تَحتاج عضلة القلب إلى إمداداتٍ مستمرَّة من الدَّم الغني بالأكسجين.تقوم الشرايين التاجية إمداد القلب بالدَّم يتكوَّن الجهاز القلبيّ الوعائيّ (الدَّورانيّ) من القلب و الأوعية الدَّمويَّة،حيثُ يضخ القلبُ الدمَ إلى الرئتين ليتمكَّن من الحُصول على الأكسجين، ومن ثمَّ يقوم بضخ الدَّم الغنيّ بالأكسجين إلى... قراءة المزيد التي تتفرَّع عن الشريان الأبهر، بعدَ خروجه من القلب مباشرة، بتوصيل هذا الدَّم.يمكن لدَاء الشِّريَان التاجي الذي يؤدِّي إلى تضيُّق شريانٍ أو أكثر من هذه الشرايين أن يمنع جريان الدَّم، ممَّا يُسبِّبُ ألمًا في الصَّدر الذَّبحَة Angina الذَّبحةُ angina هي ألمٍ مؤقَّت في الصدر أو إحساس بالضغط، يحدث عندما لا تحصل عضلة القلب على حاجتها من الأكسجين. يعاني الشخصُ المصاب بالذبحة عادةً من الانِزعَاج أو من شعورٍ بالضَّغط تحت عظم القصِّ... قراءة المزيد (الذبحة الصَّدرية) أو نوبة قلبيَّة المتلازمات التاجية الحادَّة (نوبة قلبية، احتِشاء عَضَلِ القَلب، الذَّبحة الصدريَّة غير المُستقرَّة) تنجم المتلازماتُ التاجية الحادة عن حدوث انسداد مفاجئ في الشريان التاجي.ويتسبَّب هذا الانسداد في حدوث ذبحة صدريَّة غير مستقرة أو نوبة قلبية (احتشاء عضلة القلب)، وذلك وفقًا لموضع الانسداد وحجمه... قراءة المزيد (تسمَّى احتشاء عضل القلب MI).

كان يُعتقد، وعلى نطاقٍ واسعٍ، أنّ دَاء الشِّريَان التاجي يُصيب الرِّجال فقط،حيث تحدث الإصابة به عند الرِّجال في سنٍّ أقل بعشر سنوات من حدوثه عند النساء وسطيًا، وذلك لأنَّ المستويات المرتفعة من الإستروجين توفِّر لهنَّ الوقاية منه حتى بلوغهنَّ سنَّ اليأس.ولكن، يصبح دَاءُ الشِّريَان التاجي أكثرَ شُيُوعًا بين النساء بعد انقطاع الحيض.ومن بين الأشخاص الذين بلغت أعمارهم 75 عامًا أو أكثر، تكون النسبة الأكبر من الأشخاص الذين يعانون من داء الشريان التاجي من النساء لأنَّ أعمارهنَّ أطول.
يُعدُّ دَاء الشِّريَان التاجي السبب الرئيسي للوفاة عند الرجال والنساء في البلدان ذات الدخل المرتفع.يحدث دَاء الشِّريَان التاجي، وبالتحديد التَّصلُّب العصيدي التصلُّب العصيديّ التصلُّب العصيديّ atherosclerosis هُو حالةٌ تحدُث فيها ترسُّبات بُقعِيَّة لمادَّة دُهنيَّةٍ (العَصيدة أو اللويحات التصلُّبية العصيديَّة atherosclerotic plaques) في جدران الشرايين ذات الحجم المُتوسِّط... قراءة المزيد التاجي (حرفيًا "تصلُّب الشرايين"، الذي يشتمل على ترسُّباتٍ دهنيَّة في جدران الشرايين، يمكن أن تتقدَّم إلى تضيُّق وحتى توقّف جريان الدَّم في الشريان)، عند حَوالى 2-9٪ (بحسب الجنس والعرق) من الأشخاص بعمر 20 عامًا وأكبر.ويزداد مُعدَّلُ الوفَيَات مع التَّقدُّم في السِّن، ويكون أعلى عند الرجال بشكل عام مقارنةً بالنساء، ولاسيَّما عند الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 35-55 عامًا.ينخفض مُعدَّل الوفيات عند الرجال بعد بلوغهم سنَّ 55 عامًا، ويستمر المعدّل بالنسبة إلى النساء في الصعود.وبعدَ سن 70-75 عامًا، يتجاوز مُعدَّل وفيات النساء نظيره عند الرجال في العمر نفسه.
يصيب داءُ الشريان التاجي الأشخاص من جميع الأعراق، إلَّا أنَّ الإصابة تكون شديدة الارتفاع بين الأشخاص من أصول أفريقية.يكون معدلُ الوفيات الرجال من أصول أفريقية أعلى من معدَّل وفيَّات الرجال البيض حتى سن الستين عامًا، كما هيَ الحال بالنسبة للنساء من أصول أفريقية مقارنةً بالنساء البيض حتى سن 75 عامًا.
إمدادُ القلب بالدَّم
مثل أي نسيجٍ آخر في الجسم، ينبغي أن تحصل عضلة القلب على دمٍ غنيٍّ بالأكسجين، كما ينبغي التخلُّص من الفضلات عن طريق الدَّم.يقوم الشريانُ التاجي الأيمن والشريان التاجي الأيسر، اللذان يتفرعان من الشريان الأبهر بعد أن يخرج من القلب مباشرةً، بتزويد عضلة القلب بالدم الغنيّ بالأكسجين.ويتفرَّع الشريان التاجي الأيمن إلى الشريان الهامشي marginal artery وإلى الشريان الأماميّ بين البُطينين posterior interventricular artery، وهما يتوضَّعان على السطح الخلفيّ للقلب.ويتفرَّع الشريان التاجي الأيسر (يُسمَّى الشريان التاجي الرئيسي الأيسر عادةً) إلى الشريان المُنعطِف circumflex والشريان النَّازل الأماميّ الأيسَر left anterior descending artery.تَجمعُ الأوردة القلبية الدَّمَ الذي يحتوي على الفضلات من عضلة القلب، وتُفرِغهُ في وريدٍ كبيرٍ على السطح الخلفيّ للقلب يُسمَّى الجيب التاجيّ coronary sinus، ليقوم هذا الوريدُ بإعادة الدَّم إلى الأذين الأيمن. ![]() |
أسباب داء الشريان التاجي
ينجم دَاءُ الشِّريَان التاجي غالبًا عن التَّراكم التدريجي للكولسترول والمواد الدهنية الأخرى (تسمّى العصيدة atheroma أو لُويحة التَّصلُّب العصيدي atherosclerotic plaque) في جدار أحد الشرايين التاجية.وتُسمى هذه الحالة بالتصلُّب العصيدي atherosclerosis التصلُّب العصيديّ التصلُّب العصيديّ atherosclerosis هُو حالةٌ تحدُث فيها ترسُّبات بُقعِيَّة لمادَّة دُهنيَّةٍ (العَصيدة أو اللويحات التصلُّبية العصيديَّة atherosclerotic plaques) في جدران الشرايين ذات الحجم المُتوسِّط... قراءة المزيد ، ويمكن أن تُصيبَ عددًا من الشرايين دون أن تقتصرَ على شرايين القلب.
السبب الأكثر شيوعًا للانخفاض غير الطبيعي في جريان الدَّم إلى القلب هو
تَصلُّب الشرايين
تنطوي الأسباب الأخرى للانخفاض غير الطبيعي في جريان الدم إلى القلب على
تشنُّج أحد الشرايين التاجية، والذي قد يحدث بشكلٍ تلقائي، أو ينجم عن استعمال عقاقيرَ مُعيَّنة مثل الكوكايين والنيكوتين
الخلل الوظيفي البطاني، ويعني أن الأوعية الدموية التاجية لا تتوسع (تتمدد) استجابةً للحاجة إلى زيادة الجريان الدموي (كما هي الحال في أثناء ممارسة التمارين الرياضية)، مما يؤدي إلى تدني الجريان الدموي مقارنة بحاجة القلب
تسلُّخ الشريان التاجي (تمزق على امتداد بطانة الشريان التاجي)
التهاب الشرايين
جلطة دموية انتقلت من إحدى حجرات القلب إلى أحد الشرايين التاجية
التلف المادي (بسبب إصابة في الرأس أو أورام معيَّنة)
يمكن أن تتبارز العصيدة في الشريان في أثناء نموِّها، ممَّا يؤدِّي إلى تضيُّق لمعته وحدوث عرقلة جزئيَّة لجريان الدَّم.يتجمَّع الكالسيوم في العصيدة مع مرور الوقت.تعمل العصيدة على زيادة انسداد الشريان بشكلٍ تدريجي، ممَّا قد يؤدي إلى حدوث نقصٍ في تغذية عضلة القلب بالدَّم الغني بالأكسجين.يزداد احتمالُ عدم كفاية إمدادات الدَّم عند بذل المجهود، وذلك عندما تحتاج عضلة القلب إلى المزيد من الدَّم.تُسمَّى حالة عدم كفاية إمدادات الدَّم إلى عضلة القلب (نتيجةً لأيِّ سبب) إِقفار عَضَلَةِ القَلب myocardial ischemia.إذا لم يتلقَّ القلب كميَّةً كافيةً من الدَّم، فإنَّه لا يستطيع الانقباض وضخ الدَّم بشكل طبيعي.
يمكن أن تتمزَّقَ العصيدةُ بشكلٍ مفاجئ، حتَّى التي لا تُعيق جريان الدَّم بشكلٍ كبير.يؤدي تمزُّقُ العصيدة إلى تحفيز تكوين جلطة دمويَّة (صُمَّة) غالبًا.تضيّق الجلطة أو تسدِّ الشريان بشكلٍ كاملٍ أيضًا، ممَّا يَتسبَّب في حدوث إِقفارٍ حادٍّ في عَضَلَةِ القَلب.ويُشار إلى عواقب الإقفار الحاد هذه بالمتلازمات التاجيَّة الحادَّة المتلازمات التاجية الحادَّة (نوبة قلبية، احتِشاء عَضَلِ القَلب، الذَّبحة الصدريَّة غير المُستقرَّة) تنجم المتلازماتُ التاجية الحادة عن حدوث انسداد مفاجئ في الشريان التاجي.ويتسبَّب هذا الانسداد في حدوث ذبحة صدريَّة غير مستقرة أو نوبة قلبية (احتشاء عضلة القلب)، وذلك وفقًا لموضع الانسداد وحجمه... قراءة المزيد .تنطوي هذه المتلازماتُ على الذبحة غير المستقرة وأنواعٍ عدّةٍ للنوبة القلبية، وذلك وفقًا لموقع الانسداد ودرجته.في النوبة القلبية، تموت منطقة العضلة القلبيَّة التي يُغذِّيها الشريان المسدود (وتسمى احتِشاء عَضَلِ القَلب myocardial infarction المتلازمات التاجية الحادَّة (نوبة قلبية، احتِشاء عَضَلِ القَلب، الذَّبحة الصدريَّة غير المُستقرَّة) تنجم المتلازماتُ التاجية الحادة عن حدوث انسداد مفاجئ في الشريان التاجي.ويتسبَّب هذا الانسداد في حدوث ذبحة صدريَّة غير مستقرة أو نوبة قلبية (احتشاء عضلة القلب)، وذلك وفقًا لموضع الانسداد وحجمه... قراءة المزيد
).

