داء الرتوج في الأمعاء الغليظة

حسبJoel A. Baum, MD, Icahn School of Medicine at Mount Sinai;
Rafael Antonio Ching Companioni, MD, HCA Florida Gulf Coast Hospital
تمت مراجعته ربيع الثاني 1444

يتميَّز داء الرتوج بوجود واحد أو أكثر من الأكياس الشبيهة بالبالون (رتوج) في الأمعاء الغليظة (القولون) عادةً.

  • لا يزال سببُ داء الرتوج مجهولًا، ولكنه قد يكون مرتبطًا بالنظام الغذائي، ونمط الحياة الخامل، والسمنة، والتدخين، واستخدام بعض الأدوية.

  • يُعتقد أن تشنُّجات الطبقة العضلية من الأمعاء تتسبَّبُ في حدوث الرُّتوج.

  • لا تتسبَّب الرُّتوج في ظهور أيِّ أعراضٍ عادةً، إلَّا أنَّها قد تلتهب أو تنزف في بعض الأحيان، ممَّا يؤدي إلى ظهور الدَّم في البراز أو حدوث نزفٍ من المستقيم.

  • يَجرِي تأكيد التَّشخيص عادةً من خلال تنظير القولون التصوير المقطعي المحوسب (CT).

  • إذا كانت لدى الأشخاص أعراض، فينبغي اتِّباع نظام غذائي غني بالألياف واستعمال عوامل لتشكيل كتلة البراز، إلَّا أنَّ حدوث النَّزف يستدعي في بعض الحالات إجراء تنظير للقولون أو حتى إجراء عمليَّة جراحيَّة.

ما هو داء الرُّتوج؟

يُعرَّف داء الرتوج بأنَّه تكوُّن الكثير من الأكياس الشبيهة بالبالون (رتوج) في الأمعاء الغليظة، ومن الشائع تكوُّن الأكياس في الجزء الأخير منها (القولون السيني).يتراوح قطر الرتوج بين حَوالى 1/10 إنش (0.25 سم) إلى أكثر من 2.5 سم.تصبح بعض الرتوج شديدة الضخامة لأسباب مجهولة - فقد يصل قطرها إلى حَوالى 15 سم.

(انظر أيضًا تعريف الدَّاء الرِّتجي.)

تحدث الرتوج في الأمعاء الغليظة عندما يحدث خللٌ في الطبقة الوسطى العضليَّة الثخينة من الأمعاء.تبرز الطبقات الدَّاخلية الرَّقيقة من الأمعاء من خلال العيب وتشكِّل كيسًا صغيرًا.لا تُسبِّبُ الرتوج أيَّ مشاكل عادةً، ولكنها تصبح في بعض الأحيان ملتهبة أو نازفة.

يمكن أن تحدث الرُّتوج في أيِّ مكانٍ من الأمعاء الغليظة، ولكنها أكثر شُيُوعًا في القولون السيني، والذي هو الجزء الأخير من الأمعاء الغليظة قبل المستقيم.يتراوح قطر الرتوج بين 1/10 إلى نصف إنش تقريبًا (نحو 3 إلى أكثر من 10 ملم)ومن غير الشَّائع حدوثها قبل بلوغ الشخص عامه الأربعين، ولكنها تصبح أكثر شُيُوعًا بسرعةٍ بعد ذلك؛يعاني معظم الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 80 عامًا من الرُّتوج.يزيد قطر الرتوج العملاقة التي من النَّادر الإصابة بها عن حوالى 4 سم.ويمكن أن تقتصر إصابة الشخص على رتجٍ عملاقٍ واحد.

أسباب داء الرتوج في الأمعاء الغليظة

لا يزال سببُ داء الرتوج مجهولًا، ولكنه قد يكون مرتبطًا باتِّباع نظامٍ غذائيٍّ غنيٍّ بالألياف أو اللحوم الحمراء، ونمط حياةٍ خامل، والبدانة، والتدخين، واستعمال مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، والأسبرين، والأسيتامينوفين، والستيرويدات القشريَّة، والمسكنات الأفيونية.تنطوي عوامل الخطر الأخرى المحتملة على التاريخ العائلي، والتغييرات في بنية الأمعاء الغليظة، والمسار الذي تنتقل نواتج الفضلات عبره.

يُعتقد أنَّ حدوث الرِّتج ناجمٌ عن تشنُّجات الطبقة العضليَّة في الأمعاء.يؤدي الضغط النَّاجم عن التقلُّصات على جدار الأمعاء إلى انتفاخ جزءٍ من الجدارعند إحدى نقاط ضَعفه، والتي تكون قريبةً من موضع مرور الشريان في الطبقة العضلية للأمعاء الغليظة عادةً.وتُعدُّ زيادة سماكة الطبقة العضلية هي الكشف الشائع في القولون السيني عند الأشخاص المصابين بداء الرتوج.

ومازال سبب حدوث الرتوج العملاقة مجهولًا.

أعراض داء الرتوج في الأمعاء الغليظة

يُعدُّ وجود الرتوج من الحالات غير الخطيرة.حيث لا تظهر أعراضٌ عند معظم الأشخاص المصابين بداء الرتوج عادةً.إلَّا أنَّ الأشخاص المصابين بداء الرتج قد يُعانون في بعض الأحيان من تقلصات مؤلمة مجهولة السَّبب أو من اضطرابات في التَّبرُّز (مثل الإمساك).

مضاعفات داء الرتوج

تكون مُضَاعَفات داء الرتوج أكثر شُيُوعًا بين الأشخاص الذين يدخنون، أو المصابين بالبدانة، أو بعدوى فيروس عوز المناعة البشري HIV، أو الذين يستعملون مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs)، أو الذين يخضعون لعلاج كيميائي للسرطان.

المضاعفات الأكثر شيوعًا هي:

التهاب الرتوج هو التهاب مع أو بدون عدوى في الرتج، وهو ما يؤدي إلى حدوث ألم في البطن وقد يُسبِّب تجمُّع القيح (خرَّاج) حول الرتج الملتهب.إذا حدث ثقب (انثقاب) في الرتج ، يمكن أن يتسرب السَّائِل والبكتيريا إلى البطن وتسبِّب حالةً خطيرة جدًّا تُسمَّى التهاب الصفاق.

يمكن أن ينزف الرتج في الأمعاء.لا يُسبِّبُ النَّزف شعورًا بالألم ولكنَّه قد يكون غزيرًا ويؤدي إلى خروج الدَّم من خلال المستقيم (انظر نزف الجهاز الهضمي).تتوقَّف معظم نوبات النَّزف عند معظم الأشخاص من تلقاء نفسها.إلَّا أنَّه يجب على الأطباء القيام بتنظير القولون أو الجراحة لإيقاف النَّزف عند بعض الأشخاص.قد يكون النَّزف خطيرًا إلى درجة ضرورة القيام بنقل الدَّم.

تشخيص داء الرتوج في الأمعاء الغليظة

  • تنظير القولون، أو التَّصوير المَقطعي المُحوسَب

يشتبه الأطبَّاء في وجود إصابة بداء الرتوج عند حدوث أعراض مثل المغص المؤلم غير المُفسَّر أو اضطرابات في التَّبرُّز أو نزف مستقيمي غير مؤلم وخصوصًا عند كبار السِّن.

عادةً ما يجري العثور على الرتوج التي لا تسبب أعراضًا بالمصادفة في أثناء تنظير القولون، أو تنظير القولون الداخلي بالكبسولة، أو حقنة الباريوم، أو التصوير المقطعي المحوسب، أو التصوير بالرنين المغناطيسي.

يجري تأكيد تشخيص داء الرتوج عادةً من خلال فحص الأمعاء الغليظة باستعمال أنبوب مشاهدة مرن (تنظير القولون) أو التصوير المقطعي المُحوسَب للبطن في بعض الأحيان.يُفضِّل الأطبَّاء عند معاناة الشخص من ألمٍ شديدٍ في البطن عادةً استعمال التصوير المقطعي المُحوسَب لتفادي تمزُّق الأمعاء الملتهبة.

داء الرتوج
إخفاء التفاصيل
تُظهر هذه الصورة فتحات متعددة في الرتوج (اتجاه الأسهم) في الأمعاء الغليظة (القولون).ولمعاينة الرتوج، يقوم الطبيب بفحص الأمعاء الغليظة بواسطة أنبوب مشاهدة مرن (تنظير القولون).
Image provided by David M.Martin, MD.

أمَّا وجود الدَّم في البراز فإنَّه يستدعي عادةً إجراء تنظير للقولون والذي يُعدُّ أفضل طريقة للتَّعرُّف إلى مصدر النَّزف.إلَّا أنَّه قد يكون من الضروري عند الأشخاص الذين ينزفون بغزارةٍ إجراء تصوير وعائي بالتَّصوير المقطعي المُحوسب أو المسح بالنوكليدات المُشعة بعد حقن خلايا دمويَّة حمراء مُشعَّة في الوريد وذلك لتحديد مصدر النَّزف.

علاج داء الرتوج في الأمعاء الغليظة

  • لا توجد خيارات علاجية للأشخاص الذين لا تظهر لديهم أعراض

  • تعديل النظام الغذائي عند الأشخاص الذين تظهر لديهم أعراض

  • مُعالجة النَّزف

لا داعٍ للعلاج أو تعديل النظام الغذائي عند الأشخاص الذين لا تظهر لديهم أية أعراض.

تهدف معالجة داء الرتوج عند الأشخاص الذين يُعانون من أعراضٍ عادةً إلى الحدِّ من تشنُّجات الأمعاء، والتي قد تتحقَّق بالشكل الأفضل من خلال المحافظة على اتِّباع نظامٍٍ غذائيٍّ غنيٍّ بالألياف (يتكوَّن من الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة) وشرب الكثير من السوائل.تؤدي زيادة حجم الكتلة في الأمعاء الغليظة إلى تقليل التَّشنُّجات التي تُخفِّض بدورها من الضغط على جدران الأمعاء الغليظة.ولكن، لم يثبت بشكل حاسم بعد أن الألياف تساعد بشكل كبير.إذا كان الاقتصار على اتِّباع النظام الغذائي الغني بالألياف غيرَ مُجدٍ، فقد يساعد اتِّباع نظامٍ غذائيٍّ يوميٍّ مُكمَّلٍ بالنخالة التي لا تُحَلُ بالماء ولا يمكن للجِّسم أن يهضمها أو بعاملٍ حجمي، مثل سيلليوم أو ميثيل السيلولوز.قد تُوصف الملينات أيضًا للمصابين بالإسهال لزيادة الكتلة في الأمعاء الغليظة.

تتوقَّف معظم حالات النزف دون مُعالَجَة، ولكنَّ عدم توقُّفها يستدعي قيام الأطباء بتنظير القولون في كثيرٍ من الأحيان لتحديد موقع منطقة النَّزف وتجليطها (تخثيرها) بالحرارة أو بمشابك أو بالليزر أو من خلال حقن المنطقة بدواء.

قد يقوم الأطباء بدلًا من ذلك بتصوير الأوعية لإيقاف النَّزف.وخلال هذا الإجراء، يقوم الأطباء بتمرير قثطار في الشريان الذاهب إلى الرِّتج النَّازف، ثم حقن مادة (عملية تسمى الإصمام embolization) للحدِّ من جريان الدَّم إلى الرِّتج النَّازف.

في حالات نادرة، إذا لم يكن من الممكن إيقاف النزف أو في حال أنه يتكرر كثيرًا، فقد يكون من الضروري إجراء عمل جراحي لاستئصال الأمعاء الغليظة أو استئصال جزءٍ منها (يُسمَّى الإجراء استئصال القولون).

قد تحتاج معالجة الرتج العملاق إلى إجراء جراحة لأنَّه من المحتمل أن يُصابَ بالعدوى ويتمزَّق.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID