تشنُّجُ المريء هو اضطراب في الموجات النظمية للتقلُّصات العضلية (التمعُّج) في المريء.
وسببُ هذا الاضطراب غيرُ معروف.
تشتمل الأَعرَاضُ على ألم في الصدر وصعوبة في البلع.
ويستند التَّشخيصُ إلى نتائج التصوير بالأشعَّة السِّينية بعدَ بلع الباريُوم وقياس الضغط في المريء.
ويشتمل العلاجُ على حاصرات قنوات الكالسيوم، أو حقن توكسين البوتولينوم (ذيفان الوشيقيَّة)، أو الجراحة أحيانًا.
المَريء هو أنبوبٌ أجوف يصل ما بين الحلق (البلعوم) والمعدة.(انظر أيضًا لمحة عامة عن المريء).
في هذا الاضطراب، تُستبدَل التقلُّصات الدافعة الطبيعيَّة التي تحرِّك الطعام من خلال المريء - بشكل دوري - بتقلُّصات غير دافعة أو تقلُّصات عضليَّة مفرطة (فرط الديناميَّة hyperdynamia) لا تحرِّك الطعام من خلال المريء.
كيف يعمل المَريء
عندما يقوم الشخصُ بالبلع، يتحرَّك الطعام من الفم إلى الحلق، والذي يُسمَّى البلعوم (1) أيضًا.تَفتح المصرَّةُ المَريئِيَّة العلويَّة (2) بحيث يمكن أن يدخلَ الطَّعَامُ إلى المَريء؛ وفيه تقوم موجاتٌ من التقلُّصات العضلية، تُدعََى التمعُّج peristalsis، بدفع الطعام إلى الأسفل (3)؛ثم يمرُّ الطعامُ من خلال الحجاب الحاجز (4) والمصرَّة المريئية السفليَّة (5) وينتقل إلى المعدة. |
ولا يزال السببُ الدقيق لتشنُّج المريء غيرَ معروف، ولكن يُشتَبه في أنه عيبٌ عصبي.
أعراض التشنُّج المريئي
ولكن، لا يُسبِّبُ التشنج المريئي أيَّة أعراض في بعض الأحيان.
وعندما يُسبب أعراضًا، فيشعَر الشخص بالتشنُّجات العضلية في جميع أنحاء المريء عادة كألم في الصدر تحت عظمة القصّ، يتزامن مع صعوبة في البلع (عسر البلع) للسوائل (وخاصَّة تلك التي تكون ساخنة أو باردة جدًّا) والمواد الصُّلبة.
وقد يسبِّب تشنُّجُ المريء ألمًا شَديدًا أيضًا من دون صعوبة في البلع.وقد يُصاحِب هذا الألم، الذي غالبًا ما يُوصَف بأنَّه ألم ضاغط تحت عظمة القص، التمرين أو المجهود، ممَّا يجعل من الصعب على الطبيب أن يميِّزه عن الذبحة (ألم في الصدر ناجم عن داء القلب).
تشخيص الَّتشنُّج المريئي
اختبارات لاستبعاد الذبحة الصدرية
صور الأشعَّة السِّينية بعدَ بلع الباريُوم
قياس الضغوط
بما أن الألم الصدري الناجم عن تشنج المريء يشبه ألم الصدر الناجم عن الذبحة الصدريَّة (ألم صدري ناجم عن ضعف جريان الدَّم إلى القلب)، يقوم الأطباء بإجراء اختبارات لاستبعاد الذبحة الصدرية.قد تشتمل الاختبارات على تخطيط كهربية القلب (ECG)، واختبار تمرين الإجهاد، أو اختبارات أخرى.
يطلب الأطباء صورًا بالأشعَّة السِّينية بعدَ بلع الباريُوم.في هذا الاختبار، يَجرِي إعطاءُ الأشخاص الباريوم في سائل قبل التقاط الصور بالأشعَّة السِّينية؛يرسم الباريوم حدودَ المريء، ممَّا يجعل من السهل رؤية المظاهر غير الطبيعيَّة.قد يُظهر هذا الاختبارُ أن الباريوم لا يتحرَّك بشكل طبيعي نحوَ أسفل المريء، وأن بعضَّ تقلُّصات جدار المريء غير متناسقة ولا تدفع الباريوم.
وتوفِّر قياساتُ الضغوط من خلال قياس الضغط المريئي (وهو اختبار يُوضَع فيه أنبوبٌ في المريء لقياس ضغط التقلُّصات) التحليل الأكثر حساسية وتفصيلاً للتشنُّجات.
علاج التشنج المريئي
حاصرات قَنوات الكالسيوم
حقن توكسين البوتولينوم (ذيفان الوشيقية) أحيَانًا
إجراء الجراحة في بعض الأحيان
غالبًا ما يكون من الصعب مُعالَجَة تشنُّج المريء.ولكن، قد تؤدِّي حاصراتُ قنوات الكالسيوم، مثل نيفيديبين، إلى تخفيف الأَعرَاض عن طريق إرخاء عضلات المريء.كما يمكن أن تُستخدَم مضادَّاتُ الاكتئاب ثلاثية الحلقات لإرخاء العضلات أيضًا .
وهناك أدوية أخرى، مثل النتروغليسرين والنترات طويلة المفعول والأدوية ذات التَّأثيرات المضادَّة للكولين (مثل دايسايكلومين dicyclomine)، لكنَّها أقلّ نجاحًا.
إذا لم تكن الأدوية مفيدة، فيمكن تجربة شوط علاجي بحقن ذِيفَان الوَشيقِيَّة في المريء، أو المَصرَّة المريئيَّة السفلية، أو كليهما.
تكون أعراض بعضَ الأشخاص شديدة وصعبة العلاج.وفي بعض الأحيان، قد يلجأ الجرَّاحُ أو اختصاصي الجهاز الهضمي إلى قطع الطبقة العضلية على طول المريء بالكامل (بضع العضل).وبدلاً من ذلك ، قد يقوم اختصاصي الجهاز الهضمي بقطع هذه الطبقة العضلية في أثناء التنظير.
