إصابة الكبد الناجمة عن الأدوية

حسبDanielle Tholey, MD, Sidney Kimmel Medical College at Thomas Jefferson University
تمت مراجعته شعبان 1444

يُمكن أن تُؤثِّرَ العديدُ من الأدوية في طريقة عمل الكبد، أو تُسبِّب الضرر للكبد، أو تقوم بالأمرين معًا.(انظر أيضًا الأدوية والكبد).

ويُمكن لبعض الأدوية، مثل الستاتينات (التي تستخدم لمُعالَجة ارتفاع الكولسترول)، أن تزيد من مُستويات إنزيمات الكَبِد، وتُسبِّب ضررًا للكبد (ضررًا بسيطًا عادةً)، ولكن من دون أعرَاض.ولكن، قد يستمر الأطباء في وصف الستاتينات للأشخاص الذين يعانون من أمراض الكبد المزمنة (مثل داء الكبد الدهني غير الكحولي [NAFLD] ، التهاب الكبد الدهني غير الكحولي [NASH]، وتليف الكبد NASH)، للأسباب التالية:

  • لا تشكل الستاتينات أي مخاطر إضافية على هؤلاء الأشخاص بالمقارنة مع الذين لا يعانون من أمراض الكبد.

  • هناك فوائد لاستعمال الستاتينات في علاج ارتفاع الكوليسترول في الدَّم عند المصابين بداء الكبد الدهني غير الكحولي أو التهاب الكبد الدهني غير الكحولي.

ولكن لا تُوصف الستاتينات، أو أنها توصف بجرعات منخفضة، عند الأشخاص المصابين بتشمُّع الكبد اللامعاوض (مرحلة متقدِّمة من تشمُّع الكبد لا يستطيع الكبد فيها القيام بوظائفه بشكلٍ صحيح).

هناك عدد قليل جدًّا من الأدوية تُسبِّبُ ضررًا للكبد بشكلٍ يكفي لظُهور أعراض، مثل اللون الأصفر للجلدِ والعينين اليرقان وألم البطنِ والحكَّة والميل نحو التكدُّم والنَّزف.

يستخدِمُ الأطباءُ مُصطلَحَ إصابة الكبِد المُحدَثة بالعقاقير (DILI) للإشارةِ إلى أي ضررٍ في الكبِد ينجُم عن أدوية، سواءٌ أدَّى إلى ظهور أعراض أم لا.كما ينطوي هذا المصطلح أيضًا على الأضرار النَّاجمة عن العقاقير غير المشروعة والأعشاب الطبيَّة والنباتات والمُكمِّلات الغذائيَّة.

بالنسبة إلى بعض الأدوية، يُمكن التنبُّؤ بالضَّرر الذي سيُصيب الكبد،حيث يحدُث هذا الضرر بعد فترةٍ زمنية قصيرة من أخذ الدواء، وهو يرتبِطُ بجرعة الدواء.في الولايات المتحدة، يُعدُّ مثل هذا الضرر (ينجُم عادةً عن التسمُّم بالأسيتاموفين) واحدًا من الأسباب الأكثر شُيوعًا للظهور المُفاجئ لليرقان أو فشل الكبد أو كليهما.بالنسبة للأدوية الأخرى، لا يُمكن التنبُّؤ بالضَّرر،ويجري التحرِّي عن هذا الضرر بعد مرور بعض الوقت على أخذ الدواء، وهو لا يرتبِطُ بالجُرعة،ونادرًا ما يُؤدِّي مثل هذا الضَّرر إلى اضطراب شديدٍ في الكبد.

الأعشَابُ الطبيَّة والكبد

تَحتوي بعضُ الأعشاب الطبية (أجزاء من النباتات تُستَخدم لمنافعها الصحيَّة) على موادّ يُمكن أن تُسبِّب الضَّرر للكبِد.يُعدُّ الكبِد الهدفَ الرئيسيّ للضرر، لأنَّه يقوم بمُعالجة كل شيء يدخل الفم ويجري بلعه.

قلوانيَّات البيرولايزيدين: مئات من أنواع الأعشاب تحتوي على قلوانيَّات البيرولايزيدين التي قد تُسبِّبُ الضَّرر للكبِد.تنطوي هذه الأعشابُ على نبتة لسان الثور والسنفيتون أو الشَّاغة وبعض الأعشاب الصينية، مثل زي كاو، وزهرة كوان دونغ هوا (حشيشة السعال) وكوان لي غوانغ (■نبات جذر الحياة■)، وبي لان (إيوباتوريوم).كما تحتوي بعضُ الأعشاب المستخدمة لصنع الشاي على قلوانيَّات البيرولايزيدين.يتلوَّث أحيانًا الحليب والعسل والحُبوب بقلوانيَّات البيرولايزيدين، ويقوم بعض الأشخاص باستهلاكها من دون علم.

ويُمكن أن تُسبِّب قلوانيَّات البيرولايزيدين ضررًا تدريجيًا للكبِد إذا جرى استهلاك كميات صغيرة منها لفترةٍ طويلةٍ،كما يُمكن أن يحدُثَ الضرر بشكلٍ أسرَع إذا جرى استهلاك كميات كبيرةٍ منها.قد تتعرَّض أوردة الكبد إلى الانسداد ممَّا يحُول دون تدفُّق الدم من هذا الكبد.

ويُعاني الأشخاص من ألمٍ في البطن وربما من التقيُّؤ،ويتراكم السَّائل في البطن والسَّاقين،وفي نهاية المطاف، قد يحدث نسيج ندبيّ في الكبد (تشمُّع الكبد cirrhosis) وفشل الكبد وحتى الوفاة.

الأعشاب الأخرى: كما قد ينجُم الضرر في الكبد أيضًا عن أعشابٍ مثل أتراكتيليس جوميفيرا والكاميليا الصينيَّة (تُستخدم لصنع الشاي الأخضر والأسود)، ونبتة العروق الصُّفر (في عائلة الخشخاش)، والبلوط، والغرسنية الصمغية (مكمل يستخدم لدعم فقدان الوزن)، ومستخلص الشاي الأخضر (يستخدم لفقدان الوزن والوقاية من الأمراض)، والجُعدة، وجين بو هوان، والكافا وما هوانغ، (العلندى)، ونبات الدبق وزيت النعناع (يُستخدم لصُنع الشاي)، وسيو سايكو تو (خليط من الأعشاب).

بشكل عام، يوصي أطباء الكبد بتجنب جميع المكملات العشبية بسبب عدم وجود اختبارات سلامة من قبل هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، وحقيقة أن العديد من هذه المواد يمكن أن تسبب ضررًا في الكبد وحتى فشل الكبد، حتى عند الأشخاص الذين ليس لديهم مُسبقًا أي مرض في الكبد.

عَواملُ الخطر

بشكلٍ عام، يُعتَقد بأنَّ خطر الضرر في الكبد يزداد بسبب العوامل التالية:

  • العُمر (18 عامًا أو أكبر)

  • البدانة

  • الحمل

  • استهلاك الكحول

  • تجعل التركيبة الجينيَّة الأشخاصَ أكثرَ عرضةً لتأثيرات دواء

يزيدُ شرب الكحول من خطر الضرر في الكبد، لأنَّ الكُحول يُسبب الضرر للكبِد، وبذلك يُغيِّرُ من طريقة استقلاب الأدويَة.وبالإضافة إلى ذلك، يُقلِّلُ الكحول من حُصول الجسم على مُضادات الأكسدَة التي تُساعِدُ على وِقاية الكبد.

التصنيف

يُصنِّفُ الأطباءُ الضَرر في الكبد المُحدَث بالعقاقير بطرائق مُختلفةٍ، مثل الطريقة التي يُسبب فيها الدواءُ الضررَ للكبد وكيف تتأثَّر خلايا الكبد وما هي مشاكل الأنزيمات التي يجري كشفها عن طريق اختبارات الدَّم.فعلى سبيل المثال، قد تُسبِّبُ الأدوية الضَّررَ للكبد عن طريق تخريب خلايا الكبد مُباشرةً (الخلايا الكبِديَّة hepatocellular)، أو عن طريق إعاقة تدفُّق الصفراء من الكبد (الركود الصفراويّ cholestatic)، أو عن طريق حدوث الأمرين معًا.

الجدول
الجدول

أعراض إصابة الكبد المرتبطة بالأدوية

تترَاوحُ أعراض داء الكبد بين العامَّة (مثل التَّعَب والشُعور العامّ بالتوعُّك والغثيان والحكَّة وضعف الشهيَّة)، إلى أعراضٍ أكثر شدَّة (مثل اليَرقان وتضخُّم الكبِد والألم في الجزء العلويّ الأيمَن للبطن والتخليط الذهنيّ والتَّوهَان وضعف اليقظة).

تشخيصُ إصابة الكبد المرتبطة بالأدوية

  • تقييم الطبيب

  • اختبارات الدم للكبد

بعدَ التوقُّف عن استخدام الدواء المُشتبه في أنَّه يُسبِّبُ الضَّررَ، يُعيدُ الأطباءُ اختبارات الكبِد.يدعَم الانخفاض الملحُوظ في مستويات إنزيمات الكبد تشخيصَ ضَرَر الكبد المُحدَث بالعقاقير.

َضَرر الكبد الناجم عن الأدوية

إذا جَرَى التعرُّف إلى ضَرَر الكبد النَّاجم عن الأدوية بسرعة، يكون المآل عند الأشخاص أفضل،

ويسألُ الأطباءُ ما هي الأدوية التي يأخذها المرضى من أجل تحديد ما إذا كان أيّ منها قادرًا على التسبُّب بضررٍ للكبد.كما يقوم الأطباءُ أيضًا باختبارات للدم لتحديد مُستويات إنزيمات مُعيَّنة في الكبد، ولتقييمِ أداء الكبد وما إذا تعرَّض للضَّرر (اختبارات الكبِد).من المحتمل أن تحدث إصابة الكبد الناجمة عن العقاقير (DILI) عندما تكون نتائج اختبارات وظائف الكبد نموذجيَّةً للضرر الذي يُصيب الكبد عادةً بسبب دواء يأخذه الشخص.تُسبِّبُ الأدوية في بعض الأحيان الضَّرر بعدَ التوقُّف عن استخدامها، حتى إن لم تكن الجرعة عاليةً، وأحيانًا يُمكن أن يحتاج تحسُّن إصابة الكبد الناجمة عن الأدوية إلى أشهر عديدة.وهكذا يكون تحديد أنَّ دواءً مُعيَّنًا هُو السبب صعبًا أو مُستحيلاً في بعض الأحيان.

الأسبابُ الأخرى للضرر الذي يُصيبُ الكبِد

نظرًا إلى أنَّه لا يُوجَد اختبار يستطيعُ تأكيد التشخيص، يقُوم الأطباءُ أيضًا بالتحرِّي عن أسباب أخرى للضرر الذي يُصيب الكبد،ويستخدمون اختبارات الدَّم للتحرِّي عن التِهاب الكبد hepatitis واضطرابات المناعة الذاتية وأسبابٍ أخرى.كما يُساعِدُ أيضًا الضغط على الجزء العلويّ من البطن لتحديد حجم الكبد، والقيام بفُحوصاتٍ تصويريَّة مثل تخطيط الصَّدى أو التصوير المقطعيّ المُحوسَب، الأطباءَ على التعرُّف إلى أسبابٍ أخرى للضرر الذي يُصيب الكبد.

علاج إصابة الكبد المرتبطة بالأدوية

  • التوقُّف عن استخدام الدواء

  • استخدام ترياق antidote إذا كان مُتوفِّرًا

  • الستيرويدات القشرية أحيانًا

  • في بعض الأحيان زرع الكبد

يُؤدِّي التوقُّف عن استخدام الدواء إلى الشفاء عادةً،ويمكن استخدام أدوية للتخفيفِ من الأعراض مثل الحكَّة.

هناك عدد قليل من الأدوية التي تحتوي على ترياقات؛فعلى سبيل المثال، يمكن استخدام N-أسيتيل السيستئين إذا أخذ الأشخاص جرعة زائدة من دواء أسيتامينوفين.قد تكون الستيرويدات القشرية مناسبة في بعض الحالات.

إذا كان الضَّررُ شديدًا، قد تجري إحالة الأشخاص إلى اختصاصيٍّ.وقد تَحتاج الحالة إلى زرع الكبد.

الوِقاية من إصابة الكبد المرتبطة بالأدوية

عندما يجري استخدامُ بعض الأدوية التي يمكن أن تُسبِّب الضَّرر للكبِد (مثل الستاتينات)، يقوم الاطباءُ أحيانًا باختبارات الدَّم بشكلٍ مُنتظمٍ لرصدِ مُستويات إنزيمات الكبد،وقد يُساعد مثل هذا الرَّصد على التحرِّي عن المشاكل مُبكِّرًا، وقد يُساعدَ على الوقاية من ضرر الكبد.بالنسبة إلى مُعظم الأدوية، لا يجري رصد مُستويات إنزيمات الكبد.

للمزيد من المعلومات

يمكن للمصدر التالي باللغة الإنجليزية أن يكون مفيدًا.يُرجى ملاحظة أن دليل MSD غير مسؤول عن محتوى هذا المصدر.

  1. هيئة الدواء والغذاء الأمريكيَّة: الحالات التي يمكن للأدوية أن تلحق فيها الضرر بالكبد: معلومات سهلة للقارئ حول كيفية الوقاية من التأثيرات السمية المحتملة للأدوية على الكبد.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID