ورم برولاكتيني

حسبJohn D. Carmichael, MD, Keck School of Medicine of the University of Southern California
تمت مراجعته رمضان 1444

الأورامُ البرولاكتينيَّة هي أورام غير سرطانيَّة تتكوَّن من خلايا خاصَّة في الغُدَّة النُّخامِيَّة (خلايا مفرزة للبرولاكتين).يُعدُّ ثر اللبن العرض الأكثر شُيُوعًا للورم البرولاكتيني، وهو إنتاج الحليب من الثدي عند الرجال أو من الثدي عند النساء في غير فترة الحمل وما بعده.

  • تسبب الأورام البرولاكتينية فرط إنتاج هرمون البرولاكتين (فرط برولاكتين الدم) من قبل الغدة النخامية.

  • يمكن لفرط برولاكتين الدم أن يُسبب ثرّ اللبن، أو الإنتاج غير المتوقع للحليب، والعقم عند الرجال والنساء.

  • ويعتمد التَّشخيصُ على قياس مستويات هرمون البرولاكتين في الدَّم.

  • قد يجري استخدامُ فحوصات تصويرية للبحث عن سبب.

  • عندما يعجز الدواء وحده عن السيطرة على إنتاج البرولاكتين أو خفض حجم الورم، فقد يُلجَأ إلى الجراحة أو العلاج بالأشعَّة أحيانًا.

(انظر أيضًا لمحة عامة عن الغُدَّة النُّخامِيَّة).

السببُ الأكثر شيوعًا لثرّ اللبن عند كلا الجنسين هو الورم المفرز للبرولاكتين (الورم البرولاكتيني) في الغُدَّة النُّخامِيَّة.البرولاكتين هو هرمون يحفِّز الثديين على إنتاج الحليب.

يكون الورمُ البرولاكتيني صغيرًا جدًّا عادةً عندَ التشخيص لأول مرة؛ويميل إلى أن يكون أكبر حجمًا عند الرجال مقارنة بالنساء، ربَّما لأنَّ الرجال قد يُلاحظونه لاحقاً.

يمكن أيضًا للأورامُ الأخرى التي تقع فوق الغُدَّة النُّخامِيَّة مباشرة والتي لا تنتج البرولاكتين أن تزيد من مستويات البرولاكتين إذا ضغطت على سويقة الغُدَّة النُّخامِيَّة.ويمكن أن يمنع الضغط على السويقة هرمون الدوبامين من الوصول إلى الغُدَّة النُّخامِيَّة، حيث يعمل على خفض إنتاج البرولاكتين عادةً.

كما قد يكون فرطُ إنتاج البرولاكتين وحدوث ثر اللبن ناجمين عن التحريض الناجم عن استعمال بعض الأدوية، مثل الفينوثيازينات وبعض خافضات ضغط الدَّم (ولاسيَّما ميثيل دوبا وفيرباميل) والمواد الأفيونيَّة المفعول وأقراص منع الحمل وبعض الاضطرابات خارج الغُدَّة النُّخامِيَّة.وتشتمل هذه الاضطراباتُ على انخفاض نشاط الغُدَّة الدرقية (قصور الغُدَّة الدرقية) وأمراض الكلى المزمنة وأمراض الكبد وبعض سرطانات الرئة.

هل تعلم؟

  • يمكن أن يحدثَ ثرّ اللبن عند الرجال والنساء معًا.

أعراض الورم البرولاكتيني

رغم أنّ إنتاجَ حليب الثدي المفاجئ قد يكون العرض الوحيد للورم البرولاكتيني، لكنّ الكثير من النساء تتوقف لديهنَّ فترات الحيض (انقطاع الطمث) أيضًا أو يتراجع عدد فترات حيضهن.يكون لدى النساء المصابات بالورم البرولاكتيني مستويات منخفضة من الإستروجين غالبًا، ممَّا قد يؤدي إلى جفاف المهبل، ومن ثمَّ الشعور بالانزعاج في أثناء الجماع.كما تعاني بعضُ النساء من انخفاض الرغبة الجنسية والشعرانية (نمو مفرط للشعر على الوجه والجسم).تُعاني بعض النساء من العقم (والرجال في حالات نادرة).

يفقد حَوالى ثلثي الرجال المصابين بالورم البرولاكتيني الرغبة في الجنس (ضعف الرغبة الجنسية) ويعانون من ضعف أو خلل الانتصاب.انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون

تزيد المستويات المُنخفضة من الإستروجين عند النساء والمستويات المنخفضة من التستوستيرون عند الرجال من خطر الإصابة بهشاشة العظام،

عندما يكون الورم البرولاكتيني كبيرًا، فإنه قد يضغط على أعصاب الدماغ التي تتوضَّع فوق الغُدَّة النُّخامِيَّة مباشرة، ممَّا يَسبب الصُّدَاع أو فقدان الرؤية في أجزاءٍ مُعيَّنة من مجال الرؤية.

تشخيص الورم البرولاكتيني

  • قياس مستوى البرولاكتين في الدَّم

  • التصوير المقطعي أو التصوير بالرنين المغناطيسي

يشتبه بتشخيص الورم البرولاكتيني عندَ النساء عادةً عندما ينخفض عدد الدورات الشهرية أو تتوقَّف، أو عندما يحدث إنتاجٌ غير متوقَّع للحليب (ثر اللبن).كما يشتبه بالحالة عند الرجال عند انخفاض الرغبة الجنسية وتدنّي مستوى التستوستيرون في الدم وخاصة إذا كانوا ينتجون حليب الثدي.

ويجري تأكيدُ التشخيص من خلال وجود مستوى مرتفع من البرولاكتين في الدم.

يجرى التصويرُ المقطعي المحوسب (CT) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) للبحث عن الورم البرولاكتيني أو ورم آخر بالقرب من الغُدَّة النُّخامِيَّة.إذا لم يكتشف وجود أي ورم، وليس هناك سببٌ آخر واضح لارتفاع مستوى البرولاكتين (مثل استعمال أحد الأدوية)، يبقى ورم الغُدَّة النُّخامِيَّة السبب الأكثر احتمالاً، ولاسيَّما عند النساء.وفي هذه الحالة، يكون حجم الورم على الأرجح صغيرًا جدّا لكي يظهر بالفحص

إذا كان الورمُ البرولاكتيني كبيرًا في الصور الشعاعية، يقوم طبيب العيون بإجراء فحوصات على ساحة الرؤية بسبب إمكانية تضرر الرؤية نتيجة الورم.

علاج الورم البرولاكتيني

  • أدوية تمنع إنتاجَ البرولاكتين

  • الجراحة أو المعالجة الشعاعية في بعض الأحيان

ويمكن إعطاءُ أدوية تماثل عمل الدوبامين، وهو مادة كيميائيَّة في الدماغ تعمل على منع إنتاج البرولاكتين.وتشتمل على بروموكريبتين bromocriptine وكابرغولين cabergoline.تؤخذ هذه الأدوية عن طريق الفم، وتكون فعالة طوالَ فترة الاستعمال.ومع ذلك، فقد أظهرت الدراسات أن حوالى 20-25٪ من الأشخاص قد يكونون قادرين على التوقف عن تناول هذه الأدوية بأمان بعد 3 سنوات من العلاج.

عند معظم الأشخاص، تخفض هذه الأدوية مستويات البرولاكتين بدرجة كافية لإعادة الدورة الشهرية وإيقاف ثرّ اللبن (عند الرجال والنساء)، وتزيد من مستويات هرمون الإِسترُوجين عند النساء ومستويات هرمون التستوستيرون عند الرجال.تكون الأدوية قادرةً على استعادة الخُصُوبَة غالبًا.كما أنها تنقص حجمَ الورم، وتقلل من مشاكل الرؤية عادةً.

وتكون الجراحة فعالة أيضًا في معالجة الأورام البرولاكتينية الصغيرة الحجم، لكنَّها لا تستخدم في البداية عادةً، لأن المعالجة الدوائيَّة أكثر أمانًا وأسهل وأشدُّ فاعلية.

عندما لا تكون مستوياتُ البرولاكتين شديدة الارتفاع ولم تُظهِر صور الرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي أيَّ شيء أو أظهرت ورما صغيرًا، فإنَّ الأطبَّاء قد يوصون بعدم استعمال أيّة معالجة.قد تكون هذه التوصيةُ مناسبة للنساء اللواتي لا مشكلة لديهنَّ في حدوث الحمل نتيجة ارتفاع مستوى البرولاكتين، واللواتي ما زالت الدورة الشهرية لديهنَّ منتظمة، واللواتي لم تصبح حالتهنّ سيئة بسبب حالة ثر اللبن، وعند الرجال ممَّن لا يشكون من انخفاض مستوياتالتستُوستيرون.

للتغلّب على تأثيرات انخفاض مستويات هرمون الإِسترُوجين الناجم عن الورم البرولاكتيني، فقد يتمُّ إعطاء هرمون الإِسترُوجين أو أدوية منع الحمل عن طريق الفم والتي تحتوي على هرمون الإِسترُوجين للنساء ممن لديهم أورام برولاكتينيَّة صغيرة الحجم ولا يُردن أن يصبحنَ حوامل ولا يتليقين علاجًا بناهض دوبامين.على الرغم من العلاج بالإِسترُوجين لا يقلص الورم، إلَّا أنَّ معظمَ الخبراء يوصون بإجراء تصوير مقطعي وتصور بالرنين المغناطيسي سنويًا لمدة سنتين على الأقل للتأكد من أن الورم لا ينمو فعليًّا.

يعالج الأطباء بشكلٍ عام الأشخاص الذين لديهم أورام أكبر بأدوية مماثلة للدوبامين (ناهضات الدوبامين)، مثل البروموكريبتين أو كابيروغولين، أو بالجراحة.إذا نجحت الأدويةُ في خفض مستويات البرولاكتين واختفت الأعراض، فقد لا تكون الجراحة ضروريةً.تكون هذه الأدوية آمنة بشكلٍ عام، ولكن جرى الإفادة عن تشكُّل نسيج ضام زائد (التليف) في صمامات القلب وتسرب الدَّم عبر الصمامات عندما كانت تستخدم في معالجة داء باركينسون بجرعات أعلى بكثير مما كانت تستخدم لعلاج ارتفاع مستويات البرولاكتين .لم تُظهِر الدراسات اللاحقة عند الأشخاص الذين عولجوا بالجرعات المستخدمة في علاج الأورام البرولاكتينيَّة نفس التأثير في صمامات القلب.

حتى عندما تكون الجراحةُ ضرورية، قد يتم إعطاء محفزات أو منبِّهات الدوبامين للمساعدة على تصغير حجم الورم قبلَ الجراحة.وغالبًا ما يعطى بعدَ الجراحة، لأنَّه من غير المُرجَّح شفاء الورم البرولاكتيني الكبير الحجم بشكلٍ كامل رغم إجراء الجراحة.وفي بعض الأحيان، يتقلص حجمُ الورم البرولاكتيني، ويقل إفراز البرولاكتين؛ ولذلك يمكن وقف استخدام محفزات الدوبامين بدون أن يرتفع مستوى البرولاكتين مجددًا.تكون القدرةُ على إيقاف استعمال ناهضات الدوبامين أكثرَ شيوعًا عند الأشخاص المصابين بأورام صغيرة الحجم وعند النساء بعد الحمل.

ومن الضروري استعمالُ المُعالجة الشعاعيَّة في بعض الأحيان، كما هو الحال بالنسبة لأورام الغُدَّة النُّخامِيَّة الأخرى، عندما لا يستجيب الورم للعلاج الطبي أو الجراحي.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID