التِهاب المعدة والأمعاء المحدث بالإشريكية القولونية هُو نوعٌ من التِهاب المعِدة والأمعاء، تُسبِّبُ فيه سُلالات مُعيَّنة من بكتيريا الإشريكية القولونية العدوى للأمعاء الغليظة وتسبِّبُ إسهالاً دمويَّاً وفي بعض الأحيان مُضاعفات خطيرة أخرى.
وتأتي الكائناتُ الحيَّة التي تسبِّب التهاب المعدة والأمعاء المُحدث بالإشريكية القولونية عادة من لحم البقر المفروم الملوَّث أو من الماء أو الحليب غير المبستَرَين.
وتكون الأَعرَاضُ المعتادة هي تشنُّجات البطن والإسهال الذي قد يكون مدمَّى.
ويستند التَّشخيصُ إلى تقيم الطبيب وأحيانًا إلى نتائج زرع البراز.
وينطوي العلاجُ على شرب الكثير من السَّوائل.
وتشتمل التدابيرُ الوقائية على الطهي الشامل للحوم والغسل الشامل لليدين.
(انظر أيضًا لمحة عامة عن التهاب المعدة والأمعاء).
هناك العديد من سلالات الإِشريكية القولونية (E. coli) التي تسبِّب التهابَ القولون النزفي.وفي أمريكا الشمالية، تكون السُّلالة الأكثر شُيُوعًا التي تُسبب الإسهال المُدمى هي الإشريكية القولونية O157:H7.وهي تظهر بشكلٍ طبيعيٍّ في أمعاء 1% من الماشية السَّليمة.ويُمكن أن تحدُثَ فاشيات عند تناوُل لحم البقر المفروم غير المطبوخ جيِّداً، أو عندَ شُرب حليب أو عصير غير مُبسترين.كما يُمكن أن تنتشرَ العدوى أيضًا من خلال استهلاك طعام أو ماء مُلوَّثين برَوث البقر أو لحم بقر مفروم نيئٍ.يمكن أن يُصاب الأشخاص بالعدوى بعد لمس حيوانات في حديقة الحيوانات الأليفة.وقد تنتقل العدوى من شخصٍ إلى آخر، خصوصًا من الأطفال في بداية العُمر (سن الرضاع) إلى أشخاصٍ آخرين.وتُعدُّ بركُ الماء التي يستخدمها الأطفال، ولا تحتوي على كمياتٍ مناسبة من الكلور، مصدراً للعدوى.
تغادر E. coli الأمعاء في بعض الأحيان وتسبب العدوى في أجزاء أخرى من الجسم، مثل الكلى والسبيل البولي (انظر عدوى الإشريكية القولونية).
أنواع التهاب المعدة والأمعاء المُحدَث بالإشريكية القولونية
توجد الإشريكية القولونية بشكل طبيعي وغير ضار في الجهاز الهضميظ، ولكن تكون لدى بعض السلالات جينات مكتسبة تمكنها من التسبب في عدوى معوية.يمكن للأنواع الفرعيَّة التالية من الإشريكية القولونية أن تُسبب الإسهال:
تعدُّ الإشريكية القولونية المُنزفة للأمعاء (تُسمى أيضًا الإشريكية القولونية المنتجة لذيفات شيغا) النمطَ الفرعيّ الأكثر أهمِّية للإشريكية القولونية في الولايات المتَّحدة.تسبب إسهالًا دمويًا (التهاب القولون النزفي)، وتسبب لدى بعض الأشخاص مضاعفات خطيرة تسمى متلازمة انحلال الدم اليوريمي.وتمثِّل O157: H7 السلالةَ الأكثر شُيُوعًا لهذا النوع الفرعي في الولايات المتَّحدة.ومن المصادر المحتملة لها لحمُ البقر المفروم غير المطبوخ، والحليب غير المبستَر والعَصير، والمياه الملوَّثة.أمَّا الانتقالُ من شخصٍ إلى شخص فهو أمرٌ شائع في مراكز الرعاية النهارية.وقد وقعَت إصابات بين المَرضَى الذين ذهبوا للسباحة في البُرَك أو البحيرات أو في الحدائق المائيَّة (يُسمَّى مرض المياه الترفيهية recreational water illness).يمكن لمتلازمة انحلال الدم اليوريمي أن تحدث لدى الأشخاص من جميع الأعمار ولكنها تكون أكثر شدة بين الأطفال والبالغين الأكبر سنًا.
تُنتِج الإشريكيَّة القولونية المنتجة للذيفان المعويE. coli اثنين من السُّموم أو الذيفانات التي تسبِّب الإسهالَ المائي.يُعد هذا النوعُ الفرعي من الإشريكية القولونية السَّبب الأكثر شُيُوعًا لإسهال المسافرين عند الأشخاص الذين يزورون البلدانَ ذات الدخل المنخفض والمتوسط.
كما أنَّ الإشريكيَّة القولونيَّة المُمرِضَة للأمعاء E. coliتسبِّب إسهالاً مائيَّا أيضًا.وقد كانت سببًا شائعًا فيما مضى لتفشِّي الإسهال في دور الحضانة، ولكنها نادرة الحدوث الآن.
تسبِّب الإشريكية القولونية الغازية للأمعاء إسهالاَ دمويًّا أو غيرَ دمويّ، لاسيَّما في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط.ولكنَّها نادرةٌ في الولايات المتَّحدة.
تسبِّب الإشريكيَّة القولونية المتراكِمَة أو المُرتَصِفة على الأمعاءE. coli إسهالًا ليس شَديدًا، ولكنه يستمرّ فترةً أطول من الأنواع الفرعية الأخرى.وكما هي الحالُ في بعض الأنواع الفرعية الأخرى، هو أكثر شُيُوعًا في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط.، ويمكن أن يكونَ سببًا في إسهال المسافر.
أعراض التهاب المعدة والأمعاء المُحدَث بالإشريكية القولونية
والأَعرَاضُ الأكثر شُيُوعًا لالتهاب المعدة والأمعاء هي الإسهال المائي والمغص البطني.وعلى الرغم من أنَّ العدوى تكون خفيفة عادة، لكن يمكن أن تسبّب ألمًا في البطن وتمدُّدًا فيه (انتفاخ) بالغازات وإسهالاً شَديدًا وتجفافًا.
يُسبب التهاب القولون النزف الناجم عن الإشريكية القولونية تشنجات بطنية شديدة تبدأ بشكل مفاجئ تتزامن مع إسهال مائيّ قد يتحوَّل إلى إسهال دمويّ خلال 24 ساعةً.ويستمر الإسهالُ عادةً لفترةٍ تتراوح بين يومٍ واحدٍ إلى 8 أيَّام،ولا تظهر الحُمَّى عادةً، وإن ظهرت تكون خفيفةً، ولكن يُمكن أن تتجاوز 39 درجةً مئويَّةً أحيانًا.
تحدُث مُضاعفة شديدة تُسمَّى مُتلازِمة انحِلال الدَّم اليوريميَّة عند حَوالى 5 إلى 10% من الأشخاص، وخاصة الأطفال تحت عمر 5 سنوات والبالغين الذين تزيد أعمارهم عن 60 سنة، المصابين بالتِهاب القَولُون النَّزفيّ.وتنطوي أعراضُ متلازمة انحلال الدم اليوريمية على انخفاض عدد خلايا الدم الحمر (فقر الدَّم الذي من علاماته التَّعب والضعف واللون الشاحب للجلد)، ويُسبِّبه تخرُّب هذه الخلايا (فقر الدَّم الانحِلاليّ)، وقلَّة الصفيحات الدَّمويَّة، والفشل الكلويّ المفاجئ.
تشخيص التهاب المعدة والأمعاء المُحدَث بالإشريكية القولونية
فحص البراز أحيَانًا
لا تُجرى اختبارات البراز عند معظم المصابين بالإسهال، لأن معظم حالات الإسهال العدوائي تزول من تلقاء نفسها، وتُعالج الأعراض بنفس الطريقة بغض النظر عن السبب.
ولكن، تُجرى اختبارات البراز للتَّحرِّي عن سلالات بكتيريا الإشريكية القولونية أو السموم التي تنتجها عند بعض الأشخاص، بما في ذلك أولئك الذين لديهم ما يلي:
براز مدمَّى (التهاب القولون النزفي) أو آثار دم صغيرة جدًا في البراز بحيث لا يمكن رؤيتها
الحُمّى
إسهال متوسّط إلى شديد
إسهال مزمن (يستمرُّ لأكثر من 14 يومًا)
ضعف الجهاز المناعي الناجم عن اضطراب مثل العدوى بفيروس عوز المناعة البشري/الإيدز أو الذين يستعملون دواء يمكن أن يضعف الجهاز المناعي مثل عقاقير العلاج الكيميائي
الدَّاء المعويّ الالتهابيّ inflammatory bowel disease
أن يكون العمر 70 عامًا أو أكثر
خطر مرتفع لنشر العدوى للآخرين (كما هو الحال لدى عمال دور الرعاية الصحية، أو الرعاية النهارية، أو تقديم الطعام)
كما تُجرى اختبارات البراز في أثناء الفاشيات المعروفة أو المشتبه بها.
عندَ الاشتباه بعدوى السلالة O157:H7 من الإشريكية القولونية، يقوم الأطباء بإجراء اختبار للبراز لتحرّي ذيفانات شيغا Shiga toxins، والتي تنتجها هذه البكتيريا.يوفِّر هذا الاختبار النتائجَ بسرعة.
قد يحتاج الأمرُ إلى اختبارات أخرى مثل التنظير السينيّ sigmoidoscopy، إذا اشتبه الطبيب بأنَّ أمراضاً أخرى قد تكون السببَ في الإسهال الدمويّ.
علاج التهاب المعدة والأمعاء المُحدَث بالإشريكية القولونية
شُرب السوائِل
إعطاء السوائل عن طريق الوريد أحيانًا
وصف المضادَّات الحيوية في بعض الأحيان
يكون العلاجُ الوحيد اللازم لالتهاب المعدة والأمعاء المُحدَث بالإشريكية القولونية عادة هو الراحة في الفراش، وشرب كمِّية كافية من السَّوائل.
إذا كان الإسهال مَديًدا، أو إذا أُصيبَ الشخص بتجفافٍ شَديد، فتعطى السَّوائل والشَّوارد عن طريق الوَريد.
وبما أنَّ الأطفالَ يمكن أن يُصابوا بالتجفاف بسرعةٍ أكبر، ينبغي أن يُعطوا السَّوائل مع خليط مناسب من الأملاح والسكَّريات.ويكفي أيّ من المَحاليل المتاحة تجاريًّا المصمَّمة لتَعويض السَّوائل المفقودة والكهارل (تُسمَّى مَحاليل الإماهة الفمويَّة).أمَّا المشروباتُ الغازية والشَّاي والمشروبات الرياضية والمشروبات التي تحتوي على الكافيين وعَصائر الفاكهة فهي ليست مناسِبَة.إذا كان الطفلُ يرضع من أمِّه، يجب أن يستمرَّ في الرضاعة الطبيعية.
يمكن للطبيب أن يصفَ دواء للسيطرة على الإسهال، مثل ديفينوكسيلات، أو يطلب من الشخص استخدامَ دواء لا يحتاج إلى وصفةٍ طبِّية، مثل لوبيراميد.عادةً ما تكون هذه الأدوية آمنة للبالغين الذين يعانون من الإسهال المائي (تسمى الأدوية المضادة للإسهال).لا تُعطى هذه الأدوية للأطفال دون سن 18 عامًا المصابين بإسهال حاد.كما لا تُعطى الأدوية المُضادة للإسهال للأشخاص الذين استعملوا المضادَّات الحيوية مؤخرًا، أو الذين لديهم إسهال مدمى، أو لديهم آثار ضئيلة جدًا من الدَّم في البراز بحيث لا يمكن رؤيتها، أو الذين يُعانون من الإسهال والحمَّى.
لا تُعطَى المضادَّات الحيوية للأشخاص المصابين بالتهاب القولون النزفي الناجمة عن سلالة الإشريكية القولونية O157:H7 لأنَّها لا تخفِّف من الأعراض، ولا تمنع انتشارَ العدوى، وهي في الواقع تزيد من خطر الإصابة بمُتلازمة انحلال الدَّم اليُوريمِيَّة.ومع ذلك، يمكن إعطاء المضادات الحيوية للأشخاص الذين يعانون من الإسهال الناجم عن الأنواع الفرعية الأخرى من الإشريكية القولونية.فعلى سبيل المثال، تُعطى المضادَّات الحيوية للأشخاص الذين يُعانون من الإسهال الناجم عن الإشريكية القولونية المنتِجَة للذيفان المعوي، والذي يُعدُّ السبب الأكثر شُيُوعًا للإصابة بإسهال المسافر.ولكن لا يعلم الأطباء سبب الإسهال حتى تتوفر نتائج اختبارات البراز، وذلك بعد تقييم الطبيب أولًا عادةً.ولذلك، فإنهم يقيمون خطرَ إصابة الشخص بالأنواع المختلفة من التهاب المعدة والأمعاء بالإشريكية القولونية عند اتخاذ قرار استخدام المضادَّات الحيوية قبلَ ظهور نتائج الاختبار.
يتعافى التهاب القولون النزفي في نهاية المطاف من تلقاء نفسِه.ولكن، قد يحتاج الأشخاص الذين تظهر لديهم مُضاعفات مثل متلازمة انحلال الدم اليوريمية إلى رِعاية مُركَّزة في المستشفى، كما قد يحتاجون أيضًا إلى غسل الكلى وأنواع مُحدَّدة أخرى من العلاج.
هل تعلم...
|
الوقاية من التهاب المعدة والأمعاء المُحدَث بالإشريكية القولونية
الطهي الشامل للحم
غسل اليدين
لقد ساعد تحسينُ إجراءات تجهيز اللحوم في الولايات المتحدة على خفض معدل تلوُّث اللحوم بجراثيم الإشريكيَّة القولونيَّة E. coli.ومع ذلك، يبقى اللحمُ المفروم عرضةً لهذا التلوُّث،ولذلك، يجب طهيُ اللحم بدرجة حرارة داخليَّة تصل إلى 71 درجة مئويَّة، أو حتى يُصبِح السائلُ الذي يخرج من اللحم رائقاً.كما يجب أيضًا شُرب الحليب الـمُبستَر ومُنتجاته فقط،
وينبغي التخلُّصُ من براز الأشخاص المصابين بالعدوى واتِّباع تعليمات النظافة بشكلٍ جيِّدٍ وغسل اليدين بالماء والصابون للتقليِل من انتشار العدوى.إذا لم يكن الصابون والماء النظيف متاحين، فينبغي استعمال مضاد بكتيري ومطهر يدين.
يجب أن يتوقَّفَ الإسهالُ عند الأطفال، وأن يحصلون على نتيجتين سلبيتين عند زرع البراز قبلَ السماح لهم بالعودة إلى مركز رعاية الأطفال.
بشكلٍ عام، يجب الإفادة عن أي فاشية للإسهال الدَّموي حتى تبدأ الإدارات الصحيَّة المحلية بتطبيق الإجراءات الضرورية للوقاية من انتقال العدوى إلى الأشخاص السليمين.
