داءُ كُلاَّبِيَّةِ الذَّنَب هو عدوى بدودة مدورة (خيطية) تُسمى كلابية الذنب الملتوية.
تنتقل العدوى إلى البشر عن طريق إناث الذباب الأسود المصابة.
قد تسبِّب العدوى حكّة شديدة فقط، ولكن تسبّب طفحًا جلديًا وتضخمًا في العُقَد اللِّمفِية واضطرابًا في البصر أو عمًى كاملاً أحيانًا.
يقوم الأطباءُ بتشخيص العَدوى عادة عن طريق تحديد الشكل غير الناضج من الدودة في عينات من الجلد.
عندما يؤدي داء كُلاَّبِيَّةِ الذَّنَب إلى أَعرَاض، تكون المعالجة بجرعة واحدة من دواء يُستخدم لعلاج الديدان يُدعى إيفرمكتين.
يمكن لإعطاء الإيفرمكتين مرّة أو مرتين في السنة للأشخاص الذين يعيشون في المناطق التي ينتشر فيها داءُ الفيلاريات أن يساعد في السيطرة على العدوى.
تُصيب الديدان الطفيلية (helminths) الإنسان والحيوانات.هناك 3 أنواع من الديدان الطفيلية: المثقوبات، الشريطيات، والمستديرات (الديدان الخيطية).كلابية الذنب الملتوية هي إحدى أنواع الديدان المدورة المسمّاة ديدان الفيلارية.
هناك نحو 21 مليون شخص لديهم داء كُلاَّبِيَّةِ الذَّنَب في جميع أنحاء العالم.من بين هولاء المصابين، يُعاني حَوالى 14.6 مليون شخص من أمراض جلدية، بينما يعاني 1.15 مليون شخص من مشاكل في الرؤية أو عمى.يعدُّ داء كُلاَّبِيَّةِ الذَّنَب السببَ الرئيسي الثاني للعمى العدوائي في جميع أنحاء العالم (بعد عدوى تصيب العين تُدعى التراخوما).
وهو أكثرَ شُيُوعًا في المناطق الاستوائية والجنوبية (جنوبي الصحراء الكبرى) من أفريقيا.تُسجل حالات من حين لآخر في اليمن وفي منطقة انتقال صغيرة في أمريكا الجنوبية على امتداد الحدود مع فنزويلا والبرازيل.وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية أن كل من كولومبيا، والإكوادور، والمكسيك، وغواتيمالا هي بلدان خالية من داء كُلاَّبِيَّةِ الذَّنَب.
يكون الأشخاص في هذه المناطق الذين يعيشون أو يعملون بالقرب من الجداول أو الأنهار سريعة الجريان الأكثر عرضة للإصابة.يكون المسافرون إلى هذه المناطق الذين يقيمون فيها لفترات طويلة، مثل موظفي الإرساليات التبشيرية، أو المتطوعين، أو الباحثين الميدانيين، معرضون للخطر أيضًا.
(انظر أيضًا لمحة عامة عن العدوى الطفيلية).
هل تعلم...
|
انتقالُ داء كلابية الذنب
ينتقل داءُ كُلاَّبِيَّةِ الذَّنَب من خلال لدغة إناث الذباب الأسود التي تتوالد في الجداول سريعة التدفُّق (ومن هنا جاء مصطلح "العمَى النهري").
تبدأ دورة العدوى عندما تلدغ ذبابة سوداء مصابة شخصًا وتضع يرقات الدودة في الجلد.تدخل اليرقات جسم الشخص من خلال جرح العضة، وتنتقل إلى الأنسجة الموجودة تحت الجلد، وتشكل كتلًا (عُقيدات).في العقيدات، تنضج اليرقات لتصبح ديدانًا بالغة في غضون 12 إلى 18 شهرًا.وقد تعيش الديدان الأنثوية البالغة حتى 15 عامًا في هذه العُقَيدات.بعد التزاوج، تقوم إناث الديدان بإنتاج البيوض، والتي تتطور إلى يرقات ديدان غير ناضجة (ميكروفيلارية).تنتقل الميكروفيلارية بشكل أساسي عبر الجلد وتغزو العينين.تنتشر العدوى عندما يُلدَغ الشخصُ المصاب من قِبَل ذبابة سوداء وتبتلع المِكروفيلاريَّات.
وتكون عدَّةُ لدغات ضرورية عادة قبلَ أن تسبِّب العدوى الأَعرَاضَ.
مصدر الصورة: مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، الصحة العالمية، قسم الأمراض الطفيلية والملاريا
أعراض داء كُلاَّبِيَّةِ الذَّنَب
تحدث أعراضُ داء كُلاَّبِيَّةِ الذَّنَب عندما تموت المِكروفيلاريَّات؛
في الجلد، يمكن أن يسبِّب موتها حكَّة شديدة، وقد تكون هي العرضَ الوحيد.قد يظهر طفح جلدي أحمر.ومع مرور الوقت، قد يتثخَّن الجلد ويخشن ويتجعَّد.ويمكن أن يفقد مرونته وصِباغَه بشكل بقع لطخيَّة.وفي الحالات الشديدة، قد تظهر عند الأشخاص طيّات طويلة من الجلد تتدلى على أسفل البطن وأعلى الفخذين ("الأربيّة المعلّقة").وقد تُصاب العقد اللِّمفَية، بما في ذلك تلك الموجودة في المنطقة التناسلية، بالالتهاب والتورُّم.ويمكن أن تٌشاهدَ عقيداتٌ تحتوي على الديدان البالغة تحت الجلد، أو يُشعَر بها.لا تُسبّب هذه العقيداتٌ أعراضًا عادةً.
وتتراوح الآثارُ في الرؤية من الاضطراب الخفيف (التشوُّش) إلى العمى الكامل.وقد تلتهب العين وتُصاب بالاحمرار.ويمكن أن يسبِّب التعرُّضُ للضوء الساطع الألم.إذا لم تعالج الحالة، قد تصبح القرنية عاتمة تمامًا وتتندَّب، وهو سبب العمى.وقد تُصاب البنى الأخرى في العين، بما في ذلك القزحية والحدقة وشبكية العين.ويمكن أن يُصابَ العصبُ البصري باللتهاب والتنكُّس.
في حال عدم علاجه، يمكن لداء كلابية الذَنَب أن يٍُبب تندبًا في قرنية العين.ونتيجة لذلك تصبح القرنية غائمة، وقد يُصاب الشخص بالعمى.
تشخيص داء كُلاَّبِيَّةِ الذَّنَب
فحص عينات الجلد
تفحُّص العينين
لتشخيص داء كلابية الذنب، يقوم الأطباء عادةً بأخذ عينات من الجلد وفحصها بحثًا عن المِكروفيلاريَّات.
قد يستخدم الأطباء المصباح الشِّقّي slit lamp للتَّحرِّي عن المِكروفيلاريَّات في العين.
ويمكن القيام باختبارات للدم بحثًا عن أدلّة على العدوى، ولكنَّ هذه الاختبارات ليست موثوقة أو متاحة دائمًا.
يمكن استئصالُ العقيدات وتحرِّي الدِّيدان البالغَة فيها، ولكنَّ هذا الإجراء نادرًا ما يكون ضروريًا.
علاج داء كُلاَّبِيَّةِ الذَّنَب
إيفرمكتين Ivermectin
دوكسيسايكلين doxycycline أحيَانًا
لعلاج داء كلابية الذنب، يصف الأطباء إيفرمكتين.يُعرف هذا الدواء بأنه طارد للديدان.يُعطَى كجرعة واحدة عن طريق الفم، ويَجرِي تكرار الجرعة كلَّ 6 إلى 12 شَهرًا حتى تختفي الأَعرَاض.
يقلل إيفرمكتين من عدد الميكروفيلاريات في الجلد والعينين ويقلل من إنتاجها من قبل الديدان البالغة لعدة أشهر.ولكنَّه لا يقتل الدِّيدان البالغَة، غير أنَّ الجرعات المتكرِّرة تقلِّل من خصوبتها.
إذا كان الأشخاص المصابون بداء كلابية الذنب يعيشون في مناطق أفريقية حيث ينتشر داء اللوائيات الذي تسببه دودة اللوائية، يتحقق الأطباء من إصابتهم بداء اللوائيات قبل إعطائهم إيفرمكتين لأن الإيفرمكتين يمكن أن يسبب ردود فعل خطيرة لدى الأشخاص الذين يعانون من داء اللوائيات وداء كلابية الذنب في نفس الوقت.
يصف الأطباء في بعض الأحيان أيضًا المضاد الحيوي دوكسيسايكلين لعلاج داء كلابية الذنب.يُستَخدَم هذا الدواء عن طريق الفم لمدة 6 أسابيع.يقتل دوكسيسايكلين البكتيريا التي تعيش داخل الديدان، وتعدُّ ضرورية لبقائها.ونتيجةً لذلك، يموت العديد من الديدان الإناث، في حين تنتج أخرى أعدادًا أقل من المكروفيلاريات أو لا تنتج.
في الماضي، كانت تُزال العُقَيدات جراحيًا، ولكنَّ إيفيرمكتين حلَّ محلَّ تلك المعالجة.
الوقاية من داء كُلاَّبِيَّةِ الذَّنَب
قد تساعد الإجراءاتُ التالية على التقليل من فرص التعرّض للدغ من قبل الحشرة أو الذُّبابة السَّوداء، وبذلك تقلّل من خطر الإصابة بداء كُلاَّبِيَّةِ الذَّنَب:
تجنُّب المناطق التي ينتشر فيها الذباب الأسود
ارتداء ملابس واقية
استخدام طاردات الحشرات بكثرة
يساعد إعطاء إيفرمكتين مرة أو مرتين سنويًا في السيطرة على العدوى لدى الأشخاص الذين يتعرضون لها بشكل متكرر، وقد يقلل ذلك من انتقالها.أدى هذا الأسلوب الوقائي المجتمعي إلى القضاء على داء كلابية الذنب في بعض المناطق التي يشيع فيها.يستمر العلاج الوقائي باستخدام إيفرمكتين في المناطق التي تتوطن فيها العدوى.
