نَقصُ الوَزن اللاإراديّ

حسبMichael R. Wasserman, MD, California Association of Long Term Care Medicine
تمت مراجعته رجب 1444

يُشيرُ مصطلح نَقص الوَزن اللإراديّ إلى حدوث نَقصٍ في الوَزن عندما لا يتبِّع الشخص نظامًا غذائيًّا، أو لا يُحاوِلُ إنقاصَ وزنه.

يزداد وزنُ كل شخص وينخفض بعض الشيء مع مرور الزمن (كما يحدث في أثناء الإصابة بمرض)، ولذلك لا تسترعي مسألة انخفاض الوزن غير المقصود اهتمام الأطباء إلَّا عندما يفقد الشخص أكثر من حوالى 4 إلى 5 كيلوغرامات من وزنه أو 5% من وزن الجسم بالنسبة إلى الأشخاص الأصغر حجمًا.حيث يُمكن لمثل هذا النقص في الوزن أن يكون علامةً تُشير إلى اضطرابٍ جسديٍّ أو عاطفي أو نفسيٍّ خطير.بالإضافة إلى نَقص الوَزن، قد يكون لدى المَرضى أعراض أخرى، مثل نَقص الشَّهية أو الحُمَّى أو الألم أو التَّعرُّق الليلي، وذلك وفقًا للاضطراب الكامن.

أسباب نَقصُ الوَزن اللاإراديّ

في معظم الأحيان، يحدث نَقص الوَزن لأنَّ مَدخول السعرات الحرارية عند الأشخاص يكون أقلّ من احتياجات الجسم.وقد يكون مدخولهم من السعرات الحرارية أقلّ لأنَّ شهيتهم إلى الطعام انخفضت، أو نتيجة إصابتهم باضطرابٍ يحُول دُون امتصاص العناصر الغذائيَّة من السبيل الهضميّ (يُسمَّى سوء الامتصاص).وفي حالاتٍ أقل شيوعًا، يُعاني الأشخاص من اضطرابٍ يجعلهم يستخدمون المزيدَ من السُّعرات الحراريَّة (مثل فرط نشاط الغُدَّة الدرقية).ويحدث نقص الوزن بسبب الآليتين معًا في بعض الأحيان.فمثلًا، يميلُ السرطان إلى خفض الشهية ولكنه يزيد أيضًا من استهلاك السُّعرات الحراريَّة، ممَّا يُؤدِّي إلى حدوث نقصٍ سريعٍ في الوزن.

يمكن لأيِّ مرضٍ طويل الأمد تقريبًا ذي شدَّةٍ كافية أن يتسبَّبَ في حدوث نقصٍ في الوزن (مثل فشل القلب الشديد أو النُّفاخ الرئويّ).ولكن يجري تشخيص هذه الاضطرابات في الوقت الذي يحدث فيه نقص الوزن عادةً.تركِّز هذه المناقشة عَلى نَقص الوَزن كأوَّل علامة للمرض.يُمكن تقسيم الأَسبَاب إلى أسبابٍ عند الأشخاص الذين لديهم شهية زائدة، وأسباب عند الأشخاص الذين لديهم نقص في الشهية.

بالنسبة إلى زيادة الشهية، تنطوي الأَسبَاب غير المعروفة والأكثر شُيُوعًا لنقص الوزن اللاإرادي على:

بالنسبة إلى نقص الشهية، تنطوي الأَسبَاب غير المعروفة والأكثر شُيُوعًا لنقص الوزن اللاإراديّ على:

تقييم نَقصُ الوَزن اللاإراديّ

يمكن للمعلومات التالية أن تُساعد الأشخاص المصابين بنقص الوزن اللاإرادي على تحديد متى يحتاجون إلى تقييم الطبيب، وعلى معرفة ما الذي سيتوقعونه في أثناء التقييم.

ونظرًا إلى أنَّه يُمكن لاضطراباتٍ كثيرةٍ أن تُسبِّبَ نقصًا لاإراديًا في الوزن، يحتاج الأطباء إلى إجراء تقييم شاملٍ عادةً.

العَلامَاتُ التَّحذيريَّة

بالنسبة إلى الأشخاص الذين لديهم نقص لاإرادي في الوزن، تكُون أعراض وسمات معيَّنة سبباً للقلق،وهي تنطوي على:

  • الحمَّى والتَّعرُّق الليلي

  • ألم العظام

  • ضيق النَّفس والسُّعال والسعال المُدمَّى

  • العطش الشديد وزيادة التَّبوُّل

  • الصُّدَاع أو ألم الفك عند المضغ أو مشاكل جديدة في الرؤية (مثل الرؤية المزدوجة أو تغيُّم الرؤية أو البقع العمياء) عند شخص في عُمر أكبر من 50 عامًا

متى يَنبغي زيارة الطبيب

يجب على الأشخاص عند ظهور العَلامات التحذيريَّة أن يذهبوا لزيارة الطبيب على الفور.بينما ينبغي أن يقوم الأشخاص الذين لم تظهر عندهم علاماتٍ تحذيريَّة مراجعة الطبيب عندما يمكن ذلك.فالتأخُّر عن زيارة الطبيب مدة أسبوع أو نحو ذلك لا يتسبب بأيّ ضرر عادةً.

ما الذي سيقومُ به الطبيب

سيقوم الأطباءُ أولًا بطرح أسئلةٍ حول الأعراض والتاريخ الطبِّي والاجتماعي عند الشخص.ثم يقوم الأطبَّاء بإجراء فحص بدنيّ.يُشيرُ ما يجده الأطباء في أثناء دراسة التاريخ الطبِّي والفحص السريريّ عادةً إلى سبب نقص الوزن، وإلى الاختبارات التي قد يكون من الضروري إجراؤها (انظر جدول بعض الأسباب والسمات الشائعة لفقدان الوزن اللاإرادي).

يستفسر الأطبَّاء في البداية عن مقدار الوزن الذي فقده الشخص، وعن المدَّة الزمنية التي حدث فيها هذا النقص في الوزن.كما قد يسألُ الأطباءُ أيضًا حول:

  • التغييرات في حجم الملابس والشهيَّة ومدخُول الطعام

  • ما إذا كان الشخصُ يُواجهُ صعوبةً في البلع

  • ما إذا تغيَّرت نَماذج التبرُّز عنده

  • ما هيَ الأَعرَاض الأخرى لديه، مثل التَّعب والتوعُّك والحُمَّى والتعرُّق الليليّ

  • ما إذا كان تاريخُ الشخص ينطوي على اضطرابٍ يُسبِّبُ نقص الوزن

  • ما هي الأدوية التي يستعملها، بما فيها الأدوية الموصوفة والأدوية التي تُباعُ من دُون وصفةٍ طبيةٍ والعقاقير الترويحية والمنتجات العشبية

  • ما إذا حدثت أية تغيّرات في الوضع المعيشيّ للشخص (مثل فقدان شخص عزيز أو فقدان القدرة على الاعتماد على الذات أو فقدان الوظيفة أو فقدان روتين الأكل الجماعيّ)

وفي أثناء الفَحص السَّريري، يقوم الأطباء بالتَّحرِّي عن العلامات الحيوية للحمى وتسرّع نبضات القلب والتنفُّس السريع وانخفاض ضغط الدَّم.يكُون الفَحصُ السَّريري العام شاملًا جدًا، وذلك لأنَّ العديد من الاضطرابات يُمكن أن تُسبِّبَ نقصَ الوزن اللإراديّ.يقوم الأطباءُ بتفحص القلبَ والرئتين والبطن والرأس والعُنق والثديين والجهاز العصبيّ والمُستَقيم (بما في ذلك فحص البروستات عند الرجال والتَّحرِّي عن الدَّم في البراز)، والأعضاء التناسلية والكبد والطحال والعُقَد اللمفيَّة والمفاصِل والجلد.كما يقومون بتقييم مزاج الشخص أيضًا.

يجري قياس الوزن، ويَجرِي حساب مؤشِّر كتلة الجسم.

الجدول

الاختبارات

تُشيرُ أعراض الأشخاص والنتائج التي يحصل عليها الطبيب من الفحص السريريّ إلى سبب حدوث نقص الوزن عند حوالى نصف الأشخاص، بمن فيهم العديد من الأشخاص الذين تُشخَّص إصابتهم بالسرطان في نهاية المطاف.

يقُوم الأطباء غالبًا بإجراء فُحوصاتٍ للتحرِّي عن السرطانات الشائعة (مثل تنظير القُولون للتَّحرِّي عن سرطان القولون أو التصوير الشعاعيّ للثدي للتَّحرِّي عن سرطان الثدي).وتُجرى اختباراتٌ أخرى استنادًا إلى الاضطرابات التي يشتبه الأطبَّاءُ فيها.عندما لا يُشير التاريخ الطبِّي والفحص السريريّ إلى أسباب مُحدَّدة، يُجري بعض الأطباء سلسلةً من الاختبارات، مثل تصوير الصدر بالأشعَّة السِّينية واختبارات الدَّم وتحليل البول، وذلك بهدف تقليص احتمالات سَبب نقص الوزن.ومن بعد هذه الاختبارات، يقوم الأطباء باختبار نوعية أكثَر عند الضرورة.

وإذا كانت نتائج جميع الاختبارات طبيعيةً، يقوم الأطباء عادةً بإعادة تقييم حالة الشخص خلال أشهُر قليلة، وذلك لمعرفة ما إذا ظهرت أعراض أو نتائج جديدة.

علاج نَقصُ الوَزن اللاإراديّ

تجري معالجة الاضطراب المستبطن المُسبب لفقدان الوزن اللاإرادي.

يُحاولُ الأطباء غالبًا استخدام تدابير سلوكيَّة بهدف مُساعدة الأشخاص على تناول المزيد من الطعام، وتنطوي هذه التدابير على تشجيع الأشخاص ومُساعدتهم على الأكل وتقديم أطعمة يُفضلونها أو ذات نكهة قويَّة، وتقديم حصص صغيرة من الطعام فقط.

إذا كانت هذه التدابير السلوكية غير فعَّالة، يمكن محاولة تقديم مُكمِّلات طعام ذات قيمة غذائيَّة مرتفعة.

تُعدُّ التغذية عبر أنبوب يجري إدخاله إلى المعدة الملاذ الأخير، وهي مُفيدة فقط في حالات مُحدَّدة؛فمثلًا، قد تكون التغذية بالأنبوب مفيدةً إذا كان الشخص مُصابًا باضطرابٍ سيشفى منه أو سيزول في نهاية المطاف، بينما قد لا تكُون مفيدة إذا توقَّف الشخص عن تناول الطعام بسبب داء ألزهايمر الشديد.

بعض الأمور الأساسية التي تخص كبار السن: نقص الوزن اللاإراديّ

تزداد فُرص حدوث نقص وزن لإرادي مع التَّقدُّم بالعمر، وتصل هذه النسبة إلى 50% غالبًا عند المقيمين في دُور الرعاية.يُعدُّ كبار السنّ أكثرَ عُرضةً لحدوث نقص الوزن اللاإراديّ، وذلك لأنَّ الاضطرابات التي تُسبِّبُ نقص الوزن تكون أكثر شيوعًا عند هذه الفئة العمريَّة.كما تُسهم التغيُّرات الطبيعيَّة المرتبطة بالتقدُّم في السنِّ في حدوث نقص الوزن أيضًا.ويكون للعديد من العوامل دورٌ في حدوث نقص الوزن عادةً.

تنطوي التغيُّراتُ الطبيعيَّة المرتبطة بالتقدُّم في السنِّ، والتي يُمكن أن تُسهم في حدوث نقص الوزن على الآتي:

  • تراجع الحساسية تجاه مواد وسيطة منبِّهة للشهية وزيادة الحساسيَّة تجاه مواد وسيطة مُعيَّنة قاطعة للشهيَّة

  • انخفاض مُعدل التفريغ المعديّ gastric-emptying (إطالة فترة الشعور بالامتلاء)

  • ضعف في حاسَّتي التذوق والشَّم

  • نقص في الكتلة العضليَّة (قلة العضل)

بالإضافة إلى ذلك، تكون العزلة الاجتماعية شائعةً عندَ كبار السنّ، وهي تميلُ إلى التقليل من مدخُول الطعام.يُعدُّ الخرف والاكتئاب من العوامل التي تُسهم في نقص الوزن بشكلٍ شائع جدًا، خُصوصًا عند المرضى في دور الرِّعاية.تصبح مشاكل الأسنان (مثل التهاب النسج الداعمة للأسنان) أكثر شُيُوعًا مع التقدم في السن، ويمكن أن تؤثر سلبًا في وارد المغذيات والهضم.ويصعُب غالبًا تَصنيف المساهمة الدقيقة لعوامل مُعيَّنة.

قد يحصل كبار السن عَلى فائدةٍ من استخدام المُكمِّلات الغذائيَّة لتصحيح حالات العوز إلى الفيتامينات (مثل فيتامين D وفيتامين B12).ولكن، ينبغي استعمال هذه المكملات بين الوجبات وعند موعد النَّوم.وإلَّا فإنَّها قد تُنقصُ الشَّهية عند استعمالها في أوقات الطعام.كما قد تفيد المساعدة على التغذية والتسوُّق بعض الأشخاص أيضًا.

النُّقاط الرئيسية

  • يُعدُّ نقصُ الوزن اللاإراديّ الذي يتجاوز نحو 4.5 كيلوغرامات أو 5% من وزن الجسم خلال بضعة أشهر أمرًا مُثيرًا للقلق.

  • تُجرى الاختبارات استناداً إلى الأعراضِ عندَ الشخص وإلى نتائج الفحص البدنيّ.

  • ليست هناك حاجة إلى اختباراتٍ مكثَّفة للتعرُّف إلى سبب نقص الوزن عادةً.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID