فقدُ الذاكرة Memory Loss

حسبMichael C. Levin, MD, College of Medicine, University of Saskatchewan
تمت مراجعته ذو الحجة 1442

يمكن أن يكونَ فقد الذاكرة أحدَ أعراض خلل وظيفة الدماغ.وهو أحدُ أكثر الأَسبَاب شُيُوعًا ليقوم الأشخاص، لاسيَّما كبار السن، بزيارة الطبيب.يلاحظ أفراد العائلة في بعض الأحيان حدوث فقدٍ للذاكرة ويخبرون عنها.

أكثر ما يُثير قلق الشخص وأفراد أسرته والأطباء عادةً هو ما إذا كان فقد الذاكرة أول علامة على الإصابة بداء ألزهايمر، وهو شكل متقدِّم وغير قابل للشفاء من الخَرَف (أحد أنماط اضطراب الدِّماغ)؛حيث يفقد المصابون بالخرف القدرة على التفكير بوضوح.ولكن، إذا كان الأشخاصُ مُدركين بدرجةٍ كافية إصابتهم بفقد الذاكرة، وقلقين بسببها، فهم غير مصابين بالخرف المُبكِّر عادةً.

هل تعلم...

  • لا يكون معظمُ الأشخاص الذين يشعرون بضعف الذاكرة مصابين بالخرف عادةً.

يمكن تخزينُ الذكريات في الذاكرة القصيرة الأمد أو الطويلة الأمد، وذلك وفقًا لنوعها وأهميتها بالنسبة للشخص.

  • تحمل الذاكرة القصيرة الأمد كمية صغيرة من المعلومات التي يحتاجها الشخص مؤقتًا، مثل قائمة الأشياء التي يجب شراؤها من متجر البقالة.

  • الذاكرة الطويلة الأمد كما يوحي اسمها، تُخزِّن الذكريات (مثل إسم المدرسة الثانوية للشخص) لفترة طويلة.

تُخزّن الذاكرةُ القصيرة الأمد أو الطويلة الأمد في أجزاء مختلفة من الدماغ.ويجري تخزينُ الذاكرة الطويلة الأمد في عددٍ من مناطق الدماغ.ويُساعد أحدُ أجزاء الدماغ (الحُصَين hippocampus) على فرز المعلومات الجديدة، وربطها بمعلومات مشابهة مُخزَّنة بالفعل في الدماغ.تُحوِّل هذه العملية الذكريات القصيرة الأمد إلى ذكرياتٍ طويلة الأمد.وكلّما جرى استعادة الذكريات القصيرة الأمد أو تكررت، اقتربت من أن تُصبح ذكريات طويلة الأمد.

أسباب فقد الذاكرة

الأَسبَابُ الشائعة

الأَسبَاب الأكثر شُيُوعًا لفقد الذاكرة هي

  • تغيّرات الذاكرة المرتبطة بالعمر (الأكثر شيوعًا)

  • الخلل المعرفي البسيط

  • الخَرَف

  • الاكتئاب

تشير تغيّراتُ الذاكرة المرتبطة بالعمر (تُسمى ضُعف الذاكرة المرتبط بالعمر) إلى التراجع الطفيف الطبيعي في وظيفة الدماغ الذي يحدث مع تقدم السن.يُعاني معظمُ كبار السنّ من بعض المشاكل في الذاكرة.ويستغرق استرجاع أو تذكّرأشياء جديدة، مثل اسم الجار الجديد أو طريقة استخدام برنامج كمبيوتر جديد، وقتًا أطول.كما يتعيَّن على كبار السن تكرار الذكريات الجديدة في كثير من الأحيان لتخزينها؛حيث ينسى المصابون بهذا النوع من فقد أو ضعف الذاكرة في بعض الأحيان أشياء، مثلاً أين تركوا مفاتيح سيّاراتهم.ولكن بالنسبة لهم، وخلافًا للمصابين بالخرف، فإن القدرةَ على القيام بالأنشطة اليومية أو التفكير لا تضعُف.ويتذكّر هؤلاء الأشخاص الأشياء عند إعطائهم الوقت الكافي عادةً، رغم حدوث التذكّر في وقت متأخِّر عن الوقت المناسب في بعض الأحيان.لا يُعدُّ هذا النمط من فقد الذاكرة علامةً على الخَرَف أو داء ألزهايمر المُبكِّر.

يُعدُّ الخلل المعرفي البسيط مصطلحًا غير دقيق، يُستخدم لوصف حالات الضُّعف في الوظيفة العقلية التي تكون غير شديدة بما يكفي لكي تؤثر في الوظائف اليومية.يكون فقد الذاكرة هو العَرَض الأشدّ وضوحًا غالبًا.تُفقد الذكريات بشكل فعلي، ولا يكون الأمر مجرد بطء في استرجاعها، كما يحدث عند الأشخاص الذين يعانون من تغيرات في الذاكرة مرتبطة بالعمر.ويعاني المُصابون بالخلل المعرفي البسيط من مشكلةٍ في تذكُّر المحادثات الأخيرة، وقد ينسَون المواعيد أو المناسبات الاجتماعية المهمة، لكنَّهم يتذكرون الأحداث السابقة دائمًا.ولا يتأثر انتباههم وقدرتهم على القيام بالأنشطة اليوميَّة.ولكن، يُصاب أكثر من نصف الأشخاص الذين يعانون من الخلل المعرفي البسيط بالخرف في غضون 3 سنوات.

يُعدُّ الخرف تراجعًا أكثر خطورة بكثير في الوظيفة العقلية.يكون فقد الذاكرة، لاسيّما للمعلومات التي جرى الحصول عليها مؤخرًا، هو العرض الأول غالبًا، ويتفاقم الأمر مع مرور الوقت.يمكن أن ينسى المصابون بالخرف أحداثًًا كاملةً، وليس التفاصيل فقط.وقد يكون لديهم ما يأتي:

  • صعوبة في تذكّر طريقة القيام بالأشياء التي فعلوها مرّات كثيرة سابقًا، وطريقة الوصول إلى الأماكن التي كانوا يرتادونها غالبًا

  • لا يستمرّون في أداء الأعمال التي تتطلب الكثير من الخطوات، مثل الالتزام بالوصفة الطبية

  • ينسون دفعَ الفواتير والمحافظة على المواعيد

  • ينسون إطفاءَ الموقد أو إغلاق المنزل عندَ مغادرتهم، أو رعاية طفل تُرِكَ في رعايتهم

في المراحل المبكرة من الخرف، قد يدرك الأشخاص فقدان الذاكرة لديهم.ولكن مع تفاقم الخرف، فإنهم خلافًا للذين يُعانون من تغيُّراتٍ في الذاكرة مرتبطة بالعمر، يصبحون غير مدركين لفقدهم للذاكرة؛ وغالبًا ما ينكرون أن لديهم هذه الفقدان أو الضعف.

وتزداد صعوبةُ العثور على الكلمة الصحيحة، وتسمية الأشياء، وفَهم اللغة، والقيام بالأنشطة اليومية والتخطيط لها وتنظيمها.يُصبح المصابون بالخرف تائهين، ولا يعرفون الوقتَ أو حتى السنة أو مكان وجودهم.ويمكن أن تتغيَّر شخصياتهم؛حيث إنَّهم قد يصبحون أكثرَ تهيُّجًا أو قلقًا أو زورانيَّةً (عدوانية) أو عنادًا أو تخريبًا.

يوجد عدد من أشكال الخرف.ولكنّ داء ألزهايمر هو الحالة الأكثر شيوعًا.تتفاقم معظمُ أشكال الخرف تدريجيًا حتى وفاة الشخص.

ويبدو أنَّ بعضَ الحالات التي تزيد من خطر الإصابة باضطرابات القلب والأوعية الدَّمويَّة (مثل ارتفاع ضغط الدَّم وارتفاع مستويات الكوليسترول وداء السكّري) تزيد من خطر الإصابة بالخَرَف.

يمكن أن يُسبّب الاكتئاب نوعًا من فَقد الذاكرة (يسمى الخَرَف الكاذِب pseudodementia)، يشبه فقد الذاكرة النَّاجم عن الخرف.كما أنَّ الخرف يُسبِّبُ الاكتئاب عادةً.وبذلك، فإنَّ تحديدَ ما إذا كان الخرف أو الاكتئاب هو سبب فقد الذاكرة قد يكون صعبًا.ولكنَّ الأشخاصَ المصابين بفقد الذاكرة النَّاجم عن الاكتئاب، وخلافًا للأشخاص المصابين بالخرف، يُدركون فقدانهم لذاكرتهم ويشتكون من ذلك.كما أنَّهم ينسون في حالاتٍ نادرة الأحداث الجارية المهمّة أو المسائل الشخصية، ويكون لديهم أعراض أخرى عادةً، مثل الحزن الشديد أو مشاكل في النوم (قليلٌ جدًّا أو كثير) أو الخمول أو نقص الشهية.

يمكن للشِّدَّة النفسيَّة أن تتداخل في تشكيل الذكريات واسترجاعها، وهو الأمر الذي يُشغِل بالَ الأشخاص بدرجة ما، وبذلك يمنعهم من الالتفات إلى أمورٍ أخرى.ولكن، تُعزِّزُ الشِّدَّة النفسيَّة الذاكرة في بعض الحالات، لاسيَّما عندما تكون الشِّدَّة خفيفةً أو متوسِّطة الشِّدَّة ولا تستمرُّ طويلًا.

الأَسبَابُ الأقلُّ شيوعًا

يمكن للكثير من الاضطرابات أن تُسبِّبَ تدهورَ الوظيفة العقلية إلى حالةٍ تشبه الخرف.

ويمكن إصلاحُ بعض هذه الاضطرابات بالمعالجة.وهي تشتمل على ما يلي:

يمكن عكس الاضطرابات الأخرى جزئيًّا فقط.وهي تشتمل على الاضطرابات التي تتداخل مع إمدادات الدَّم أو المواد المغذية إلى الدماغ، مثل السكتة القلبية وبعض أنواع السكتة الدماغية.وتشتمل أيضًا على نوبات الاختلاج الطويلة بشكلٍ غير مألوف وإصابات الرأس وعدوى الدماغ وعدوى فيروس العَوَز المَناعي البشري وأورام الدماغ والإفراط في استخدام بعض العقاقير (بما في ذلك الكحول).عند الأشخاص المصابين بهذه الاضطرابات، يمكن للمُعالَجَة في بعض الأحيان تحسين الذاكرة والوظائف العقلية.إذا كان الضررُ أكثر امتدادًا، فقد لا تُحسِّن المعالجة الوظيفة العقلية، لكن يمكنها أن تمنع في كثير من الأحيان حدوث المزيد من التدهور.

تتأثَّر الذاكرة عند حدوث الهذيان، لكنَّ فقد الذَّاكرة ليس العَرَض الأشدّ وضوحًا.وبدلًا من ذلك، يُعاني المُصابون بالهذيان من حالاتٍ شديدة من التخليط الذهني والتَّشوُّش وعدم الترابط.يُسبِّبُ الامتناعُ الكحولي الشديد (الهَذَيان الارتِعاشِيّ delirium tremens) وعدوى مجرى الدَّم الشديدة (الإنتان) ونقص الأكسجين (الذي قد ينجم عن الالتهاب الرئوي) وعدد من الاضطرابات الأخرى الهذيانَ، وذلك بشكلٍ مشابه لاستعمال العقاقير غير المشروعة.

تقييم فقدان الذاكرة

عندَ تقييم فقدان الذاكرة، يقوم الأطباء أولاً بتحديد ما إذا كان السبب هو الهذيان أو سبب آخر عكوس (يمكن علاجه).تتطلب الأسباب العكوسة مُعالَجةٍ فوريَّة.

ويركّز الأطباء بعد ذلك على تحديد ما إذا كان سبب نقص الذاكرة هو التغيّرات الطبيعية المرتبطة بالعمر في الدماغ، أو ضعف الإدراك الخفيف، أو الاكتئاب، أو الخرف المبكّر.

العَلاماتُ التَّحذيريَّة

تُعدُّ بعضُ الأعراض مصدرًا للقلق عند الأشخاص المصابين بفقد الذاكرة، مثل:

  • صعوبة أداء الأنشطة اليومية المعتادة

  • صعوبة في الانتباه وتقلّبات في مستوى الوعي - أعراض تشير إلى الهذيان

  • أعراض الاكتئاب (مثل فقدان الشهية، والأفكار الانتحارية، وصعوبة النوم، وتباطؤ الكلام والنشاط العام)

متى ينبغي مراجعَة الطبيب

يجب على الأشخاص الذين تظهر عندهم العَلامات التحذيريَّة مراجعة الطبيب.كما يجب عليهم مراجعة الطبيب على الفور إذا كانوا

  • لا يستطيعون الانتباهَ ويبدون بحالة من التخليط الذهني الشديد وعدم التركيز والتَّشوُّش (التوهان) - أعراض تشير إلى الهذيان

  • لديهم اكتئاب أو تفكير بإيذاء أنفسهم

  • لديهم أعراض أخرى تشير إلى وجود مشكلة في الجهاز العصبي، مثل الصُّدَاع أو صعوبة استخدام أو فهم اللغة أو التلكُّؤ أو مشاكل الرؤية أو الدوخة

كما يجب على الذين ليست لديهم علامات تحذيريَّة، ولكنهم قلقون بشأن ذاكرتهم أو يواجهون صعوبة في القيام بنشاطاتهم اليومية الأساسية، الاتصال بطبيبهم.يُحدِّد الطبيبُ السرعة التي يجب أن يُراجع بها الشخص، وذلك بناءً على الأعراض الأخرى التي يعاني منها وشِدَّة هذه الأعراض.

ما الذي سيقومُ به الطبيب

يستفسر الأطباءُ عن أعراض الشخص وعن تاريخه الطبي؛ثم يقومون بإجراء الفحص السريري.يُعدُّ حضورُ أحد أفراد الأسرة مفيدًا، لأن الأشخاص الذين يعانون من صعوباتٍ في الذاكرة قد لا يتمكّنون من وصف أعراضهم بِدِقَّة.وتُشير نتائجُ دراسة الأطبَّاء للتاريخ الطِّبِّي والفحص السريري إلى السبب غالبًا، وإلى الاختبارات التي قد يكون من الضَّروري إجراؤها (انظر جدول بعض أسباب وملامح فقدان الذاكرة).

يتحدث الأطباءُ إلى الشخص وإلى أفراد عائلته بشكلٍ منفصل غالبًا، لأن أفرادَ العائلة قد لا يشعرون بالحرية عند وصف الأعراض بشكلٍ صريح بوجود الشخص.

يطرح الأطباءُ أسئلةً مُحدَّدةً حول فقد أو نقص الذاكرة:

  • أنواع الأشياء التي ينساها الشخص (مثل، ما إذا كان الشخصُ ينسى الكلمات أو الأسماء أو يفقدها)

  • متى بدأت مشاكل الذاكرة؟

  • ما إذا كان فقد الذَّاكرة يتفاقم؟

  • مدى تأثير فقد الذاكرة في قدرة الشخص على الأداء في العمل والمنزل

كما يستفسر الأطباءُ عن وجود أعراضٍ أخرى عند الشخص، مثل صعوبة استخدام أو فهم اللغة والتغيُّرات في عادات الأكل والنوم أو المزاج.ويستفسرون عن جميع الإضطرابات التي يعاني منها الشخص، وعن جميع الأدوية التي يستعملها (بما في ذلك الأدوية التَّرفيهيَّة أو العقاقير غير المشروعة والأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية والمُكمِّلات الغذائية)، للتَّحرِّي عن الأَسبَاب المُحتملة.كما يسأل الأطباء الشخص أيضًا حول أية عادات غذائية غير اعتيادية.يمكن أن تُساعدَ المعلوماتُ المتعلقة بتعليم الشخص ووظائفه وأنشطته الاجتماعية الأطباء على تقييم الوظيفة العقلية السابقة له بشكلٍ أفضل، وقياس درجة المشكلة.ويسأل الأطباء عمَّا إذا كان أيٌ من أفراد الأسرة قد أُصيبَ بالخرف أو بخلل معرفي خفيف مُبكِّر.

وفي أثناء الفحص السريري، يقوم الأطباءُ بتقييم جميع أجهزة الجسم، ولكنهم يركزون على الجهاز العصبي (الفحص العصبي)، بما في ذلك تقييم الوظيفة العقليَّة (اختبارات الحالة الذهنية).

كما يطلبُون في اختبارات الحالة العقلية من الأشخاص الإجابة عن الأسئلة، أو القيام بمهام محدّدة، لتقييم الجوانب المختلفة للوظيفة العقلية، مثل:

  • الاهتداء إلى الوقت والمكان والشخص: حدّد التاريخ والمكان الحاليين والأشخاص.

  • الانتباه: تكرار قائمة قصيرة من الكلمات.

  • التَّركيز: تهجئة مفردة "العالم" بالعكس أو تكرار رقم الهاتف باتجاهين، الطَّبيعي ثمَّ بالعكس.

  • الذاكرة قصيرة الأمد: استرجاع القائمة القصيرة للكلمات بعدَ عدَّة دقائق.

  • الذاكرة طويلة الأمد: أجب عن الأسئلة حول الأحداث من الماضي البعيد.

  • استخدام اللغة: القيام بتسمية الأشياء الشائعة وأجزاء الجسم، وقراءة وكتابة وتكرار عبارات مُعيَّنة.

  • القدرة على فهم العلاقات الحيِّزية: نسخ بُنى بسيطة ومعقدة (من خلال استخدام المكعبات مثلًا)، ورسم ساعة أو مكعب أو منزل.

كما تقيِّم هذا الاختبارات التفكيرَ المُجرَّد والاستيعاب والقدرة على اتباع الأوامر وحلّ المسائل الرياضية و‘دراك المرض والحالة المزاجيَّة.

الجدول

الاختبارات

يمكن للأطباء عادةً تحديد ما إذا كان السبب هو التغيُّرات المرتبطة بالعمر أو الخلل المعرفي البسيط أو الخرف المبكر، بناءً على نوع فقد الذاكرة والأعراض المصاحبة له.

ولكن، عندما يكون التشخيصُ غير واضح، يمكن للاختبارات العصبية النفسية توفير المزيد من المعلومات.تشبه هذه الاختباراتُ اختباراتِ الحالة العقلية، إلَّا أنَّها أكثر تفصيلًا.يمكن أن تستغرقَ الاختباراتُ الكاملة ساعات.ينبغي إجراء هذه الاختبارات من قبل طبيبٍ نفسيٍّ مُدرَّبٍ أو مُرَخَّص، أو طبيب نفسي يمتلك خبرة بفقد الذاكرة.وقد تكون هذه الاختباراتُ غيرَ مفيدةٍ للأشخاص الذين تجاوزت أعمارهم 65 عامًا.

وإذا اشتبه الأطباء بالخرف أو اكتشفوا أيِّة شذوذاتٍ في أثناء الفحص العصبي، فإنهم يُجرُون عادةً التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، أو التصوير المقطعي المحوسب (CT) إذا كان التصوير بالرنين المغناطيسي غير متوفر، للتَّحرِّي عن وجود أيَّة شذوذاتٍ، مثل ورم الدماغ ومَوَه الرَّأسِ السَّوِي الضَّغط والضرر الناجم عن إصابة في الرأس والسكتة الدماغيَّة.

كما قد يُجري الأطباءُ اختباراتٍ دمويَّة لقياس مستويات فيتامين B12 وهرمونات الغُدَّة الدرقية، لتحديد ما إذا كان نقص فيتامين B12 أو اضطراب الغُدَّة الدرقية قد تَسبَّبَا في حدوث فقد الذاكرة.تُعدُّ هذه الاضطرابات من الأَسبَاب العكوسة لضعف الذاكرة.

وعندَ الاشتباه في إصابة الدماغ بعدوى، يقوم الأطباء بالبزل النخاعي (البزل القطني) عادةً لسحب عيِّناتٍ من السَّائِل المُحيط بالدماغ (السائل النخاعي) وتحليلها.

علاج فقدان الذاكرة

يمكن أن تُساعدَ معالجة أيَّة اضطراباتٍ تُسهم في فقد الذاكرة على استعادة الذاكرة؛فمثلًا، يُعالج نقص فيتامين B12 بمُكمِّلات B12، ويجري علاج نقص نشاط الغُدَّة الدرقية بمُكمِّلات الهرمون الدرقي.وبالنسبة للاكتئاب، يشتمل العلاجُ على الأدوية أو العلاج النفسي أو كليهما.يختار الأطباءُ استعمال مضادات الاكتئاب التي لا تفاقم فقد الذاكرة، مثل مثبِّطات استرداد السيروتونين الانتقائيَّة (SSRIs).ومن أجل معالجة مَوَه الرَّأسِ السَّوِيّ الضَّغط، يمكن وضع تحويلة من خلال إجراءٍ جراحي لتصريف السَّائِل الزائد من محيط الدماغ.وإذا كان الشخصُ يستعمل أدوية تؤثر في وظائف الدماغ، فقد يوصي الأطباء بإيقاف استعمالها أو خفض جرعتها أو محاولة استبدالها بأدويةٍ أخرى.

أمّا إذا كان السببُ الوحيد هو تغيُّرات الذاكرة المرتبطة بالعمر، فإنَّ الأطباء يؤكِّدون للأشخاص أن المشكلة ليست خطيرة، وأنَّ هذه التغيُّراتِ لا تعني أنَّ الوظيفة العقلية ستنخفض بشكلٍ كبير، وأنَّه توجد طرائق لتعويض الفقد الحاصل، وربَّما لتحسين الوظيفة العقلية (انظر أساسيات لكبار السن).

التدابيرُ العامة

يُوصى باتِّخاذ تدابير صحيَّة عامة غالبًا عند الأشخاص القلقين من تعرُّضهم للإصابة بفقد الذاكرة:

  • ممارسة الرياضة باستمرار

  • اتِّباع نظام غذائي صحّي يتضمَّن تناولَ الكثير من الفواكه والخضروات

  • الحصول على قسطٍ كاف من النوم

  • تجنّب التدخين

  • تناول الكحول باعتدال

  • المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والفكرية المحفّزة

  • القيام بفحوص دوريَّة

  • تفادي التَّعرُّض لمستويات مرتفعة من الشِّدَّة النفسيَّة

  • حماية الرأس من الإصابة

تميل هذه التدابيرُ، إلى جانب ضبط ضغط الدَّم ومستويات الكوليسترول والسُّكَّر في الدَّم، إلى الحدَّ من مخاطر اضطرابات القلب والأوعية الدَّمويَّة.تُشير بعضُ الأدلة إلى أنَّها قد تُحدُّ من خطر الخرف، ولكنَّ هذا التأثيرَ ليس مؤكَّدًا.

يوصي بعضُ الخبراء بما يلي:

  • تعلّم أشياء جديدة (مثل لغة جديدة أو العزف على آلة موسيقيَّة جديدة)

  • القيام بتمارين ذهنيَّة (مثل حفظ القوائم أو حل ألغاز الكلمات أو لعب الشطرنج أو البريدج "لعبة ورق" أو الألعاب الأخرى التي لها استراتيجية)

  • القراءة

  • العمل على الحاسوب

  • القيام بالأعمال اليدوية (مثل الحياكة وخِياطَة التَّضْريب)

يمكن لهذه الأنشطة أن تحافظ على الوظيفة العقلية أو تحسّنها، ربَّما لأنها تقوي الروابط بين الأعصاب.يساعد وجودُ روابط أقوى بين الأعصاب على إبطاء تراجع الوظائف العقليَّة النَّاجمة عن التَّغيُّرات الحاصلة في الدماغ، ومن ثمَّ يساعد على تعويض هذا النقص.

المعالجة الدَّوائيَّة

بالنسبة إلى الخرف، يمكن استخدامُ أدوية تُسمّى مثبّطات الكولين إستيراز (مثل دونيبيزيل، وغالانتامين، وريفاستيجمين)، وخاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من داء ألزهايمر أو الخرف المصحوب بأجسام ليوي.قد تُحسِّن هذه الأدوية الوظيفةَ الذهنية عندَ بعض الأشخاص بشكلٍ مؤقتٍ وطفيف، بما في ذلك الذاكرة.ويوجد نوعٌ آخر من الأدوية وهو الميمانتين memantine الذي قد يكون مفيدًا أيضًا، ويمكن استخدامه مع أحد مثبِّطات إنزيم الكُولِينِستيراز.

أدوكانوماب Aducanumab هو دواء جديد يُستخدم لعلاج داء ألزهايمرولكن، هناك العديد من الخبراء الذين لا يتفقون على تحديد الأشخاص الذين ينبغي أن يستخدموا الدواء أو حتى ما إذا كان الدواء ينبغي استخدامه أساسًا.

يمكن معالجة الخلل المعرفي الخفيف باستعمال الدونيبيزل donepezil، وهو دواءٌ يُستخدم لعلاج داء ألزهايمر.قد يُحسِّن هذا الدواءُ الذاكرة مؤقتًا، ولكن يبدو أن فائدته طفيفة.ولم تتَّضح فائدة استعمال أدوية أخرى.

تدابيرُ السَّلامة والدَّعم

لا يتوفَّر علاج يمكنه استعادة الوظيفة العقلية أو إيقاف تدهور الخرف بشكلٍ كامل.وبذلك، تُركِّز معالجة الخرف على المحافظة على سلامة الشخص وتقديم الدَّعم عندَ تدهور حالته.

وإذا كان فقدُ الذاكرة شديدًا نسبيًا، أو إذا كان أفراد العائلة قلقين بشأن سلامة الشخص، فيمكن تقييمُ منزل الشخص بواسطة معالجين فيزيائيين أو مهنيين؛حيثُ يمكنهم أن يُوصوا باتِّباع طرائقٍ تمنع السقوط والحوادث الأخرى، وقد يقترحون تدابير وقائية، مثل إخفاء السكاكين وفصل الموقد وإخفاء مفاتيح السيارة.

وتتميَّز البيئة الدَّاعمة بالصفات التالية:

  • تعزيز الاهتداء بشكلٍ متكرر (مثلًا، من خلال التقاويم والساعات الكبيرة).

  • أن يكون الجوُّ العام مَرِحًا ومُشرقًا.

  • اتِّباع روتين منتظم.

  • توفير بعض المحفّزات (مثل، التلفزيون أو المذياع) والأنشطة الممتعة.

وفي النهاية، قد يحتاج الشخصُ إلى مُدبِّرة منزل أو مُساعِد صِحِّي مَنزِلِي أو قد يحتاج إلى الانتقال إلى منزل مُكوَّنٍ من طابقٍ واحد أو مرفق المساعدة على الحياة أو مِرفَق التَّشخص الماهر.

بعض الأمور الأساسية التي تخص كبار السن: ضعف الذاكرة

تبدأ بعضُ مشاكل الذاكرة في الظهور عندَ معظم الأشخاص مع تقدُّمهم في السن.يكون سببُ ضعف الذاكرة ناجمًا عادةً عن تغيُّرات الدماغ الطبيعية المرتبطة بالعمر ولا تؤدي إلى الخرف.يمكن أن يؤدي فهم مثل هذه التغيّرات إلى الحدِّ من القلق، وبذلك يساعد كبار السن على التكيُّف والتَّعويض.

ولكن، يعاني حَوالى 14-18٪ من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 70 سنة من الخلل المعرفي الخفيف.

ويحدث الخَرف عند:

  • حوالى 1٪ من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 60-64 سنة

  • 3٪ من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 65 إلى 74 سنة

  • 15% تقريبًا من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 75 إلى 79 سنة

  • حوالى 25٪ من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 80 إلى 84 سنة

  • 30-50 ٪ من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 85 سنة

  • 60-80 ٪ من نزلاء دار المسنّين

التَّكيُّف

تنطوي الإستراتيجياتُ التي قد تساعد الأشخاص على التكيُّف مع تراجع الذَّاكرة على ما يلي:

  • وضع قوائم

  • المحافظة على تقويم مُفصَّل

  • وضع روتين معيّن

  • وضع روابط أو ربط معلومات جديدة بالمعلومات المعروفة سابقًا، مثل ربط اسم شخص جديد باسم نجم أحد الأفلام

  • تكرار المعلومات، مثل تكرار اسم شخص جديد عدةَّ مرات

  • التَّركيز على (أو الانتباه إلى) شيء واحدٍ في كلِّ مرَّة

  • تحسين المهارات التنظيمية، مثل الاحتفاظ بالأشياء المُستخدمة بشكلٍ مُتكرِّر كوضع مفاتيح السيارة في المكان نفسه

يمكن أن يساعدَ التأكدُ من قدرة كبار السن على السَّمع والرؤية بشكلٍ جيد على استمرار تواصلهم مع الآخرين، والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية.تساعد هذه المشاركةُ كبار السِّنِّ على المحافظة على ثقتهم بأنفسهم، وغالبًا ما تُحسِّن وظيفتهم العقليَّة.

نقاط رئيسيِّة

  • يُعدُّ فقد الذاكرة والخوف من الإصابة بالخرف من مصادر القلق الشائعة بين كبار السِّن.

  • يحدث فقد الذاكرة عادةً نتيجة التغيُّرات الطبيعية المرتبطة بالعمر في الدماغ، والتي تبطئ الوظائفَ العقلية بشكل طفيف دون أن تُضعِفُها بشكلٍ كبير.

  • يتداخل فقدُ الذاكرة النَّاجم عن الخرف عادةً مع القدرة على ممارسة الأنشطة اليوميَّة، ويتفاقم بشكلٍ تدريجي.

  • قد لا يكون الأشخاصُ الذين يشعرون بضعف الذاكرة مصابين بالخرف.

  • يمكن للأطبّاء تحديد السبب عادةً اعتمادًا على نتائج الفحص واختبارات التصوير (مثل التصوير بالرنين المغناطيسي MRI أو التصوير المقطعي المحوسب CT) والاختبارات الأخرى، بما في ذلك الاختباراتُ المنهجيَّة للوظيفة الذهنية.

  • قد يُساعد اتباع نمط حياة صحي والمحافظة على النشاط الذهني والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية على الحفاظ على الوظيفة العقلية، أو يُبطئ تدهورها.

  • ويمكن أن يساعدَ استخدام القوائم ومقوّيات الذاكرة الأخرى، والتركيز على شيء واحد في كلّ مرة والتنظيم، كبارَ السن على تعويض تغيُّرات الذاكرة المرتبطة بالعمر.

  • كما قد تفيد الأدوية التي تُسمَّى مثبطات إنزيم الكولين إستيراز cholinesterase (مثل دونيبيزيل) الذاكرة، لاسيَّما إذا كان الأشخاص يعانون من داء ألزهايمر أو الخرف المصحوب بأجسام ليوي. وقد يساعد دونيبيزيل الأشخاص الذين يعانون من الخلل المعرفي الخفيف.

للمَزيد من المعلومات

  1. جمعية داء ألزهايمر:: يحتوي هذا الموقع على معلومات حول الخرف بشكل عام وداء ألزهايمر (مثل الإحصائيات، والأسباب، وعوامل الخطر، والأعراض والعلامات المبكرة، وخيارات الرعاية، والرعاية اليومية للمصاب بداء ألزهايمر).كما يتضمن أيضًا نصائح لتحسين صحة الدماغ، وروابط لمجموعات الدعم والموارد المحلية.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID