لمحة عامة عن التَّسمُّم

حسبGerald F. O’Malley, DO, Grand Strand Regional Medical Center;
Rika O’Malley, MD, Grand Strand Medical Center
تمت مراجعته شوّال 1443

التَّسمُّم هو التأثير الضَّار الذي يحدث عند ابتلاع أو استنشاق مادة سامة أو عند ملامستها للجلد أو العينين أو الأغشية المخاطية، كتلك الموجودة في الفم أو الأنف.

  • وتنطوي المواد السَّامة المُحتَملة على الأدوية التي تُصرَف بوصفة طبية ومن دون وصفةٍ طبِّيَّة، والأدوية المحظورة، والغازات والمواد الكيميائية والفيتامينات والطَّعام والفطر والنباتات وسُمُّ الحيوان.

  • لا تَتَسبَّبُ بعض السُّموم في حدوث أيِّ ضرر، في حين أنَّ بعضها الآخر يمكن أن يُسبِّبَ أضرارًا شديدة أو الوفاة.

  • ويعتمد التَّشخيص على الأَعرَاض وعلى المعلومات المُستمَدَّة من الشخص المسموم والحاضرين، ومن الاختبارات البوليَّة والدَّمويَّة أحيَانًا.

  • ولذلك، يجب حفظ الأدوية دائمًا في عبواتها الأصلية التي لا يمكن للأطفال العبث بها، وبعيدًا عن متناولهم.

  • تنطوي المعالجة على دعم وظائف جسم الشخص، ومنع امتصاص المزيد من السُّم، وزيادة إطراح السُّم، وفي بعض الأحيان إعطاء ترياق نوعي.

يُعاني أكثر من مليوني شخص من أحد أنواع التَّسمُّم في الولايات المتحدة سنويًّا.وتُعدُّ الأدوية - المصروفة بموجب وصفةٍ طبيَّة أو من دون وصفةٍ طبيَّة والمَحظورة - مصدرًا شائعًا للتَّسمُّمات الخطيرة والوفيات المرتبطة بالتَّسمُّم (انظر التَّسمُّم بالأسيتامينوفين والتسمم بالأسبرين)وتشتمل السمومُ الشائعة الأخرى على الغازات (مثل أحادي أكسيد الكربون) والمنتجات المنزليَّة (انظر التَّسمُّم بالمواد الكاوية) والمنتجات الزراعيَّة النباتات والمعادن الثقيلة (مثل الحديد و الرصاص) والفيتامينات وسُمُّ الحيوان وأنواع الطعام (ولاسيَّما أنواع مُعيَّنة من الفطر والأسماك ذات العظام والرخويات).إلَّا أنَّ تناول أي مادة تقريبًا بكمياتٍ كبيرة قد يؤدي إلى حدوث تسمُّم.

التَّسمُّم العَرَضي أو الحادثي

التَّسمُّم هو السبب الأكثر شُيُوعًا للحوادث غير المُميتة في المنزل.ويكون الأطفالُ الصغار مُعرَّضين بشكلٍ خاص للتَّسمُّم العَرَضي في المنزل بسبب الفضول والميل إلى الاستكشاف، وكذلك عند كبار السن والذين ينجم في كثيرٍ من الأحيان عن التَّخليط الذهنِي حول أدويتهم.ونظرًا إلى تشارك الأطفال غالبًا في الأقراص والمواد التي يكتشفونها، قد يكون الأشقاء وزملاء اللعب قد تعرَّضوا إلى التسمُّم أيضًا.كما أنَّ الأشخاصُ المُعرَّضين للتَّسمُّم العَرَضي هم الأشخاص الذين يدخلون المستشفى (بسبب أخطاء الأدوية) والعمال الصناعيين (نتيجة التَّعرُّض للمواد الكيميائية السامة).

التَّسمُّم المُتَعمَّد

قد يكون التَّسمُّم أيضًا محاولةً مُتعمَّدًة للقيام بالقتل أو الانتحار.يستعمل معظمُ البالغين الذين يحاولون الانتحار بالتسمم أكثر من دواء واحدٍ كما يتناولون الكحول.يمكن استعمال التَّسمُّم لإضعاف الشخص (كما هي الحال عند الاغتصاب أو السَّرقة).وفي حالاتٍ نادرةٍ يقوم الأهل الذين يعانون من اضطرابٍ نفسيٍّ بتسميم أطفالهم ليُسبِّبوا لهم المرض وبذلك يكسبون الرعاية الطبية (اضطراب يسمى الاضطراب المُفتَعل المفروض على الغير والذي كان يُسمى في السابق مُتلازمة مونخهاوزن بالوكالة).

أعراض التسمم

تختلف الأَعرَاضُ الناجمة عن التسمم باختلاف نوع السُّم والكميَّة المُستَعمَلة والعمر وصحَّة الشخص الذي يستعمله.لا تكون بعض السموم شديدة القوَّة، ويقتصر تأثيرها على حدوث مشاكل عند التعرض لفترات طويلة أو عند تكرُّر استعمال كميات كبيرة منها.بينما تكون السموم الأخرى شديدة القوَّة بحيث يمكن أن تُسبِبَ قطرة على الجلد أعراضًا شديدة.

تتسبَّب بعض السموم في ظهور أعراضٍ في غضون ثوان، في حين أنَّ البعض الآخر لا يُسبِّبُ ظهور الأعراض إلَّا بعد ساعاتٍ أو أيامٍ أو حتى سنوات.وتُسبَّبُ بعض السموم ظهورَ بعض الأَعرَاض الواضحة حتى تتضرَّر الأعضاء الحيويَّة - مثل الكلى أو الكبد - بشكلٍ دائمٍ في بعض الأحيان.

تؤديالسُّموم المُتناوَلة (المبتَلعة) والمُمتَصَّة إلى ظهور أعراض في كامل الجسم، لأنَّها غالبًا ما تحرم خلايا الجسم من الأكسجين أو تنشط أو تمنع عمل الإنزيمات والمستقبلات.قد تشتمل الأعراضُ على حدوث تغيُّرات في الوعي وفي درجة حرارة الجسم وفي مُعدَّل ضربات القلب والتنفس وعدد من الأعراض الأخرى، وذلك بحسب الأعضاء المُصابة.

المواد الكاوية أو المُهيِّجة تؤدِّي إصابة الأغشية المخاطيَّة في الفم والحلق والسبيل الهضمي والرئتين إلى الشعور بالألم والسعال والقيء وضيق النَّفَس.

يمكن أن يتسبَّب تعرُّض الجلد للسموم في ظهور أعراضٍ مختلفة، مثل، الطفح الجلدي والألم وظهور نفطات.كما يمكن أن يؤدي التَّعرُّض المديد للسُّموم إلى حدوث التهابٍ في الجلد.

قد يؤدي تعرُّض العين للسموم إلى إلحاق الضَّرر بالعين، ممَّا يَتسبَّب في الشعور بألمٍ في العين وحدوث احمرارٍ ونقصٍ في الرؤية.

بعض المُنتجات أو المستحضرات المنزلية غير السامة*

  1. المواد اللاصقة أو اللواصق

  2. مضادَّات الحموضة

  3. زيت الاستحمام†

  4. ألعاب حوض الاستحمام (الطافية)

  5. مواد التبييض (التركيز المنزلي: أقل من 6٪ هيبوكلوريت الصوديوم وأقل من 0.5٪ هيدروكسيد الصوديوم)

  6. مُكيِّفات أو منعِّمات الجسم

  7. صوابين الاستحمام بالفقاقيع (المنظفات)†

  8. الشُّموع

  9. شمع فحمي (بولي إيثيلين غلايكول)

  10. كاربوكسي ميثيل سيلولوز Carboxymethylcellulose (مادة مجفِّفة تُوضَع مع الأفلام والكتب وغيرها من المنتجات)

  11. زيت الخروع

  12. الكحول السيتيلي Cetyl alcohol (ويُسمَّى زيت البالميتيل palmityl oil أيضًا، وهو مادة تُستَعمل في بعض مستحضرات التجميل مثل أنواع الشامبو ومُنعِّمات الشَّعر)

  13. الطباشير (كربونات الكالسيوم)

  14. كولونيا

  15. وسائل منع الحمل Contraceptives

  16. الستيرويدات القشرية (المُطَبَّقة على الجلد)

  17. مستحضرات التجميل

  18. أقلام تلوين

  19. مزيلات الروائح الكريهة

  20. مزيلات العَرَق، رذاذ وعلاج مُبرِّد

  21. كريم ومرهم طَفَحُ الحِفاظ

  22. بطارية الخلية الجافة (القلوية)

  23. منَعِّمات الأنسجة

  24. المنتجات المتوهّجة، مثل عصيِّ التَّوهُّج والقلائد المتوهّجة

  25. الغليسيرول

  26. أحادي سيتيارات الغليسيريل glyceryl monostearate.

  27. الغرافيت

  28. أنواع الصمغ (مثل الأكاسيا والآغار والغاتي ghatti)

  29. غَسولات وكريمات الأيدي

  30. بيروكسيد الهيدروجين (الطِبِّي 3٪)

  31. البَخور

  32. واسمات غير قابلة للإزالة

  33. الحبر (الكميَّة في قلم الحبر الجاف)

  34. أملاح اليوديد

  35. الكاؤلين Kaolin

  36. اللانولين

  37. "الرصاص" أقلام الرصاص (المصنوعة من الغرافيت الحقيقي)

  38. حمض اللينوليك

  39. زيت بذر الكتان (غير المغلي)

  40. الواسمات السحريَّة

  41. عيدان الكبريت

  42. ميثيل سيلولوز methylcellulose

  43. زيت معدني†

  44. معجون الصلصال

  45. صحيفة

  46. الدِهان (الألوان المائية أو ذات الأساس المائي)

  47. العطور

  48. هُلاَمُ النَّفطِ (فازلين)؛ هُلام مَعدَنِيّ (وَذَلين)

  49. الأطعمة النباتية (المنزليَّة التحضير)

  50. غليكولات البولي إيثيلين polyethylene glycols، مثل ستيارات غليكول البولي إيثيلين polyethylene glycol stearate

  51. بوليسوربات Polysorbate

  52. معجون

  53. أكياس (الزيوت الأساسية، المساحيق)

  54. غَسولات وكريمات الحلاقة

  55. السيليكا (ثنائي أكسيد السيليكون)

  56. الصابون ومنتجات الصابون (بما فيها صابون الأيدي)

  57. العنبر (ناطف الحوت) Spermaceti

  58. النشا والتَّغرية sizing

  59. حَمضُ الستياريك stearic acid

  60. مُستحضراتُ الوِقاية من الشمس

  61. التالك Talc (إلَّا عند استنشاقه)

  62. ثُنائيُّ أكسيد التيتانيوم

  63. معجون الأسنان مع أو من دون فلوريد

  64. ترياسيتين Triacetin (غليسيريل ترياسيتات)

  65. الفيتامينات (الفيتامينات المتعددة للأطفال مع الحديد أو من دونه)

  66. الفيتامينات (متعددة من دون حديد)

  67. الشمع أو البارافين

  68. أكسيد الزنك

  69. أكسيد الزركونيوم

* يمكن لأيِّ مادَّةٍ تقريبًا أن تكون سامَّة إذا جرى تناول كميَّاتٍ كافيةٍ منها.

† المواد المتوسِّطة اللزوجة (السَّماكة) مثل الزيوت والمنظفات ليست سامة إذا جَرَى تناولها، ولكنَّها قد تُسبِّبُ إصابةً كبيرة في الرئة إذا جَرَى استنشاقها أو شفطها إلى الرئتين.

الإسعافات الأولية للتسمم

يكون على رأس الأولويات في مساعدة الشخص المُتسمِّم ألَّا يصاب الحاضرون بالتسمُّم أيضًا.

ولذلك، ينبغي إبعاد الأشخاص المُعرَّضين للغاز السام عن مصدر التَّسمُّم بسرعة، ويُفَضَّل أن يكون إلى الهواء النقي في الخارج، ولكن يجب إجراء محاولات الإنقاذ من قِبَلِ المُتخصِّصين.كما يجب مراعاة التدريب والاحتياطات الخاصة لتفادي سيطرة الغازات السامة أو المواد الكيميائية في أثناء محاولات الإنقاذ.(انظر أيضًا نظرة عامة على الحوادث التي تنطوي على أسلحة إصابات جماعية).

عند انسكاب كميَّات من المواد الكيميائية، يجب نزع جميع الملابس المُلوَّثة، بما في ذلك الجوارب والأحذية والجواهر على الفور.يجب غسل الجلد جيِّدًا بالماء والصابون.وإذا تعرَّضت العينان للمواد الكيميائيَّة، يجب شطفهما جيِّدًا بالماء أو بالمحلول الملحي النظامي.ينبغي على عمَّال الإنقاذ توخِّي الحذر لتجنُّب تلويث أنفسهم.

إذا بدا الشخص شديد المرض، يجب استدعاء المساعدة الطبيَّة الطارئة (911 في معظم مناطق الولايات المتحدة).كما يجب على الحاضرين إجراء الإنعاش القلبي الرئوي عند الضرورة.أمَّا إذا لم يبدُ على الشخص المرض الشديد، فيمكن للحضور الاتصال بأقرب مركزٍ للسيطرة على السُّموم للحصول على المشورة.في الولايات المتحدة، يمكن التواصلُ مع مركز السُّموم المحلي من خلال الرقم 800-222-1222.ويمكن الاطلاع على المزيد من المعلومات من الموقع الإلكتروني للرابطة الأمريكية لمراكز مكافحة السُّموم (www.aapcc.org).إذا كان المتصل يعرف أو يمكنه معرفة نوع السُّم والكمية المُتناوَلة، فيمكن البدء بالمعالجة في الموقع غالبًا إذا كان هذا الموصى به من قبل مركز السُّموم.

يجب حفظُ عبوات السموم وجميع الأدوية التي قد يكون قد استعملها الشخص المسموم (بما في ذلك المنتجات التي لا تحتاج إلى وصفة طبية) وتسليمها للطبيب أو لموظفي الإنقاذ.قد يوصي مركزُ السموم بإعطاء الشخص المسموم الفحم المُنَشَّط قبل الوصول إلى المستشفى، وقد يُوصى في حالاتٍ نادرة استعمال شراب عرق الذهب للتَّحريض على التقيؤ، وخصوصًا إذا كان ينبغي على الشخص أن يسافر بعيدًا للوصول إلى المستشفى.ولكن، ما لم يُطلب على وجه التحديد القيام بتلك الإجراءات، فيجب عدم استعمال الفحم المُنَشَّط وشراب عرق الذهب في المنزل أو من قِبَل أوائل الحاضرين أو المستجيبين (مثل موظفي الإسعاف).ولشراب عرق الذهب تأثيراتٌ لا يمكن التنبؤ بها، وغالبًا ما يُسبِّبُ القيء لفترات طويلة، وقد لا يزيل كميَّاٍت كبيرةٍ من السُّم من المعدة.

تشخيص التسمم

  • تحديد السُّم

  • اختبارات بوليَّة ودمويَّة في بعض الأحيان

  • صور بالأشعَّة السِّينية للبطن في حالاتٍ نادرة

تكون معرفة السُّم مفيدةً للعلاج.تُسَهِّل المُلصقاتُ الموجودة على الزجاجات والمعلومات الأخرى من الشخص أو من أفراد العائلة أو من زملاء العمل على الطبيب أو مركز السموم تحديدَ السُّموم.ولكن، في حالة عدم توفُّر المُلصقات، يمكن تحديد هويَّة الأدوية غالبًا من خلال العلامات والألوان على الأقراص أو المحافظ.ومن غير المرجَّح أبدًا أن تستطيع الاختبارات المعمليَّة تحديد السُّم، حيث يتعذَّر التَّعرُّف بسهولةٍ على الكثير من الأدوية والسموم أو قياس مستوياتها في المستشفى.ولكن، قد تساعد الاختبارات الدَّمويَّة والبوليَّة على تحديد طبيعة السُّم في بعض الأحيان.يمكن للاختبارات الدَّمويَّة أن تكشفَ عن شِدَّة التَّسمُّم في بعض الأحيان، ولكنَّ هذه الاختبارات تكون مقتصرةً على عددٍ قليل جدًّا من السموم.

يقوم الأطباء بفحص الأشخاص للتَّحرِّي عن علامات تُشير إلى نوعٍ معيَّنٍ من المادة؛فمثلًا، يتحرَّى الأطباء عن علامات الإبر أو يتعقَّبون العلامات التي تُشير إلى أنَّ هؤلاء الأشخاص قد حُقِنوا بالمخدِّرات (انظر تعاطي المخدرات عن طريق الحقن).كما يقومون بفحص الأشخاص الذين يُعانون من أعراضٍ مُميَّزة لأنواعٍ مُعيَّنة من التَّسمم.ويهتمُّ الأطباء بمعرفة ما إذا كان لدى الأشخاص آثار من دواء أو مادة على جلدهم، أو ما إذا كانت اللصاقات الدوائية الخاصة بالأدوية المُمتصَّة عن طريق الجلد مخفية في طيَّات الجلد أو على سقف الفم أو تحت اللسان.

بالنسبة لبعض حالات التَّسمُّم، قد تُظهِر صورة الأشعَّة السِّينية للبطن وجود وموضع المواد التي تمَّ تناولها.تشتمل السمومُ التي قد تكون مرئيَّةً في صورة الأشعَّة السِّينية على الحديد والرصاص والزرنيخ والمعادن الأخرى والحُزَم الكبيرة من الكوكايين أو غيرها من الأدوية المَحظورة التي ابتُلِعَت من خلال ما يسمى مِدَكَّات الجسم أو حَوامِل الدَّواء (انظر تعبئة وحشو الجسم).كما يمكن تمييزُ البطاريات والمغانط في صورة الأشعَّة السِّينية، وكذلك الأنياب والأسنان والأشواك الغضروفية والأجزاء الحيوانية الأخرى التي قد تتفكَّك وتبقى كجزءٍ لا يتجزَّأ من الجسم بعدَ هجوم الحيوان أو التَّعرُّض لزُعَافِ الحَشَرَات.

اختبار العقاقير

يمكن الآن شراء مجموعة أدوات لتحديد الأدوية في البول دون وصفة طبية.يمكن أن يوجد اختلافٌ كبيرٌ في دقة هذه المجموعات.وبالتالي، ينبغي عدم اعتبار النتائج دليلاً على أنَّ دواءً معيَّنًا قد استُعمِل أو لم يُستَعمَل.ومن الأفضل إجراء الاختبارات بالتشاور من الاختصاصيين.وإذا أُجريَت الاختبارات من دون إشراف الاختصاصيين، فينبغي مناقشة النتائج مع اختصاصي لديه خبرة في اختبار العقاقير.يمكن للاختصاصي مساعدة الأشخاص على تفسير نتائج الاختبار واستخلاص النَّتائج المناسبة.

الوقاية من التسمم

في الولايات المتحدة، أدَّى الاستعمال الواسع الانتشار لعبوات الدواء المقاومة للأطفال مع أغطية السلامة إلى حدوث انخفاض كبير في عدد الوفيات النَّاجمة عن تسمُّم عند الأطفال الذين تقلُّ أعمارهم عن 5 سنوات.ولتجنُّب حدوث التسمم العَرَضي، ينبغي الاحتفاظ بالأدوية وغيرها من المواد التي يحتمل أن تكون خطرة في عبواتها الأصلية وبعيدًا عن متناول أيدي الأطفال.يجب عدم وضع المواد السامة، مثل المبيدات الحشريَّة ومواد التنظيف، في زجاجات أو أكواب الشرب حتَّى لفترة وجيزة.وتشتمل التدابيرُ الوقائية الأخرى على:

  • وضع الملصقات بشكلٍ واضح على المنتجات المنزلية

  • حفظ الأدوية (وخاصة المواد الأفيونية) والمواد السامة أو الخطرة في الخزائن التي تكون مغلقة وبعيدة عن متناول الأطفال

  • استعمال أجهزة الكشف عن أحادي أكسيد الكربون

يجب التَّخلُّص من الأدوية المُنتهية الصلاحية من خلال مزجها مع فضلات القطط أو أيَّة مادة أخرى غير مغرية، ووضعها في حاوية نفايات لا يمكن للأطفال الوصول إليها.كما يمكن للأشخاص الاتصال بالصيدلية المحلية للحصول على المشورة بشأن طريقة التَّخلُّص الصحيحة من الأدوية.يجب قراءة جميع المُلصقات قبل استعمال أو إعطاء أيَّة أدوية أو استعمال المنتجات المنزلية.

يُؤدِّي خفض كمية مسكن الألم المصروف دون وصفة طبية، الموجودة في عبوةٍ واحدة، إلى تقليل شِدَّة التَّسمم، ولاسيَّما مع الأسيتامينوفين أو الأسبرين أو الإيبوبروفين.يمكن أن تساعد علامات التَّعريف المطبوعة على الأقراص والمحافظ من قِبَل الشركة الُمصنِّعة للدَّواء على منع وقوع الصيادلة ومُقدِّمي الرعاية الصحية في تشوُّش أو أخطاء، وغيرهم.

هل تعلم...

  • في الولايات المتحدة، يمكن التواصل مع مركز السموم المحلي عن طريق الاتصال بالرقم 1-800-222-1222.

علاج التَّسمُّم

يجب إدخال بعض الأشخاص الذين تعرَّضوا للتَّسمُّم إلى المستشفى.ويتعافى معظم الأشخاص بشكلٍ كامل عند تَلقِّيهم رعاية طبيّّة عاجلة.

تعدّ مبادئ مُعالَجَة جميع حالات التَّسمُّم متماثلة:

  • دعم الوظائف الحيويَّة، مثل التنفُّس وضغط الدَّم ودرجة حرارة الجسم ومُعدَّل ضربات القلب

  • منع حدوث المزيد من الامتصاص

  • زيادة طرح السُّم

  • استعمال مضادَّات سم مُعيَّنة (مواد تطرح أو تُعطِّل أو تعاكس تأثيرات السُّم) عند توفُّرها

  • الوقاية من إعادة التَّعرُّض للسُّموم

الهدفُ المعتاد من المعالجة في المستشفى هو الحفاظ على حياة الأشخاص حتى زوال السُّم أو تعطيله من قِبَل الجسم.في نهاية المطاف، يتمُّ تعطيل معظم السُّموم في الكبد أو يجري تمريرها إلى البول.

توفيرُ الرِّعايَة الدَّاعمة

يحتاج التَّسمُّم إلى المعالجة في كثيرٍ من الأحيان، والتي تُسمَّى الرعاية الدَّاعمة، وذلك لتحقيق استقرار حالة القلب وضغط الدَّم والتنفس حتى زوال السُّم أو تعطيله؛فعلى سَبيل المثال، قد يحتاج الشخصُ الذي أصبح شديد النُّعاس أو مصابًا بالغيبوبة إلى استعمال أنبوبٍ للتنفس يتمُّ إدخاله في الرُّغامى.ثم يتمُّ توصيلُ الأنبوب بجهاز التنفس الاصطناعي الذي يدعم تنفُّس الشخص.يمنع الأنبوبُ دخول القيء إلى الرئتين، ويضمن جهاز التنفس الاصطناعي حدوث التنفس الكافي.

كما قد يكون من الضروري استعمال علاجٍ لضبط الاختلاجات أو الحمَّى أو القيء.إذا تَسبَّبَ السُّمُّ في حدوث ارتفاعٍ في درجة الحرارة، فقد يكون من الضروري تبريد الشخص، كأن تُستَعمَل بطانيَّة تبريد أو من خلال تطبيق ماءٍ بارد أو ثلج على الجلد في بعض الأحيان.

من الضروري إجراءغسل الكلية الدَّموي إذا توقَّفت الكلى عن العمل.إذا كان الضَّررُ الذي أصاب الكبد واسعًا، فقد يكون من الضروري معالجة فشل الكبد.وإذا كان الضَّرر الشديد الذي أصاب الكبد أو الكلى مُستمرًّا، فقد يكون من الضروري إجراء زرعٍ للكبد أو للكلى.

إزالة السُّم من العينين والجلد

ينبغي غسل السموم الموجودة في العين أو على الجلد بكميات كبيرة من المحلول الملحي (السالين) أو ماء الصنبور.وفي بعض الأحيان، يُستعمل الصابون والماء على الجلد.

منع امتصاص السُّم

يجري امتصاص عدد قليل جدًّا من السموم المبتلعة بسرعة بحيث لا يمكن محاولة اتخاذ تدابير لإبعادها عن مجرى الدم.ومع ذلك، فإن هذه التدابير فعالة فقط لبعض السموم والمواقف.

كان من الشائع القيام بإفراغ المعدة (تحريض القيء أو ضخُّ المعدة) عادةً، إلَّا أنَّه يجري تفاديه حاليًّا لأنَّه لا يزيل إلَّا كمية صغيرة من السُّم، ويمكن أن يُسبِّبَ مضاعفاتٍ خطيرة.ومن النادر أن يُحَسِّنَ إفراغ المعدة المآل عند الشخص المصاب.إلَّا أنَّه من النَّادر إجراء ضخٍّ للمعدة في حالة وجود سًمٍّ شديد الخطورة أو إذا كان الشخص يبدو شديد المرض.

وللقيام بهذا الإجراء، يَتِمُّ إدخال أنبوبٍ عن طريق الفم إلى المعدة.ثمَّ يُسكَبُ الماء في المعدة من خلال الأنبوب ويَجرِي تصريفه (غسل المعدة).ويتكرَّر هذا الإجراء عدَّة مرات.وإذا كان الأشخاصُ يشعرون بالنعاس بسبب السُّم، يقوم الأطبَّاء في البداية عادة بوضع أنبوب التنفس البلاستيكي من خلال الفم في الرُّغامى (التَّنبيب داخل الرُّغامى).يساعد التنبيبُ داخل الرغامى على منع دخول سائل غسيل المعدة إلى الرئتين.

اعتاد الأطباء على إعطاء شراب عِرق الذهب (ipecac) للأطفال الذين ابتلعوا مواد سامة، وهو دواء يسبب التقيؤ.ولكنَّ هذا العلاج غالبًا ما لا يزل كميات كبيرة من المادة المبتلعة.أما اليوم فيستخدم الأطباء عِرق الذهب فقط للمواد التي تكون شديدة السمية، وعندما يُتوقع أن يستغرق أخذ الشخص إلى قسم الطوارئ وقتًا طويلاً.في المستشفى، لا يُعطي الأطباء شرابَ عرق الذهب لتفريغ المعدة، لأنَّ تأثيراته متباينة.

يُستَعملُ الفحم المنشط في بعض الأحيان في أقسام طوارئ المستشفيات عند الأشخاص الذين ابتلعوا السموم؛حيث يرتبط الفحم المنشط بالسُّم الذي ما زال في السبيل الهضمي، ممَّا يمنع امتصاصه إلى الدَّم.يُستَعمل الفحم عن طريق الفم عادةً إذا كان الشخص متنبهًا ومُتعاونًا.لا يُنصح بإدخال الفحم المنشط من خلال أنبوب يُوضع في الأنف أو الفم عند الأشخاص غير المتعاونين أو الغائبين عن الوعي.يقوم الأطباءُ في بعض الأحيان بإعطاء الفحم كل 4-6 ساعات للمساعدة على تنظيف الجِّسم من السُّم.لا يقوم الفحم بتعطيل جميع السموم؛فمثلًا، لا يرتبط الفحم بالكحول أو الحديد أو بالكثير من المواد الكيميائية المنزليَّة.

إرواء كامل الأمعاء هي طريقة معالَجة تهدف لإخراج السُّم من السَّبيل الهضمي.يجري استعمالُ هذه الطريقة من حينٍ لآخر، كما في تديبر التسمم الخطير النَّاجم عن السموم التي تنحشر في السبيل الهضمي أو التي تحتاج إلى دفع (مثل حزم المخدرات المخبأة والمُهربة) أو السُّموم التي يتمُّ امتصاصها ببطء (مثل بعض الأدوية المديدة) أو التي لا يقوم الفحم المنشط بامتصاصها (مثل الحديد والرصاص).

زيادة التَّخلُّص من السُّم

إذا استمرَّ السُّمُّ في تهديده للحياة رغم استعمال الفحم والترياق، فقد يكون من الضروري استعمال معالجات أكثر تعقيدًا للتخلُّص منه.المُعالجَات الأكثر شُيُوعًا هي غَسل الكُلى وترشيح الدَّم بالفحم.

وعند القيام بغَسل الكُلى، يَجرِي استعمال الكلية الاصطناعية (مِديال dialyzer) لترشيح السُّموم مباشرةً من مجرى الدَّم.

وعند إجراء ترشيح الدَّم بالفحم، يُمرر دم الشخص عبر الفحم المنشط للمساعدة على إزالة السُّموم (انظر الجدول الترشيح الدَّموي والإرواء الدموي: طرائق أخرى لترشيح الدم).

وللقيام بإحدى هاتين الطريقتين، يتمُّ إدخال أنبوبين صغيرين (قثطارين) في الأوعية الدَّموية، أحدهما لتصريف الدَّم من الشريان والآخر لإعادة الدَّم إلى الوريد.ويجري تمرير الدَّم من خلال مُرشِّحاتٍ خاصة تزيل المادة السَّامة قبل إعادتها إلى الجسم.

اللجوء إلى إدرار البول القُلوي في بعض الأحيان.وعند القيام بهذا الإجراء، يُعطى محلول يحتوي على بيكربونات الصوديوم (المادة الكيميائية في صودا الخبز) عن طريق الوريد لجعل البول أكثر قلوية أو أساسيًّا (عكس الحموضة).يمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة كمية بعض الأدوية (مثل الأسبرين والباربيتورات) التي تُطرَح في البول.

المُضادَّات

لا يتوفَّر لمعظم السموم والأدوية ترياقات نوعيَّة (خلافًا للتصوُّر الشائع من التلفزيون والأفلام)، إلَّا أنَّ لبعضها مثل هذه المُضادَّات.وتنطوي بعضُ الأدوية الشائعة التي قد تحتاج إلى مضادَّات تسمُّم معيَّنة على الأسيتامينوفين (الترياق هو إن-أسيتيلسيستين) والأفيونات مثل الهيروين والفينتانيل (الترياق هو نالوكسون).كما توجد مُضادَّات لبعض اللدغات واللسعات السامة (انظر لدغات الأفاعي).ليس من الضروري استعمال المضاد عند كلِّ شخصٍ أُصيبَ بالتَّسمُّم؛حيث يتعافى الكثير من الأشخاص من تلقاء أنفسهم.ولكن في حالات التَّسمُّم الشديد، قد يكون المضاد منقذًا للحياة.

الجدول

تقييم الصحة النَّفسيَّة

يحتاج الأشخاص الذين يحاولون الانتحار عن طريق التَّسمُّم إلى تقييم صحَّتهم النَّفسيَّة واستعمال العلاج المناسب.

للمزيد من المَعلومات

في ما يلي بعض المصادر باللغة الإنجليزية والتي قد تكون مفيدة.يُرجى ملاحظة أن دليل MSD غير مسؤول عن محتوى هذه المصادر.

  1. الرابطة الأمريكية لمراكز السيطرة على السموم: الرابطة التي تمثل مراكز السموم في الولايات المتحدة، والتي توفر خدمات مجانية وسرية (على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع) من خلال خط مساعدة السموم (1-800-222-1222)

  2. التخلص من الأدوية غير المستعملة: ما الذي ينبغي أن تعلمه: معلومات عن كيفية التخلص بأمان من الأدوية غير المستخدمة

  3. PoisonHelp.org: للحصول على مساعدة مجانية وسرية على الإنترنت حول سموم مُعيَّنة.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID