مراحل تطور الجنين

حسبRaul Artal-Mittelmark, MD, Saint Louis University School of Medicine
تمت مراجعته رمضان 1442

يمرُّ الطفل بعدَّة مراحل من التخلّق، تبتدئ بالبويضة المُخصبة (الملقحة).تتطوَّر البويضة إلى الكيسة الأُريمية blastocyst، ثمَّ المُضغة embryo، ثم الجنين fetus.

الإخصاب

في كل دورة حيضية طبيعية، تتحرر بويضة واحدة من أحد المبيضين، ويكون ذلك بعد حوالى 14 يومًا من آخر دورة شهرية.يُسمَّى تحرير البويضة بالإباضة ovulation.تنتقل البويضة إلى النهاية القمعية لأحد القناتين الرَّحميتين.

عند الإباضة، يصبح المخاط في عنق الرحم أكثر سيولةً ومرونة، ممَّا يسمح بدخول النطاف إلى الرحم بسرعة.وفي غضون 5 دقائق، يمكن أن تنتقل النطاف من المهبل عبر عنق الرحم إلى الرحم وإلى نهاية القناة الرحمية التي تكون على شكل قمع - الموضع الطبيعي للإخصاب.تُسهِّل الخلايا المُبطِّنة للقناة الرحمية عمليَّة الإخصاب.

إذا لم يحدث الإخصاب، تتحرك البويضة منحدرةً عبر القناة الرحمية إلى الرحم، حيث تتفكَّك، وتمرُّ من خلال الرحم مع الدورة الشهرية التالية.

ينجم عن اختراق النطفة (الحيوان المنوي) للبويضة حدوثَ الإخصاب.تدفع الأهداب الصغيرة الشبيهة بالشعر والمُبطِّنة للقناة الرحمية البويضةَ المُلقَّحة عبر الأنبوب نحو الرحم.تنقسم خلايا البويضة الملقَّحة بشكلٍ مُتكرِّر في أثناء حركتها أسفل القناة الرحمية باتجاه الرحم.تدخل البويضة الملقَّحة الرحم في غضون 3- 5 أيَّام.

وفي الرحم، تستمر الخلايا في الانقسام لتصبح على شكل كرة مجوَّفة من الخلايا تُسمَّى الكيسة الأُرَيميَّة blastocyst.تنغرس الكيسة الأُريمية في جدار الرحم بعد 6 أيام تقريبًا من تلقيح البويضة.

إذا جرى تحرير أكثر من بويضة وتخصيبها، يحدث الحمل عندها بأكثر من جنين، وعادةً ما يكونان اثنين (توأمان).ونتيجةً لوجود اختلاف طفيف في المادة الوراثية في كلِّ بويضة وكلِّ نطفة، فيكون هناك اختلافٌ بين البويضتين المُخصَّبتين.وبالتالي يكون التوأمان الناتجان هما تَوأَمين أخوين (توأم غير حقيقي).ينجم التوأمان الحقيقيان (المتطابقان) عن انقسام البويضة المُخَصَّبة إلى مضغتين بعد أن تبدأ بالانقسام.ولأنَّ البويضة الواحدة قد جرى تخصيبها بواسطة نطفة واحدة، تكون المادة الوراثية في المضغتين متماثلة.

من البويضة إلى المضغة

يَجرِي تحرير بويضة واحدة من المبيض إلى قناة الرحم مرة واحدة شهريًّا.بعد الجماع، تنتقل الحيوانات المنوية (النطاف) من المهبل عبر عنق الرحم والرحم إلى القناتين الرحميتين، حيث تقوم إحدى الحيوانات المنوية بتخصيب البويضة.تنقسم البويضة المخصبة بشكل متكررأثناء انحدارها من القناة الرحمية إلى الرحم.في البداية، تصبح البويضة الملقحة كرة صلبة من الخلايا.ثم تصبح كرة مُجوَّفة من الخلايا تسمى الكيسة الأُرَيميَّة.

وفي داخل الرحم، تنغرس الكيسة الأُريمية في جداره، حيث تتطور إلى مُضغة embryo ملتصقة بالمشيمة ومُحاطة بأغشية مليئة بالسائل.

تطوُّر الكيسة الأريميَّة

تلتصق الكيسة الأريمية ببطانة الرحم قريبًا من جزئه العلوي عادةً، وذلك بعد 6 أيام تقريبًا من حدوث الإخصاب.تكتمل هذه العملية، والتي تسمى عملية الزرع implantation بحلول اليوم التاسع أو العاشر.

يكون جدار الكيسة الأريمية بثخانة خلية واحدة، ما عدا منطقة واحدة تكون سماكته فيها بحدود 3-4 خلايا.تتطوَّر الخلايا الداخلية في المنطقة السميكة إلى المضغة، في حين تنغرس الخلايا الخارجية في جدار الرحم وتتطور إلى المشيمة.تُنتِج المشيمة عدة هرمونات تساعد على الحفاظ على الحمل.فمثلًا، تُنتج المشيمة هرمون مُوَجِّهَةُ الغُدَدِ التَّنَاسُلِيَّةِ المَشيمائِيَّةُ البَشَرِيَّة، الذي يمنع المَبيضين من تحرير البيويضات ويحفزهما على إنتاج هرمون الإِسترُوجين والبروجسترون بشكلٍ متواصل.كما تحمل المشيمة الأكسجين والمواد المغذية من الأم إلى الجنين والفضلات من الجنين إلى الأم.

تتطور بعض الخلايا من المشيمة إلى طبقة خارجية من الأغشية (المَشيماء chorion) تحيط بالكيسة الأُريمية النامية.تتطور خلايا أخرى إلى طبقة داخلية من الأغشية (السَّلَى amnion)، والتي تُشكِّل الكيس السَّلوي.عندما يتشكل الكيس السلوي (خلال الفترة الممتدَّة بين الأيام 10-12 تقريبًا)، فيمكن عندها اعتبار الكيسة الأريمية مُضغةً.يمتلأ الكيس السلوي بسائلٍ صافٍ (السائل الأمنيوسي amniotic fluid) ويتوسَّع ليُغلِّف المضغة النامية التي تطفو بداخله.

تَطوُّر المُضغة

المرحلة التالية في التخلّق هي المضغة التي تتطوَّر داخل الكيس السلوي تحت بطانة الرحم على جهة واحدة.تتميَّز هذه المرحلة بتشكيل معظم الأعضاء الداخلية وبُنى الجسم الخارجية.يبدأ تكوُّن معظم الأعضاء بعد حوالى 3 أسابيع من الإخصاب، وهو ما يعادل 5 أسابيع من الحمل (لأن الأطباء يُؤرِّخون بداية الحمل اعتبارًا من اليوم الأول لآخر دورة شهرية للمرأة، وهو أسبوعان قبل التخصيب عادةً).يزداد طول المضغة خلال هذه الفترة، وهي أوَّل ما يُشيرُ إلى الشكل البشري.وبعد ذلك بوقت قصير، تبدأ المنطقة التي ستصبح الدماغ والحبل النخاعي (الأنبوب العصبي neural tube) بالتطوُّر.يبدأ القلب والأوعية الدَّموية الرئيسيَّة بالتطوُّر في وقت مُبكِّر - بحلول اليوم السادس عشر تقريبًا.يبدأ القلب بضخ السوائل عبر الأوعية الدَّمويَّة في اليوم العشرين، وتظهر أول خلايا الدَّم الحمراء في اليوم التالي.تستمر الأوعية الدَّمويَّة بالتَّطوُّر في المضغة والمشيمة.

يكتمل تشكيل جميع الأعضاء تقريبًا بعد حوالى 10 أسابيع من التخصيب (وهو ما يعادل 12 أسبوعًا من الحمل).الاستثناءات هي الدماغ والحبل النخاعي، اللذان يستمران في التَّشكُّل والتطور طيلة فترة الحمل.تحدث معظم حالات الشذوذ (العيوب الخِلقية) خلال الفترة التي تتشكَّل فيها الأعضاء.خلال هذه الفترة، تكون المضغة عُرضةً للتَّأثُّر بشكلٍ كبيرٍ بالأدوية والإشعاع والفيروسات.ولذلك، ينبغي عدم إعطاء المرأة الحامل أيَّة لقاحاتٍ فيروسيَّةٍ حية أو استعمال أيَّة أدوية خلال هذه الفترة ما لم تُعدُّ ضروريَّةً لحماية صحتها (انظر استخدام العقاقير في أثناء الحمل).

المشيمة والمُضغة بحدود 8 أسابيع من عمر الحمل

عند وصول الحمل إلى أسبوعه الثامن، تكون المشيمة والجنين قد تطوَّرا لمدة 6 أسابيع.تُشكّل المشيمة بروزات صغيرة تشبه الشعر (زغابات villi) تمتدُّ إلى جدار الرحم.تتطوَّر الأوعية الدَّمويَّة من المضغة في الزغابات، حيث تمرُّ عبر الحبل السري إلى المشيمة.

يفصل غشاءٌ رقيقٌ بين دم المضغة في الزغابات عن دم الأم الذي يجري عبر الحيِّز المحيط بالزغابات intervillous space.يفيد ذلك فيما يلي:

  • يُتيح تبادل المواد بين دم الأم والمضغة

  • يمنع الجهاز المناعي للأم من مهاجمة المضغة لأنَّ حجم الأضدَّاد الموجودة عند الأم أكبر من أن تمرَّ عبر الغشاء (الأجسام المضادة هي بروتينات يُنتجها الجهاز المناعي للمساعدة في الدفاع عن الجسم ضد المواد الغريبة)

تطفو المضغة في السائل الأمنيوسي، الموجود في الكيس الأمنيوسي.

يقوم السائل الأمنيوسي بما يلي:

  • يوفِّر حيِّزًا يمكن أن تنمو فيه المضغة بحرية

  • يساعد على حماية المضغة من الإصابة

يتمتع الكيس الأمنيوسي بالقوة والمرونة.

تطوُّر الجنين والمشيمة

في نهاية الأسبوع الثامن بعد الإخصاب (10 أسابيع من الحمل)، يمكن اعتبار المضغة أنها أصبحت جنينًا fetus.خلال هذه المرحلة، يحدث نموٌّ وتطوُّرٌ في البُنى التي تشكَّلت.تُعد النقاط التالية علامات فارقة في أثناء الحمل:

  • بحلول الأسبوع الثاني عشر من الحمل: يملأ الجنينُ الرحمَ بأكمله.

  • بحلول الأسبوع الرابع عشر من الحمل تقريبًا: يمكن التعرف على جنس الجنين.

  • في الفترة بين الأسبوع 16 - 20 تقريبًا: يمكن أن تشعر المرأة الحامل بحركة الجنين عادةً.عادةً ما يمكن للنساء اللواتي سبق لهن الحمل الشعور بحركة الجنين في وقتٍ أبكر بحوالي أسبوعين من النساء اللواتي يحملن للمرَّة الأولى.

  • بحلول الأسبوع الرابع والعشرين من الحمل: يكون للجنين فرصةٌ للبقاء على قيد الحياة خارج الرحم.

تستمر الرئتان بالنضج حتى اقتراب وقت الولادة.تتجمَّع في الدماغ خلايا جديدة طيلة فترة الحمل وخلال السنة الأولى من حياة الطفل.

ومع تطوُّر المشيمة، يمتدُّ منها بروزاتٌ صغيرة شبيهة بالشعر (زغابات) في جدار الرحم.تتفرَّع البروزات أكثر من مرة في ترتيب معقد يشبه الشجرة.يزيد هذا الترتيب بشكل كبير من مساحة الاتِّصال بين جدار الرحم والمشيمة، لذلك يمكن تبادل المزيد من العناصر الغذائية والفضلات.تتكون المشيمة بالكامل خلال الفترة من الأسبوع الثامن عشر إلى الأسبوع العشرين ولكنَّها تستمر في النُّمو طوال فترة الحمل.عند الولادة، يكون وزن المشميمة حوالى نصف كيلوغرام.

الجدول
quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID