الحمّى التيفيّة

(الحمى المعوية Enteric Fever)

حسبLarry M. Bush, MD, FACP, Charles E. Schmidt College of Medicine, Florida Atlantic University
تمت مراجعته رمضان 1443 | المعدل جمادى الأولى 1444

تنجم عدوى الحمى التيفية عن أنواع معينة من بكتيريا السلمونيلةسلبية الغرام.قد تُسبِّبُ حدوثَ ارتفاعٍ في درجة الحرارة وألَمٍ في البَطن.

  • قد تنتقل العدوى بالحمى التيفية عن طريق تناول الأطعمة أو المشروبات الملوّثة ببراز أو بول شخص مصاب.

  • يعاني المريضُ من أعراض مشابهة لأعراض الأنفلونزا، وقد تترافق أحيانًا بهذيان، وسعال، وإرهاق، وطفح جلدي، وإسهال.

  • يقوم الطبيبُ بأخذ عينة من دم، أو براز، أو سوائل جسم المريض الأخرى أو أنسجته، ويرسلها إلى المختبر لتحري أنواع البكتيريا الموجودة فيها.

  • وللوقاية من العدوى، ينبغي إعطاءُ لقاح الحمى التيفية للأشخاص المسافرين إلى مناطق تشيع الإصابة بها، كما ينبغي لهم عند الوصول إلى تلك المناطق تجنب تناول أطعمة محددة، وعدم شرب المياه غير المعقمة أو المعبأة.

  • ينبغي علاجُ المصابين بالعدوى بالمضادات الحيوية، سواءً أكانت لديهم أعراض أو لا.

(انظر أيضًا لمحة عامة عن عدوى البكتيريا وعدوى السلمونيلة).

تُعد الحمّى التيفية إحدى أنواع العدوى الناجمة عن بكتيريا السَّلْمونيلّة Salmonella.هناك أنواع كثيرة من السلمونيلة، ولكن تنجم معظم حالات الحمى التيفية عن السلمونيلة التِّيفِيَّة.

تكون الحمّى التيفية شائعة في البلدان التي تكون خدمات الصرف الصحّي فيها سيئة.ومُعظمُ الحالات المُسجلة في الولايات المتحدة الأمريكية تكون متكسبة في أثناء السفر إلى تلك البلدان، حيث تكون العدوى شائعة.

هل تعلم...

  • ماري ماللون، كانت تعمل طاهية طعام، وقد نقلت عدوى الحمى التيفية إلى الكثير من الأشخاص في بدايات القرن العشرين.

الانتشار

توجد السَّلْمونيلَةُ التِّيفِيَّة Salmonella Typhi عند البشر فقط.

يطرح المرضى المصابون بالعدوى البكتيريا في برازهم، وفي حالات نادرة في البول أيضًا.تحدث عدوى مزمنة في المرارة أو المجاري البولية لدى عدد قليل من الأشخاص.يستمر هؤلاء المرضى في طرح البكتيريا في البراز أو البول، حتى ولو اختفت الأعراض.يُدعى هؤلاء الأشخاص بحاملي العدوى carriers.قد لا يعلم هؤلاء الأشخاص بأنهم قد ينشرون العدوى إلى الآخرين.وتذكر المصادر أنه في بدايات القرن العشرين، استطاعت طاهية واحدة اسمها ماري مالون، نقل عدوى الحمى التيفية لعشرات الأشخاص، حتى سُمّي المرض باسمها (تيفوئيد ماري).

يمكن لبكتيريا السَّلْمونيلَة التِّيفِيَّة Salmonella أن تلوِّثَ الأطعمة أو المشروبات عندَ عدم غسل اليدين بالماء والصابون بشكل كافٍ بعد التغوط أو التبوّل.قد تتلوّث مصادر مياه الشرب في حال عدم معالجة مياه المجارير بشكل سليم.يمكن للذباب نقل البكتيريا بشكل مباشر من البراز إلى الطعام.

من حين لآخر، تنتشر الحمى التيفية عن طريق المخالطة المباشرة بين الأطفال في أثناء اللعب أو بين البالغين في أثناء ممارسة الجنس الفموي- الشرجي.

وكما هيَ الحال في جميع أنواع بكتيريا السلمونيلة Salmonella ، فلكي تحدث العدوى لابد من وصول كمية كبيرة من هذه البكتيريا إلى الجسم، أو ينبغي أن يكون الجهاز المناعي للجسم ضعيفًا، أو يعاني الشخص من عوز الحمض المعدي.يميل حمض المعدة إلى تخريب بكتيريا السلمونيلة Salmonella.

انتقالُ العدوى من خلال مجرى الدم

تنتقل البكتيريا من السبيل الهضمي إلى مجرى الدَّم (مُسبِّبةً تجرثم الدم)، وقد تصيب الأعضاء البعيدة بالعدوى مثل:

تتطور هذه الأنواعُ من العدوى بشكل رئيسي في حال عدم علاج الشخص أو التأخر في علاجه.

أعراض الحمى التيفية

تبدأ أعراضُ شبيهة بالأنفلونزا في غضون 8-14 يومًا من العدوى عادةً.تبدأ أعراضُ الحمّى التيفية بشكل تدريجي.قد يعاني المريضُ من حمى، وصداع، وألم حلق، وألم عضلي ومفصلي، وألم بطني، وسعال جاف.قد يفقد المريض شهيته لتناول الطعام.

وبعدَ بضعة أيام، قد ترتفع درجة الحرارة لتصل إلى 39-40 ° درجة مئوية)، وبتقى مرتفعة لمدة 10-14 يومًا أخرى، ثم تعود إلى مستواها الطبيعي في الأسبوع الرابع من بداية الأعراض.غالبًا ما تتباطأ ضربات القلب، وقد يشعر الشخص بالإرهاق.عندما تكون العدوى شديدة، قد يحدث الهذيان.

وخلال الأسبوع الثاني، قد يظهر طفح جلدي مسطّح بشكل بقع وردية على جلد الصدر والبطن لدى حوالى 10-20% من الأشخاص.

الحمى التيفية (بقع الورد)
إخفاء التفاصيل
بالنسبة إلى حوالى 10 إلى 20 ٪ من الأشخاص الذين يعانون من الحمى التيفية، تظهر بقع وردية اللون (الأسهم) على الصدر والبطن ، خلال الأسبوع الثاني من العدوى عادةً.
جرى استخدام الصورة بعد موافقة أصحابها Drs.Flumara عن طريق مكتبة صور الصحة العامة لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.

قد يعاني المريض من الإسهال في البداية، ثم يعاني من الإسهال بعد أسبوعين.قد يحدث تمزق أو نزف في الأمعاء عند حوالى 1-2% من الأشخاص.يُعاني عدد قليل من الأشخاص من نزف شديد مُهدد للحياة.

في حال انتشار العدوى إلى أعضاء أخرى، فقد تتظاهر أعراض العدوى الجديدة أيضًا.

تعود الأعراض بحلول الأسبوع الثاني بعد تعافي الحمى لدى 8-10% من الأشخاص غير المعالجين.

تشخيص الحمى التيفية

  • فحص عينات من الدم، أو البراز، أو سوائل وأنسجة الجسم الأخرى، وزرعها مخبريًا لتحري أنواع البكتيريا الموجودة فيها

لتأكيد تشخيص الحمى التيفية، يقوم الطبيب بأخذ عينات من الدم، أو البراز، أو البول، أو سوائل وأنسجة الجسم الأخرى، ويرسلها إلى المختبر حيث يجري زرعها حيث يمكن للبكتيريا إن وجدت فيها أن تتكاثر.يجري بعد ذلك فحص العينات واختبارها لتحديد ما إذا كانت بكتيريا Salmonella موجودة فيها.

كما تُجرى اختبارات أخرى لتحديد حساسية البكتيريا للمضادات الحيوية (اختبارات الحساسية susceptibility tests).

مآل الحمى التيفية

في حال عدم العلاج، يموت حوالى 12٪ من الأشخاص.أمّا بالعلاج، فتنخفض النسبة إلى نَحو 8٪ في غضون 10 سنوات من حدوث الإصابة بالتهاب القرنية التقرحي المحيطي.معظم الأشخاص المتوفين يكونون ممن يعاني من سوء تغذية، أو من الصغار جدًا في السن، أو الكبار جدًا في السن.

يُعد الذهول (حالة شديدة من عدم الاستجابة تتطلب تنبيهًا قويًا لكي تحدث استجابة من المريض) والغيبوبة والصدمة من علامات حدوث عدوى شديدة ذات مآل سيِّئ.

الوقاية من الحمى التيفية

ينبغي على المرضى الذين يسافرون إلى بلدان تنتشر فيها الحمى التيفية تجنّب تناول الخضراوات النيئة وغيرها من الأطعمة المخزنة بدرجة حرارة الغرفة.

وبشكلٍ عام، يمكن أن يتناول الأشخاص التالي بشكل آمن:

  • الأطعمة التي تُقدم ساخنة جدًّا بعدَ الطهي مباشرةً

  • المشروبات المعبأة في زجاجات أو المختومة

  • الشاي الساخن أو القهوة الساخنة

  • كم من الوقت آذوا فيه أنفسهم

ينبغي على الأشخاص افتراض بأن أي ماء أو ثلج هو غير آمن (ما لم يكن معقمًا بالغلي أو الكلور قبل استهلاكه).وينبغي استخدامُ المياه المعبأة في قوارير مختومة حتى عند تفريش الأسنان.

التطعيم

يمكن لأخذ لقاح عن طريق الفم ولقاح عديد السكاريد عن طريق الحقن في العضلات أن يساعد على الوقاية من عدوى الحمى التيفية.تبلغ كفاءة كلا اللقاحين 70 في المائة، ويتركان القليل من الآثار الجانبية.

يُنصح بإعطاء هذه اللقاحات للفئات التالية:

  • المسافرون إلى المناطق التي تشيع فيها عدوى الحمى التيفية

  • الأشخاص الذين يعيشون في منزل واحد على تماس مع شخص حامل للعدوى

  • عمال المختبرات الذين يتعاملون مع البكتيريا

يجب أن يحصلَ الأشخاصُ الذين لا يزالون في خطر على جرعة مُعزِّزة من اللقاح بعدَ سنتين من تلقِّي اللقاح المحقون، وخمس سنوات من تلقِّي اللقاح الفموي.

تحدث معظمُ حالات الحمى التيفية في الولايات المتحدة عند المسافرين العائدين من أجزاء من العالم التي ينتشر فيها المرض.ومعظم تلك الحالات يكون من الممكن الوقاية منها فيما لو أخذ الشخص اللقاح قبل سفره.

علاج الحمى التيفية

  • المضادَّات الحيوية

  • الستيرويدات القشرية لحالات العدوى الشديدية

عندَ استخدام المضادات الحيوية، يتراجع خطر الوفاة إلى أقل من 1%.يحدث التعافي الكامل في غضون أسابيع أو أشهر.

تتضمن المضادَّاتُ الحيوية المُفضَّلة:

  • السفترياكسون، عن طريق الحقن

  • الفلوروكينولونات Fluoroquinolones (مثل سيبروفلوكساسين ciprofloxacin وليفوفلوكساسين levofloxacin وموكسفلوكساسين moxifloxacin) عن طريق الفم أو الحقن

  • أزيثروميسين عن طريق الفم

تكون مقاومة المضادَّات الحيوية شائعة، وتزداد في المناطق التي تشيع فيها الحمَّى التيفية.كما تزداد المقاومة في الولايات المتحدة أيضًا بسبب عودة المسافرين الذين أصيبوا بالعدوى في تلك المناطق.

يُستخدم الكلورامفينيكول كدواء شائع في معظم أنحاء العالم.ولكن، يمكن لهذا الدواء أن يُلحق الضررَ بخلايا نقي العظام المسؤولة عن تصنيع كريات الدم.ومن جهة أخرى، فإن مقاومة بكتيريا السلمونيلة Salmonella التيفية لهذا الدواء آخذة بالازدياد.

إذا كانت العدوى شديدة، فيمكن إعطاء الستيرويدات القشرية، وخاصة للأشخاص الذين يعانون من الهذيان أو الغيبوبة أو الصدمة.

ويُنصح الأشخاص الذين يعانون من الحمى بالراحة في السرير.كما يمكن لاتباع نظام غذائي سائل أن يخفف من شدة الإسهال.ينبغي على الأشخاص عدم استخدام الأسبرين، أو الملينات، أو الحقن الشرجية.

يمكن أن تحدث الانتكاسات بعد إيقاف العلاج.تكون العدوى الثانية أقلّ شدة من العدوى الأولية، وتُعالج بنفس الطريقة.

معالجة حاملي العدوى

ينبغي الإبلاغ عن الأشخاص الحاملين للعدوى إلى الهيئات الصحية المسؤولة، ومنعهم من العمل في تحضير الطعام إلى أن تبدي الاختبارات زوال الجراثيم من أجسامهم.يمكن للعلاج بالمضادات الحيوية لمدة 4-6 أسابيع أن يقضي على البكتيريا الموجودة عندَ العديد من حاملي العدوى.

إذا كان حامل العدوى يُعاني من اضطراب في المرارة، فقد يكون استئصال المرارة فعالًا في التخلص من البكتيريا لديه.ولكن هذا الإجراء لا يضمن التخلصَ من البكتيريا بشكل حتمي.

للمَزيد من المعلومات

يمكن للمصدر التالي باللغة الإنجليزية أن يكون مفيدًا.يُرجى ملاحظة أن دليل MSD غير مسؤول عن محتوى هذا المصدر.

مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC): الحمى التيفية: مصدر يتضمن معلومات حول الحمى التيفية، بما في ذلك معلومات للمسافرين

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID