دوارُ الحَركة

(دُوار البحر؛ Mal de Mer)

حسبAdedamola A. Ogunniyi, MD, Harbor-UCLA Medical Center
تمت مراجعته رمضان 1444

ينطَوي دُوارُ الحركة (الذي يُعرَف أيضًا بدوار السيارات أو البحر أو القطارات أو الطيران) على مجمُوعة من الأعراض، خُصوصًا الغَثيان، وهي تنجُم عن الحركة في أثناء السَّفَر.

  • عندَ السَّفر، يشعُر الشخصُ بالغَثيان والدَّوخَة، وقد يتصبَّب عرقًا باردًا، ويبدأ باللهاث أو فرط التهوية hyperventilating.

  • يستنِدُ الأطباءُ عندَ وضع التشخيص إلى الأعراض والحَالات التي تحدُث فيها،

  • وتنطوي طرائقُ الوِقاية من دوار الحركة على إبقاء النَّظر (الحَملَقة) والرأس ثابتين قَدر الإمكَان، والحُصول على بعض الهواء النقيّ وعَدم القراءة وعدم التدخين أو شُرب الكُحُول قبل السَّفر، وأخذ دواء عن طريق الفم أو تطبيقه بشكل لصاقة جلدية أحيانًا.

  • قد يساعد تناولُ البسكويت المالح أو ارتشاف جعة الزَّنجبيل على التخفيفِ من الغثيان، ولكن ما إن يبدأ التقيُّؤ يمكن أن يحتاج الأمر إلى دواء مثل أندانسِتْرون أو غرانيسترون.

يحدُث دوارُ الحركة عندما تتعرَّض أجزاء من الأذن الداخليَّة التي تُساعِدُ على ضبط التوازن (بما فيها القَنوات الهلاليَّة) إلى تنبيهٍ مفرط، أي عندما تكون الحركة شديدة مثلاً.كما يُمكن أن يحدُثَ دوارُ الحركة أيضًا عندما يتلقَّى الدِّماغ معلومات مُتناقِضة من حسَّاسات الحركة لديه، أي العينين والقنوات الهلاليَّة، ومن الحساسات العضليَّة (النهايات العصبيَّة في العَضلات والمفاصِل والتي تُزوِّدُ الدماغ بمعلوماتٍ حول وضعية الجسم)؛فعلى سَبيل المثال، من الشائع حُدوث دوار الحركة في أثناء رحلة في القارب عندما يتمايل القارب في الماء بينما ينظُر الشخص إلى شيءٍ لا يتحرَّك، مثل جدار،وفي هذه الحالة، لا يتطابق تمايُل القارب مع عدم حركة الجدار.

كما يُمكن أن يتلقَّى الدِّماغ معلومات مُتناقِضة إذا كان الشخص يرى شيئًا يتحرَّك بسرعة كبيرٍ، بالرغم من أنَّ الشخص ذاته في وضعية ثابتة؛وقد يجري تلقِّي هذا النَّوع من المعلُومات المُتناقضة عندما يُشاهد الشخص، على سبيل المثال، فيلمًا جرى تصويره بكاميرةٍ تهتزُّ أو عند مُمارسة لعبة إلكترونيَّة.كما قد يحدُث دوارُ الحركة أيضًا في سيارة مُتحرِّكة أو عربة أخرى أو ساحة للَّعِب أو مدينةٍ للملاهي،ويُمكن أن يُصيب الأشخاص الذين يُسافرون في الفضاء (روّاد الفضاء).

عَواملُ الخطر

يكون بعضُ الأشخَاص أكثرَ عرضةً لدُوار الحركة بالمُقارنة مع الآخرين.حيث يكون أكثر شُيوعًا عند النِّساء والأطفال في عمرٍ يتراوَحُ بين 2 إلى 12 عامًا، بالإضافة إلى الأشخاص الذين يكونون عرضةً إلى نوبات الشقيقة أو أشخاص مصابين بالتِهاب التيه (اضطراب يُصِيبُ الأذن الدَّاخليَّة)، أو الحوامل أو النساء اللواتي يستخدمن موانع الحمل الهرمونيَّة.يزيدُ الخوفُ والقلق والتهوية السيئة من الميل نحو حُدوث دُوار الحركة.كما قد تزيد العَوامِلُ الوراثيَّة من الاستعداد لدوار الحركة.

تتراجع أعراض دوار الحركة مع التقدم في السن أحيانًا، وتكون الإصابة بحالة جديدة من دوار الحركة أمرًا غير شائع بعد عمر 50 عامًا.كما يُعد دوار الحركة نادرًا عند الرضع الذين تقلُّ أعمارهم عن سنتين.

أعراض دوار الحركة

قد تبدأ أعراض دوار الحركة بشكلٍ مُفاجئٍ نسبيًا.الأعراضُ النموذجية هي الغثيان والقيء، والشعور الغامض بالانِزعَاج البطني.وقد يُصبِحُ الوجهُ شاحبًا، وقد يتصبَّب عرقًا باردًا.قد تحدث الدوخة والصداع والتعب ، ويمكن أن يشعرَ الشخص بالنعاس أو بعدم القدرة على التركيز.يمكن أن تَنطوي الأَعرَاضُ الأخرى (كمُقدِّمةٍ للتقيُّؤ عادةً) على زيادة إفراز اللعاب وابتلاع الكثير من الهواء (بَلع الهواء aerophagia)، والتنفُّس السريع والعميق بشكلٍ غير طبيعيّ (فَرطُ التَّهوية hyperventilation)،وقد يُؤدِّي فرطُ التَّهوية إلى الإغمَاء.

يجعل الغثيانُ والتقيُّؤ الشخصَ يشعُر بالضَّعفِ،ويمكن أن يؤدِّي التقيؤ لفترات طويلة إلى انخفاض ضغط الدَّم وإلى التجفاف،ولكن، تميل الأَعرَاضُ إلى أن تهدأَ تدريجيًا عندما تتوقَّف الحركة أو عندما يترجَّل الشخص من العربة.كما يتأقلَم أيضًا المُسافرون في رحلاتٍ طويلة، مثل على متن السفن، على الحركة غالباً (يُساعدهم على هذا المُثبِّتات التي يجري استخدامها في السفن الحديثة للتقليلِ من الحركة) ويتماثلون للشفاء تدريجياً.

تشخيص دوار الحركة

  • تقييم الطبيب

يجرِي تشخيصُ دوار الحركة استنادًا إلى وصفِ الأعراض، والظروف التي تحدث فيها.

الوقايَةُ من دوار الحركة وعلاجه

  • الوقاية غير الدوائية وتدابير المعالجة

  • الأدوية الوقائية (مثل سكوبولامين ومضادَّات الهيستامين)

  • الأدوية المُضادَّة للقيء (مثل أوندانسيترون أو غرانيسترون)

وتشتمل تدابيرُ الحدّ من إدراك الشخص للحركة على ما يلي:

  • الحفاظ على ثبات العينين على جسم بعيد (على سبيل المثال، مشاهدة الأفق في أثناء ركوب القارب)

  • اختيار مَقعد يكون الإحساسُ فيه بالحركة أقلّ (مثل المقعد الأمامي للسيارة أو المقعد فوق الجناحين في الطائرة أو في المقصورة الأمامية أو الوسطى أو السطح العلوي على متن السَّفينة)

  • الحفاظ على ثبات الرأس والجسم قدرَ الإمكَان

  • الجلوس والوجه نحو الأمام مع الاتِّكاء

  • عَدَم القراءة

  • النَّوم

وتشتمل تدابيرُ الحدّ من قابلية الشخص لدوار الحركة على ما يلي:

  • الحصول على الهواء النقي عن طريق فتح نافذة، أو فتح منفذ هواء، أو الصعود إلى سطح السفينة

  • عدم شرب الكُحول (لأنَّه يُمكن أن يُفاقِمَ من الغثيان)

  • تناول كمِّيات صغيرة من الأطعمة قليلة الدهن والخفيفة والنشويَّة عوضًا عن الوجبات الكبيرة، وعَدم تناوُل الأطعمة ذات الرائحة القويَّة أو المذاق القوي

  • عدم الأكل والشرب في أثناء الرحلات الجوية القصيرة، خُصوصًا على متن الطائرات الصغيرة

  • ربَّما، عَدم التَّدخين

قبل السَّفر، يستطيع الأشخاصُ الذين هم عرضة لدُوار الحركة أن يطلبوا من الطبيب وصف دواء يُباعُ من دُون وصفةٍ طبيةٍ أو دواء للمساعدة على منع الاضطراب.يجب على الناس تناولُ هذه الأدوية قبل أن يبدأ دوار الحركة، لأنها تميل إلى أن تكون أقلّ فعالية بعد بدء الأعراض.وتشتمل هذه الأدوية على سكوبولامين (مثل اللصاقة أو على شكل أقراص) والسيكلزين، والديمينهيدرين، والميكليزين، والبروميثازين (بالإضافة إلى الكافيين أحيانًا).يمكن أن تُؤدِّي جميعُ هذه الأدوية إلى النُّعاس.ونظرًا إلى أنَّها قد تُسبِّب التهيُّجَ عند الرُّضع والصغار، ينبغي عدم استخدامها لديهم إلّا تحت إشراف الطبيب.ينبغي على الأشخاص الذين يقُومون بنشاطاتٍ تتطلَّب اليقظة أو التركيز (مثل القيادة) عَدم أخذ هذه الأدوية.كما ينبغي أيضًا عدم أخذ هذه الأدوية مع الكحول والأدوية المُنوِّمة والمُهدِّئات أو أدوية أخرى تُسبِّبُ أيضًا النُّعاس وتُقلِّلُ من اليقظة.

إذا حدث دُوار الحركة، قد يُساعد الاكتفاء بتناول الأطعمة الخفيفة (مثل البسكويت المالح) والمشروبات الغازيَّة (مثل جعة الزَّنجبيل)، على الحيلولة دُون تفاقُم الأعراض؛إذا حدَث تقيُّؤ، يُمكن أخذ دواء مُضادّ للقيء، مثل أوندانسيترون أو غرانيسيترون، عن طريق الحقن أو على شكل لصاقة جلدية أحيانًا.

وقد يكُون التكيُّف استراتيجيةً مفيدةً، خُصوصًا لمُعالَجة دُوار الحركة؛فكلَّما ازداد تعرُّض الشخص إلى المُحرِّضات التي تؤدي إلى دوار الحركة، أصبَحت هذه المحرِّضات أقلّ ميلاً لأن تُسبِّبَ استجابةً،ولكن، تكُون ردَّة الفعل مُرتبطةً بشكلٍ خاصّ بالمُحرِّض، وبذلك قد يبقى الشخص الذي تأقلمَ على الحركة في سفينةٍ كبيرةٍ لا يزال عرضةً لدوار الحركة عندما يكون في قاربٍ صغيرٍ.

يُحاوِلُ بعضُ الأشخاص استخدَام مُعالَجات بديلةٍ، مثل ارتداء أساوِرَ تُسبِّبُ ضغطًا على نقاط مُعيَّنة من المعصم، أو التنبيه الكهربائيّ أو تناول الزنجبيل (أقل من غرام واحد)، وذلك للوقاية من دوار الحركة أو مُعالَجته.معظم هذه العلاجاتُ غير مثبتة، ولكنّ بعضَ الأشخاص يجدونها مفيدة.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID