لمحة عامة عن اضطرابات الصمامات القلبية

حسبGuy P. Armstrong, MD, Waitemata District Health Board and Waitemata Cardiology, Auckland
تمت مراجعته ذو الحجة 1443

تُنظم صمامات القلب تدفق الدَّم من خلال حجرات القلب الأربعة - حجرتين صغيرتين دائريتين علويتين (أذينين) وحجرتين كبيرتين مخروطيتين سفليتين (بطينين).يمتلك كل بطين صمامًا واحدً ذو اتجاه داخلي، وصمامًا واحدًا ذو اتجاه خارجي.يتكون كل صمام من طيات نسيجية تنفتح وتنغلق مثل أبواب متأرجحة باتجاه واحد.

في البطين الأيمن، يكون الصمام صمام ثلاثي الشرفات هو الصمام ذو الاتجاه الداخلي، والذي ينفتح من الأذين الأيمن، والصمام الرئوي هو الصمام ذو الاتجاه الخارجي، والذي ينفتح باتجاه الشريان الرئوي.

في البطين الأيسر، يكون الصمام المترالي هو الصمام ذو الاتجاه الداخلي، والذي ينفتح من الأذين الأيسر، والصمام الأبهري هو الصمام ذو الاتجاه الخارجي، والذي ينفتح باتجاه الشريان الأبهر.

يستقر الصمامان المترالي والصمام ثلاثي الشرفات في موضعهما عن طريق خيوط ليفيَّة صلبة (الحبال الوترية) ترتبط بالعضلات الرفيعة (العضلات الحليمية) التي ترتبط بجدران البطينين.

نظرة عن قرب إلى القلب

يُظهر هذا المقطع العرضي في القلب اتجاه تدفق الدَّم الطبيعي.

التغيرات في الصمامات القلبية المرافقة للشيخوخة

مع تقدم الإنسان في السن، تزداد ثخانة الصمامين المترالي والأبهري.يصبح الشريان الأبهر أكثر صلابة، مما يزيد من ضغط الدَّم ويزيد من الإجهاد على الصمام الأبهري، ويحتاج القلب إلى المزيد من الأكسجين لضخ الدَّم بشكل فعال.يمكن لهذه التغيرات المرتبطة بالتقدم بالسن أن تؤدي إلى أعراض ومُضَاعَفات لدى كبار السن المصابين بأمراض قلبية.

الخلل الوظيفي في الصمام القلبي

يمكن لصمامات القلب أن تتعطل بسبب

  • تسريب (يسمى ارتجاعًا regurgitation، قلسًا، عدم كفاءة، أو قصور)

  • عدم الانفتاح بشكل كاف، وبذلك منع تدفق الدَّم من خلال الصمام بشكل جزئي (يسمى تضيق stenosis)

يمكن لأي من هاتين المشكلتين أن تؤثرا بشكل كبير في قدرة القلب على ضخ الدم.قد يعاني الصمام من كلا النوعين من المشاكل.تُسبب الصمامات المعيبة نفخات وأصواتًا قلبية شاذة يمكن للطبيب سماعها بواسطة سماعة طبية.يمكن تحديد الصمامات المعيبة باستخدام تخطيط صدى القلب.في كثيرٍ من الأحيان، يَجرِي الكشف عن الدرجات البسيطة من الارتجاع في الصمام بواسطة تخطيط صدى القلب، وليس بواسطة السماعة الطبية.وغالبًا ما يُعَدّ الأطباء ذلك طبيعيًا.

في معظم الأحيان لا تكون الصمامات المعيبة معطلة بشكل كبير، ولا تؤثر في الشخص بأي شكل من الأشكال.قد تشمل الأَعراض تورم الساق، وضيق في التنفُّس، وخفقان، وإرهاق، وألم في الصدر وإغماء.غالبًا ما يقوم الأطباء بفحوصات دورية، لأن بعض الصمامات المعيبة تزداد سوءًا بمرور الوقت إلى درجة تتطلب العلاج (الإصلاح أو الاستبدال) لتقليل الأَعراض أو إطالة أمد البقاء.لا تكون الأَعراض دليلاً موثوقًا على وجود مشاكل في الصمامات أو شدة تلك المشاكل، لذلك يستخدم تخطيط صدى القلب (تصوير القلب بالأمواج فوق الصوتية) للكشف عن المشاكل في وقت مبكر.قد يلجأ الأطباء في بعض الأحيان إلى اختبار التمارين للمساعدة على مراقبة الأشخاص الذين يعانون من بعض اضطرابات صمامات القلب.وبصفة عامة، لا يمكن للتعديل في نمط الحياة ولا المعالجة الدوائية أن يُبطئا من تدهور صمام قلبي غير طبيعي.

فهم التضيق والارتجاع

يمكن للصمامات القلبية أن تتعطل إما بسبب التسريب (مما يؤدي إلى الارتجاع) أو بسبب عدم الانفتاح بشكل كاف، وبالتالي عرقلة جريان الدم من خلال الصمام بشكل جزئي (تضيق).يمكن للتضيق أو الارتجاع أن يُصيبا أي من الصمامات القلبية.يؤثر كل من الاضطرابين الموضحين أدناه في الصمام المترالي.

في الحالة الطبيعية، وبعد أن يتقلص البطين الأيسر ويبدأ بالاسترخاء والامتلاء بالدم مَرَّةً أخرى (في أثناء الانبساط)، ينغلق الصمام الأبهري، وينفتح الصمام المترالي، ويتدفق بعض الدَّم من الأذين الأيسر باتجاه البطين الأيسر.بعد ذلك يتقلص الأذين الأيسر، ويطرح المزيد من الدم إلى البطين الأيسر.

ومع بدء البطين الأيسر بالتقلص (في أثناء مرحلة الانقباض)، ينغلق الصمام المترالي، وينفتح الصمام الأبهري، ويُطرح الدَّم باتجاه الشريان الأبهر.

عند الإصابة بتضيق الصمام المترالي، يتراجع تدفق الدَّم من الأذين الأيسر إلى البطين الأيسر (في أثناء مرحلة الانبساط).

عند الإصابة بقلس الصمام المترالي، يحدث تسريب في الصمام المترالي عندما يتقلص البطين الأيسر (في أثناء مرحلة الانقباض)، ويعود بعض الدَّم باتجاه الأذين الأيسر.

إصلاح أو استبدال صمام قلبي

قد يكون من الضروري إصلاح الصمام المعيب أو استبداله.قد يتطلب إصلاح الصمام عملية جراحية، وقد يستعاض عن الجراحة أحيانًا بواسطة القثطرة القلبية، وخاصةً عندما تكون المشكلة هي تضيق الصمام.ويمكن في بعض الأحيان تمطيط فتحة الصمام المتضيق باستخدام إجراء يسمى رأب الصمام بالبالون balloon valvuloplasty.في هذا الإجراء، يَجرِي إدخال قثطرة مزودة ببالون في نهايتها إلى القلب من خلال أحد الأوردة أو الشرايين.وحالما يصل البالون إلى الصمام المعيب، يَجرِي نفخ البالون، مما يساعد على فصل طيات الصمام القلبي عن بعضها.لا يتطلب هذا الإجراء تخديرًأ عامًا ويساعد على تحسين حالة المريض بشكل سريع.

يتوفر نوعان من الصمامات البديلة

  • الصمامات الميكانيكية

  • الصمامات الحيوية (المُصنعة من نسج صمامات قلبية لخنزير أو بقرة)

تدوم الصمامات الميكانيكية لسنوات عديدة، ولكن ينبغي على الأشخاص الذين يحملونها تناول مضاد التخثر الوارفارين لبقية حياتهم لمنع تشكل الجلطات الدموية في الصمام.يزيد أخذ مضادَّات التخثُّر من خطر إصابة الشخص بنزف عفوي، مثل النزف الدماغي (انظر لمحة عامة عن السكتة الدماغية النزفية)).أما الصمامات الحيوية فتتراجع وظيفتها تدريجيًا، وتتطلب الاستبدال بعد 10 إلى 12 عامًا، ولكنها لا تتطلب استخدام مضادَّات التخثُّر لأكثر من 3-6 أشهر بعد الجراحة.بعض الأجيال الجديدة من الصمامات الحيوية تكون أكثر ديمومًة من سالفتها.

يمكن للصمامات القلبية، سواءً كانت شاذة أو بديلة، أن تُصاب بالعدوى.يحتاج المرضى الذين يحملون صمامات بديلة إلى تناول المضادَّات الحيوية بشكل وقائي لتجنب العَدوَى البكتيرية في تلك الصمامات (التهاب التأمور).

كما قد تتشكل خثرات دموية على الصمامات البديلة.يمكن للجلطات الدموية أن تسد الصمام جزئيًا أو أن تتفكك وتنتقل عبر مجرى الدم وتغلق الشرايين في أماكن أخرى من الجسم (على سبيل المثال، قد تسبب سكتة دماغية).

يستخدم الأطباءُ التصوير المقطعي المحوسب وتخطيط صدى القلب لمراقبة الصمامات البديلة.

استبدال صمام قلبي

يمكن استبدال صمام القلب المتضرر بصمام ميكانيكي مصنوع من البلاستيك والمعدن، أو بصمام حيوي مصنوع من أنسجة صمامات قلبية حيوانية، من الخنازير عادة، وتُوضع في حلقة اصطناعية.هناك العديد من أنواع الصمامات الميكانيكية.وعادةً ما يُستخدم صمام سانت جود St. Jude.

يعتمد اختيار الصمام على العديد من العَوامِل، بما في ذلك خصائص الصمام.يدوم الصمام الميكانيكي لزمن أطول من الصمام الحيوي، ولكنه يستدعي تناول مضادَّات التخثُّر إلى أجل غير مسمى لمنع تشكل خثرات دموية على الصمام.أما الصمام الحيوي فيتطلب استخدام مضادات التخثر على المدى القصير فقط.وبالتالي، فإن قدرة الشخص على تناول مضادَّات التخثُّر تُعد عاملاً مهمًا في اختيار نوع الصمام.فعلى سبيل المثال، من غير المناسب للنساء في سن الإنجاب تناول مضادات التخثر، لأنها تعبر المشيمة وقد تؤثِّر في الجنين.ومن العَوامِل الأخرى التي ينبغي أخذها أيضًا بعين الاعتبار

  • عمر الشخص

  • مستوى النشاط البدني للشخص

  • الحالة الوظيفية للقلب

  • أيّ الصمامات القلبية هو المعطوب

عند استبدال الصمام الأبهري، فعادة ما يَجرِي اختيار صمام ميكانيكي للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا، ويَجرِي اختيار صمام حيوي للأشخاص الذين يبلغون من العمر 50 عامًا أو أكثر.

عند استبدال الصمام المِترالي، فعادة ما يَجرِي اختيار صمام ميكانيكي للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 65 عامًا، ويَجرِي اختيار صمام حيوي للأشخاص الذين يبلغون من العمر 65 عامًا أو أكثر.

تجري عملية استبدال الصمام القلبي تحت التخدير العام.ولكي يتمكن الجراحون من استبدال الصمام القلبي لا بد من إيقاف القلب أولاً، واستخدام جهاز قلبي رئوي بديل لضخ الدَّم في أنحاء الجسم.تجري إزالة الصمام التالف، ووضع صمام بديل في مكانه.بعد ذلك يقوم الجراحون بإغلاق الشقوق الجراحية، وفصل الجهاز القلب الرئوي البديل، وإعادة تشغيل القلب من جديد.تستغرق العملية ما بين ساعتين إلى خمس ساعات.بالنسبة لبعض الأشخاص، يمكن استبدال الصمام القلبي من خلال إجراء أكثر محافظة (دون الحاجة إلى التداخل على القلب من خلال عظام القفص الصدري)، وتكون هذه الطريقة متاحة في بعض المراكز الطبية.يتباين طول الإقامة في المستشفى من شخص لآخر.ويستغرق التعافي الكامل ما بين 6 إلى 8 أسابيع.

للمزيد من المعلومات

نورد فيما يلي مصدرًا باللغة الإنجليزية قد يكون مفيدًا.يُرجى ملاحظة أن دليل MSD غير مسؤول عن محتوى هذا المصدر.

  1. جمعية القلب الأمريكية: اضطراب الصمام القلبي: يُوفِّر معلومات شاملة عن تشخيص وعلاج اضطرابات الصمامات القلبية

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID