تسلّخ الأبهر

(أم دم متسلخة؛ ورم دموي متسلخ)

حسبMark A. Farber, MD, FACS, University of North Carolina;
Federico E. Parodi, MD, University of North Carolina School of Medicine
تمت مراجعته ذو الحجة 1444

التسلخ الأبهري هو اضطراب مميت غالبًا يُصيب الطبقة الداخلية لجدار الشريان الأبهر (بطانة الشريان الأبهر) ويؤدي إلى تمزقها وانفصالها عن الطبقة الوسطى في جدار الشريان.

  • تحدث معظم حالات تسلخ الأبهر نتيجة ارتفاع ضغط الدم الذي يُسبب تلف جدار الشريان.

  • يعاني المرضى من ألم مفاجئ وشديد جدًا، غالبًا ما يتوضع في الصدر، وقد يتوضع في الظهر بين لوحي الكتف.

  • يُجري الأطباء اختبارات التصوير لتأكيد التشخيص.

  • عادةً ما تُوصف للمرضى أدوية لخفض ضغط الدم، ويقوم الطبيب بعمل جراحي لإصلاح التمزق أو وضع طعم شبكي لتغطية التمزق.

(انظر أيضًا مقدمة حول أمّهات الدم وتسلخ الأبهر)

يُعد الشريان الأبهر أضخم شريان موجود في الجسم.يصل الدم المُحمَّل بالأكسجين من القلب إلى الشريان الأبهر، الذي يقوم بتوزيعه إلى أنحاء الجسم من خلال شرايين أصغر حجماً تتفرع عنه.يُعد الأبهر الصدري، الذي تحدث فيه معظم حالات التسلخ الأبهري، جزءًا من الشريان الأبهر الذي يمر عبر الصدر.

عند تمزق بطانة الأبهر، يمكن للدم أن يندفع من خلال التمزق، ويؤدي إلى انفصال (تسلّخ) الطبقة الوسطى من جدار الشريان عن الطبقة الخارجية.ونتيجة لذلك، تتشكل قناة كاذبة ضمن جدار الشريان.ومع امتداد التسلخ الأبهري على طول الشريان الأبهر، فقد يؤدي إلى انسداد النقاط التي يتفرع عنها واحد أو أكثر من فروع الأبهر، وبالتالي حدوث انقطاع في التروية الدموية.

يكون التسلخ الأبهري أكثر شيوعًا بثلاث مرات عند الرجال بالمقارنة مع النساء، وأكثر شيوعًا بين الأشخاص من ذوي البشرة السوداء (وخاصةً الأمريكين من أصول أفريقية)، وأقل شيوعًا بين الأشخاص من أصول آسيوية.كما إن حوالى 75% من حالات التسلخ الأبهري تحدث عند الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 40-70 عامًا.

السبب الأكثر شيوعًا للتسلخ الأبهري هو

يعاني أكثر من ثلثي الأشخاص المصابين بتسلخ الأبهر من ارتفاع ضغط الدم.

تتضمن الأسباب الأقل شيوعًا لتسلخ الأبهر كلاً مما يلي:

  • اضطرابات النسيج الضام الوراثية، وخاصةً متلازمة مارفان ومتلازمة إيلرز-دانلوس

  • العيوب الولادية في القلب والأوعية الدموية، مثل تضيق الأبهر، وتضيق القناة الشريانية السالكة patent ductus arteriosus (الوصلة بين الشريان الأبهر والشريان الرئوي)، وعيوب الصمام الأبهري

  • تصلب الشرايين

  • الإصابة، مثل حوادث السيارات أو حوادث السقوط التي تُسبب ارتطام الصدر بالأرض بقوة

  • الشيخوخة، التي يمكن أن تُسبِّبَ تلف جدار الشريان

يمكن في حالات نادرة أن يحدث تسلخ الأبهر بشكل عرضي عندما يقوم الطبيب بإدخال قثطار إلى شريان (كما قد يحدث في أثناء تصوير الأبهر أو تصوير الأوعية الدموية) أو في أثناء جراحة القلب أو الأوعية الدموية.

فهم تسلخ الأبهر

يحدث في تسلخ الأبهر أن تتمزق الطبقة الداخلية لجدار الشريان الأبهر (البطانة)، ويتسرب الدم من خلال هذا الشق، مما يؤدي إلى تسلخ الطبقة الوسطى عن الطبقة الخارجية من جدار الشريان.ونتيجة لذلك، تتشكل قناة كاذبة في جدار الشريان.

أعراض تسلخ الأبهر

يُعاني أكثر من 90% من الأشخاص المصابين بتسلخ الأبهر من الألم، والذي غالبًا ما يكون مفاجئًا، وشديدًا جدًا، ويشعر به الشخص وكأنه تمزق أو تشقق.وقد يُغمى على بعض الأشخاص نتيجة هذا الألم.وبشكل أكثر شيوعًا، يشعر المريض بالألم عبر الصدر، وقد يشعر به في الظهر بين لوحي الكتف.كثيرًا ما يتشعع الألم على طول مسار التسلخ، كما لو كان يتقدم على طول الشريان الأبهر.وقد يُعاني الشخص من ألم بطني أو ألم في أسفل الظهر، وذلك في حال انسداد الشرايين المساريقية التي تزود الأمعاء بالدم.

مضاعفات تسلخ الأبهر

تتضمن هذه المضاعفات كلاً من:

قد يتسرب الدم من موقع التسلخ ويتجمع في الصدر.يمكن للدم المتسرب من منطقة التسلخ قرب القلب أن يدخل إلى الحيز التأموري pericardial space (بين طبقتي الأغشية المحيطة بالقلب)، مما يمنع القلب من الامتلاء بشكل كافٍ ويُسبب الدكاك القلبي cardiac tamponade، وهي حالة مُهددة للحياة.

يمكن للتسلخ الذي يُصيب السنتيمترات الأولى من الشريان الأبهر الأقرب إلى القلب (الأبهر الصاعد) أن يؤثر في مرتكزات الصمام الأبهري، وهو الصمام الذي يمنع الدم من العودة مجددًا إلى القلب.في حال ضعف مرتكزات الصمام الأبهري، فقد يتسرب الدم منه، مما يُسببب الفشل القلبي.

تشخيص تسلخ الأبهر

  • يمكن لاختبارات التصوير الشعاعي أن تؤكد التشخيص، مثل تصوير الأوعية الدموية المقطعي المحوسب CT angiography، وتصوير الأوعية الدموية بالرنين المغناطيسي magnetic resonance angiography، أو تخطيط صدى القلب عبر المري transesophagea echocardiography.

كثيرًا ما تكون الأعراض المميزة لتسلخ الأبهر كافية لتجعل تشخيص الحالة واضحًا للطبيب، على الرغم من أن المرض قد يُسبب أعراضًا متنوعة قد تشتبه مع حالات أخرى.قد يضعف النبض أو يتلاشى في الذراعين والساقين عند بعض الأشخاص المصابين بتسلخ الأبهر.قد يتباين ضغط الدم بين الذراع اليمنى واليسرى بناءً على موقع حدوث التسلخ على امتداد الأبهر.يمكن للتسلخ الذي يتجه نحو القلب أن يُسبب نفخات قلبية (murmur) يمكن سماعها بالسماعة الطبية.

تُعد الصورة بالأشعة السينية الخطوة الأولى في اكتشاف تسلخ الأبهر.يمكن للأشعة السينية أن تظهر توسع الشريان الأبهر عند 90% من الأشخاص الذين يعانون من أعراض تسلخ الأبهر.ولكن، يمكن لهذا المظهر أن يكون ناجمًا عن حالات مرضية مختلفة.يمكن للتصوير المقطعي المحوسب للأوعية بعد حقن عامل تباين أن يساعد على اكتشاف تسلخ الأبهر بشكل سريع ودقيق، وبالتالي فهو إجراء مُفيد في الحالات الإسعافية.كما يمكن لتخطيط صدى القلب عبر المري أو تصوير الأوعية الدموية بالرنين المغناطيسي أن يكشفا بشكل دقيق عن تسلخات الأبهر، حتى وإن كان التسلخ صغيرًا جدًا.

علاج تسلخ الأبهر

  • استعمال الأدوية لضبط ضغط الدَّم

  • الجراحة، وفي بعض الأحيان طعم شبكي داخل وعائي

يجري قبول المرضى المُصابين بتسلخ الأبهر في وحدة العناية المركزة، حيث تُراقَب علاماتهم الحيوية عن كثب (النبض، وضغط الدم، ومعدل التنفس).قد تحدث الوفاة في غضون ساعات من بدء حدوث تسلخ الأبهر.ولذلك، فإنه من الضروري الإسراع بإعطاء الأدوية عبر الوريد للمريض لإبطاء معدل نبض القلب وخفض ضغط الدم إلى أقل درجة يمكن معها الحفاظ على تروية كافية للدماغ، والقلب، والكليتين.يُساعد إبطاء معدل نبض القلب وخفض ضغط الدم على الحدّ من توسع التسلخ وانتشاره.بعد إعطاء الأدوية مُباشرةً، ينبغي على الطبيب أن يُقرر ما إذا كان سوف يلجأ للجراحة، أو الاستمرار بإعطاء المعالجة الدوائية للشخص عوضًا عن إجراء الجراحة.

غالبًا ما يُقرر الأطباء إجراء عملية جراحية لعلاج تسلخ الأبهر الذي يُصيب السنتيمترات الأولى من الشريان الأبهر الأقرب إلى القلب (الأبهر الصاعد)، وذلك ما لم تزد مضاعفات التسلخ من خطورة العمل الجراحي بشكل كبير جدًا.في أثناء العمل الجراحي، يقوم الجراح باستئصال أكبر جزء ممكن من الأبهر الصاعد المتسلخ، وإغلاق القناة التي تمزقت بين الطبقتين الوسطى والخارجية من جدار الأبهر، وإعادة بناء جدار الشريان باستخدام طعم صناعي.في حال وجود تسريب من الصمام الأبهري، فسوف يقوم الطبيب بإصلاحه أو استبداله.

بالنسبة لحالات تسلخ الأبهر الأبعد عن القلب (الأبهر النازل)، عادةً ما يستمر الطبيب بإعطاء المريض الأدوية دون اللجوء إلى الجراحة، أو وضع طعم شبكي داخل وعائي. ولإجراء طعم شبكي داخل وعائي، يقوم الطبيب بتمرير سلك طويل ورفيع من خلال الشريان الفخذي، ثم يتجه به نحو الأعلى وصولاً إلى الأبهر النازل.بعد ذلك، يقوم الطبيب بتزليق الطعم الشبكي، والذي يكون على شكل أنبوب مجوف قابل للانغلاف (بشكل يُشبه قصبة شرب العصير القابلة للطي)، فوق السلك نحو المنطقة المتضررة من الشريان الأبهر.بعد ذلك، يجري فتح الطعم الشبكي، مما يُشكل قناة مُستقرة يمكن للدم المرور عبرها.يستغرق هذا الإجراء حوالى 2-4 ساعات، ويتطلب من المريض البقاء في المستشفى ما بين 1-3 أيام.تُعد الطعوم الشبكية أقل بضعًا من الجراحة المفتوحة، وقد حسنت من معدلات النجاة، وقللت من المضاعفات عند الأشخاص المصابين بتسلخات الأبهر النازل.

دائمًا ما تكون الجراحة أو الإصلاح بالطعم الشبكي إجراءًا ضروريًا في حال سبّب التسلخ حدوث تسريب دموي، أو أدى إلى انقطاع التروية الدموية في الساقين أو الأعضاء الحيوية في البطن، أو سبب أعراضًا، أو كان يزداد حجمه، أو حدث عند شخص مُصاب بمتلازمة مارفان.

ينبغي على جميع الأشخاص المصابين بتسلخ الأبهر، بمن فيهم الأشخاص المعالجين جراحيًا، تناول أدوية لخفض ضغط الدم، وغالبًا ما يكون ذلك لبقية حياتهم.يمكن لمثل هذه المعالجة أن تُقلل من الإجهاد المطبق على الشريان الأبهر.عادةً ما تتكون المعالجة الدوائية الهادفة إلى خفض ضغط الدم من حاصر بيتا أو حاصر لقناة الكالسيوم بالإضافة إلى دواء آخر مُضاد لارتفاع ضغط الدم، مثل مثبط الإنزيم المحول للأنجيوتنسين.كما إنه من الضروري وصف دواء خافض للكولسترول، وإلزام الشخص بحمية غذائية إذا كان يعاني من تصلب الشرايين.

ويقوم الطبيب بمراقبة مريض تسلخ الأبهر عن كثب لتحري أية مضاعفات.الأكثر أهمية هي

  • تسلخ آخر

  • حدوث أمهات دم في الأبهر الضعيف

  • زيادة التسريب نحو الخلف من خلال الصمام الأبهري

يمكن لحدوث أي من هذه المضاعفات أن يتطلب إجراء عمل جراحي.

مآل تسلخ الأبهر

يموت حوالى 20% من أشخاص تسلخ الأبهر قبل الوصول إلى المستشفى.

وفي حال عدم تقديم المعالجة، يكون معدل الوفيات مرتفعًا خلال الأسبوعين الأوليين، ويختلف بحسب موضع التسلخ.أما في حال تقديم العلاج، فإن حوالى 70% من المصابين بتسلخ الأبهر في الجزء الأول منه، وحوالى 90% من المصابين بتسلخ الأبهر في مواقع أبعد من ذلك، يتمكنون من البقاء على قيد الحياة ومغادرة المستشفى.وتشير الإحصائيات إلى أن حوالى 60% من الأشخاص الذين يتمكنون من البقاء على قيد الحياة لأسبوعين بعد الإصابة، يتمكنون من البقاء على قيد الحياة لخمس سنوات تالية، وأن 40% منهم يتمكنون من البقاء على قيد الحياة لعشر سنوات تالية.ومن بين الأشخاص الذين يبقون على قيد الحياة لأكثر من أسبوعين بعد الإصابة، فإن ثلثهم يتوفون في النهاية بسبب مضاعفات تسلخ الأبهر، في حين أن الثلثين يتوفون بسبب أمراض أخرى.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID