء قمصان طويلة الأكمام وسراويل طويلة.

• الإقامَة في الأماكن التي تحتوي على مكيفات الهواء أو التي تستخدم ستائر النوافذ والأبواب لإبعاد البعوض.

• معالجة المَلابس أو تَشريبها بالمبيد الحشري "بيرميثرين" (لكن، لا يُطبَّق ذلك على الجلد مباشرة).

وبالنسبة للأطفال، يُوصَى باتِّخاذ الاحتياطات التالية:

• لا يُستخدَم طارد للحشرات على الرضَّع بعمر أقلّ من شهرين.

• لا تُستخدَم المنتجاتُ التي تحتوي على زيت يُوكاليبتوس الليمون lemon eucalyptus (بارا منثان ديُول para-menthane-diol) على الأطفال دون سن 3 سنوات من العمر.

• أمَّا بالنسبة للأطفال الأكبر سنًّا، فيجب على البالغين رشّ طارد للحشرات على أيديهم، ومن ثمَّ تطبيقه على جلد الأطفال.

• إلبَاس الأطفال مَلابس تغطِّي أذرعهم وسيقانهم، أو تغطية السَّرير أو المَهد أو العَربة أو حمَّالة الطفل بشبكة مانعة لوصول البعوض.

• لا يُطبَّق طاردُ الحشرات على اليَدين أو العينين أو الفم أو الجلد المجروح أو المتهيِّج عند الأطفال.

يتوفر لقاح فعَّال بنسبة 95٪ للوقاية من الحمَّى الصفراء.يمكن لجرعة واحدة من اللقاح أن توفر مناعة مدى الحياة ضد الحمى الصفراء.يجب إعطاء الأشخاص اللقاح قبل 10 أيام على الأقل من السفر إلى بلدٍ تشيع فيه عدوى الحمَّى الصفراء.في الولايات المتحدة، يقتصر استعمال اللقاح على عيادات التَّطعيم ضدَّ الحمَّى الصَّفراء المُرخَّصة من قبل خدمة الصحَّة العامة الأمريكيَّة.إلَّا أنَّه يوجد الكثير من هذه المراكز (انظر مَراكِز مُكافَحَةِ الأَمراض: عيادات التطعيم ضد الحمى الصفراء CDC: Yellow Fever Vaccination Clinics).

تطلب الكثير من البلدان أن يكون الأشخاص القادمون إليها من مناطق تحدث فيها الإصابة بالحُمَّى الصفراء قد حصلوا على لقاح لهذه الحُمَّى.يجب تطعيم الأشخاص الذين يسافرون إلى المناطق التي تكون فيها الحُمَّى الصفراء شائعة.

كثيرًا ما يكون موت القرود بسبب الحمى الصفراء مؤشرًا على أن الفاشيات في الغابة تحدث مع خطر انتقالها إلى البشر.ينبغي على الأشخاص غير الملقحين المتواجدين في هذه المناطق إخلاء المنطقة إلى أن يتم تطعيمهم.يُستَعمل لقاح الحمى الصفراء الجماعي الفوري بهدف السيطرة على فاشية مستمرة من الحمى الصفراء من خلال التمنيع.

ينبغي عدم استعمال اللقاح في الحالات التالية:

• النساء الحوامل

• الرُّضَّع الذين لم يتجاوزوا شهرهم السادس

• الأشخاص الذين يُعانون من ضُعف الجهاز المناعي (مثل المصابين بمتلازمة العوز المناعي المُكتَسب)

إذا تمَّ الاشتباه في الإصابة بالعدوى أو تشخيصها، فيجب عزلُ الأشخاص في غرفٍ يجري فحصَها ورشَّها بالمبيدات الحشرية لمنع انتشار المزيد من الفيروسات عن طريق البعوض.