سَرطان الثدي

تمت مراجعته ذو الحجة 1442

يحدُث السَّرطان عندما تنمو الخلايا بشكل غير طبيعي،ولا تبدُو خلايا السَّرطان مثل الخلايا الطبيعية أو لا تعمل مثلها، وتستمرُّ في التكاثر من دُون رادعٍ.يمكن أن تغزُو الخلايا السرطانية النُّسجَ القريبة وتُدمِّرها،وفي بعض الأحيان، تنتقل خلايا السرطان إلى أجزاء بعيدة من الجسم وتنمو هناك.يُسمَّى السَّرَطانُ الذي انتقلَ إلى جزءٍ آخر من الجسم السَّرطان النَّقيلي metastatic cancer.يُمكن أن ينمُو السرطان من أيّ نسيجٍ في الجسم.

ما هو سرطان الثَّدي؟

يحدُث سرطان الثَّدي عندما تُصبِحُ الخلايا في الثَّدي سرطانيةً،وغالبًا ما يحدُث سرطان الثدي في الغدد التي تصنع حليب الثدي أو في قنوات الحليب (أنابيب تنقل الحليب من الغدد التي تصنعه إلى الحلمتين).

  • يقضي هذا السرطان على حياة النساء أكثر ممَّا يفعله أي سرطان باستثناء سرطان الرِّئة،

  • كما يُمكن أن يُصيب سرطان الثدي الرِّجالَ أيضًا

  • يُمكن أن تُساعد معرفة كيف يبدو شكل الثدي والشعور به بشكلٍ طبيعيّ المرأةَ على اكتشاف سرطان الثَّدي مُبكِّرًا، ولذلك ينبغي عليها التحدُّث إلى الطبيب إذا كان أحد الثديين يبدو مختلفًا أو تشعر به على هذا النحو.

  • إذا كان لدى المرأة أم أو أخت أو ابنة يُعانين من سرطان الثدي، قد تكُون أكثر ميلًا للإصابة بهذا السرطان، ولذلك ينبغي عليها استشارة الطبيب لمعرفة متى ينبغي أن تخضع إلى فحوصات.

  • التصوير الشعاعي للثدي، أي تصوير الثديين بالأشعَّة السينيَّة، هُوَ فحص تصويريّ شائع للتحرِّي عن سرطان الثَّدي عند النساءِ في عُمرٍ أكبر من 40 عامًا، أو هُنَّ أكثر ميلًا للإصابة بهذا السرطان.

  • تنطوي المُعالَجة عادةً على الجراحة، وغالبًا على المُعالجة الشعاعيَّة والمُعالَجة الكِيميائيَّة والأدوية الحاصرة للهرمونات

ما الذي يُسبب سرطان الثَّدي؟

لا يعلمُ الأطباءُ بدقَّة لماذا تُصابُ بعض النساء بسرطان الثَّدي،ولكن هناك العديد من عوامل الخطر.تُواجه المرأةُ زيادةً في فُرص الإصابة بسرطان الثَّدي إذا كانت:

  • لديها جين BRCA1 أو جين BRCA2، وهُما جينان يُسببان سرطان الثَّدي

  • عُمرها أكبر من 50 عامًا

  • أُصِيبت بسرطان الثَّدي من قَبل

  • لديها أم أو أخت أو ابنة أُصِبن بسرطان الثَّدي

كما يُمكن أن تُصاب النساء اللواتي ليس لديهنّ عوامل الخطر هذه بسرطان الثدي أيضًا.

ما هي أعرَاض سرطان الثدي؟

يكون العرض الأوَّل عادةً هُوَ:

  • كتلة في الثدي لا تُسبب الألم

إذا نما السرطان عندَ المرأة:

  • تكون الكتلة أكبر حجمًا، وقد تشعر المرأة بأنها صلبة وعالقةً في مكانها

  • قد يكون الجلد فوق الكتلة دافئًا وأحمرَ ومتورمًا

  • قد يبدُو الجلد فوق الكتلة مُتوهِّداً ويُشبه قشرة البرتقالة

إذا انتشرَ سرطان الثَّدي إلى أجزاء أخرى من الجسم، فقد تكون العلامة الأولى هي وجود مشكلة في هذا الجزء من الجسم، مثل صعوبة التنفُّس أو ألم في العظام أو ضعف.

كيف يستطيعُ الأطباءُ معرفة ما إذا كانت المرأة تُعاني من سرطان الثدي؟

إذا لم يكُن لديها أيَّة أعرَاض

نظرًا إلى أنَّ سرطان الثدي شائع، يُجري الأطباءُ اختيارات لسرطان الثدي عند النساء اللواتي ليست لديهنَّ أيَّة أعراض،وتُسمَّى هذه الاختبارات فُحوصات التحرِّي.

ينبغي أن تخضع جميع النساءِ إلى فحوصات التحري عن سرطان الثَّدي،بالنسبة إلى مُعظم النساء، يبدأ الأطباء بهذه الفحوصات في عمر 40 أو 50 عامًا.تُجرَى فُحوصات التحرِّي كل عام أو عامين إلى أن تبلغ المرأة نحوَ 75 عامًا من العمر.

تنطوي فحوصات التحري عن سرطان الثَّدي على:

التصوير الشعاعيّ للثَّدي هُوَ نوع خاص من تصوير الثَّدي بالأشعة السينية،ويستخدمه الاطباءُ للتحري عن بقع غير طبيعيَّة في داخل الثديين.ينطوي التصوير الشعاعيّ للثَّدي على الخطوات الآتية:

  • تحتاج المرأة إلى خلع القميص وحمَّالة الصدر وأن تلبس رداءً يكون مفتوحًا من الأمام

  • سيقُوم فنِّي بوضع ثدي المرأة فوق لوح للأشعَّة السِّينية؛

  • سوف يضغط غطاء بلاستيكي على الثدي، مما يجعله مسطَّحًا قدر الإمكان

  • سيقوم الفني بتصوير الثَّدي بالأشعَّة السِّينية من الأعلى

  • قد يقوم الفني بتدوير لوح الأشعَّة السِّينية والغطاء البلاستيكي للحصول على منظر جانبي للثدي

التصوير الشعاعيّ للثَّدي هو أحد أفضل الطرائق لاكتشاف سرطان الثدي مبكرًا،ولكن لا تكُون كل البقع التي يكتشفها التصوير الشعاعيّ للثَّدي سرطانًا في الثدي.ستحتاجُ المرأة إلى فُحوصات أخرى لتحديد ما إذا كانت بُقعة غير طبيعيَّة هي سرطان الثدي.ينبغي على المرأة استشارة الطبيب حول متى ستبدأ بالخضوع إلى التصوير الشعاعيّ للثدي استنادًا إلى عمرها وصحتها.

فحص الثدي هو جزء من الفحص البدني المنتظم،في أثناء فحص الثدي، يقوم الأطباء بجسّ كل ثدي بأصابعهم في محاولةٍ لإيجاد كتل.كما سيتحرَّون أيضًا عن وجود عُقد لمفيَّة مُتضخِّمة في الإبطين وفوق عظم الترقوة.

يُمكن إجراء التصوير بالرنين المغناطيسي إذا كان لدى المرأة زيادة في خطر الإصابة بسرطان الثدي.التصوير بالرنين المغناطيسي هو فحص تصويريّ يجري فيه استخدام حقل مغناطيسيّ قويّ للحُصول على صورة مُفصَّلة لداخل الجسم

التصويرُ الشعاعيّ للثدي: التحرِّي عن سَرطان الثدي

إذا كانت لدى المرأة أعراض

إذا كانت لدى المرأة كتلة في الثَّدي أو أعراض أخرى لسرطان الثَّدي، يقوم الأطباءُ بفُحوصات للتَّحرِّي عن سرطان الثَّدي:

استنادًا إلى الأعراض عندَ المرأة وإلى نتائج هذه الفحوصات، قد يقوم الطبيب بالإجراءات الآتية:

  • وضع إبرة في الكتلة وأخذ عيِّنة من السائل أو النسيج

  • إحداث شقّ في الجلد لأخذ جزء من الكتلة وتفحصها تحت المجهر (خزعة)

بعدَ أن يجري تشخيص سرطان الثدي

إذا بيَّنت الخزعة وجود خلايا سرطانية، يقوم الأطباء بفُحوصات لمعرفة ما إذا كان السرطان سوف يستجيب للمعالجة بالهرمونات،فعلى سبيل المثال، يقوم الأطباء باختبار السرطان بالنسبة إلى هرمون الإستروجين وهرمون البروجسترون ومُستقبِلات عامل النمو البشروي 2 (HER2).

كما يقوم الأطباء أيضًا بفحوصات لمعرفة ما إذا انتشرَ السرطانُ،وتنطوي الفحوصات على الآتي عادةً:

  • اختبارات الدم

  • تصوير الصدر بالأشعة السينية

  • في بعض الأحيان تفرُّس للعظام أو تصوير مقطعيّ مُحوسَب للبطن

مَراحل سرطان الثَّدي

تصف المرحلةُ المدى الذي وصل إليه السرطان.وتكون المراحل مرقمةً من 0 إلى 4، وتُعطى من الحرف A إلى الحرف C.وكلما انخفض رقم مرحلة السرطان والحرف المُعطى لها، ستكون المرأة أكثر ميلًا للنجاةِ.

لتحديد مرحلة السرطان، يأخذ الأطباء في الاعتبار الأمور الآتية:

  • حجم السرطان

  • ما إذا انتشر إلى مناطق قريبة، مثل العُقَد اللِّمفِية في الإبط

  • إذا انتشر السرطان إلى أجزاء بعيدة من الجسم، مثل الرئتين أو العظام

كيف يعالج الأطباءُ سرطانَ الثدي؟

يُعالِجُ الأطباءُ سرطان الثَّدي استنادًا إلى نوعه والمدى الذي وصل إليه.هناك أنواع عديدة من مُعالَجَة سرطان الثدي،وسيقرر الطبيبُ ما هِيَ أنواع المعالجة التي سيقوم بها.

الجراحة

هناك نوعان رئيسيان لجراحة لسرطان الثَّدي:

  • تنطوي الجراحة المُحافِظة على الثدي على استئصال السرطان فقط وترك بقية الثدي

  • ينطوي استئصال الثَّدي على إزالة الثَّدي وأحيانًا العُقَد اللمفيَّة في الإبط.

تترك بعض عمليات استئصال الثدي بعضًا من جلد الثدي أو الحلمة،ويجعل هذا جراحة إعادة بناء الثدي أسهَلَ.

يُمكن أن يكُون فقدان جزء من الثدي أو كله مزعجًا جدًا للمرأة،ولكن الشيء الأكثر أهمية هُوَ استئصال السرطان بأكمله، وذلك بدلًا من ترك نسيج الثَّدي الذي قد يحتوي على السرطان.

إذا احتاجت المرأة إلى استئصال الثدي، قد تكون قادرةً على الخضوع إلى جراحة إعادة بناء الثدي في نفس الوقت أو في وقتٍ لاحق.هُناك نوعان من جراحة إعادة بناء الثدي:

  • يستطيعُ الأطباءُ إدخال طُعم مصنوع من السيليكون أو يحتوي على محلول ملحي

  • يستطيعُ الأطباء إعادة بناء الثدي باستخدام نسيجٍ من أجزاء أخرى من جسم المرأة، مثل البطن أو الظهر أو المؤخرة

المُعالجة الشعاعيَّة

يستخدِمُ الأطباء في المُعالجَةُ الشعاعيَّة إشعاعًا لتقليص الأورام وتخريب الخَلايا السَّرَطانية.

  • غالبًا ما يستخدِمُ الأطباء المُعالجَة الشعاعيَّة بعد الجراحة، وذلك للتقليل من فرصة عودة السرطان

  • إذا عاد السرطان إلى منطقة الثدي بعد الجراحة، قد تخضع المرأة إلى المزيد من المعالجة الشعاعية

يُمكن أن تُؤدِّي المُعالجة الشعاعيَّة إلى أن يُصبِح الجلد أحمر ومتنفطًا، وقد تشعر المرأة بالتعب في جميع أنحاء جسدها.

المُعالجة الكِيميائيَّة

يستخدِمُ الأطباءُ في المُعالجة الكِيميائيَّة أدويةً لتخريب الخلايا السرطانيَّة.

  • غالبًا ما يستخدِمُ الأطباء المُعالجة الكِيميائيَّة قبل الجراحة، وذلك لتقليص حجم السرطان وجعل إزالته بالكامل أسهلَ.

  • كما قد تخضعُ المرأة إلى المُعالجة الكِيميائيَّة بعد الجراحة أو إذا انتشر السرطان أيضًا

يُمكن أن تُؤدِّي أدوية المُعالجة الكِيميائيَّة إلى تساقط الشعر أو التقيُّؤ أو الشعور بتوعك في المعدة أو الشعور بالتعب في جميع أنحاء الجسم.كما قد تُعاني من مشاكل في أن تُصبِح حاملًا أو يتوقف الطمث لديها أيضًا.

الأدوِيَة الحاصرة للهرمُون

  • يجري تنبيه بعض خلايا سرطان الثدي على النمو عن طريق هرمون الإستروجين وهرمون البروجسترون، وهما هرمونان طبيعيان عندَ الإناث.

  • تكبح الأدوية الحاصرة للهرمونات عملَ هذين الهرمونين، بحيث لا يجعلان الورم ينمو عندَ المرأة

  • تاموكسيفين tamoxifen هو دواء شائع يُعطى لحصر هرمون الإستروجين

  • يستخدم الأطباءُ أحيانًا دواءً حاصرًا للهرمون بدلًا من المُعالجة الكِيميائيَّة

بعد مُعالجة سَرطان الثدي

ستقوم المرأة بزيارة الطبيب بشكلٍ منتظمٍ.وفي هذه الزيارات، سيقوم الأطباء بتفحص الثديين والصدر والعنق والإبطين لمعرفة ما إذا عادَ السرطان.

ينبغي أن تنتبه المرأة إلى مظهر ثدييها وكيف تشعر بهما، وعليها إخبار الطبيب في حال لاحَظت أيَّة تغيُّرات أو كانت لديها أيَّة من الأعراض الآتية:

  • ألم

  • نقص في الوزن أو عدم الشعور بالجُوع

  • تغيُّرات في الطمث

  • نزف من المهبل ولكنه ليس جزءاً من الطمث

  • تغيُّم في الرؤية

  • أيَّة أعرَاض أخرى تبدو غير مَألوفَة أو لا تزُول

إذا كانت المرأة تمرُّ بوقت عصيب من بعد المُعالجة، يُمكنها أن تأخذ في الاعتبار الانضمام إلى مجموعةِ دعمٍ أو التحدث مع مُقدِّم نُصح.

ماذا في حال لم تنجح المُعالَجة؟

إذا كان سرطان الثدي شديدًا جدًا، قد تختارُ المريضة التركيز على الشُّعور بشكلٍ أفضل بدلًا من مُحاولة العيش لفترةٍ أطول.يمكن أن يُساعد الأطباء على مُعالَجَة الأَعرَاض لديها.

كما قد يُساعِدُ مقدِّم نصح أو زعيم روحيّ على التكيُّف مع الأعراض أيضًا.

ينبغي على المريضة وضع وصية ووثيقة قانونية تُصِحُ فيها عن نوع الرعاية التي تريدها إذا لم يكن باستطاعتها إخبار الأطباء بمفردها،وتُسمَّى الوثيقة التوجيهات المسبقة.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID