تنظيرُ القصبات هو فحص بصري مباشر لصندوق الصوت (الحنجرة) والمسالك الهوائية من خلال أنبوب عرض (منظار القصبات).
يحتوي منظارُ القصبات على كاميرا في نهايته، تسمح للطبيب أن يُعايِن المَسالك التنفُّسية الكبيرة (القصبات) إلى أن يصل إلى الرئتين.كما يمكن للأطبّاء تمرير أدوات صغيرة عبر منظار القصبات للسماح بأخذ عيِّنات من أنسجة الرئة أو مجرى الهواء للمساعدة على تشخيص اضطرابات الرئة ولمُعالجة بعضها.قد تكون مناظيرُ القصبات مرنة أو صلبة.تُجرى معظمُ عمليات تنظير القصبات، وخصوصًا ما يتعلّق منها بالتشخيص، في العيادات الخارجية باستخدام منظار القصبات المرن.في بعض الأحيان قد يجري تخديرُ الشخص قبل الإجراء، وفي بعض الأحيان يستخدم مخدّر موضعي (عن طريق الأنف أو عن طريق الاستنشاق).
تتطلّب بعضُ الإجراءات التشخيصية والعلاجية استخدامَ منظار قصبات صلب، ويكون ذلك تحت التخدير العام في المستشفى.على سبيل المثال ، قد يكون من الأفضل إزالة جسم غريب ، أو السيطرة على النزف ، أو توسيع المجرى الهوائي من خلال منظار القصبات المعدني الصلب في غرفة العمليات.
(انظر أيضًا التاريخ الطبي والفَحص السَّريري لاضطرابات الرئة والجهاز التنفسي).
فهمُ تنظير القصبات
يقوم الطبيبُ بتمرير منظار قصبات مرن من خلال فتحة الأنف أو الفم إلى المَسالك التنفُّسية بالأسفل، ليتسنّى له مشاهدة المَسالك التنفُّسية مباشرةً.يوضّح الجزء الدائري المُدخل ما يمكن للطبيب أن يراه. |
يمكن استعمالُ منظار القصبات في:
تقييم المَسالِك الهَوائيَّة أو الحنجرة للتحرِّي عن الإصابات عند الأشخاص الذين تعرضوا إلى الحرق أو ربّما استنشقوا الدخان
تحديد سبب حالات عدوى الرئة (مثل الالتهاب الرئوي) إذا كان هناك قلق من أنّ السببَ هو بكتيريا غير مألوفة أو قد يكون من الصعب علاجها (على سبيل المثال، عندَ الأشخاص الذين لديهم الإيدز أو غيره من حالات عَوَز الجهاز المناعي)
فحص المَسالِك الهَوائيَّة وأخذ عيِّنات الأنسجة من المناطق التي قد تكون سَرطانية
التحقُّق من مصدر النزف في الرئتين.
ANTONIA REEVE/SCIENCE PHOTO LIBRARY
كما يساعد تنظيرُ القصبات الأطبّاءَ على معالجة بعض الحالات الخاصَّة؛حيث يمكن استعمال الأدوية التالية على سبيل المثال:
يكون دليلًا يمكن من خلاله إدخال أنبوب للمساعدة على التنفس (التنبيب الرغامي tracheal intubation)
وضع الأدوية في مناطق محدّدة من الرئة
إزالة المُفرَزات والدم والقيح والأجسام الأجنبيّة
ويجب على الشخص الامتناع عن الطعام والشراب لمدة لا تقلّ عن 6 ساعات قبلَ تنظير القصبات.وغالبًا ما تُطبَّق التهدئة لدى الأشخاص الذين يخضعون لتنظير القصبات المرن، ولكن يُطبَّق التخدير العام على من يخضعون لتنظير القصبات الصلب عادة.في تنظير القصبات المرن، يجري رشّ الحلق والأنف بمخدِّر، ثم يجري تمريرُ المنظار من خلال فتحة الأنف أو الفم أو أنبوب التنفُّس إلى المَسالك التنفُّسية في الرئتين.
وبعدَ تنظيرِ القصبات، يُوضَع الشخصُ تحت المراقبة لمدة ساعتين إلى اربعة ساعات.وإذا أُخذت عَيِّنَة من الأنسجة، فقد تؤخذ صورةٌ بالأشعة السينية للصدر للتأكُّد من عدم حدوث أي مُضَاعَفات، مثل النزف أو الاسترواح الصدري pneumothorax (وجود هواء في الصدر، لكن خارج الرئتين).
الإجراءاتُ التي تُجرى مع تنظير القصبات
في بعض الأحيان، وكجزء من الفحص بمنظار القصبات، يقوم الأطباء بإجراءات إضافية لجمع العيّنات وفحصها في المختبر.
الغُسالة القصبية السنخية Bronchoalveolar lavage هي إجراء يلجأ له الأطباء لجمع عيِّنات من المَسالك التنفُّسية الصغيرة والجيوب الهوائية (الأسناخ) التي لا يمكن رؤيتها من خلال منظار القصبات؛فبعدَ تمرير منظار القصبات في المَسالك التنفُّسية الصغيرة، يقوم الطبيب بإعطاء ماء مالح (محلول ملحي نظامي saline) عبر المنظار.ثم يُشفط السائلَ مَرَّةً أخرى إلى داخل منظار القصبات، حاملًا معه الخلايا والبكتيريا إن وُجِدت.ويساعد فحصُ المواد المُخرجَة تحت المجهر على تشخيص حالات العدوى والسرطانات.كما يمكن أيضًا وضعُ السائل في حاويات تحتوي على مُغذيات خاصَّة، ويترَك لفترة من الوقت لمعرفة ما إن كانت البكتيريا ستنمو عليها (الزرع)، وهي أفضلُ وسيلة لتشخيص العدوى.
تتضمَّن الخزعة الرئوية عبر القصبات الحصول على عيِّنة (قِطَع) من أنسجة الرئة باستخدام ملقط يُمرَّر من خلال قناة في منظار القصبات.ويجري تمريرُ منظار القصبات عبرَ المسالك التنفسية المتدرِّجة الصِّغَر وصولًا إلى المنطقة المطلوبة.ويمكن للطبيب استخدام جهاز تألُّقي fluoroscope (جهاز تصوير يستخدم الأشعة السينية لإظهار البنى الجسمية الداخلية على الشاشة) للتوجيه عند تحديد المنطقة المتضرِّرة.كما يمكن لهذا التوجيه أيضًا أن يقلِّل من خطر حدوث ثقب في الرئة عن طريق الخطأ، يسبِّب تسرُّب الهواء إلى الحيز الجنبي pleural space (الاسترواح الصدري pneumothorax).على الرغم من أنَّ خزعة الرئة عبر القصبات تزيد من خطر حدوث مُضَاعَفات في أثناء تنظير القصبات، إلا أنَّها توفِّر معلوماتٍ تشخيصية إضافية، وقد تلغي الحاجة إلى عملية جراحية كبرى غير ضرورية.
وتُستخدم طريقةُ الرشف بالإبرة عبر القصبات أحيانًا؛حيث يجري تمريرُ إبرة من خلال المنظار نحوَ جدار القصبة.ويمكن تمريرُ الإبرة من خلال جدار مَسلك تنفُّسي كبير تحت الرؤية المباشرة أو من خلال جدار مَسلك تنفُّسي صغير باستخدام جهاز الأشعة السينية للإظهار.وقد يستطيع الطبيبُ أخذ خَلايا من العُقَد اللِّمفِية المشبوهة للقيام بفحصها تحت المجهر.كما يمكن استخدامُ التخطيط بالموجات فوق الصوتية داخل القصبات (EBUS) للمساعدة على توجيه خزعة الإبرة.