عوامل خطر الإصابة بداء الشريان التاجي
لا يمكن تعديلُ بعض العَوامِل المُؤثِّرة فيما إذا كان الشخص مصابًا بدَاء الشِّريَان التاجي.وهي تشتمل على:
التّقدُّم في السن
جنس المريض الذكر
التاريخ العائلي لدَاء الشِّريَان التاجي المبكّر (أي وجودُ قريبٍ أُصيبَ بالدَّاء قبل بلوغه 50 عامًا في حالة القريب الذكر أو 65 سنة في حالة القريبة الأنثى)
يمكن تعديلُ أو علاج عوامل الخطر الأخرى لدَاء الشِّريَان التاجي.تنطوي هذه العَوامِلُ على:
ارتفاع المستويات الدَّمويَّة لكوليستيرول البروتين الشحمي منخفض الكثافة (LDL)، (انظر عُسر شحميَّات الدَّم Dyslipidemia عُسر شحميات الدم عُسر شحميات الدَّم dyslipidemia هو مستوى مُرتفع من الشحميَّات (الكولستيرول وثُلاثيات الغليسيريد أو كليهما)، أو مُستوى منخفض من كوليسترول البروتين الشحمي المنخفض عالي الكثافة يُمكن أن يُسهم أسلوب... قراءة المزيد
)
ارتفاع المستويات الدَّمويَّة للبروتين الشحمي أ
انخفاض مستويات الدَّم من كولسترول البروتين الشَّحمي المرتفع الكثافة (HDL)
التدخين
انعدام النشاط الجسدي
العَوامل الغذائية
مستوى مرتفع من البروتين التفاعلي سي
يُضاعف التدخين خطرَ الإصابة بداء الشريان التاجي وحدوث نوبة قلبيَّة.كما تبيَّن أنَّ التدخين السلبي يزيد من المخاطر أيضًا.
تشتمل عواملُ الخطر الغذائية على النظام الغذائي الفقير بالألياف والفيتامينات C و D و E والمواد الكيميائيَّة النباتيَّة (الموجودة في الفواكه والخضروات، والتي يُعتقد أنَّها تُعزِّزُ الصحة).يؤدي اتباعُ نظام غذائي فقير بزيوت السمك (أحماض أوميغا 3 مُتعددة اللاتشبُّع الدهنية) إلى زيادة الخطر عند بعض الأشخاص.
يبدو أن تناول الكحول مرة أو مرتين يوميًا يحُدُّ بشكلٍ طفيفٍ من خطر الإصابة بدَاء الشِّريَان التاجي (مع زيادة طفيفة في خطر الإصابة بالسكتة الدماغية)؛لكنَّ تناولَ أكثر من مشروبين في اليوم يزيد من المخاطر، وكلما زادت كميته ازدادت المخاطر.
تُعدُّ بعضُ الاضطرابات الاستقلابية، مثل قصور الغُدَّة الدرقية قصور الغُدَّة الدرقية قصور الغُدَّة الدرقية هو الخمول الذي يصيب الغُدَّة الدرقية ويؤدي إلى عدم كفاية الهرمونات الدرقية، وتباطؤ وتيرة وظائف الجسم الحيوية. في هذه الحالة، تصبح تعابير الوجه باهتة، والصوت أجش، والكلام... قراءة المزيد وفرط الهوموسستئين في الدَّم (وجود مستوى مرتفع جدًا من الحمض الأميني الهوموسستئين في الدَّم) وارتفاع مستوى الصميم البروتيني ب B الذي يعد مهمًا في كيفية تعامل الجسم مع الدهون، من عوامل الخطر أيضًا.
ما زالت العدوى ببعض الكائنات الحيَّة تُسهم في حدوث دَاء الشِّريَان التاجي أمرًا غيرَ مؤكد.
الوقاية من داء الشريان التاجي
يمكن أن يُساعدَ تعديل عوامل خطر تصلُّب الشرايين على الوقاية من الإصابة بدَاء الشِّريَان التاجي.ولكن، يكون بعض هذه العَوامِل مترابطًا، بحيث يؤدي تعديل أحدها إلى تعديل عاملٍ آخر.
التدخين
يُعدُّ الإقلاعُ عن التدخين الإقلاع عن التدخين يُعدُّ الإقلاع عن التدخين، رغم كونه صعبًا في كثير من الأحيان، أحد أهم الأشياء التي يمكن أن يقوم بها المدخنون لصحتهم. يُؤدِّي الإقلاع عن التدخين إلى فوائد صحيَّة فورية تزداد مع مرور الزمن. قد... قراءة المزيد شديدَ الأهميَّة؛حيث يقلِّل الأشخاص الذين يقلعون عن التدخين من خطر الإصابة بدَاء الشِّريَان التاجي بنسبة النصف مقارنة مع أولئك الذين يستمرُّون في التدخين.لا يُعدُّ طول فترة تدخين الشخص قبل إقلاعه عن التدخين مُهمًّا.كما يُخفِّض الإقلاعُ عن التدخين من خطر الوفاة بعد إجراء جراحة مجازة الشريان التاجي أو بعد نوبة قلبية.ومن الضروري تَجنب التدخين السلبي أيضًا.
النظامُ الغذائي
يُعدُّ إجراء عددٍ من التَّغييرات مفيدًا:
الحدُّ من تناول الدُّهون المشبعة
تجنُب تناول الدهون المتحولة
تناول المزيد من الفواكه والخضروات
تَناول المزيد من الألياف
تخفيف تناول الكحول (إن وجد)
تناول كربوهيدرات بسيطة بكميات أقل (مثل السكر والخبز الأبيض والدقيق الأبيض)
تحديد كميَّة الدُّهون المُتناوَلة بحيث لا تزيد على 25-35% من السُّعرات الحراريَّة المُتناوَلة يوميًّا والمُوصى بتناولها لتعزيز الصحَّة الجيِّدة؛إلَّا أنَّ بعضَ الخبراء يعتقدون بأنَّه يجب أن تكون كميَّة الدهون مُقتصرة على 10 ٪ من السعرات الحرارية اليومية لخفض مخاطر الإصابة بدَاء الشِّريَان التاجي.كما يساعد اتِّباع نظام غذائي فقير بالدهون على خفض المستويات المرتفعة الإجماليَّة للكولستيرول، ومستوى كوليسترول البروتين الشَّحمي منخفض الكثافة LDL (السيِّئ) والذي يُعدُّ عاملَ خطرٍ آخر لدَاء الشِّريَان التاجي.ولا يقلُّ نوعُ الدهون المُتناوَلة أهميَّةً عن كمية الدهون.وبذلك فإنّه يُوصى بتناول السمك الدهني مثل سمك السلمون -الغني بدهون أوميغا 3 (الدهون الجيدة)- بانتظام؛ ويُوصى بالامتناع الكامل عن تناول الدُّهون المتحولة الأشدّ ضررًا.يجري استبعادُ الدُّهون المتحولة من مُكَوِّنات الكثير من المنتجات الغذائية المعلبة ومحلَّات الوجبات السريعة والمطاعم.
يمكن لتناول ما لا يقلُّ عن خمس حصصٍ من الفواكه والخضروات يوميًّا أن يَحُدَّ من خطر الإصابة بدَاء الشِّريَان التاجي.تَحتوي هذه الأطعمة على الكثير من المواد الكيميائية النباتية.ما زالت مسؤوليَّة المواد الكيميائيَّة النباتيَّة عن خفض المخاطر غير واضحة وذلك لأنَّ الأشخاص الذين يتِّبعون مثل هذه الأنظمة الغذائيَّة يميلون كذلك إلى تناول كميَّاتٍ أقل من الدُّهون وكميَّاتٍ أكبر من الألياف والأطعمة المحتوية على الفيتامينات C وD وE.يبدو أنَّ الأشخاصَ الذين يتناولون الأطعمة الغنية بمجموعة من المواد الكيميائية النباتية التي تُسمَّى الفلافونويدات flavonoids (الموجودة في العنب الأحمر والأرجواني والنبيذ الأحمر وأنواع الشاي الأسود) يكون لديهم خطر أقل للإصابة بدَاء الشِّريَان التاجي.ومع ذلك، لا توجد علاقة سبب ونتيجة واضحة.قد يكون لبعض العَوامِل الأخرى في حياتهم دورٌ في حدوث انخفاضٍ واضحٍ للخطر.
كما يُوصى باتِّباع نظامٍ غذائيٍّ غنيٍّ بالألياف.يوجد نوعان من الألياف.توجد الأليافُ القابلة للذوبان (التي تذوب في سائل) في نخالة الشوفان ودقيق الشوفان والفاصولياء والبازلاء ونخالة الأرز والشعير والفواكه الحمضية والفراولة ولبِّ التفاح؛حيث تساعد على خفض مستويات الكوليسترول المرتفعة في الدَّم.وقد تعمل على خفض أو تثبيت مستويات السُّكَّر المرتفعة في الدَّم وزيادة مستويات الأنسولين المنخفضة.وبذلك، قد تساعد الأليافُ القابلة للذوبان الأشخاص المصابين بداء السكَّري داء السُّكَّري داءُ السُّكَّري هو اضطراب ينجم عن عدم قيام الجسم بإنتاج ما يكفي من الأنسولين أو الاستجابة بشكل طبيعي للأنسولين، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم (الغلوكوز) بشكل غير طبيعي. يزداد التَّبوُّل... قراءة المزيد على الحدِّ من خطر الإصابة بدَاء الشِّريَان التاجي.توجد الأليافُ غير القابلة للذوبان (التي لا تذوب في السوائل) في معظم الحبوب ومنتجات الحبوب وفي الفواكه والخضروات، مثل قشر التفاح والملفوف والبنجر والجزر وكرنب بروكسل واللفت والقرنبيط.كما أنَّها تساعد على أداء الوظيفة الهضميَّة؛إلَّا أنَّ تناولَ الكثير من الألياف قد يتداخل مع امتصاص بعض الفيتامينات والمعادن.
ينبغي أن يحتوي النظامُ الغذائي على المتطلبات اليومية الموصى بها من الفيتامينات والمعادن.ولا تُعَدّ مكمّلاتُ الفيتامينات بديلًا مقبولًا للنظام الغذائي الصِّحي.يُعدُّ دور المكملات الغذائية في الحدِّ من مخاطر دَاء الشِّريَان التاجي مثيرًا للجدل إلى حدٍّ ما.ويبدو أنَّ استعمالَ مكملات فيتامين E أو فيتامين C لا يمنع الإصابة بداء الشريان التاجي.قد يؤدي استعمالُ حمض الفوليك أو الفيتامينات B6 و B12 إلى خفض مستويات الهموسيستين، إلَّا أنَّ الدراسات لم تُظهِر أنَّ استعمال هذه المكملات يحُدُّ من خطر الإصابة بدَاء الشِّريَان التاجي.
يمكن ان يُساعدَ خفضُ كمية الكربوهيدرات السكّرية البسيطة (مثل الدقيق الأبيض المكرر والأرز الأبيض والأطعمة المصنعة) وزيادة كمية الحبوب الكاملة على خفض خطر الإصابة بدَاء الشِّريَان التاجي، لأنَّها تَحُدُّ من خطر السمنة وربَّما داء السكّري، وهما من عوامل خطر دَاء الشِّريَان التاجي.
وبشكلٍ عام، يجب أن يحافظ الأشخاص على وزن صحي وتناول مجموعة متنوِّعة من الأطعمة.وقد اقتُرحت الكثير من الأنظمة الغذائية النَّوعيَّة للحدِّ من مخاطر الإصابة بمرض القلب أو السكتة الدماغية.يبدو أنّ اتِّباع النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط يَحُدُّ من خطر الإصابة بداء الشريان التاجي، وكذلك من خطر حدوث نوباتٍ قلبيَّة أخرى عند الأشخاص المُصابين بأمراضٍ قلبيَّة.بحسب جمعية القلب الأمريكية يتكون النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط من كميات وافرة من الفواكه، والخضراوات، والمكسرات، والبذور، والخبز وغيره من الحبوب، والبطاطس، والفاصولياء، وزيت الزيتون .في حين يجري تناول منتجات الألبان، والبيض، والأسماك، والدواجن بكميات منخفضة إلى متوسطة.تكون الأسماك والدواجن أكثر شيوعًا من اللحوم الحمراء في هذا النظام الغذائي.كما يركز هذا النظام الغذائي أيضًا على الأغذية النباتية محدودة المعالجة مع اعتماد الفاكهة كحلوى شائعة بدلًا من أصناف الحلويات.يمكن تناول النبيذ بكمياتٍ منخفضة إلى متوسِّطة، وذلك مع الوجبات عادةً.
عدمُ النشاط أو الكسل البدني
يكون الأشخاصُ النشيطون بدنيًّا أقلَّ عُرضة للإصابة بدَاء الشِّريَان التاجي و ارتفاع ضغط الدَّم ارتفاعُ ضغط الدم ارتفاع ضغط الدَّم (فرط ضغط الدم hypertension) هو ضغط مرتفع باستمرار في الشرايين. لا يمكن تحديدُ سببٍ لارتفاع ضغط الدَّم غالبًا، ولكنَّه يحدثُ في بعض الأحيان نتيجةً لاضطراب كامنٍ في الكُلى أو... قراءة المزيد .تُساعد ممارسةُ الرياضة نوع التمرين يجب على المرضى استشارة الطبيب قبلَ البدء في الرياضة التنافسية أو برنامج التمارين الرياضية؛حيث يسأل الأطباء عن الاضطرابات الطبِّية المعروفة لدى الشخص وأفراد الأسرة، وعن الأَعرَاض التي قد تكون... قراءة المزيد
التي تُعزِّز القدرة على التحمل (التمارين الهوائية مثل المشي السريع وركوب الدراجات والهرولة) أو تقوية العضلات (تدريب المقاومة مع الأوزان الحرة أو آلات الوزن) على منع الإصابة بدَاء الشِّريَان التاجي.قد يكون المشي مدةَ 30 دقيقة يوميًّا مفيدًا.يجب على الأشخاص الذين لديهم زيادة بالوزن، أو الذين لم يمارسوا الرياضة منذ وقت طويل، استشارة الطبيب قبل بدء برنامج التمارين الرياضيَّة.
السِّمنة Obesity
يمكن لتعديل النظام الغذائي والمشاركة في النشاط البدني أن يساعدا على السيطرة على السِّمنة السّمنة السمنة هي زيادة وزن الجسم. تتأثر السّمنة بمجموعةٍ من العَوامِل، وهي تنجم عن تناول كمية زائدة من السّعرات الحرارية تكون فائضةً عن احتياجات الجسم عادةً. قد تشتمل هذه العَوامِلُ على الخمول البدني... قراءة المزيد .كما قد يُفيد خفضُ استهلاك الكحول لاحتوائه على الكثير من السعرات الحراريَّة.يمكن لخسارة الوزن حتى لو تراوحت بين 4.5-9 كغ أن تَحُدَّ من خطر الإصابة بداء الشريان التاجي.
ارتِفاعُ مستويات الكوليسترول
يمكن خفضُ مستويات الكوليسترول الكلي ومستوى كوليستيرول البروتين الشَّحمي منخفض الكثافة LDL (السيئ) من خلال ممارسة الرياضة والإقلاع عن التدخين، وكذلك عن طريق خفض كمية الدهون في النظام الغذائي.ويمكن استخدامُ الأدوية التي تخفض مستويات الكوليسترول الكلي ومستوى كوليستيرول البروتين الشَّحمي منخفض الكثافة في الدَّم (أدوِيَة خفض الدهون الأدوية الخافِضة للشحوم عُسر شحميات الدَّم dyslipidemia هو مستوى مُرتفع من الشحميَّات (الكولستيرول وثُلاثيات الغليسيريد أو كليهما)، أو مُستوى منخفض من كوليسترول البروتين الشحمي المنخفض عالي الكثافة يُمكن أن يُسهم أسلوب... قراءة المزيد ).تكون فوائدُ خفض مستويات الكوليسترول أكبر عند الأشخاص الذين لديهم عوامل خطر أخرى، مثل التدخين وارتفاع ضغط الدَّم والسِّمنة وقلَّة النشاط البدني.
كما تساعد زيادة مستوى الكوليسترول (الجيد) ومستوى كوليستيرول البروتين الشَّحمي عالي الكثافة HDL على الحدِّ من خطر داء الشِّريَان التاجي.قد تساعد تغييراتُ نمط الحياة التي تُخفض مستويات الكولستيرول الكلي ومستوى كوليستيرول البروتين الشَّحمي منخفض الكثافة على زيادة مستوى كوليسترول البروتين الشَّحمي مرتفع الكثافة الجيد.كما يمكن لبعض الأدوية أن تزيد من مستويات الكوليسترول مرتفع الكثافة (HDL)، ولكن من غير الواضح ما إذا كان استخدام الأدوية لزيادة مستويات الكوليسترول مرتفع الكثافة مفيدًا أم لا.أمَّا بالنسبة للأشخاص الذين يُعانون من زيادة الوزن فقد يستفيدون من إنقاص أوزانهم.
ارتفاعُ ضغط الدَّم
يؤدي خفضُ ضغط الدَّم المرتفع ارتفاعُ ضغط الدم ارتفاع ضغط الدَّم (فرط ضغط الدم hypertension) هو ضغط مرتفع باستمرار في الشرايين. لا يمكن تحديدُ سببٍ لارتفاع ضغط الدَّم غالبًا، ولكنَّه يحدثُ في بعض الأحيان نتيجةً لاضطراب كامنٍ في الكُلى أو... قراءة المزيد إلى الحَدِّ من خطر دَاء الشِّريَان التاجي.تبدأ معالجة ارتفاع ضغط الدَّم بإحداث تغييراتٍ في أسلوب الحياة: مثل اتِّباع نظام غذائي صحي قليل الملح، وعندَ الضرورة إنقاص الوَزن وزيادة النشاط البدني.كما قد يكون العلاج الدَّوائي المعالجةُ الدّوائيَّة لارتفاع ضغط الدَّم يُعد ارتفاع ضغط الدَّم حالة شائعة جدًا.غالبًا ما لا يسبب أعراضًا؛ ولكن مع ذلك، يمكن لارتفاع الضغط الدم أن يزيد من خطر السكتة الدماغية، و النوبة القلبية، و الفشل القلبي.ولذلك، يكون من الضروري... قراءة المزيد ضروريًّا.
داءُ السُّكَّرِيّ Diabetes mellitus
يؤدي التحكُّمُ الجيّد في داء السكّري داء السُّكَّري داءُ السُّكَّري هو اضطراب ينجم عن عدم قيام الجسم بإنتاج ما يكفي من الأنسولين أو الاستجابة بشكل طبيعي للأنسولين، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم (الغلوكوز) بشكل غير طبيعي. يزداد التَّبوُّل... قراءة المزيد إلى التقليل من خطر بعض مُضَاعَفاته، ولكنَّ تأثيرات هذا التَّحكُّم في حدوث الإصابة بدَاء الشِّريَان التاجي تكون أقلَّ وضوحًا.كما أنَّ التَّحكُّم الجيِّد في داء السُّكَّري قد يُخفِّض مخاطر مُضَاعَفات دَاء الشِّريَان التاجي.
أسبرين Aspirin
لا يُنصح حاليًا باستخدام الأسبرين للأشخاص الذين لم يسبق لهم الإصابة بداء الشريان التاجي، رغم أنه كان يُنصح به في الماضي.
علاج داء الشريان التاجي
يحاول الأطباءُ القيام بثلاثة أشياء لتدبير الأشخاص المصابين بدَاء الشِّريَان التاجي.يقومون بمحاولة:
التقليل من عبء عمل القلب
تَحسين جريان الدَّم من خلال الشرايين التاجية
إبطاء أو إصلاح تراكم التصلب العصيدي
يمكن اتقليلُ من عبء عمل القلب من خلال التحكم في ضغط دم الشخص واستعمال أدوية مُعيَّنة، مثل حاصرات البيتا أو حاصرات قنوات الكالسيوم التي تحافظ على قيام القلب بالضخٍّ الجيِّد (انظر العلاج الدوائي لداء الشريان التاجي المعالجةُ الدَّوائيَّة لدَاء الشِّريَان التاجي تحتاج عضلةُ القلب إلى تغذية مستمرَّة من الدَّم الغني بالأكسجين.تنقل الشرايين التاجية التي تتفرَّع عن الشريان الأبهر، بعدَ خروجه مباشرةً من القلب، هذا الدَّم.يمكن لدَاء الشِّريَان التاجي الذي... قراءة المزيد ).
يمكن تحسينُ جريان الدَّم في الشرايين التاجية من خلال استعمال الأدوية التي تعزز إرخاء الشرايين التاجية (مثل النترات، وحاصرات أقنية الكالسيوم، ورانولازين) أو التمطيط المادي للشرايين المتضيقة (باستخدام التدخل التاجي عن طريق الجلد) أو من خلال تجاوز الانسداد (باستخدام طُعم مَجازَة الشريان التاجي).وقد يجري تذويبُ الجلطة الدَّموية في الشريان التاجي عن طريق الأدوية في بعض الأحيان (انظر فتح الشرايين فَتحُ الشَّرايين تنجم المتلازماتُ التاجية الحادة عن حدوث انسداد مفاجئ في الشريان التاجي.ويتسبَّب هذا الانسداد في حدوث ذبحة صدريَّة غير مستقرة أو نوبة قلبية (احتشاء عضلة القلب)، وذلك وفقًا لموضع الانسداد وحجمه... قراءة المزيد ).
يمكن لتعديل النظام الغذائي وممارسة التمارين الرياضيَّة واستعمال أدوية مُعيَّنة أن يُساعدَ على عكس الإصابة بتصلّب الشرايين.وهذه التدابيرُ هي نفس تلك المستخدمة في الوقاية من تصلّب الشرايين الوقاية دَاء الشِّريَان التاجي coronary artery disease هو حالةٌ يَحدث فيها إحصار جريان الدَّم إلى عضلة القلب بشكلٍ جزئي أو كلّي. تَحتاج عضلة القلب إلى إمداداتٍ مستمرَّة من الدَّم الغني بالأكسجين.تقوم... قراءة المزيد .
المداخلةُ التَّاجية عن طريق الجلد PCI
تستَعمل المداخلة التاجية عن طريق الجلد PCI (تُسمَّى أيضًا رأب الوعاء التاجي عن طريق الجلد PTCA) عند الأشخاص الذين يعانون من مُتلازمة الشريان التاجي الحادة المتلازمات التاجية الحادَّة (نوبة قلبية، احتِشاء عَضَلِ القَلب، الذَّبحة الصدريَّة غير المُستقرَّة) تنجم المتلازماتُ التاجية الحادة عن حدوث انسداد مفاجئ في الشريان التاجي.ويتسبَّب هذا الانسداد في حدوث ذبحة صدريَّة غير مستقرة أو نوبة قلبية (احتشاء عضلة القلب)، وذلك وفقًا لموضع الانسداد وحجمه... قراءة المزيد أو بعض الأشخاص الذين يعانون من ذبحة صدرية لا يمكن السيطرة عليها بشكلٍ كافٍ باستعمال الأدوية.
وفي هذه العملية، يقوم الأطباء بإدخال أنبوبٍ مرنٍ (قثطار) عبر الشقّ إلى داخل الشريان الرئيسيّ للفخذ (الشَّريان الفخذيّ femoral artery)؛ثم يجري ربط سلكٍ توجيهيٍّ طويل من خلال الإبرة في الشريان، ثم عبر الشريان الأبهري إلى الشريان التاجي الضيّق.يتمُّ تمرير القثطار المُتَّصل ببالون فوق السلك الدليل نحو الشريان التاجي المُتضيِّق.يجري وضع القَثطَار بحيث يكون البالون في مستوى التضيُّق؛ثم يتمُّ نفخ البالون لعدَّة ثوان.يقوم البالونُ المنتفخ بتمطيط الشريان ويضغط على العصيدة التي تُضيِّق الشريان، وبذلك يُوسِّعُ الشريان.قد يتكرَّر النَّفخ والانكماش (الفشّ) deflation عدَّة مرات.

يقوم الأطباءُ بإدخال أنبوبٍ مصنوعٍ من سلكٍ أو شبكة مُصنّعة (دعامة) إلى الشريان، وذلك للمساعدة على إبقاء الشريان التاجي مفتوحًا.في معظم الحالات يستعمل الأطباء الدَّعامات المُغَطَّاة أو المطليَّة بدواء.يجري تحريرُ الدواء ببطء للمساعدة على منع حدوث انسداد الشريان التاجي مَرَّةً أخرى، وهي مشكلة شائعة مع الدَّعامات غير المُغَطَّاة (تُسمَّى الدَّعامات المعدنيَّة العارية bare metal stents).ومع ذلك، ورغم أنَّ هذه الدَّعامات التي تحرِّرُ الأدوية تُقدِّم فائدةً كبيرةً من خلال إبقاء الشريان مفتوحًا، إلَّا أنَّ الأشخاص الذين لديهم دعامة تُحرِّرُ الدواء يكونون مُعرَّضين لخطرٍ أعلى قليلًا لتشكُّل جلطة دمويَّة في الدعامة من الأشخاص الذين لديهم دعامات معدنيَّة خالية من الدواء.وللحَدِّ من خطر هذه الجلطات، يُعْطى الأشخاصُ الذين خضعوا لتثبيت الدعامة الأسبرين، بالإضافة إلى دواءٍ آخر مُضَادٍّ للصُّفَيحات لمدة تتراوح بين 6 إلى 12 شهرًا على الأقل بعدَ تثبيت الدَّعامة.يبدأ الأطباءُ بإعطاء الدواء المُضادِّ للصفيحات قبلَ إدخال الدَّعامة غالبًا.وإذا تكرَّر انسداد الشريان، سواء بسبب وجود جلطة أو نتيجة أسبابٍ أخرى، فقد يقوم الأطباء بإجراء التّدخل التاجي عن طريق الجلد مرَّةً أخرى.
وبالنسبة للكثير من الأشخاص، يُفضَّل إجراء المداخلة التاجية عن طريق الجلد (PCI ) على طُعم مَجازَة الشريان التاجي (CABG)، لأنه إجراءٌ أقلُّ بضعًا، وبذلك تكون فترة التعافي أقصر.ولكن قد لا تتناسب المنطقة المصابة من الشريان التاجي مع التّدخل التاجي عن طريق الجلد بسبب موقعها أو طولها أوكمية الكالسيوم المتراكمة أو غيرها من الحالات.بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تستمرَّ حياة الأشخاص الذين يعانون من تضيُّقٍ في عدة مناطق أو من حالاتٍ أخرى لفترةٍ أطول بعد الخضوع لطُعم مَجازَة الشريان التاجي أكثر من بعد إجراء التّدخل التاجي عن طريق الجلد.وبذلك، يمكن للأطبَّاء أن يُحدِّدوا بشكلٍ دقيقٍ إمكانيَّة خضوع الشخص لهذا الإجراء.

فهم المُداخلة التاجية عن طريق الجلد (PCI)
يقوم الأطباءُ بإدخال قثطارٍ مُزوَّدٍ ببالون في شريانٍ كبير (في الشريان الفخذي أحيانًا، ولكن من الشائع حاليًّا استعمال الشريان الكعبري في المعصم)، وتمرير القثطار عبر الشرايين الموصلة والشريان الأبهر إلى الشريان التاجي المُتضيِّق أو المسدود؛ثم يقوم الأطباء بنفخ البالون لضغط العصيدة على الجدار الشرياني، وبذلك يَُفتَح الشريان.يجري وضع أنبوبٍ مُنخمص عادةً، مصنوع من شبكة سلكية (دعامة) على البالون غير المنفوخ في طرف القثطار، ويتمُّ إدخاله مع القثطار.يُنفَخُ البالون عندما يصل القثطار إلى العصيدة، ممَّا يؤدي إلى فتح الدعامة.ثم يجري سحبُ القثطار المنتهي ببالون، وتُترَك الدعامة في مكانٍ لتساعد على المحافظة على استمرار فتح الشريان. | |
![]() | يكون المرضى مستيقظين في أثناء القيام بالإجراء عادةً، ولكنَّ الأطبَّاء قد يستعملون دواءً لمساعدتهم على الاسترخاء.يخضع المرضى لمراقبةٍ دقيقة في أثناء التّدخل التاجي عن طريق الجلد، لأنَّ البالون المنتفخ يمنع بشكلٍ مؤقَّت جريان الدَّم في الشريان التاجي المُصاب.يمكن أن يُسبِّبَ هذا الانسدادُ ألمًا في الصَّدر وتغيرات في النشاط الكهربائي للقلب (يتمُّ اكتشافه بواسطة تخطيط كهربية القلب ECG) عند بعض الأشخاص.يتوفَّى أقل من 1٪ من الأشخاص في أثناء التّدخل التاجي عن طريق الجلد، وتحدث عند أقل من 5٪ منهم نوبات قلبيَّة غير مميتة.ويُصبح من الضروري إجراء جراحة مَجازَة الشريان التاجي فورَ الانتهاء من التّدخل التَّاجي عن طريق الجلد عند 1٪ أو أقل من الأشخاص. |
![]() |
وضعُ طُعم مَجازَة الشريان التاجي Coronary Artery Bypass Grafting
يُسمَّى التطعيمُ بمَجازَة الشريان التاجي (CABG) جراحة المَجازَة أو جراحة مَجازَة الشريان التاجي أيضًا.للقيام بالإجراء، يأخذ الأطباء شريانًا أو وريدًا من جزء آخر من الجسم لتوصيل الشريان الأبهري (الشريان الرئيسي الذي يأخذ الدَّم من القلب إلى باقي الجسم) بأحد الشرايين التاجية بعد نقطة انسداده.وبذلك يَجرِي تحويلُ مسار جريان الدَّم ليتخطَّى (أو يتجاوز) المنطقة المُتضيِّقة أو المسدودة.كما يجري أخذُ الأوردة من الساق عادةً.يجري أخذ الشرايين عادةً من تحت عظمة الصدر (القَصّ) أو من الساعِد.تُصاب طعوم الشريان في حالاتٍ نادرة بدَاء الشِّريَان التاجي، ويستمرُّ عمل أكثر من 97٪ منها بشكل صحيح بعدَ 10 سنوات من إجراء جراحة المَجازَة؛إلَّا أنَّ الطّعومَ الوريدية قد تتضيَّق بشكلٍ تدريجي نتيجة تشكُّل العصيدة.يحدث انسدادٌ كاملٌ عند حوالى 15% من الحالات بعد مرور عامٍ واحد، ويمكن أن يحدث انسدادٌ كاملٌ عند ثلث الحالات أو أكثر بعد انقضاء خمس سنوات.
تتراوح مدَّةُ العملية بين ساعتين وأربع ساعات، اعتمادًا على عدد الأوعية الدَّمويَّة المُراد تطعيمها.يُشير المُعدِّل العددي (الثلاثي أو الرباعي مثلًا) قبل المجازة إلى عدد الشرايين (مثل 3 أو 4) التي يَجرِي تجاوزها.ويخضع الشخص إلى تخديرٍ عام؛ثم يُجرى شِقٌّ من الرقبة إلى وسط الصدر وحتى أعلى البطن، مع تبعيد عظم القص.ويُسمَّى هذا النوعُ من الجراحة بجراحة القلب المفتوح open-heart surgery.في بعض الأحيان، يُستعمل جهاز خاص يتيح إجراء شقوق أصغر لا تفصل عظم الصدر.
يجري إيقافُ القلب عادةً بحيث لا يتحرك، ممَّا يُسهِّل إخضاعه للجراحة؛ثم تُستَعملُ الماكِنَة القَلبِيَّةُ الرِئَوِيِّة لتوصيل الأُكسِجين إلى الدَّم، وضخه من خلال مجرى الدَّم.وقد يستمرُّ ضخُّ الدَّم عندما يكون التَّطعيم مقتصرًا على وعاءٍ دمويٍّ أو وعاءين.ويُسمَّى هذا الإجراءُ مجازة القلب النَّابض beating-heart bypass أو مع استمرار الضَّخ off-pump.تتراوح فترة الإقامة في المستشفى بين 5-7 أيام عادةً، وتكون الفترةٍ أقل إذا لم تُستَعمل الماكِنَةُ القَلبِيَّةُ الرِئَوِيِّة؛إلَّا أنَّ النتائج طويلة الأمد تكون متماثلة في كِلا الإجراءين.

تنطوي المخاطرُ الناجمة عن الجراحة على السكتة الدِّماغية والنَّوبة القلبيَّة.بالنسبة للأشخاص الذين يكون حجم قلوبهم طبيعيًّا وتعمل بشكل طبيعي ولم يُصابوا بنوبة قلبية وليست عندهم عوامل خطر إضافية، تكون نسبة خطر الإصابة بنوبة قلبيَّة في أثناء الجراحة أقل من 5٪، وتتراوح نسبة حدوث سكتة دماغيَّة بين 2-3٪، وتكون نسبةُ حدوث الوفاة أقل من 1٪.بينما تزداد نسبةُ الخطر نسبيًّا عند الأشخاص الذين يعانون من تراجع قدرة ضخ القلب (ضَعف وظيفة البطين الأيسر)، أو من تضرُّر عضلة القلب من نوبة قلبيَّة سابقة أو غيرها من المشاكل القلبيَّة الوعائيَّة.ولكنَّ نجاحَ الجراحة عند هؤلاء الأشخاص يؤدي إلى تحسُّن احتمال بقائهم على قيد الحياة لفترةٍ طويلة.

يُصاب بعضُ الأشخاص بتغيُّراتٍ في التفكير أو السُّلُوك بعد إجراء جراحة طعم مَجازَة الشريان التاجي CABG.ويمكن أن تكون التغيُّرات خفيفة أو شديدة جدًا، وقد يستمرُّ بعضها لأسابيع أو سنوات.يكون كبارُ السِّنِّ أكثرَ عُرضةً للخطر.وقد ينخفض الخطر إذا لم تُستَعمل الماكِنَة القَلبِيَّةُ الرِئَوِيِّة.
طرائق أخرى
تعمل الطُّرائقُ الجديدة على جعل شقوق الصدر أصغرَ بكثير، وبذلك تكون جراحة المجازة أقلَّ شِدَّة (يُسمَّى هذا النوع من الجراحة بإجراء ثقب المفتاح أو الإجراء التنظيري keyhole procedure في بعض الأحيان).وتتضمَّن إحدى الطُّرائق استعمالَ الرُّوبوتات؛حيث يستعمل الجرَّاح أذرعًا آلية بحجم قلم الرصاص لإجراء العملية في أثناء جلوسه واستعماله وحدة التحكم على جهاز الحاسوب.تمسك الأذرعُ أدواتٍ جراحيَّة مُصمَّمة بشكلٍ خاص، بحيث يمكنها القيام بحركاتٍ مُعقدة مشابهة لحركات أيدي الجرَّاح.ويشاهد الجَرَّاح صورةً مُكبَّرة ثلاثية الأبعاد للعملية من خلال المنظار.تحتاج العملية إلى إجراء ثلاثة شقوق بقياس 2.5 سم تقريبًا - شِقَّان للذراعين الآليين والثالث للكاميرا المُتَّصلة بالمِنظَار.وبذلك، لا يحتاج الجَرَّاح إلى شَقِّ فتحةٍ للوصول إلى عظم القص.تكون فترةُ إجراء الجراحة والإقامة في المستشفى أقصر عادةً مع استعمال الإجراءات الأحدث، مقارنةً بجراحة القلب المفتوح.
وضعُ طُعم مَجازَة الشريان التاجي Coronary Artery Bypass Grafting
تنطوي عمليةُ تطعيم مجازة الشريان التاجي على وصل شريانٍ أو جزءٍ من الوريد بالشريان التاجي، بحيث يكون للدَّم مسارٌ بديلٌ عن الشريان الأبهر إلى عضلة القلب.ونتيجةً لذلك، يتمُّ تجاوز المنطقة المُتضيِّقة أو المسدودة.ويُفَضَّل استعمالُ الشريان على الوريد، لأنَّ الشرايين أقلُّ عُرضةً للانسداد لاحقًا.ففي أحد أنواع تطعيم المجازة، يجري قطعُ أحد الشريانين الثديين الباطنيين، ووصل أحد طرفي القَطع بشريانٍ تاجيٍّ بعد المنطقة المسدودة.ويجري ربط الطَّرف الآخر لهذا الشريان.إذا لم يكن بالإمكان استخدامُ الشريان أو إذا كان يوجد أكثر من انسداد، فإنَّه يُجرى استعمال جزءٍ من الوريد - يكون عادةً من الوريد الصافن saphenous vein الذي يمتد من المنطقة الأربيَّة إلى الكاحل.يجري ربطُ أحد طرفي الجزء المُقتَطَع (الطُّعم) بالشريان الأبهر، ويُربَط الطَّرف الآخر بالشريان التاجي بعد المنطقة المسدودة.يُستعمَل الطُّعم الوريدي بالإضافة إلى طُّعم الشريان الثديي في بعض الأحيان. ![]() |