الكُسورُ الانضغاطية للعمود الفقريّ

(كسور فِقرِيّة)

حسبDanielle Campagne, MD, University of California, San Francisco
تمت مراجعته جمادى الأولى 1444

بالنسبة إلى الكسر الانضِغاطي للعمود الفقري، ينخمص جزء الفقرة الظهرية الذي يكون على شكل طبل على نفسه، ويصبح مهروسًا (منضغطًا) على شكل وتد.

  • تنجُم معظم الكسور الانضغاطية عن تعرُّض أشخاص هشاشة أو تخلخل العظام من كبار السنّ إلى قوَّة خفيفة أو حتى من دون أيَّة قوَّة.

  • وبالنسبة إلى معظم الأشخاص، لا تسبب الكسور الانضغاطية الناجمة عن هشاشة أو تَخَلخُل العَظم أية أعراض، ولكن عندما يحدث الألم، فهو يتفاقم عند المشي أو الوقوف أو الجلوس لفترة طويلة من الزمن.

  • يُشخِّصُ الأطباء الكُسور الانضغاطية للعمود الفقريّ عن طريق الأشعَّة السِّينية أو التصوير المقطعي المحوسب.

  • يمكن أن تنطوي المعالجة على السنادات وتدابير الراحة وأحيانًا على حقن الملاط العظمي في العظم المكسور.

الكُسُورُ الانضِغاطية في العمود الفقري

بالنسبة إلى الكسور الانضِغاطية، ينخمص جزء الفقرة الظهرية الذي يكون على شكل طبل على نفسه، ويصبح مهروسًا (منضغطًا) على شكل وتد.إذا حدثت كسور في عظام عديدة من الظهر، قد يُصبِح مستديرًا وينحني.

يتكون العمود الفقري من 24 عظمة ظهر (فقرات) بالإضافة إلى عظم العصعص (العَجُز sacrum)،وتحمل عظام الظهر معظم وزن الجسم ولذلك تكون تحت الكثير من الضغط.تتكون الفقرة من جزء على شكل طبلة في الأمام (جسم الفقرة)، وثقب للحبل الشوكي، وعدد من البروزات العظمية في الخلف (تسمى النواتئ processes).تُساعد الأقراص الغضروفية بين كل عظم في الظهر على توسيد ووقاية العظام؛

وبالنسبة إلى الكسور الانضغاطية، ينخسفُ جسم واحدة من فقرات الظهر، وذلك بسبب الكثير من الضغط عادةً.وتحدث هذه الكسور في منتصف أو أسفل الظهر عادةً.وهي أكثر شيوعًا بين كبار السن، وعادةً الذين يعانون من هشاشة أو تَخَلخُلُ العَظام، وهو اضطراب يُضعِفُ العظم.في بعض الأحيان، تحدث هذه الكسورُ عند الأشخاص الذين لديهم سرطان انتقلَ إلى العمود الفقري وأضعفه (تُسمى الكسور المرضية).وعندما يضعُف العظم، يمكن أن تنجُم كسور الانضغاط عن قوة خفيفة جدًا، كما قد يحدث عندما يرفع الأشخاص جسمًا ما أو ينحنون للأمام أو ينهضون من السرير أو يتعثرون.في بعض الأحيان، لا يتذكر الأشخاص أي حدث قد يكون السبب في الكسر.

ومن حين لآخر، تنجم الكسور الانضغاطية أو أنواع أخرى من الكسور الفقرية عن قوة كبيرة، كما قد يحدث في حوادث اصطدام السيارات أو السقوط من ارتفاع أو جروح الأسلحة النارية.وفي مثل هذه الحالات، قد يكون هناك أيضًا إصابة في الحبل الشوكي ، وقد ينكسر العمود الفقري في أكثر من مكان واحد.إذا كان السبب هو السقوط من ارتفاعٍ كبيرٍ ووقع الشخص على كعبٍ واحدٍ أو كلا الكعبين، فقد يُعاني أيضًا من: كسر الكعب.

(انظر أيضًا لمحة عامة عن الكسور.)

أعراض كسور العمود الفقري الانضغاطية

لا تظهر أيَّة أعراض عند نحو ثلثي الأشخاص الذين يعانون من كسور انضغاطية ناجمة عن هشاشة أو تَخَلخُل العظام.ولا يشعرون بأي ألم عند حدوث الكسر.

قد يصبح المصاب أقصر وقد يصبح ظهره مستديرًا (يُسمَّى الحداب أو حدبة الأرملة dowager's hump) وذلك عندما تنكسر العديد من فقرات العمود الفقري.وقد لا يتمكن المصاب من الوقوف بشكل مستقيم.ويمكن أن يواجه صعوبة في الانحناء، والوصول إلى الأشياء ورفعها وصعود الدرج والمشي.

وفي بعض الأحيان، يُسبب الكسر الانضغاطي ألمًا مفاجئًا وحادًا في الظهر؛ أو قد يحدث الألم تدريجيًا.وقد يكون الألم خفيفا أو شديدًا جدًّا،وقد يكون مستمرًا وكليلاً؛ ويمكن أن يتفاقم عندما يقف الأشخاص أو يمشون أو ينحنون للأمام أو يجلسون لفترة طويلة.قد ينتشر الألم إلى البطن.يشعر المرضى بالانزعاج عندما يقوم الأطباء في أثناء الفحص بالنقر برفق على طول الظهر.

يقلّ الألم بعد نَحو 4 أسابيع عادةً، ويختفي بعد نَحو 12 أسبوعًا.

تُسبب الكسور الانضغاطية التي لا تنجم عن هشاشة العظام ألمًا مفاجئًا، ويكون موضع الكسر مؤلمًا عند لمسه.قد يعاني هؤلاء المصابون أيضًا من تشنجات عضلية.

هل تعلم...

  • لا تسبب الكسورُ الانضغاطية في العمود الفقري أية أعراض غالبًا.

  • بالنسبة إلى العديد من كبار السن، يصبح الظهر مستديرًا ومنحنيًا (تُسمى الحالة حدبة الأرملة أحيانًا)، وذلك بسبب التعرض إلى العديد من الكسور الانضغاطية في العمود الفقري.

الإصاباتُ الأخرى

من النادر أن تحدث إصابة في الحبل الشوكيّ أو جذور الأعصاب الشوكية (التي تمر عبر الأحياز بين عظام الظهر).تكون هذه الإصابة أكثر احتمالًا عندما ينجُم الكسر الانضغاطي عن قوة كبيرة، كما يحدث في حوادث اصطدام السيارات أو السقوط من ارتفاع كبير.

يُمكن أن تُسبب إصابات الحبل الشوكيّ الخدر وفقدان الإحساس والضعف في الساقين والشلل (انظر الشكل أين يتعرض الحبل الشوكي للضرر؟).وقد يصبح المرضى غير قادرين على ضبط التبوُّل أو التغوط (إصابة بالسَّلَس).

تكُون إصابات جذور الأعصاب الشوكية أقل خطورة بكثير عادةً،وهي تميل إلى أن تسبب الألم الذي ينتشر إلى الساق، وأحيانًا تسبب ضعفًا خفيفًا في الساق أو القدم.

تشخيص كسور العمود الفقري الانضغاطية

  • تقييم الطبيب

  • التصوير بالأشعة السينية

  • التصوير المقطعي المُحوسب و التصوير بالرنين المغناطيسي أحيانًا

يشتبه الطبيب في الكسور الانضغاطية استنادًا إلى الأَعرَاض.ثُمَّ يقوم بالفَحص السَّريري.ينقر الطبيب برفق على منتصف الظهر لمعرفة ما إذا سيحدث ألم.يستخدِمُ الطبيب التصوير بالأشعَّة السينية لتأكيد التشخيص.(انظر أيضًا تشخيص الكسور.)

وقَد يستخدم مقياسُ امتصاص الطاقة المزدوجة للأشعة السِّينية (DXA) لتحديد ما إذا كانت هشاشة العظام موجودةً؛ وإذا كان الأمر كذلك، لتحديد مدى شدَّة الحالة .استنادًا إلى نتائج هذا الاختبار، يمكن للطبيب تقديم توصيات للمساعدة على الوقاية من الكسور الانضغاطية.

إذا نجم الكسر عن قوة هائلة، يُجرى التصوير المقطعي المحوسب (CT) وأحيانًا التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).كما يتحرَّى الطبيب عن إصاباتٍ أخرى، مثل كسور العقب والكسور الإضافية في العمود الفقري.

علاج كسور العمود الفقري الانضغاطية

  • مسكنات الألم

  • استئناف النشاطات العادية (خُصوصًا المشي) في أقرب وقت ممكن

  • المعالجة الفيزيائية

  • القيام بإجراء في بعض الأحيان، مثل رأب الفقرات vertebroplasty أو الجراحة

تُركِّزُ المُعالَجة على:

  • تخفيف الألم

  • تشجيع الأشخاص على البدء بالحركة في أقرب وقت ممكن

  • تمكين الشخص من القيام بوظائفه على نحو طبيعي

  • الوقايَة من حدوث المزيد من الكسور

تلتئم معظم الكسور الانضغاطية من تلقاء نفسها، وذلك على الرغم من أن هذا يحدث ببطءٍ.

يُمكن التخفيف من الألم عن طريق المُسكِّنات مثل الأسيتامينوفين.وفي بعض الأحيان، عندما يكون الألم شديدًا، يصف الأطباء مسكنات الألم الأفيونية.

إذا حدثت الكسور في أسفل العمود الفقريّ، ينصح الأطباء أحيانًا باستخدَام سنادٍ brace لتخفيف الألم وجعل المشي أقل ألمًا.ولكن لا يزال من غير الواضح مدى فعَّالية السناد.

يحتاجُ المرضى إلى الراحة في السرير بضعة أيام أحيانًا.ولكن، يجري تشجيعُ الأشخاص على الجلوس والمشي لفترات قصيرة واستئناف النشاطات العادية في أقرب وقت ممكن.كما يُساعد القيام بذلك على الوقاية من فقدان المقوية العضلية وفقدان المزيد من الكثافة العظمية.

يُعالج المصابون بهشاشة العظام بالبيسفوسفونات bisphosphonates وفي بعض الأحيان بالكالسيتونين calcitonin.يساعد كلا الدواءين على منع تكسُّر العظام وزيادة كثافتها.

يمكن أن يساعدَ اختصاصيو العلاج الطبيعيّ عن طريق تعليم الأشخاص كيف يرفعون الأشياء بشكلٍ صحيح، وتعليمهم تمارين لتقوية العضلات حول العمود الفقري، لكن قد يحتاج العلاج إلى التأجيل إلى أن تتم السيطرة على الألم.

الإجراءات

يمكن أن يستخدم الأطباءُ أحيانًا إجراءين قليلي البضع للمُساعدة على تخفيف الألم، وربَّما استعادة طول القامة وتحسين المظهر:

  • رأب الفقرات Vertebroplasty: بعد أن يقوم الأطباء بحقن مخدرٍ موضعي بالقرب من العظم المكسور في الظهر، يحقنون ملاطًا عظميًا أكريليًا acrylic في داخل العظم المنخسف في الظهر.يتصلب الملاط بعد نحو ساعتين ويُثبِّتُ عظم الظهر.يستغرق هذا الإجراء حوالى ساعة لكل فقرة في الظهر.ويستطيعُ المرضى العودة إلى المنزل في نفس اليوم.

  • رأب الحدبة Kyphoplasty: بالنسبة إلى هذا الإجراء المُشابه، يجري إدخال بالون في عظم الظهر ويجري توسيعه لاستعادة الشكل الطبيعيّ له.ثم يجري حقن ملاط عظميّ.

لا يساعد أي من هذين الإجراءين على الوقاية من الكسور في العظام القريبة من العمود الفقري أو الأضلاع.بل قد يزداد خطر حدوث كسور أخرى.قد تتضمن المشاكل المحتملة الأخرى تسرّب الملاط، وربما انسداد الشريان المغذي للقلب (نوبة قلبية) أو المغذي للرئة (صمة رئوية) إذا تسرب الملاط إلى الأوعية الدموية وانتقل إلى هذه الشرايين.

إذا سبب الكسر ضغطًا على الحبل الشوكي، يلجأ الأطباء إلى الجراحة لتخفيف الضغط في غضون ساعات إن أمكن.من الضروري إجراء معالجة سريعة للوقاية من الضرر الدائم في الحبل الشوكيّ.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID