الغثيان والتقيؤ خلال الفترة المُبكِّرة من الحمل

(غثيان الصباح)

حسبEmily E. Bunce, MD, Wake Forest School of Medicine;
Robert P. Heine, MD, Wake Forest School of Medicine
تمت مراجعته ذو الحجة 1444

يُسبِّبُ الحملُ الغثيان والتقيُّؤ بشكلٍ متكرر،كثيرًا ما يشار إليه بـ "غثيان الصباح"، ولكنه قد يحدث في أي وقت من النهار أو الليل.عادةً ما يبدأ هذا النوع من الغثيان والقيء في الأسبوع الخامس من عمر الحمل، ويكون في أسوأ حالاته في الأسبوع التاسع من عمر الحمل.عادةً ما يختفي بحلول الأسبوع 16 إلى 18 من الحمل.وتتراوح الأَعرَاض بين الخفيفة والشديدة.

القيء المُفرط الحمليهو شكل شديدٌ ومستمر من القيء المرتبط بالحمل.تتقيَّأ النساء اللواتي يُعانين من القيء المفرط الحملي بشكلٍ كبيرٍ إلى درجة فقدانهنَّ لأوزانهنَّ ويصبحنَ مصاباتٍ بالتَّجفاف.وقد لا تتناول أولئك النسوة ما يكفي من الطعام لتزويد أجسامهنَّ بالطاقة.ثم يقوم الجسم بتفكيك الدهون، ممَّا يؤدِّي إلى تراكم الفضلات (كيتونات) في حالةٍ تسمَّى الحُماض الكيتوني.يمكن أن يتسبَّب الحُماض الكيتوني في الشعور بالتعب وانبعاث رائحة كريهة من الفم وشعور بالدَّوخة وغيرها من الأعراض.تصاب النساء اللواتي يعانين من القيء المفرط الحملي بالتجفاف لدرجة أنَّ التوازن الشاردي اللازم للحفاظ على عمل الجسم بشكل طبيعي يكون مضطربًا.إذا تقيَّأت النساء في بعض الأحيان ولكن اكتسبن وزنًا ولم يُصبنَ بالتَّجفاف، لا يكون لديهنَّ القَيء المُفرِط الحَمليّ.

أسباب الغثيان والتقيؤ في أثناء الحمل

عادةً ما يرتبط الغثيان والقيء خلال فترة الحمل بالحمل نفسه.ولكنَّهما قد ينجمان عن اضطرابٍ لا علاقة له بالحمل في بعض الأحيان.

الأسباب المرتبطة بالحمل

الأَسبَاب الأكثر شُيُوعًا للغثيان والقيء المرتبطة بالحمل هي

ما تزال أسباب حدوث غثيان الصباح والقيء المفرط الحملي غير واضحة.من المحتمل أن تكون هذه الأعراض مرتبطة بزيادة سريعة في مستويات اثنين من الهرمونات في بداية الحمل، وهما: مُوَجِّهَةُ الغُدَدِ التَّنَاسُلِيَّةِ المَشيمائِيَّةُ البَشَرِيَّة (hCG)، والذي تنتجه المشيمة في وقتٍ مبكرٍ من الحمل، والإستروجين، الذي يساعد على الحفاظ على الحمل.كما أنَّ هرمونات مثل البروجسترون قد تُبطئ حركة الجهاز الهضمي، وربما تُسهم في الغثيان والقيء.

يمكن لاستعمال فيتامينات ما قبل الولادة مع الحديد أن تسبب الشعور بالغثيان.يُعد الارتجاع المعدي المريئي، والذي يترافق غالبًا مع حرقة الفؤاد، أمرًا شائعًا في الحمل.

في بعض الأحيان، قد يتسبب الجسم الأصفر، وهو كيس مبيضي طبيعي في بداية الحمل، في التواء المبيض حول الأربطة والأنسجة التي تدعمه، مما يؤدي إلى قطع إمدادات الدم عن المبيض.لا يرتبط هذا الاضطراب، والمُسمَّى انفتال الملحقات adnexal torsion، بالحمل ولكنه يكون أكثر شُيُوعًا خلال فترة الحمل.

وفي حالاتٍ نادرة يحدث القيء الشديد والمستمر النَّاجم عن الحمل الرَّحوي (نمو مشيمائي غير طبيعي مع أو بدون جنين بسبب إخصاب بويضة بشكل غير طبيعي).

الأسبابُ الأخرى

تتضمن أسباب الغثيان والتقيؤ غير المرتبطة بالحمل ما يلي

ولكنَّ هذه الاضطرابات تتسبَّبَ في ظهور أعراضٍ أخرى تكون أشدُّ وضوحًا عادةً، مثل الألم البطني أو الصُّدَاع.

تقييم الغثيان والتقيؤ في أثناء الحمل

يحاول الأطباء في البداية تحديد ما إذا كان الغثيان والقيء ناجمين عن اضطرابٍ خطير.لا يجري تشخيص غثيان الصباح والقيء المفرط الحملي إلَّا بعد استبعاد الأسباب الأخرى.

العَلامات التحذيريَّة

عند النساء الحوامل اللواتي يُعانين من القيء، تكون الأَعرَاض التالية مدعاةً للقلق:

  • القيء المستمر أو المتفاقم

  • ألم البطن

  • علامات التجفاف، مثل انخفاض التبوُّل، وقلة التعرُّق، وزيادة العطش، وجفاف الفم، وتسرع ضربات القلب، والدوخة عند الوقوف

  • حُمَّى

  • عدم حركة الجنين إذا كان عمر الحمل 24 أسبوعًا أو أكثر

  • التَّخليط الذهنِي، وضعف أو تنميل في أحد جانبي الجسم وتلعثم أو حدوث مشاكل في الرؤية أو التثاقل

متى ينبغي مراجعة الطبيب

ينبغي على النساء اللواتي تظهر لديهن علامات تحذيرية مراجعة الطبيب على الفور.

ينبغي على النساء اللواتي لم تظهر عندهنَّ علامات تحذيرية أن يتحدثن إلى طبيبهن.يمكن للطبيب أن يساعدهنَّ على تحديد مدى ضرورة سرعة مراجعتهنَّ بناءً على طبيعة وشدة أعراضهن.قد لا تحتاج النساء اللواتي يعانين من الغثيان والقيء الخفيف إلى المعتدل ولم يفقدنَ أوزانهنَّ ومازلن قادرات على الاحتفاظ ببعض السوائل إلى زيارة الطبيب ما لم تتفاقم الأعراض.

ما الذي سيقومُ به الطبيب

يستفسر الطبيب عن الأَعرَاض والتاريخ الطبي، ويُجري فحصًا سريريًا.تشير نتائج دراسة التاريخ الطبي والفحص السريري غالبًا إلى السبب وإلى الاختبارات التي قد يكون من الضروري إجراؤها (انظر جدول بعض أسباب وملامح الغثيان والقيء في أثناء المرحلة المبكرة من الحمل).

يستفسر الأطباء عن القيء:

  • متى بدأ؟

  • مدَّة حدوثه

  • عدد مرَّات حدوثه يوميًّا

  • العَوامِل التي تؤدي إلى زواله أو تفاقمه

  • كميَّته

  • ما إذا كان الطعام و/أو السوائل يبقيان في السبيل الهضمي أم يتم إخراجهم

يسأل الطبيب المرأة عما إذا كانت لديها أعراض أخرى وخصوصًا ألم البطن والإسهال والإمساك، ومدى تأثير أعراضها عليها وعلى أسرتها - وما إذا كانت قادرة على العمل ورعاية نفسها وأطفالها.كما يسأل الطبيب أيضًا عن القيء في حالات الحمل السابقة وعن جراحات البطن السابقة وعن استعمال الأدوية التي قد تُسهم في حدوث القيء.

في أثناء الفحص البدني، يُجري الأطباء تقييمًا روتينيًا قبل الولادة، يتضمن قياس العلامات الحيوية للمرأة وتقييم الجنين.ويتحرّون عن علامات لاضطرابات خطيرة، مثل ضغط الدَّم شديد الارتفاع أو الانخفاض، والحمَّى، وألم البطن بالجس.

تساعد هذه المعلومات الأطباءَ على تحديد ما إذا كان القيء ناجمًا عن الحمل أو عن اضطرابٍ آخر غيرَ مرتبطٍ به.على سبيل المثال، يُحتمل أكثر أن يكون التقيؤ ناجمًا عن الحمل إذا

  • بدأت الأعراض في أثناء الثلث الأول من الحمل.

  • استمرت الأعراض أو تكررت على مدى عدة أيام إلى أسابيع

  • لا تعاني المرأة من ألم بطني

  • لا توجد أعراض تؤثر في أعضاء أجهزة أخرى.

قد يكون التقيؤ ناجمًا عن اضطرابٍ لا صلة له بالحمل إذا

  • بدأ بعد الثلث الأول من الحمل

  • يرافقه ألَم في البَطن أو الإسهال أو كليهما

الجدول

الاختبارات

يستعمل الطبيب جهاز تخطيط الصدى الدوبلري المحمول غالبًا، حيث يُوضع على بطن المرأة للتَّحرِّي عن ضربات قلب الجنين.إذا لم تُكتشف أي ضربات قلب، يُجري الأطباء تخطيطًا للصدى للحوض لتقييم الجنين واستبعاد الشذوذات.في حالات نادرة، قد يكون الغثيان والقيء في أثناء الحمل من أعراض الحمل الرحوي.

إذا كانت المرأة تتقيَّأ كثيرًا أو ظهرت عندها إصابة بالتجفاف أو إذا كان احتمال الحمل الرحوي ممكنًا، فعادة ما تُجرى اختبارات.تختلف الاختبارات التي تُجرى باختلاف السبب الذي يشتبه به الأطبَّاء:

  • القيء المفرط الحملي: اختبارات البول (لقياس مستويات الكيتون) وربما اختبارات الدَّم (لقياس مستويات الكهارل وغيرها من المواد)

  • الحمل الرحوي: تصوير الحوض بتخطيط الصدى

  • اضطراب لا علاقة له بالحمل: اختبارات مُعيَّنة لذلك الاضطراب

علاج الغثيان والتقيؤ في أثناء الحمل

إذا كانت الأعراض تبدو أنها غثيان وقيء الحمل الشائعين (غثيان الصباح)، فيمكن لبعض التغييرات في النظام الغذائي أو عادات الأكل أن تكون مفيدة:

  • شرب أو تناول كميات صغيرة بشكلٍ أكثر تكرارًا (5 أو 6 وجبات صغيرة في اليوم)

  • تناول الطعام قبل الشعور بالجوع

  • تناول الأطعمة الطازجة فقط، مثل الموز والأرز وعصير التفاح والخبز المُحمَّص الجاف (يُسمَّى النظام الغذائي لِبرات BRAT diet)

  • الاحتفاظ بقطع البسكويت قريبةً من السرير وتناول قطعة أو اثنتين منها قبل النهوض في الصباح

  • تناول المشروبات الغازية

قد يكون من المفيد استعمال الزنجبيل (يتوفر على شكل كبسولات أو مصاصات)، والوخز بالإبر، وأشرطة داء الحركة، والتنويم المغناطيسي، وكذلك الأمر بالنسبة إلى التبديل من استعمال الفيتامينات المخصصة لمرحلة قبل الولادة إلى الفيتامينات المعززة بحمض الفوليك للأطفال والتي تُستَعمل مضغًا.

ويمكن عند الضرورة استعمال الأدوية لتخفيف شدَّة الغثيان (الأدوية المضادَّة للقيء).يختار الأطباء الأدوية التي تبدو آمنة خلال الفترة المبكرة من الحمل.يجري استعمال فيتامين B6 أوَّلًا.فإذا كان غير فعال، فقد تُعطى أيضًا دواء آخر (مثل دوكسيلامين، أو ميتوكلوبراميد، أو أوندانسيترون، أو بروميثازين).

إذا تسبَّب القيء في حدوث التجفاف، فيمكن إعطاء المرأة السوائل عن طريق الوريد مباشرة.عادةً ما تحتوي السوائل على السكر (الغلوكوز) وتتضمن شوارد وفيتامينات بحسب الحاجة. إذا كان التقيؤ شديدًا ومستمرًّا، يجري إدخالها إلى المستشفى مع استمرار إعطائها سوائل تحتوي على أيَّة مكملات ضرورية.كما تُعطى أيضًا مضادَّات للتقيؤ عن طريق الفم، أو بشكل حقن، أو بشكل تحاميل.يمكن بعد توقُّف القيء إعطاء السوائل عن طريق الفم.فإذا استطاعت المحافظة على هذه السوائل في جوفها، فيمكنها البدء في تناول وجبات بشكلٍ متكرِّر وأجزاء صغيرة من الأطعمة الخفيفة.يزداد حجم الأجزاء مع ازدياد قدرة المرأة على تحمُّل تناول المزيد من الطعام.

إذا كان الغثيان والقيء ناجمين عن اضطراب غير مرتبط بالحمل، فتجري معالجة ذلك الاضطراب.

النقاط الرئيسية

  • لا يٍُسبِّبُ الغثيان والتقيؤ في أثناء الحمل نَقصًا في الوَزن أو مشاكل أخرى عادةً، حيث إنَّها تزول قبل أو خلال الثلث الثاني من الحمل.

  • يكون القيء المفرط الحملي، وهو الشكل المستمر والشديد من القيء المرتبط بالحمل، أقلَّ شيوعًا ويمكن أن يُسبِّب التجفاف ونَقص الوَزن.

  • قد يكون الغثيان والقيء ناجمين عن اضطراباتٍ غير مرتبطة بالحمل، مثل التهاب المعدة والأمعاء أو عدوى السبيل البولي، أو في حالاتٍ نادرة، انسداد في الأمعاء.

  • يمكن أن يساعد تعديل النظام الغذائي على تخفيف الغثيان الخفيف والقيء المرتبطين بالحمل.

  • إذا أصبحت النساء اللواتي يُعانين من القيء المفرط الحملي مصاباتٍ بالتجفاف، فقد يكون من الضروري إعطائهنَّ السوائل عن طريق الوريد.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID