التهاب الرَّتج

حسبJoel A. Baum, MD, Icahn School of Medicine at Mount Sinai;
Rafael Antonio Ching Companioni, MD, HCA Florida Gulf Coast Hospital
تمت مراجعته ربيع الثاني 1444

التهاب الرتوج هو التهابٌ في واحدٍ أو أكثر من الكيسات الشبيهة بالبالون (الرُّتوج).يمكن للعدوى أن تُسبّب أو لا تُسبب أعراضًا.

  • يحدث التهاب الرَّتج في الأمعاء الغليظة (القولون) عادةً.

  • يُعدُّ الشعور بألمٍ في الجزء السفليِّ الأيسر من البطن والألم عند الجَس والحمَّى أعراضًا نموذجيَّة.

  • يعتمد وضع التَّشخيص على نتائج التَّصوير المقطعي المُحوسَب، ويتم إجراء تنظير القولون بعد انتهاء نوبة التهاب الرتج.

  • قد يُعالج الأشخاص الذين يعانون من أعراض التهاب الرتج الخفيفة بتوفير الرَّاحة، بينما يُعالج الأشخاص الذين يعانون من أعراضٍ شديدة في المستشفى، حيث تجري معالجتهم باستعمال المضادات الحيويَّة عن طريق الوريد وأحيانًا الجراحة.

يحدث الرتج في الأمعاء الغليظة عندما يحدث خللٌ في الطبقة الوسطى العضليَّة الثخينة من الأمعاء.تبرز الطبقات الداخلية الرقيقة من الأمعاء من خلال العيب وتشكل كيسًا صغيرًا.أحد الكيسات هو الرتج.

(انظر أيضًا تعريف الدَّاء الرتجي).

تكون الإصابة بالتهاب الرتج أكثر شُيُوعًا عند الأشخاص الذين تجاوزت أعمارهم الأربعين عامًا.يمكن أن تكون الإصابة شديدةً عند الأشخاص من أيِّ عمر، إلَّا أنَّها تكون أشدُّ خطورة عند كبار السن، وخصوصًا أولئك الذين يستعملون الستيرويدات القشريَّة أو أدويةٍ أخرى تُثبِّط جهاز المناعة وبالتالي تزيد من خطر الإصابة بالعدوى، بما فيها عدوى القولون.يُواجه المرضى الذين أُصِيبوا بعدوى فيروس عوز المناعة البشري HIV والأشخاص الذين يخضعون لعلاج كيميائي زيادةً في خطر الإصابة بالتهاب الرتوج.بالنسبة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا، يكون التهاب الرتج أكثر شُيُوعًا بين النساء.بالنسبة للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا، يكون التهاب الرتج أكثر شُيُوعًا بين الرجال.

أسباب التهاب الرَّتج

يحدث التهاب الرتج عند الأشخاص المصابين بـداء الرتوج عندما يُحدث الرتج ثقبًا صغيرًا (أحيانًا مجهريًا) يسمح بخروج الجراثيم من الأمعاء.يعتقد بعض الأطباء أن الرتج قد يصبح ملتهبًا حتى لو لم يحدث ثقب.ومن الشائع حدوث التهاب الرتج في القولون السيني عادةً، وهو الجزء الأخير من الأمعاء الغليظة قبل المستقيم مباشرة.

يعتقد الأطبَّاء أنه قد تكون هناك علاقة بين التهاب الرتوج وكمية اللحوم الحمراء التي يتناولها الأشخاص في الأسبوع، وما إذا كانوا يدخنون، وما إذا كانوا يعانون من البدانة.يمكن لاستخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (بما في ذلك الأسبرين)، والأسيتامينوفين، والستيرويدات القشريَّة، والمسكِّنات الأفيونيَّة أن تزيد من خطر حدوث داء الرتوج والتهاب الرتوج.

لا ينجم التهاب الرتج عن تناول المكسرات، أو البذور، أو الذرة، أو الفشار.

أعراض التهاب الرَّتج

تنطوي أعراض التهاب الرَّتج عادةً على الشعور بالألم أو بالألم عند الجسِّ (في الجزء السفليِّ الأيسر من البطن عادةً) والحمَّى، وأحيانًا الغثيان والقيء.ولا يُسبِّبُ التهاب الرَّتج حدوث نزفٍ في الجهاز الهضمي عادةً.

مُضَاعَفات التهاب الرَّتج

تنطوي مُضَاعَفات التهاب الرَّتج على:

  • النَّواسير

  • الخرّاج

  • التهاب الصِّفاق

  • تضيُّق

الناسور هي قناة غير طبيعية تصل أحد الأعضاء بعضوٍ آخر أو بالجلد.قد يؤدي التهاب الأمعاء النَّاجم عن التهاب الرِّتج إلى حدوث النَّواسير التي تصل الأمعاء الغليظة بالأعضاء الأخرى.

تتكوَّن النَّواسير عادةً عند ملامسة الرتج المُلتهِب الموجود في الأمعاء الغليظة لعضوٍ آخر (مثل المثانة).تتسرَّب نواتج الالتهاب بالإضافة إلى محتوى الأمعاء الغليظة الجرثومي ببطء إلى العضو المجاور، مما يؤدي إلى تكوُّن ناسور.

تتشكَّل معظم النواسير بين القولون السيني والمثانة.يكون حدوث هذه النواسير أكثر شيوعًا بين الرجال مقارنةً بالنساء، رغم أنَّ النساء اللواتي خضعن لاستئصال الرحم مُعرَّضاتٍ لخطر متزايد نظرًا لغياب الرَّحم الذي يفصل الأمعاء الغليظة عن المثانة.فعند تكوُّن النَّواسير بين الأمعاء الغليظة والمثانة، تدخل محتويات الأمعاء بما فيها الجراثيم الطبيعيَّة إلى المثانة مُسبِّبةً حدوث حالات عدوى في السَّبيل البولي.

ويمكن أن يتكوَّن الناسور في حالاتٍ أقلُّ شيوعًا بين الأمعاء الغليظة والأمعاء الدقيقة أو الرَّحم أو المهبل أو جدار البطن أو حتى الفخذ.

الخرَّاج هُو جيبٌ من القيح.يمكن أن يتشكَّل خُراج بطني حول رتج مُلتهَب، ممَّا يُسبِّبُ تفاقمًا للألم وحُمَّى.

التهاب الصفاق هي عدوى تجويف البطن، والتي يمكن أن تحدث عند تمزَّق جدار الرتج.

وتنطوي المُضَاعَفات المحتملة الأخرى لالتهاب الرَّتج على حدوث التهابٍ في الأعضاء المجاورة (مثل الرحم أو المثانة أو غيرها من أجزاء السَّبيل الهضمي).ويمكن أن تؤدي النوبات المُتكرِّرة لالتهاب الرتج إلى حدوث تضيق في القولون لأنَّ التندُّب الناتج وسماكة العضلات قد يُضيِّقا لُمعة الأمعاء الغليظة ممَّا يمنع مرور البراز الصلب من خلالها.

مُضَاعَفات التهاب الرَّتج

في الداء الرتجي، يمكن للرتوج أن تنزف في الأمعاء.يؤدي تمزُّق الرتج إلى تسرُّب محتويات الأمعاء بما فيها الجراثيم والدَّم إلى تجويف البطن مؤدِّيةً إلى الإصابة بالعدوى غالبًا.قد تتكوَّن قناة غير طبيعية (ناسور) بين الأمعاء الغليظة وعضوٍ آخر عند وجود تمزُّق في الرتج الذي يَمسُّ العضوَ الآخر.

تشخيص التهاب الرَّتج

  • تصوير مقطعي محوسب للبطن والحوض

  • تنظير القولون بعد انتهاء النوبة

قد يعتمد الطبيب في تشخيص التهاب الرَّتج بشكلٍ كاملٍ على الأعراض إذا كان يعلم بوجود إصابة بداء الرُّتوج.إلَّا أنَّ الكثيرَ من الحالات الأخرى التي يمكن أن تصيبَ الأمعاء الغليظة والأعضاء الأخرى في البطن والحوض قد تُسبِّبُ أعراضًا مشابهة لأعراض التهاب الرتج، بما فيها التهاب الزائدة، وسرطان القولون أو سرطان المبيض، والخرَّاج غير المرتبط بالتهاب الرتج، وحالات النمو غير السرطانيَّة (الحميدة) على جدار الرحم (الأورام الليفيَّة الرَّحميَّة).

قد يكون التصوير المقطعي المُحوسَب للبطن والحوض مفيدًا في تحديد أنَّ المشكلة تكمن في التهاب الرتج وليست التهاب الزائدة أو أي تشخيصٍ آخر.يُعدُّ اختبار التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) اختبارًا بديلًا للنساء الحوامل أو للشَّباب.

وبمجرَّد زوال الالتهاب أو مُعالَجَة العدوى، قد يُجري الطبيب تنظيرًا للقولون (فحص الأمعاء الغليظة باستعمال أنبوب مشاهدة مرن) لاستبعاد الإصابة بسرطان القولون.يمكن إجراء تنظير القولون إذا كان لدى الشخص مُضَاعَفات (مثل انثقاب أو خُراج) أو إذا كانت لديه عوامل خطر للإصابة بالسرطان (مثل البراز الرفيع، أو النزف، أو فقر الدم، أو نقص الوزن، أو التاريخ العائلي للإصابة بسرطان القولون).يتمُّ تأجيل إجراء تنظير القولون لمدة تتراوح بين 1-3 أشهر بعد العلاج عادةً لأنه قد يؤدي إلى حدوث ضررٍ أو تمزُّق الأمعاء المُلتهبة.يُعدُّ اللُّجوء إلى إجراء جراحةٍ استكشافية لتأكيد التَّشخيص من الحالات النادرة.

التهاب الرَّتج
إخفاء التفاصيل
تجري معاينة القولون باستخدام أنبوب مشاهدة مرن (تنظير القولون).تُظهر هذه الصورة فتحة الرتج والتهاب النسج المحيطة بها.تُعد هذه العلامات نمطية في سياق الإصابة بالتهاب الرتج.
Image provided by David M.Martin, MD.

علاج التهاب الرتج

  • بالنسبة إلى التهاب الرتج الخفيف، الراحة

  • بالنسبة إلى التهاب الرتج الشديد، عدم تناول الطعام أو السوائل عن طريق الفم واستعمال المضادَّات الحيويَّة

  • الجراحة في بعض الأحيان

يمكن علاج التهاب الرتج الخفيف في المنزل مع الراحة.تتراجع أعراض التهاب الرَّتج بسرعة عادةً.لا توجد قيود على النظام الغذائي للأشخاص الذين يعانون من التهاب رتج خفيف.

يحتاج التهاب الرتج الشديد إلى مُعالجة مختلفة.أمَّا الأشخاص الذين يعانون من أعراضٍ شديدة مثل ألَم البَطن وارتفاع درجة حرارة الجسم فوق 101° فهرنهايت (38.3 درجة مئويَّة°) وغيرها من الأدلَّة على وجود حالات عدوى أو مُضَاعَفات خطيرة، فيَجرِي إدخالهم إلى المستشفى.وفي المستشفى، يتلقَّى الشخص السوائل والمضادَّات الحيويَّة عن طريق الوريد مع التزامه بالراحة في الفراش وعدم تناول أيِّ شيءٍ عن طريق الفم حتى زوال الأَعرَاض.يمكث الأشخاص في المستشفى إلى أن تتعافى أعراضهم.ويمكنهم بعد ذلك تناول الأطعمة الطرية.وبمجرد انتهاء النوبة، يمكن للأشخاص تناول الأطعمة الغنية بالألياف.للتقليل من خطر النكس، ينبغي على الأشخاص تجنب استعمال مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDS).

كما يمكن أن يخضعَ الأشخاص بعد مرور من 1-3 شهور إلى تنظيرٍ للقولون لتقييم القولون.

بالنسبة لبعض الأشخاص، بمن فيهم الأشخاص الذين يعانون من خراجات صغيرة، تُعدُّ الراحة وفي بعض الأحيان المضادات الحيوية هي كلُّ ما يحتاجونه لعلاج التهاب الرتوج الشديد.

تصريف الخرَّاجات

يجري تصريف الخرَّاجات الأكبر حجمًا، والخراجات التي لا تتعافى بالمضادات الحيوية وحدها أو التي تتفاقم، من خلال إدخال إبرة عبر الجلد وتوجيهها باستعمال المسح بالتصوير المقطعي المحوسَب أو تخطيط الصَّدى بالتَّنظير الدَّاخلي.

وإذا كان تصريف الخرَّاج مفيدًا، فينبغي أن يبقى الأشخاص في المستشفى حتى زوال الأَعرَاض واستئنافه اتِّباع نظامٍ غذائيٍّ رخو.ويحتاج الأشخاص إلى إجراء جراحةٍ إذا لم يكن التَّصريف مفيدًا.

الجراحة لمعالجة التهاب الرَّتج

يجب أن يخضع الأشخاص الذين يُعانون من تمزُّق الأمعاء أو المصابين بالتهاب الصِّفاق إلى جراحةٍ إسعافيَّة.كما ينطوي الأشخاص الآخرون الذين يحتاجون إلى الجراحة على أولئك الذين يعانون من أعراض التهاب الرتج الشديدة التي لا تنخفض شدَّتها عند استعمال العلاج غير الجِّراحي (مثل المضادَّات الحيوية) في غضون 3-5 أيام.كما يحتاج الأشخاص الذين يُعانون من ألمٍ متزايدٍ ومن ألمٍ عند الجَسِّ ومن الحمَّى إلى المعالجة الجراحيَّة.

حيث يقوم الجرَّاح باستئصال الجزء المصاب من الأمعاء.ثمَّ يُعاد وصل النهايات مباشرةً عند الأشخاص الأصحَّاء الذين لا يُعانون من تمزُّقٍ أو خرَّاجٍ أو التهابٍ معويٍّ شديد.بينما يحتاج الأشخاص الآخرون إلى إجراء فغرٍ مؤقَّتٍ للقولون.

فغر القولون هو فتحة بين الأمعاء الغليظة وسطح الجلد.وبعد انقضاء نَحو 10 - 12 أسبوعًا (أو أكثرَ من ذلك في بعض الأحيان) عن زوال الالتهاب وتحسُّن حالة الشخص، يُعاد وصل نهايات الأمعاء المقطوعة من خلال عمليَّات متتابعة ويُغلقُ فغر القولون.

تنطوي معالجة الناسور على استئصال قسم الأمعاء الغليظة الذي بدأ فيه الناسور، وإعادة وصل نهايات الأمعاء الغليظة المقطوعة وإصلاح المنطقة المصابة الأخرى (مثل، المثانة أو الأمعاء الدقيقة).

يختار الأشخاص بعد التَّحدُّث مع طبيبهم في بعض الأحيان، الخضوع إلى جراحة اختيارية (جراحة غير ضرورية على الفور ويمكن إرجاؤها لبعض الوقت) لمعالجة مرضهم الرتجي.تُعد الجراحة الانتقائية خيارًا تقليديًا للأشخاص الذين تعرضوا لنوبات متعددة من التهاب الرتج أو للأشخاص الذين لديهم مضاعفات مثل تضيق القولون بسبب التندب.

فَهم فغر القولون

ينطوي فغرُ القولون على قطع المعي الغليظ (القَولون)،تُجلب النهاية السليمة للأمعاء الغليظة، والتي تقع قبل الانسداد، إلى سطح الجلد من خلال فتحة جراحية في جدار البطن.ثم تَجرِي خياطته مع جلد الفتحة.ويمرّ البراز من خلال الفتحة إلى كيسٍ وحيد الاستعمال.يسمح فغر القولون للجزء المتبقي من الأمعاء الغليظة بالراحة بينما يتعافى المريض.بعد أن يتعافى الشخص من الجراحة ويشفى القولون، يمكن إعادة وصل نهايتيه بحيث يخرج البراز بشكل طبيعي.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID