التولاريمية Tularemia

(حمى الأرانب، حمى ذباب الغزال)

حسبLarry M. Bush, MD, FACP, Charles E. Schmidt College of Medicine, Florida Atlantic University
تمت مراجعته رمضان 1443 | المعدل جمادى الأولى 1444

التولاريمية هي عدوى تسبّبها بكتيريا سالبة الجرام هي الفَرانْسيسيلَة Francisella tularensis، وتنجم عن المخالطة المباشرة للحيوانات البرية المصابة، الأرانب عادةً، أو التعرُّض للدغات القراد أو ذبابة الغزلان أو البراغيث المصابة.

  • وممّا يزيد من خطر الإصابة التعاملُ مع جيف الحيوانات، أو الترعض للدغ القراد، أو استنشاق جزيئات الرش الملوثة، أو تناول أو شرب مادة ملوثة.

  • تتضمن الأعراضُ كلاً من الحمى، والقرحات الجلدية، وتورّم العقد اللمفية.

  • يساعد زرعُ عينات من الدم أو النسج المُصابة بالعدوى على تشخيص الحالة.

  • تُعالج الحالة بشكل فعّال بحقن المضادات الحيوية.

  • يمكن لإجراءات الوقاية من لدغ الحشرات، والتعامل مع لحوم الذبائح بعناية، وتعقيم المياه، أن يساعدَ على الوقاية من عدوى التولاريمية.

(انظر أيضًا لمحة عامة عن البكتيريا).

الانتشار

توجد بكتيريا الفَرانْسيسيلَة التُّولارِيَّة Francisella tularensis بشكل طبيعي في الحيوانات، وخاصة القوارض، والأرانب الأهلية والبرّية.قد تحمل الحيوانات البرية والحيوانات الأليفة البكتيريا.

وقد يلتقط الشخص السليم العدوى بإحدى الوسائل التالية:

  • التعامل مع لحوم الحيوانات المصابة (كما هيَ الحال عندما يقوم الصياد بسلخ الأرنب، أو عندما يتعامل الجزار، أو المزارع، أو دباغ الجلود، أو عامل المختبر مع حيوانات مصابة أو بعض مُنْتجاتها)

  • التعرّض للدغة القراد، أو ذباب الغزال، أو البراغيث أو غيرها من الحشرات المصابة، وخاصةً في فصل الصيف (لاسيَّما إذا كان الضحية طفلًا)

  • تناول مأكولات أو مشروبات ملوّثة (مثل لحوم الحيوانات غير المطهية بشكل جيد، أو الماء الملوث)

  • استنشاق جسيمات محمولة بالهواء تحتوي على البكتريا (كما هيَ الحال عند جزّ العشب فوق حيوان ميت ومُصاب بالعدوى، أو عندما يتعامل الشخص مع البكتيريا في المختبر)

الفرنسيسيلَّةُ التُّولاَرِيَّة هي إحدى أنواع الأسلحة البيولوجية المحتملة.يمكن أن تنتشر عن طريق الهواء وأن يتم استنشاقها.يحدد حجمُ الجسيمات المحمولة جوًا ما إذا كان يمكن للبكتيريا الدخول إلى الجهاز التنفُّسي أم لا.يمكن للجسيمات الصغيرة أن تنحشر في الحويصلات الرئوية وتُسبب الالتهاب الرئوي.تنحشر الجسيمات الأكبر في الحلق.كما قد تنحشر الجسيمات في العينين.

لا يمكن لعدوى التولاريمية أن تنتقلَ من شخص لآخر.

انتقال العدوى من خلال مجرى الدم

يمكن للعدوى أن تنتشرَ عن طريق مجرى الدم، وتُصيب الأعضاء التالية:

قد يتجمع القيحُ في الرئتين، مسببًا خراجات.

أنواع التولاريمية

هناك عدّة أنواع من عدوى التولاريمية

التولاريمية الغُديّة التقرّحية

يُعد هذا النوع الأكثر شُيُوعًا.تحدث تقرحاتٌ مفتوحة مؤلمة في موقع دخول البكتيريا إلى الجلد: من خلال جرح (على اليدين والأصابع غالبًا)، أو من خلال لدغة حشرة قراد (في أعلى الفخذ، تحت الإبط، أو جذع الجسم عادة).

تنتقل البكتيريا إلى عقد لمفية مجاورة، فتسبب تورّمها والألم فيها.قد يتشقّق الجلد المحيط بالعقد اللمفية، ويخرج القيح منه.

التولاريمية الغدية

تُصبح العقد اللمفية متورّمة ومؤلمة، إلا أنّ الحالة لا تترافق مع تقرحات جلدية.

التولاريمية الغدية العينية

تصبح العين متورّمة ومؤلمة وحمراء، ويخرج نز قيحي منها.تُصبح العقدُ اللمفية المجاورة متورمة ومؤلمة.

قد تنجم التولاريمية الغدية العينية عن لمس العين بأحد الأصابع الملوثة بالعدوى، أو وصول سوائل تحتوي على العدوى إلى العين.

التولاريمية الفموية البلعومية

يُصبح البلعومُ مؤلمًا، وتتورم العقد اللمفية في الرقبة.ويعاني بعضُ الأشخاص من ألم بطني، وغثيان، وإقياء، وإسهال.

تنجم التولاريمية البلعومية الفموية عادة عن تناول لحوم ملوّثة غير مطهية بشكل جيد، أو شرب ماء ملوّث.

التولاريمية التيفية

يشعر المريضُ بقشعريرة، وألم بطني، دون أن يترافق ذلك بقرحات جليدة، أو تورم في العقد اللمفية.

تحدث التولاريمية شبه التيفية عن انتقال العدوى إلى مجرى الدم.وقد يبقى مصدر العدوى مجهولًا في بعض الأحيان.

التولاريمية الرئوية

تُصاب الرئتان بالعدوى.وقد يعاني المريضُ من سعال جاف، وضيق تنفس، وألم صدري.ويمكن أن يظهر لدى المريض طفحٌ جلدي.

تنجم التولاريمية الرئوية عن استنشاق البكتيريا أو انتشارها من خلال مجرى الدم إلى الرئتين.يحدث هذا الشكلُ من العدوى عند 10-15% من الأشخاص المصابين بالتولاريمية الغدية التقرّحية ulceroglandular tularemia، وعند 50% من الأشخاص المصابين بالتولاريمية التيفية typhoidal tularemia.

التولاريمية الإنتانية الدَّموية

يكون هذا النوع من العدوى الأكثر خطورة.ويُعدّ من الأشكال المُعممة في الجسم، التي تحدث عندما تنتشر البكتيريا من خلال مجرى الدم، وتُسبب فشلًا في عدد من أعضاء الجسم.

يكون ضغطُ الدم منخفضًا، وتمتلئ الرئتان بسائل، وتُستنزف عوامل التخثر في الدم، مما يُسبب النزف (التخثر المنتشر داخل الأوعية disseminated intravascular coagulation).

أعراض التولاريمية

تُصيب أنواع متعدّدة من التولاريمية أعضاء مختلفة من الجسم (مثل العينين، أو الحلق، أو الرئتين) وتُسبب بالتالي أعراضًا مختلفة.تظهر الأعراضُ عادةً في غضون 2-4 أيام بعد التعرض للبكتيريا، ولكن قد تستغرق حتى 10 أيام.

قد تظهر التقرحات بجوار موضع الخدش أو الجرح الذي بدأت العدوى منه.وقد تتورّم العقد اللمفية بجوار المنطقة المصابة وتُصبح مؤلمة.ويمكن أن ترتفعَ درجة الحرارة بشكل مفاجئ بحيث تصل إلى 40° مئوية، وتترافق مع صداع، وقشعريرة، وتعرق غزير، وألم عضلي.قد يشعر المريض بإحساس عام بالتوعك، مع غثيان.ويمكن أن يتقيأ وينخفض وزنه.وقد يظهر لده طفح جلدي بأي وقت.

مآل التولاريمية

عندَ معالجة الحالة بشكل جيد، فإن جميعَ المرضى يشفون تقريبًا.أمّا بغياب التشخيص الصحيح، فيختلف معدل الوفيات من 6% في الأشخاص المصابين بالتولاريمية الغدية التقرحية إلى 33٪ في الأشخاص المصابين بالتولاريمية التيفية أو الرئوية أو الإنتانية الدموية.غالبًا ما تنجم الوفاة عن عدوى شديدة، أو التهاب رئوي، أو التهاب سحايا، أو التهاب صفاق.

ومن غير الشائع حدوث نكس، ولكنه قد يحدث في حال كان العلاج غير مناسب.يكتسب المرضى الذين أصيبوا بالتولاريمية مناعة تجاه العدوى بها مجددًا.

تشخيص التولاريمية

  • زراعة عينات من الدم أو سوائل الجسم الأخرى المصابة

يشتبه الطبيبُ بعدوى التولاريمية عند الأشخاص الذين يعانون من حمى مفاجئة، وتورم في العقد اللمفية، وتقرحات نموذجية بعد التعرض للدغ القراد أو ذباب الغزال، أو بعد التماس (ولو بشكل محدود) مع الأرانب أو الأرانب البرية أو القوارض.

تؤخذ عينات من النسج المصابة، مثل الدم، أو السوائل التي تخرج من العقد اللمفية، أو القيح الذي يخرج من القرحات، أو القشع.يجري إرسالُ العينة إلى المختبر، إن وُجدت، حيث يمكن للبكتيريا النمو والتكاثر.كما قد تُجرى اختباراتٌ دموية لتحري وجود أجسام مضادة للبكتيريا.

قد يستخدم الأطباء تقنية تفاعل البوليمراز المتسلسل polymerase chain reaction (PCR) لزيادة كمِّية الحمض النووي الوراثي للبكتيريا، لذلك يمكن كشفُ البكتيريا بسرعة أكبر.

الوقايَة من التولاريمية

في حال رغبة الشخص بزيارة مناطق تنتشر فيها العدوى بالتورلاريمية، ينبغي عليه اتخاذ الاحتياطات التالية:

  • تطبيق طارد حشرات على مناطق الجلد المكشوفة، يحتوي على 25-30% من مادة ديثيل تولواميد diethyltoluamide (DEET)

  • ارتداء ثياب مُعالجة بمادة طاردة للحشرات تحتوي على البيرميثرين permethrin

  • الالتزام بالمسارات والطرق المخصّصة للمشاة، وتجنّب الأحراش

  • المسير في وسط المسار، وتجنّب الاحتكاك بأغصان الأشجار والأعشاب على جانبي المسار

  • ارتداء بنطال طويل، وحشره داخل الجوارب والحذاء

  • تحرّي وجود القراد في الثياب، أو على الجلد، أو على أحد أفراد العائلة، أو على الحيوانات الأليفة

  • تجنّب شرب المياه التي يُحتمل بأن تكون ملوّثة، أو الاستحمام فيها، أو العمل ضمن بيئة تحتوي عليها

يساعد البحثُ الفوري عن القرادات في حال التعرّض لها على الوقاية من العدوى، وذلك لأن العدوى تستلزم بقاء القرادة على الجلد لمدة تصل إلى 4 ساعات أو أكثر.وفي حال العثور على قرادة، فينبغي إزالتها على الفور (انظر الشكل الوقاية من لدغات القراد).

عندَ التعامل مع الأرانب، والأرانب البرية، والقوارض، ينبغي على العمال ارتداء ثياب طويلة واقية (مثل القفازات المطاطية وأقنعة الوجه) لأن البكتيريا قد تكون موجودة فيها.ينبغي طهيُ الحيوانات والطيور البرية بشكل جيد قبل تناولها.

حاليًا، لا يوجد لقاح متاح، ولكن يجري تقييم لقاح واحد.

بعدَ التعرض للبكتيريا (كما في المختبر على سبيل المثال)، يُعطى الشخص المضادات الحيوية، مثل دوكسيسايكلين، أو سيبروفلوكساسين، للوقاية من حدوث العدوى.

علاج التولاريمية

  • المضادَّات الحيوية

ليس من الضروري عزل المصابين بالتولاريمية

تُعالج التولاريمية عادةً بحقن عضلية من المضاد الحيوي ستريبتومايسين لمدة 7 الى 10 أيام.تتضمن الخيارات البديلة من المضادات الحيوية كلاً من كلورامفينيكول، وسيبروفلوكساسين، ودوكسيسايكلين.

يمكن في حالات نادرة أن تتشكل خراجات كبيرة لتصريفها جِراحيًا.

قد يكون من المفيد تطبيق ضمادات دافئة على العين المصابة، وارتداء نظارات سوداء، واستخدام قطرات عينية بموجب وصفة طبية.

يُعالج المرضى المصابون بصداع شديد بالمسكنات عادة.

للمَزيد من المعلومات

يمكن للمصدر التالي باللغة الإنجليزية أن يكون مفيدًا.يُرجى ملاحظة أن دليل MSD غير مسؤول عن محتوى هذا المصدر.

  1. مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC): Tularemia: مصدر يتضمن معلومات حول التولاريمية، بما في ذلك عوامل السيطرة على العدوى وغيرها من الموارد

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID