الأورام الليفية الرحمية

(الأورام العضلية الملساء Leiomyomas ؛الأورام العضلية Myomas)

حسبDavid G. Mutch, MD, Washington University School of Medicine;
Scott W. Biest, MD, Washington University School of Medicine
تمت مراجعته شوّال 1444

الوَرمُ الليفيّ هُو ورم غير سرطانيّ في الرحم يتكوَّن من نسيجٍ عضليّ وليفيّ.

  • تُعد الأورام الليفية الرحمية شائعة جدًا، حيث تحدث عند حوالى 70٪ من النساء ذوات البشرة البيضاء و80٪ من النساء ذوات البشرة السوداء في الولايات المتحدة.

  • قد لا تُسبِّبُ الأورام الليفية أيَّة أعراض أو قد تُسبِّبُ نزفًا غير طبيعي في الرحم أو ضغطًا أو ألمًا في الحوض، وتسبب في بعض الأحيان إمساكًا، أو رغبة ملحَّة في التبوُّل بشكل متكرِّر، أو عقم، أو مُضَاعَفات في الحمل.

  • يقوم الأطباء بتفحُّص الحوض، ويستخدمون تخطيط الصدى لتأكيد التشخيص عادةً.

  • تُعدُّ المُعالَجة ضروريةَّ فقط إذا أدَّى الورم الليفيّ إلى مشاكل.

  • قد يصف الأطباءُ أدويةً لضبط الأعراض، ولكن غالبًا ما تكون هناك حاجة إلى الجراحة أو إلى إجراء للقضاء على الأورام الليفية أو إزالتها بهدف التخفيفِ من الأعراض أو لتحسين الخصوبة.

كما تُسمَّى الأورام الليفيَّة الأورامَ العضليَّة الملساء أو الأورام العضليَّة.

وتُعدُّ الأورام الليفية في الرحم أكثر أنواع الأورام (الكتل) غير السرطانيَّة شُيُوعًا في الجهاز التناسليّ عند الإناث،وفي عمر 45 عامًا، تُصاب نسبة تصل إلى حوالى 70% من النساء بورمٍ ليفيٍّ واحدٍ على الأقلّ.تكون العديدُ من الأورام الليفيَّة صغيرةً، ولا تُسبِّبُ أيَّة أعرَاض،ولكن نَحو نصف النساء من ذوات البشرة السوداء وربع النساء من ذوات البشرة البيضاء يُصبنَ في نهاية المطاف بأورام ليفيَّة تُسبِّب الأعراض.

هل تعلم...

  • في عُمر 45 عامًا، تُصاب حوالى 7 من كل 10 نساء بأورامٍ ليفيَّة في الرَّحم.

لا يزال سببُ الأورام الليفية الرحمية مجهولًا.ولكن، يبدُو أن المُستويات المرتفعة لهرمون الإستروجين، وربما البروجستيرون (من الهرمونات الأنثويَّة)، تُحرِّضُ نموّ هذه الأورام.قد تزداد أحجام الأورام الليفيَّة في أثناء الحمل، (أي عندما تزداد مستويات هرموني الإستروجين والبروجستيرون)؛ وتميل هذه الأورام إلى الانكِماش من بعد سنّ اليأس، (أي عندما تنخفض مُستويات الهرمونين بشدَّة).

قد تكُون الأورام الليفيَّة مجهريةً أو كبيرةً بحجم كرة السلَّة،تُصاب العديد من النساء بأكثر من ورمٍ ليفيٍّ واحدٍ.في بعض الأحيان، إذا أصبحت الأورام الليفية كبيرةً جدًا، فقد لا تستطيعُ الحُصول على ما يكفيها من الدَّم.ونتيجةً لذلك، تبدأ بالتنكس (تبدأ الأنسجة بالتموّت لعدم وجود إمدادات كافية من الدَّم)، ممَّا يُسبِّبُ الألم.

وقد تنمو في أجزاء مختلفة من الرحم، في جدار الرَّحم عادة (الذي يتكوَّن من 3 طبقاتٍ):

  • تحت السطح الخارجي للرحم (الأورام الليفية تحت المصليَّة subserosal)

  • في جدار الرحم (الأورام الليفية الجِداريَّة intramural)

  • تحت الطبقة الداخلية (بطانة الرَّحم endometrium) للرحم ( (الأورام الليفية تحت المخاطية submucosal)

في بعض الأحيان تنمو الأورام الليفية في مواضع أخرى، مثل عنق الرحم (الجزء السفلي من الرحم) أو الرباط العريض (النسيج الضام الذي يحيط بالرحم).

قد تتموضع الأورام الليفية بشكلٍ كاملٍ داخل جدار الرحم، أو قد تبرز إلى مناطق أخرى من الجسم.يمكن للأورام الليفية أن تتباين في الشكل.تنمو بعضُ الأورام الليفية من ساق (تُسمَّى الأورام الليفيَّة المُسوّقة)، وقد تبرز إلى تجويف البطن، ممَّا قد يُسبِّبُ ضغطًا على الأعضاء المحيطة، مثل الأمعاء أو المثانة.تمتدُّ بعض الأورام الليفية إلى داخل الرحم (وتسمى الأورام الليفية داخل التَّجويف).

تبدو بعضُ الأورام السرطانية في الرحم مُشابهة للأورام الليفية في دراسات التصوير، وقد تُسبِّبُ أعراضًا مشابهة، مثل النزف غير الطبيعي.تُعدُّ هذه الأورام السرطانيَّة نادرةً، حيث تحدُث عند أقلّ من 1٪ من النساء اللواتي لديهن كتل رحمية تشبه الأورام الليفية.يجري الأطباء المزيد من التقييم عند الاشتباه fالإصابة بالسرطان.استنادًا إلى الأبحاث الحالية، لا يُعتقد أن النوع النموذجي من الأورام الليفية يتغير ويتطور إلى سرطان.

أين تنمُو الأورام الليفيَّة الرحمية

يُمكن أن تنمُو الأورامُ الليفية في أجزاء مُختلفة من الرَّحم:

  • تحت السطح الخارجي للرحم (الأورام الليفية تحت المصليَّة subserosal)

  • في جدار الرحم (الأورَام الليفيَّة الجداريَّة intramural)

  • تحت بطانة الرحم (الورم الليفي تحت المخاطية submucosal fibroid)

تنمو بعض الأورام الليفية على ساق ويمكن أن تتبارز في البطن أو في تجويف الرحم.وتسمى الأورَام الليفيَّة ذات السُّوَيقة (المسوَّقة).

أعراض الأورام الليفية

تستَنِدُ الأَعرَاض إلى:

  • موضعها في الرحم

  • الحجم

  • عدد الأورام الليفية

لا يُسبَِّبُ العديد من الأورَام الليفيَّة أيَّة أعرَاض،وكلَّما كان حجمُ الورم الليفيّ أكبر، ازداد احتمالُ أن يُسبَّب أعراضًا.

يُعد النزف الرحمي غير الطبيعي أحد الأعراض الشائعة للأورام الليفية.يمكن لذلك أن يكون طمثًا غزيرًا أو طمثًا يستمر لفترةٍ أطول من المعتاد (أكثر من 8 أيَّام في الدورة).يمكن للأورام الليفية أن تسبب أحيانًا نزفًا بين الدورات الطمثية.قد يكون النزف شديدًا ويمكن أن يؤدي إلى فقر دم.

يمكن لأورام الليفية في جدار الرحم (داخل جدارية) أن تسبب نزفًا غزيرًا لأنها تعيق تقلص الرحم.يُقصد بالتقلص الكيفية التي يتحكَّم فيها الرحم بجريان الدَّم في أثناء الطمث أو في أثناء النوبات الأخرى من النزف الرحمي.

تسبب الأورام الليفية الموجودة تحت بطانة تجويف الرحم (تحت المخاطية) النزف من خلال تغيير سطح تجويف وبطانة الرحم، والتي تتساقط خلال فترة الحيض.تتسبَّب الأورام الليفية التي تبرز في تجويف الرحم (داخل تجويفية) في حدوث أكبر تغيُّر في السطح وعادةً ما تسبب نزفًا غير طبيعي أكثر شدَّة.كما يمكن للتغيرات في تجويف الرحم أن تسبب العُقم عن طريق انسداد البوقين الرحميين أو جعل عملية الحمل صعبة، وهو ما قد يؤثر في الحمل أو يزيد من خطر الإسقاط.

وقد تُسبِّبُ الأورام الليفية الكبيرة الألمَ والضغط أو شُعورًا بالثِّقَل في منطقة الحَوض في أثناء الطمث أو بين طمثٍ وآخر.قد يعود ذلك إلى أن الأورام الليفية تجعل الرحم أكبر حجمًا بشكل عام، مما يؤدي إلى تمدد البطن، أو قد يضغط الرحم على الأعضاء المحيطة، مثل الأمعاء أو المثانة.كما يُمكن للأورامُ الليفية المسوّقة التي تتبارز في البطن أن تضغط على الأعضاء والأنسجة المحيطة بها، وتُسبِّبُ الضغط أو الألم.وقد تضغطُ الأورام الليفية على المثانة، وتجعل المرأة بحاجة إلى التبوُّل بشكلٍ مُتكرِّرٍ أو بشكلٍ عاجلٍ.وفي بعض الأحيان تضغط على أجزاء أخرى من المجرى البولي ويمكن أن تمنع تدفق البول.قد تضغطُ الأورامُ الليفيَّة على المُستَقيم، وتُسبِّبُ الانزِعاجَ والإمساك.

قد يلتوي الورمُ الليفي الذي ينمُو على سُويقَةٍ، ممَّا يمنع عنه التروية الدَّمويَّة ويُسبِّبُ ألمًا شديدًا.

ويُمكن أن تُؤدِّي الأورامُ الليفيَّة التي تنمُو أو تتنكَّس إلى حُدوث ضغطٍ أو ألمٍ،وقد يستمرّ الألم النَّاجم عن الأورام الليفية المُتنكِّسة إلى فترةٍ مُتزامنةٍ مع فترة التنكُّس.

كما قد تُؤدِّي الأورام الليفيَّة التي لا تُسبِّبُ أيَّة أعراض قبل الحمل إلى حُدوث مشاكِل في أثناءِ الحمل،وتنطوي هذه المشاكل على:

تشخيص الأورام الليفية

  • فُحوصات التصوير (تخطيط الصَّدى عادةً)

قد يشتبهُ الأطباء في الأورام الليفية استنادًا إلى أعراض أو نتائج فحص الحوض.ولكن يحتاجُ تأكيد تشخيص الأورام الليفيَّة في الرَّحم إلى فُحوصاتٍ تصويريَّة عادةً،

وتنطوي هذه الفُحوصاتُ التصويريَّة على:

يمكن لنتائج هذه الاختبارات من حين لآخر أن تكون غير واضحة، ويستخدم التَّصوير بالرَّنين المغناطيسي.

إذا كانت المرأة تعاني من نزف غير طبيعي، مثل النزف الطمثي الشديد أو الطويلة أو النزف بين الدورات الطمثية، فقد يعمد الأطباء إلى استبعاد سرطان الرحم،ولذلك قد يقُومون بالإجراءات التالية:

بالنسبة إلى تنظير الرحم، يَجرِي إدخال أنبوب مُعايَنة عبر المهبل وعُنق الرحم إلى داخل الرَّحم،غالبًا ما يُستخدم التخدير الموضعي، أو الناحي، أو العام لإجراء التوسيع والتجريف أو تنظير الرحم.

علاج الأورام الليفية

  • الأدوية للتخفيفِ من الأعراض أو حتى تنكمِشُ الأورام الليفيَّة،

  • الجراحة أحيانًا لاستئصال الرحم بأكمله أو لاستئصال الأورام الليفية فقط

  • في بعض الأحيان إجراءات للقضاء على الأورَام الليفية

بالنسبة إلى مُعظم النساء اللواتي لديهنَّ أورامٌ ليفية، ولكن من دون أعراض تُسبِّب الانزعاج أو مشاكل أخرى، لا تكُون المُعالجة ضروريَّة.ويقومُ الأطباءُ بإعادة فحصهنَّ كل 6 إلى 12 شهرًا حتى يستطيعوا تحديد ما إذا كانت الأعراض تتفاقم أو تخفّ وما إذا كانت الأورام الليفية تنمُو.وتسمى هذه المراقبة الدورية بالانتظار اليقظ أحيانًا.

يتوفَّرُ العديدُ من خيارات المُعالَجة، مثل الأدوية والجراحة، وذلك عند تفاقُم النَّزف أو الأعراض الأخرى أو إذا كانت الأورام الليفية تتضخَّم فعليًا.

أدوية علاج الأورام الليفية

قد يجري استخدامُ بعض الأدوية للتخفيفِ من الأَعرَاض أو انكِماش الأورام الليفية، ولكن تكون تأثيراتها مُؤقَّتةً فقط،لا تتوفَّر أية أدوية يمكن أن تُعالج الأورام الليفيَّة بحيث تزول بشكلٍ دائم.

يمكن للأدوية المستخدمة في علاج الأورام الليفية أن تكون هرمونية أو غير هرمونية.

عادةً ما تكون الأدوية الأولى التي تُعطى هي الأدوية التي تقلل من النزف، وتكون سهلة الاستخدام، وجيدة التحمل، بما في ذلك

  • موانع الحمل الإستروجينية-البروجستينية

  • البروجيستينات (على سبيل المثال، وسيلة منع حمل داخل رحمية تطلِق الليفونورغِستريل)

  • حمض الترانيكزاميك tranexamic acid

  • مضادَّات الالتهاب غير الستيرويديَّة Nonsteroidal anti-inflammatory drugs (NSAIDs

تستطيع البروجيستينات التي تُعطى لوحدها بدون الإستروجين (مثل أسيتات ميدروكسي بروجستيرون أو ميغيسترول) أن تضبط النَّزف عند بعض النساء، ولكن قد لا تُؤدِّي هذه الأدوية إلى انكماش الأورام الليفية مثلما تفعلُ مضاهئات الهرمون المطلق لمُوجِّهة الغدة التناسلية (GnRH analogs)وهي تُقلِّلُ من النَّزف عن منع بطانة الرحم من النمو بشكلٍ مُفرطٍ،وعندما تنمُو بطانة الرحم بشكلٍ مفرطٍ، يُصبح المزيد منها عرضة للتشقُّق والانسلاخ في أثناء الحيض.ونتيجة لذلك، قد يُصبِحُ النَّزف أكثر غزارة من المُعتاد.يجري أخذ مجموعة البروجيستينات عن طريق الفم،ويمكن استخدامها يومياً أو فقط لفترةٍ تتراوح بين 10 إلى 14 يومًا بشكلٍ متواصلٍ مع كل طمث؛أو قد يستخدِمُ الأطباءُ حُقن أسيتات ميدروكسي بروجستيرون كل 3 أشهُر أو يستخدِمون اللولب الرحميّ الذي يطلق بروجستين يُسمَّى الليفونورجيستريل levonorgestrel.تُعدُّ موانع الحمل التي تحتوي على الإستروجين والبروجستين ووسائل منع الحمل داخل الرحمية التي تطلق الليفونورجيستريل من الخيارات الجيدة للنساء اللواتي يرغبن أيضًا في منع الحمل.ولكن، قد يكون لهذه الأدوية تأثيرات جانبية تُسبِّب الانزعاج، مثل اكتساب الوزن والاكتئاب وعدم انتظام النزف.

يعمل حمض ترانيكساميك عن طريق الوقاية من تفكُّك جلطات الدَّم بسرعة (يصنع الجسم هذه الجلطات لوقف النَّزف)،ونتيجة لهذا، يخفّ النزف.

قد تُساعد مُضادَّاتُ الالتهاب غير الستيرويديَّة على التخفيفِ من الألم، ولكنها قد لا تُقلِّل النزفَ.

تتضمن الأدوية الأخرى التي تُستخدم أحيانًا لعلاج الأورام الليفية المسببة للأعراض كلًا من

  • مضاهئات الهرمون المطلق لمُوجِّهة الغدَّة التناسلية (GnRH analogs)

  • مضادَّات البروجستينات

  • مُعدِّلات مُستقبلة هرمُون الإستروجين الانتقائيَّة (SERMs)

  • دانازول danazol

تُستعمل مضاهئات الهُرمونُ المُطلِق لمُوجِّهة الغدَّة التناسليَّة (GnRH) إذا لم تكن الأدوية الأخرى فعَّالةً، وكان النَّزف مُستمرَّاً، وكانت المرأة مصابة بفقر الدم (نقص شديد في خلايا الدم الحمراء).مضاهئات الهُرمونُ المُطلِق لمُوجِّهة الغدَّة التناسليَّة هي إما ناهضات (مثل ليوبروليد) أو مناهضات (مثل إيلاغوليكس وريلوغوليكس).يمكن لكلا النوعين من المضاهئات أن يؤدي إلى انكماس الأورام الليفيَّة والتقليل من النَّزف عن طريق خلق حالة مؤقتة تشبه انقطاع الطمث، مما يدفع الجسم لإنتاج كميةً أقلّ من الإستروجين والبروجستيرون.نظرًا إلى أنَّ مضاهئات الهرمون المطلق لمُوجِّهة الغدَّة التناسلية تُؤدِّي إلى انكماش الأورام الليفية والتقليلِ من النَّزف، يستخدمُ الأطباء هذه الأدوية قبل الجراحة حتى يُصبِح استئصال الأورام الليفية أسهل وحتى يقلّ النزف، وبذلك تنخفض مخاطر الجراحة.

يمكن أخذ الأدوية كحبوب عن طريق الفم، أو كحقن، أو تُغرس مثل كُريَّة (pellet) تحت الجلد.يُمكن استخدام دواء نافاريلين Nafarelin، وهو نوع آخر لمنبِّهات الهرمون المطلق لمُوجِّهة الغدَّة التناسلية، وذلك على شكل رذاذ أنفيّ.

يجري استخدام منبِّهات الهرمون المطلق لمُوجِّهة الغدَّة التناسلية لأقلّ من 6 أشهر عادةً،وإذا جرى أخذها لفترةٍ أطول، قد تُؤدِّي إلى التقليلِ من كثافة العظام، وتزيدُ من خطر هشاشة أو تخلخل العظام.قد يستخدِمُ الأطبَّاء جرعاتٍ مُنخفضة من الإستروجين، في توليفةٍ مع البروجيستين (دواء يُشبهُ هرمون البروجستيرون) عادةً، مع منبِّهات الهرمون المطلق لمُوجِّهة الغدَّة التناسلية، وذلك للوقاية من النقصِ في كثافة العظام.

وخلال 6 أشهُر من بعد التوقُّف عن استخدام منبِّهات الهرمون المطلق لمُوجِّهة الغدَّة التناسلية، قد تُصبِح الأورام الليفيَّة كبيرةً مثلما كانت قبل المُعالَجة.

تثبط مُضادَّات البروجيستينات، مثل ميفيبريستون والأدوية المرتبطة به، نشاط هرمون البروجستيرون.ونتيجة لذلك ، ينكمش الرحم والأورام الليفية.

تعاكس مُعدِّلات مُستقبلة الإستروجين الانتقائيَّة (SERMs)، مثل رالوكسيفين والأدوية المرتبطة به، بعض تأثيرات الإستروجين.قد لا تكون هذه الأدوية فعَّالةً مثل الأدوية الأخرى.

يثبط دانازول (هرمون اصطناعي يرتبطُ بهرمون التستوستيرون) نشاط الإستروجين والبروجستيرون.نادرًا ما يُستعمل ويترك الكثير من التأثيرات الجانبيَّة، مثل اكتساب الوزن، والعد، وزيادة في شعر الجسم (الشعرانيَّة)، وانتفاخ الكاحلين، وتساقُط شعر فروة الرأس، وجفاف المهبل، وخفص الصوت.

الإجراءات المتبعة لعلاج الأورام الليفية

هناك العديد من الإجراءات الباضعة بشكل محدود المتوفرة لعلاج الأورام الليفية.وتُستَعملُ عادةً إذا كانت الأدوية غير فعَّالة ولم ترغب المرأة بإجراء عمل جراحي أو كانت لديها أسباب صحِّية لعدم إجراء الجراحة.

ينبغي على النساء اللواتي خضعن إلى واحدةٍ من تلك الإجراءات عدم الحمل،حيث لا يُعرف بشكلٍ واضحٍ ما إذا كان الحمل من بعد هذه الإجراءات آمنًا.

بالنسبة إلى إصمام الشَّريان الرحميّ، يستخدِمُ الأطباءُ مُخدِّرًا في منطقةٍ صغيرةٍ من الفخذ ويُحدثون ثقبًا صغيرًا أو شقًا فيها،ثُمَّ يقومون بإدخال أنبوبٍ مرنٍ (قثطار) عبر الشقّ إلى داخل الشريان الرئيسيّ للفخذ (الشَّريان الفخذيّ femoral artery)،ويُمرِّرون القثطار إلى الشرايين التي تُزوِّد الورم الليفيّ بالدَّم، ويجري حقنها بجزيئاتٍ اصطناعية صغيرة.تنتقل هذه الجزيئات إلى الشرايين الصغيرة التي تُزوِّد الورم الليفيّ بالدَّم وتُؤدِّي إلى انسدادها،ونتيجة لذلك، يموت الورم الليفيّ ومن ثمَّ ينكمِشُ.يبدو أنَّ مُعظم ما يتبقَّى من الرحم لا يتأثَّر بهذا الإجراء،ولكن لا يُعرَف ما إذا كان الورم الليفيّ سينمُو من جديد (لأنَّ الشرايين المسدودة تفتح من جديد أو تتشكَّل شرايين جديدة).

بعد إصمام الشَّريان الرحميّ، تُعاني مُعظم النساء من الألم وتشنُّجات في الحوض وغثيان وتقيُّؤ وحُمَّى وتَعَب وألمٍ في العضلات،وتحدُث هذه الأعراض خلال 48 ساعةً من بعد الإجراء، وتخفُّ تدريجيًا خلال 7 أيَّام.قد تحدُث عَدوى في الرَّحمِ أو في النَّسيج المُحيط به.تتعافى النِّساء بسرعة أكثر من بعد هذا الإجراء بالمُقارنة مع استئصال الرَّحم أو اسئصال الورم العضليّ، ولكن يُصبِحن أكثر ميلاً لمواجهة المزيد من المُضاعفات وإلى مُراجعة الأطباء لعدد أكثر من المرَّات.إذا استمرت الأورام الليفية في كونها مشكلة أو عادت إلى النمو بعد الإصمَام، ينصح الأطباء باستئصال الرحم.

يستخدم تخطيط الصَّدى المُركَّز والمُوجَّه بالرنين المغناطيسيالأمواج الصوتية لتخريب الأورام الليفية.

الجراحة لمُعالجة الأورام الليفيَّة

يجري أخذ الجراحة بالاعتبار عادةً بالنسبة إلى النساء اللواتي يُعانين من:

  • أورام ليفيَّة تتضخَّم بسرعة

  • النزف الذي يستمر أو يعُود على الرغم من المُعالَجة بالأدوية أو الإجراءات الباضعة بشكل محدود

  • ألم شديد أو مستمر

  • أورام ليفيَّة كبيرة تُسبِّبُ مشاكل، مثل الحاجة إلى التبوُّل بشكلٍ مُتكرِّرٍ أو الإمساك أو الألم في أثناء الجماع او انسِداد مجرى البول

  • بالنسبة للنساء اللواتي يرغبن في الحمل، أورام ليفيَّة أدَّت إلى العقم أو حالات مُتكرِّرة للإسقاط

قد يكون استئصال الرحم خيارًا جيَِّدًا بالنسبة إلى النساء اللواتي لا يرغبن في إنجاب المزيد من الصغار أو يرغبن في شفاءٍ نهائيّ.

يُمكن إجراءُ أنواع عديدة من الجراحة،تعتمد الجراحة الموصى بها على حجم، وعدد، وموضع الأورام الليفية.ولكن، قبل اتخاذ قرار حول المُعالَجة، ينبغي على المريضات التحدُّث مع الطبيب حول المشاكل التي يُمكن أن تنجُم عن كل نوع من أنواع الجراحة، وذلك حتى تكون قراراتهنَّ مبنية على معلومات صحيحة.

تنطوي جراحة استئصال الأورام الليفية على واحدةٍ من الطريقتين التاليتين عادةً:

  • استئصال الرحم: يجرى استئصال الرحميمكن للمريضات مناقشة ما إذا كُنّ سيقمن باستئصال عنق الرحم، والمبيضين، وقناتي فالوب.يُعدُّ استئصالُ الرحم الحلَّ الوحيد الدَّائم للأورام الليفيَّة،ولكن، لا تستطيع النساء الإنجاب من بعد استئصال الرحم،ولذلك، يُجرى استئصال الرحم فقط عندما لا ترغب النساء بالحمل.

  • استئصال الورم العضلي myomectomy: يجري فقط استئصال الورم الليفي أو الأورام الليفيَّة.على العكس من استئصال الرَّحم، تستطيع النساءُ اللواتي خضعنَ إلى استئصال الورم العضليّ الحمل والإنجاب،كما تكون الحالة النفسية لدى بعضهنَّ أفضل عندما يجري الإبقاء على أرحامهنَّ؛ولكن، بعدَ استئصال الورم العضلي، قد تنمو أورام ليفيَّة جديدة، وتخضع حوالى 25% من النساء إلى استئصال الرحم من بعد فترةٍ تتراوح بين 4 إلى 8 سنوات لاحقة.

بالنسبة إلى استئصال الرحم، قد يستخدم الجراحون واحدة من الطرائق التالية:

  • تنظير البطن: يقومون بإحداث شقّ واحد او بضعة شقوق صغيرة قُرب السرَّة أو فوقها، ثُم يُدخِلون أنبوب مُعايَنة (منظار البطن) والأدوات الجراحية عبر تلك الشقوق.

  • فتح البطن: حيث يقومون بإحداث شقّ بطول عدَّة بوصاتٍ في البطن.

  • استئصال الرحم بطريق المهبل: يجري استئصالُ الرحم عبر المهبل، ويُستخدَم تنظير البطن للمُساعَدة أحيانًا.يقوم الأطباءُ بإحداث شقّ في المهبل،ولا يحتاج هذا الإجراء إلى شقّ في البطن.

يُمكن إجراء الجراحة بتنظير البطن مع مساعدة من إنسان آلي،وهو جهاز يجري استخدامه للتحكُّم بالأدوات الجراحيَّة التي يجري إدخالها مع منظار البطن.يُرسِلُ منظارُ البطن صورةً ثُلاثيَّة الأبعاد للجسم من الداخل إلى وحدة تحكُّم،ويقوم جرَّاحون في هذه الوحدة بمشاهدة الصورة، ومن ثمَّ يُحوِّلُ جهاز حاسوب حركات أيديهم إلى حركاتٍ دقيقةٍ للأدوات الجراحيَّة.

بالنسبة إلى استئصال الورم العضلي، قد يستخدِمُ الجراحون الإجراءات التالية:

  • تنظير الرَّحِم: يقومون بإدخال منظار الرحم hysteroscope (أداة تُشبه المجهر ذات إضاءة) عبر المهبل إلى داخل الرحم،وباستخدام أدواتٍ يجري إدخالها عبر هذا الأنبوب، يستطيع الجراحون قطعَ النسيج واستئصال الأورام الليفية الموجودة داخلَ الرحم.

  • تنظير البطن

  • فتح البطن

يُعدُّ تنظير البطن وتنظير الرحم من إجراءات العيادات الخارجيَّة، ويكون الشفاء من بعدهما أسرَع من الشفاء من بعد فتح البطن،ولكن، في بعض الأحيان، قد يكُون استئصال الأورام الليفيَّة باستخدام تنظير البطن أو تنظير الرحم صعبًا أو مُستحيلاً؛ كأن تكون هناك أورام ليفية عديدة أو تكون هذه الأورام كبيرةً أو عندما تكون منطمرةً عميقًا في جدار الرحم؛وفي مثل هذه الحالات، يلجأ الأطباءُ إلى فتح البطن.

قد يُفضِّلُ الأطباء استئصالَ الرحم على استئصال الورم العضليّ، أو قد تكون هناك حاجة إلى هذا الإجراء لأسبابٍ عديدة تنطوي على التالي:

  • لا ترغب المرأة بالإنجاب في المستقبل.

  • بعد استئصال الورم العضلي، قد تبدأ الأورام الليفية في النمو مَرَّةً أخرى.

  • عندما تُعاني النساء من اضطراباتٍ تجعل من استئصال الأورام الليفيَّة أصعب،وتنطوي هذه الاضطرابات على الانتباذ البطانيّ الرحميّ endometriosis وعلى وُجود حُزم غير طبيعيَّة من النسيج الندبيّ في الرحم أو الحوض (التصاقات adhesions).

  • قد يقلل استئصال الرحم من مخاطر الإصابة باضطرابات جديدة أو أسوأ، وخاصة إذا كانت لدى المرأة عوامل خطر للإصابة باضطراب معين.تشتمل هذه الاضطرابات على التهاب بطانة الرحم، وسرطان عنق الرحم، وسرطان بطانة الرحم.على سبيل المثال، تُواجه النساء المصابات بمتلازمة لينش زيادةً في خطر سرطان بطانة الرحم.

  • أظهرت المُعالَجات الأخرى عدم فعاليتها.

قد يُستخدم إجراءٌ يسمى التقطيع (morcellation) في أثناء استئصال الورم العضلي أو استئصال الرحم.وبالنسبة إلى هذا الإجراء، يقوم الجراحون بقطع الأورام الليفية أو نسيج الرحم إلى قطع صغيرة بحيث يمكن إزالتها من خلال شقٍّ أصغر.في حالاتٍ نادرةٍ، يكون لدى النساء المصابات بأورام ليفية سرطان رحم غير مشتبه به وغير مشخص.ولكن إذا استُخدِم التقطيع عند مثل هذه المرأة، قد تنتشر الخلايا السرطانية إلى البطن والحوض.في مثل هذه الحالات، قد ينشأ السرطان في مواضع أخرى.يمكن للأطباء استخدام التقنيات الجراحية لمنع الأنسجة من الانتشار، مثل استخدام كيس لالتقاط جميع قطع الورم الليفي وإزالتها من الجسم.قبل إجراء عمل جراحي للأورام الليفية، يجب تحري إصابة النساء بسرطان الرحم إذا كانت لديهن أية أعراض مقلقة وينبغي إعلامهن بالخطر الضئيل جدًا لانتشار الخلايا السرطانية إذا تم إجراء التقطيع.

يمكن استعمال اجتثاث الأورام الليفية بالترددات الراديوية في أثناء تنظير الرحم أو تنظير البطن لتخريب الأورام الليفية بدلًا من استئصالها.يُدخل الأطباء إبرة تنقل تيارًا كهربائيًا أو حرارة إلى الورم الليفي لتدمير نواته.قد تنمو الأورام الليفية مرَّة أخرى من بعد هذه المُعالَجات،وفي مثل هذه الحالات، قد يُوصِي الأطباءُ بمُعالَجةٍ أخرى أو باستئصال الرحم.

اختيار مُعالَجةُ الأورام الليفية

يعتمد اختيار علاج الأورام الليفية على حالة المرأة، ولكن يمكن للنساء وأطبائهن مناقشة الاختيار بناءً على الإرشادات العامة التالية:

  • إذا كانت الأورام العضلية لا تتسبب بظهور أيَّة أعراض: لا مُعالَجة مع الاستمرار بالمتابعة مع الطبيب.

  • إذا كانت المرأة تمرّ بسنّ اليأس أو اجتازت سنّ اليأس: إجراء تحري لسرطان الرحم إذا كان هناك نزف غير طبيعي في الرحم، وإذا كانت النتائج طبيعية، ينبغي الاستمرار في المتابعة مع الطبيب لمعرفة ما إذا كانت الأَعرَاض قد زالت، وهو ما يحدث عادةً مع تراجع أحجام الأورام الليفية بعد سنّ اليأس.

  • إذا تسبَّبت الأورام الليفية في حدوث أعراض: ينبغي البدء باستعمال الأدوية لمعظم النساء، ما لم تكن الجراحة أكثر فعالية بكثير (مثل الأورام الليفية الكبيرة جدًا أو الأورام الليفية تحت المخاطية داخل التَّجويفية).إذا لم تكن الأدوية فعَّالة، يعالج الأطباءُ الحالة بإجراءٍ جراحي محدود أو باضعٍ.

  • إذا تسبَّبت الأورام الليفية في حدوث العُقم: ينبغي استئصال الورم العضلي لاستئصال الأورام الليفية.

  • إذا كانت الأَعرَاض شديدة وكانت المُعالجَات الأخرى غير فعَّالة، خصوصًا إذا كانت المرأة لا ترغب في الحمل: إجراء عملية استئصال الرحم، وربما يسبقها العلاج بالأدوية.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID