الفصام هو اضطراب نفسي يتميز بفقدان الاتصال بالواقع (الذهان)، والهلوسة (سماع أصوات غير حقيقية)، والإيمان بمعتقدات زائفة (أوهام)، والتفكير والسلوك غير الطبيعيين، وقلة التعبير عن المشاعر، وضعف الهمة والدافع، وتدني الوظائف الذهنية (الإدراك)، ومشاكل في الأداء اليومي، بما في ذلك العمل، والعلاقات الاجتماعية، والعناية الشخصية بالنفس.
لا يزال سبب الفصام غير معروف، ولكن يُعتقد أنه متعدد العوامل، ويشمل ذلك العوامل الجينية والمحيطية.
قد يكون لدى المرضى مجموعة متنوعة من الأَعرَاض، بدءًا من السُّلُوكيات الغريبة، والتشتت السلوكي، والكلام المشوش، وصولاً إلى فقدان المشاعر، وقلة الكلام أو انعدامه، وعدم القدرة على التركيز والتذكر.
يشخص الطبيب الفصام بناءً على معايير التشخيص النفسي القياسية بعد إجراء اختبارات لاستبعاد الأسباب المحتملة الأخرى للذهان.
يشمل العلاج الأدوية المُضادَّة للذهان، وبرامج التدريب على المهارات المعرفية والاجتماعية، وأنشطة الدعم المجتمعي، والعلاج النفسي، والتثقيف الأسري.
قد يتأثر نجاح العلاج بمدى التزام الشخص بتناول الأدوية بحسب توجيهات الطبيب.
يساعد الاكتشاف والعلاج المُبكِّرين على تحسين الأداء على المدى الطويل.
يُعد الفصام أحد المشاكل الصحية النفسية الرئيسية في جميع أنحاء العالم.عادة ما يتطور هذا الاضطراب لدى الشباب في الوقت الذي يبدؤون فيه بتأسيس استقلاليتهم، وقد يؤدي إلى إعاقة مستديمة ووصمة عار مدى الحياة.
يؤثر الفصام لدى أقل من 1% من تعداد السكان على مستوى العالم، ويكون شائعًا بين الرجال والنساء على حد سواء.
غالبًا ما يكون من الصعب تحديد موعد بداية الإصابة بالفصام، لأن عدم الإلمام بالأَعرَاض قد يؤخر طلب الرعاية الطبية لعدة سنوات.يبلغ العمر الوسطي لبداية حدوث الأعراض من أوائل حتى منتصف العشرينات بالنسبة للرجال، على الرغم من أن 40% من الذكور تحدث لديهم النوبة الأولى قبل بلوغ عمر 20 عامًا.بالنسبة للنساء، يكون متوسط عمر الإصابة في منتصف إلى أواخر العشرينات، مع ذروة إضافية لتشخيص الحالة في الثلاثينات.من النادر بدء حدوث الأعراض في أثناء مرحلة الطفولة، ولكن قد يبدأ الفصام في أثناء فترة المراهقة، أو بشكل نادر في وقت متأخر من الحياة.
وقد يؤدي تراجع الأداء الاجتماعي إلى اضطراب تعاطي المواد والفقر والتشرد.قد يفقد المصابون بالفصام غير المعالج اتصالهم بعائلاتهم وأصدقائهم وغالبًا ما يجدون أنفسهم يعيشون في شوارع المدن الكبيرة.يمكن لهذه الحالة أن تستمر مدى الحياة، مع ضعف الأداء النفسي والاجتماعي على المدى الطويل في معظم الحالات.
هل تعلم...
|
أسباب الفُصام
لا تزال الأَسبَاب الأكيدة للإصابة بالفصام مجهولة، ولكن الأبحاث الحالية تشير إلى مجموعة من العَوامِل الوراثيَّة والبيئية.ينجم الفصام بشكل رئيسي عن مشكلة بيولوجية تنطوي على حدوث تغيرات جزيئية ووظيفية في الدماغ.لا يُعتقد أنه ناجم بشكل رئيسي عن أحداث الحياة، على الرغم من أن عوامل خارجية معينة، بما في ذلك ضغوط الحياة الكبرى واستعمال المواد (وخاصة الحشيش)، يمكن أن تكون بمثابة محفزات لدى شخص مهيأ مسبقًا للإصابة بالفصام.
وتشمل العَوامِل التي تجعل الأشخاص عرضة للفصام ما يلي:
الاستعداد الوراثي
المشاكل التي حدثت قبل الولادة، أو في أثنائها، أو بعدها
حالات العدوى الفيروسية في الدماغ
صدمات الطفولة والإهمال
ينتشر الفصام في العائلات ويبدو أن له مكوناً جينيًا.يكون خطر الإصابة بالمرض لدى الأشخاص الذين لديهم والد أو شقيق مصاب بالفصام أعلى بنحو 5 إلى 11 ضعفًا مقارنة بالأشخاص الذين ليس لديهم تاريخ عائلي للاضطراب.أما التوائم الحقيقين الذين جرى تشخيص أحد منهم بالفصام، فإن خطر إصابة شقيقه بالفصام يتراوح بين 40 و 80٪.
جرت دراسة عوامل مختلفة لفهم الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالفصام.تتضمن العوامل شديدة الارتباط المرض النفسي للوالدين، وخاصة إذا كان لدى والدة الشخص تاريخ من الذهان.تتضمن العوامل المتعلقة بالحمل والولادة الضغط النفسي لدى الأم في أثناء الحمل، ومضاعفات الحمل، والفصل المناخي من السنة في وقت الولادة، وانخفاض وزن الولادة، والعيوب الخلقية.تتضمن العوامل الأخرى كلاً من التعرض لمجاعة أو عوز غذائي وحالات عدوى معينة (مثل فيروس الهربس البسيط من النوع 2).
أعراض الفُصام
قد يبدأ الفصام بشكل مفاجئ، على مدى أيام أو أسابيع، أو تدريجيًا ببطء، على مدى سنوات من الزمن.على الرغم من أن شدة الأعراض وأنواعها تختلف باختلاف الأشخاص المصابين بالفصام ، إلا أن الأعراض عادة ما تكون شديدة بما يكفي للتدخل في القدرة على العمل والتفاعل مع الناس والاعتناء بالنفس.
وقد تكون الأَعرَاض بسيطة في البداية.فقد يظهر المرضى ميلًا للعزلة، أو عدم التنظيم، أو القيام بسلوكيات غريبة.قد يستطيع الطبيب أحيانًا تمييز هذه الأَعرَاض على أنها بداية الفصام، ولكن قد لا يجري الكشف عنها في أحيان أخرى إلا بعد فوات الأوان.
يتميز الفصام بأعراض ذهانية، تشمل الأوهام والهلوسة والتفكير والكلام المشوشين، والسُّلُوكيات الغريبة وغير اللائقة.وتشمل الأَعرَاض الذهانية فقدان الاتصال بالواقع.
تتراجع الوظيفة الذهنية لدى بعض المصابين بالفصام، وأحيَانًا يكون ذلك منذ بداية الاضطراب.يؤدي هذا الخلل في الإدراك المعرفي إلى صعوبات في إيلاء الانتباه، والتفكير في الأمور المجردة، ومهارات حل المشاكل.وتحدد شدة العجز الإدراكي إلى حد كبير العجز الكلي لدى المصابين بالفصام.فالعديد من المصابين بالفصام يصبحون عاطلين عن العمل وتقل أو تنعدم اتصالاتهم مع أفراد الأسرة أو الأصدقاء.
قد تتفاقم الأَعرَاض أو تتحفز بسبب أحداث الحياة المجهدة، مثل فقدان وظيفة أو إنهاء علاقة رومانسية.كما إن تعاطي العقاقير غير المشروعة، بما في ذلك استخدام القنب، قد يحفز أو يفاقم الأَعرَاض.
بشكل عام، تندرج أعراض الفصام في 5 فئات رئيسية:
هلوسات
التوهمات
الكلام والفكر غير المنتظم
الحركات غير المنتظمة
الأَعرَاض السلبية
قد تظهر لدى المرضى أعراض من واحدة أو جميع تلك الفئات، بالإضافة إلى الضعف الإدراكي.
الأعراض الإيجابية
تنطوي الأَعرَاض الإيجابية على تشوه الوظائف الاعتيادية.ويشمل ذلك ما يلي:
الأوهام، وهي معتقدات خاطئة تنطوي عادة على تفسير خاطئ للمفاهيم أو التجارب.ويميل الشخص إلى تعزيز هذه المعتقدات على الرغم من الأدلة الواضحة على بطلانها.هناك أشكال عديدة محتملة من الأوهام.على سبيل المثال، قد يكون لدى المصاب بالفصام أوهام اضطهاد، فيعتقد أنه يتعرض للتعذيب، أو الملاحقة، أو الخداع، أو التجسس.قد يكون لدى المريض أوهام في تفسير المقاصد، فيعتقد أن مقاطع من الكتب، أو الصحف، أو كلمات أغنية موجهة خصيصًا له.قد يكون لدى المريض أوهام انسحاب أو إدخال فكري، فيعتقد بأن الآخرين قادرون على قراءة أفكاره، أو أن أفكاره يَجرِي نقلها إلى الآخرين، أو أن أفكاره تُفرض عليه من قبل قوى خارجية.يمكن للأوهام في سياق الإصابة بالفصام أن تكون غريبة بالمطلق أو لا.تكون الأوهام الغريبة صعبة التصديق بشكل جلي، وغير مستمدة من تجارب الحياة العادية.على سبيل المثال، قد يعتقد الشخص بأن شخصًا ما أزال أعضاءه الداخلية دون ترك ندبة.أما الأوهام غير الغريبة فقد تنطوي على أحداث يمكن أن تحصل في الحياة الحقيقية، مثل الإحساس بالملاحقة أو عدم إخلاص الزوج/الزوجة.
تنطوي الهلوسة على سماع، أو رؤية، أو الإحساس بطعم، أو تحسس أشياء لا وجود لها على أرض الواقع.تكون الهلوسات السمعية هي الأكثر شيوعًا إلى حد بعيد.قد یسمع المريض أصواتًا في رأسه تعلق علی سلوكه، أو يسمع حديث أشخاص مع بعضھم البعض يتحدثون في أمور عامة أو ينتقدون المريض ويسيؤون له.
عدم التنظيم
ويشمل عدم التنظيم اضطرابات التفكر والسُّلُوكيات الغريبة:
اضطراب الأفكار، ويشير ذلك إلى التفكير بشكل مشوش، وهو ما يبدو بشكل واضح الكلام من خلال تشتت الكلام أو الانتقال من موضوع إلى آخر بدون رابط بينهما.قد يكون كلام المريض مشوشًا بشكل بسيط، أو بشكل كامل.
السلوكيات غير المنتظمة (الغريبة)، والتي قد تظهر بشكل سلوكيات طفولية سخيفة، أو انفعالية، أو غير لائقة، أو قذرة.الجامود (catatonia)، وهو شكل شديد من السلوكيات الغريبة، حيث يحافظ الشخص على وضعية جامدة ويقاوم أية دوافع للحركة، أو على العكس، قد يتحرك بشكل عشوائي.
الأَعرَاض السلبية
تنطوي الأَعرَاض السلبية على تراجع أو فقدان الأداء العاطفي والاجتماعي الاعتيادي.وهي تشمل ما يلي:
تراجع القدرة على التعبير عن العواطف، وينطوي ذلك على إظهار القليل من العواطف، أو انعدام المشاعر العاطفية بشكل نهائي.جمود وجه الشخص وعدم ملاحظة أي تعبير أو حركة فيه.غياب أو ضعف التواصل البصري.عدم استخدام الأيدي أو الرأس في أثناء الحديث، لإظهار نوع من التوكيد أو التفاعل مع الكلام.عدم إظهار أي استجابة تجاه الأحداث أو الأحاديث التي تسبب الضحك أو البكاء.
فقر الكلام، وهو ما يشير إلى قلة كلام المريض.قد تكون إجابات الأسئلة مقتضبة، ربما بكلمة واحدة أو كلمتين، مما يخلق انطباعًا بفراغ داخلي.
انعدام التلذذ anhedonia، ويشير إلى تدني قدرة المريض على الاستمتاع بالأمور المبهجة.قد يفقد المريض اهتمامه بالأنشطة التي اعتاد على ممارستها سابقًًا، ويمضي وقتًا أطول في ممارسة أنشطة لا طائل منها.
اللااجتماعية asociality، ويشير إلى عدم الاهتمام في بناء علاقات مع الآخرين.
يشير عدم وجود الدافع (lack of motivation) إلى انخفاض رغبة الشخص للمشاركة في الأنشطة الهادفة
غالبا ما ترتبط الأَعرَاض السلبية مع انعدام الهمة والدافع، والشعور بعدم وجود هدف في الحياة.
الاعتلال الإدراكي
يشير الاعتلال الإدراكي إلى صعوبة التركيز، والتذكر، والتنظيم، والتخطيط، وحل المشكلات.قد يعجز بعض الأشخاص عن التركيز بما فيه الكفاية للقراءة، أو متابعة حبكة فيلم أو برنامج تلفزيوني، أو اتباع التوجيهات.في حين قد يعجز بعض المرضى عن تجاهل عوامل التشويش، أو التركيز على مهمة محددة.وبالتالي، قد يصبج من الاستمرار في الأعمال التي تنطوي على الاهتمام بالتفاصيل، والإجراءات المعقدة، وصناعة القرارت، وفهم التفاعلات الاجتماعية.
الانتحار
ينتحر ما يتراوح بين 4 إلى 10٪ من المصابين بالفصام، ويحاول ما نسبته 35٪ منهم ذلك، كما تراود العديد من المصابين بالفصام أفكار انتحارية واضحة.يُعد الانتحار السبب الرئيسي للوفاة المبكرة بين الشباب المصابين بالفصام، وهو أحد الأَسبَاب الرئيسية التي تجعل الفصام يقلل من متوسط العمر الافتراضي بمقدار 15 سنة.
يزداد خطر الانتحار لدى الشباب المصابين بالفصام إذا كانوا مصابين ب اضطراب تعاطي المواد.كما يزداد خطر الانتحار أيضًا لدى الأشخاص الذين يعانون من أعراض اكتئابية، أو مشاعر يأس، أو العاطلين عن العمل، أو الذين أصيبوا بنوبة ذهانية، أو خرجوا من المستشفى.
يكون خطر الانتحار أعظميًا عند الأشخاص الذين أصيبوا بالفصام في مرحلة متأخرة من العمر، والذين كانوا يعيشون حياة جيدة قبل الإصابة بالمرض.حيث يشعر هؤلاء الأشخاص بالحزن والكرب بعد الإصابة بالفصام.وبالتالي، قد يكونون أكثر عرضة لليأس لأنهم يدركون الآثار السلبية للمرض على حياتهم.ولكن في الوقت ذاته، فإن احتمالات التعافي من الفصام كثيرًا ما تكون أعلى عند هؤلاء الأشخاص.
هل تعلم...
|
العنف
خلافًا للاعتقاد السائد، فإن المصابين بالفصام ليس لديهم سوى زيادة طفيفة في خطر السُّلُوك العنيف.ولكن بالمقابل تكون التهديدات بالعنف والنوبات العدوانية البسيطة أكثر شُيُوعًا لديهم.وفي حالات قليلة جدًا يمكن لأشخاص الفصام المصابين باكتئاب شديد، وزُورية، والذين يعيشون عزلة أن يهاجموا أو يقتلوا شخصًا يعدّونه المصدر الوحيد لمعاناتهم (على سبيل المثال، سلطة، شخصية مشهورة، أو زوج/زوجة).
يتضمن المرضى الذين يكونون أكثر عرضة للانخراط في أعمال عنف واضحة كلاً مما يلي:
الإدمان على المشروبات الكحولية أو العقاقير غير المشروعة
المرضى الذين يتوهمون بأنهم يتعرضون للاضطهاد
المرضى الذين دفعتهم الهلوسة لارتكاب أعمال عنف
المرضى الذين لا يتناولون الأدوية الموصوفة لهم من قبل الطبيب
ولكن، حتى مع أخذ عوامل الخطر في الاعتبار، يجد الأطباء صعوبة في التنبؤ بدقة ما إذا كان الشخص المصاب بحالة فصام معينة سيقوم بارتكاب أعمال عنف أم لا.
تشخيص الفُصام
تَقيِيم الطَّبيب، وذلك استنادًا إلى معايير التشخيص النفسية القياسية
الفحص السريري وأحيانًا اختبارات طبية لتقييم الاضطرابات الجسدية
لا يوجد فحص معملي محدد خاص بتشخيص الفصام.وإنما يقوم الطبيب بوَضع التَّشخيص بناءً على تقييم شامل لتاريخ الشخص الطبي والأعراض التي يشكو منها.
يجري تشخيص الفصام عند توفر جميع ما يلي:
اثنان أو أكثر من الأعراض المميزة (الأوهام، والهلوسة، والكلام المشوش، والسلوك المشوش، والأعراض السلبية)، مع كون واحد على الأقل من هذه الأعراض هو الأوهام، أو الهلوسة، أو الكلام المشوش.
تُسبب هذه الأَعرَاض تدهورًا في الأداء المهني، والمدرسي، والاجتماعي منذ بداية المرض.
لا بد أن تستمر هذه الأعراض المرضية لمدة 6 أشهر على الأقل.
وكثيرًا ما تكون المعلومات المقدمة من أفراد الأسرة أو الأصدقاء أو المدرّسين مهمة في تحديد بداية الاضطراب.
غالبًا ما تُجرى الفحوص المخبرية لاستبعاد اضطراب تعاطي المواد أو أية مشاكل طبية، عصبية، أو هُرمونِيَّة يمكن أن تترك سمات للذهان.ومن الأمثلة على هذه الاضطرابات أورام المخ، وصرع الفصّ الصدغي (الصرع النفسي الحركي) temporal lobe epilepsy، واضطرابات الغُدَّة الدرقية، واضطرابات المناعة الذاتية، وداء هنتنغتون، واضطرابات الكبد، والتأثيرات الجانبية للأدوية، وعوز الفيتامين.قد يُجرى في بعض الأحيان اختبار لتحري ■اضطراب تعاطي المواد■.
كما يمكن إجراء اختبارات تصوير للدماغ، مثل التصوير المقطعي المحوسب (CT) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لاستبعاد وجود ورم في الدماغ أو حالة عصبية أخرى.على الرغم من أن المصابين بالفصام تكون لديهم شذوذات في الدماغ يمكن رؤيتها على التصوير المقطعي أو التصوير بالرنين المغناطيسي، إلا أن هذه الشذوذات نادرًا ما تكون نوعية بما فيه الكفاية لتشخيص الفصام.
بالإضافة إلى ذلك، يحاول الأطباء استبعاد عددٍ من الاضطرابات النفسية الأخرى التي تشترك في سماتها مع الفصام، مثل: الاضطراب الذهاني الوجيز، والاضطراب الفصامي الشكل، والاضطراب الفصامي العاطفي، واضطراب الشخصية الفُصامِيَّة.
علاج الفُصام
الأدوية المُضادَّة للذهان
إعادة التأهيل وأنشطة الدعم الاجتماعي
المُعالجة النفسيَّة
الرعاية المتخصصة المنسقة
تهدف معالجات الفصام بشكل عام إلى
الحدّ من شدة الأَعرَاض الذهانية
منع تكرار نوبات الأعراض المرضية وتدهور الأداء المرتبط بها
تقديم الدعم للأشخاص، بهدف ضمان أعلى مستوى ممكن من الأداء
أصبح الاكتشاف والعلاج المبكرين التوجه الرئيسي في علاج الفصام.كلما بدأ العلاج في وقت أبكر، كلما كان مآل الحالة أفضل.
وتعد الأدوية المُضادَّة للذهان، ونشاطات الدعم الاجتماعي وإعادة التأهيل، والعلاج النفسي، هي المُكَوِّنات الرئيسية للعلاج.تساعد توعية أفراد العائلة حول أعراض وعلاج الفصام (التوعية النفسية الأسرية) على توفير الدعم لمرضى الفصام، وتساعد ممارسي الرعاية الصحية على التواصل مع هؤلاء المرضى.
تُعد الرعاية المتخصصة المنسقة، والتي تتضمن التدريب على التأقلم resilience training، والعلاج الفردي والعائلي، ومعالجة الخلل الوظيفي المعرفي، والأفضلية في التوظيف، عاملاً مهمًا في التعافي النفسي والاجتماعي.
بالنسبة للأشخاص المصابين بالفصام، يعتمد مآل الحالة إلى حد كبير على تناول الأدوية على النحو الموصوف.فبدون الأدوية، يعاني ما نسبته 65-80٪ من الأشخاص من نوبة أخرى في أثناء السنة الأولى بعد تشخيص المرض.أما مع استخدام الأدوية باستمرار فقد يتراجع خطر النوبات الثانية من المرض بنَحو 30٪ كما يمكن أن تتراجع شدة الأَعرَاض بشكل ملحوظ عند معظم الأشخاص.
على الرغم من الفائدة المثبتة للأدوية، إلا أن نصف المصابين بالفصام لا يتناولون الأدوية الموصوفة لهم.في حين أن بعضهم لا يعترف بمرضه ويقاوم تناول الأدوية.وقد يتوقف بعض المرضى عن تناول الأدوية بسبب آثارها الجانبية غير المرغوبة.وقد تكون مشاكل الذاكرة، أو عدم التنظيم، أو ببساطة نقص المال مانعًا لمرضى آخرين من تناول أدويتهم.
في حال تنويم المصابين بالفصام في المستشفى بهدف العلاج ثم تخريجهم منه، فمن المحتمل جدًا إعادة إدخالهم إليه في غضون سنة واحدة إن لم يتناولوا الأدوية الموصوفة لهم.ولكن تناول الأدوية بحسب توجيهات الطبيب يقلل بشكل كبير من احتمال دخول المستشفى مرة ثانية.
من المرجح أن يواظب الأشخاص على تناول أدويتهم عندما يتم تدبير بعض العقبات المحددة.فإذا كانت الآثار الجانبية للأدوية هي المشكلة الرئيسية، قد يكون من المفيد استخدام دواء مختلف.يساعد بناء علاقة من الثقة المتبادلة مع الطبيب أو المعالج من جهة وشخص الفصام من جهة أخرى على تقبل الشخص للدواء بسهولة أكبر والاعتراف بحاجته إلى هذا الدواء.
الأدوية المُضادَّة للذهان
يمكن للأدوية المُضادَّة للذهان أن تكون فعالة في الحدّ من أعراض الفصام أو التخلص منها، مثل الأوهام والهلوسة والتفكير المشوش.بعد التخلص من الأَعرَاض الفورية، يساعد الاستمرار في استخدام الأدوية المُضادَّة للذهان على الحدّ من احتمال النوبات المستقبلية بشكل كبير.ولكن قد تترك الأدوية المُضادَّة للذهان آثارًا جانبية بالغة، وتشمل النعاس، وتيبّس العضلات، والارتجاف، والحركات اللا إرادية (على سبيل المثال، خلل الحركة المتأخر)، وزيادة الوزن، والتململ.تتصف أدوية الجيل الثاني المضادة للذهان، والتي يَجرِي وصفها في معظم الأحيان، بأنها أقل عرضة للتسبب في تيبس العضلات، والارتجافات، وخلل الحركة المتأخر، وذلك بالمقارنة مع أدوية الجيل الأول المضادة للذهان.
برامج إعادة التأهيل وأنشطة الدعم الاجتماعي
وتهدف برامج إعادة التأهيل والدعم، مثل التدريب في أثناء العمل، إلى تعليم الأشخاص المهارات التي يحتاجونها للعيش في المجتمع، وليس ضمن مركز الرعاية.تساعد هذه المهارات المصابين بالفصام على العمل، والتسوق، ورعاية أنفسهم، وتدبير شؤون المنزل، والتعايش مع الآخرين.
تقدم مجموعات الدعم الاجتماعي الخدمات التي تمكن الأشخاص المصابين بالفصام من العيش بشكل مستقل قدر المستطاع.وتشمل هذه الخدمات شقة خاضعة للإشراف، أو منزلاً جماعيًا يكون فيه موظف الرعاية حاضرًا للتأكد من أن المصاب بالفصام يأخذ الأدوية على النحو المطلوب، أو لمساعدة الشخص في شؤونه المالية.أو يمكن للموظف زيارة منزل الشخص دوريًا.
قد تكون هناك حاجة إلى دخول المستشفى في أثناء الانتكاسات الشديدة، وقد تكون هناك حاجة إلى دخول المستشفى بشكل إجباري إذا كان الشخص يشكل خطرًا على نفسه أو غيره.ولكن الهدف العام من ذلك كله هو أن يعيش الشخص ضمن مجتمعه.
هناك عدد قليل من المصابين بالفصام غير القادرين على العيش بشكل مستقل، إما لأن لديهم أعراضًا حادة ومستمرة أو لأن العلاج الدوائي لم يكن فعالاً.وعادة ما يحتاجون للرعاية على مدار 24 ساعة ضمن بيئة آمنة وداعمة.
غالبًا ما تكون مجموعات المشورة والدعم، مثل National Alliance on Mental Illness مفيدة للعائلات.
المُعالجة النفسيَّة
يمكن للعلاج النفسي أن يكون مفيداً لتخفيف بعض الأعراض، مثل الاكتئاب والذهان.من الضروري تأسيس علاقة تعاونية بين المصابين بالفصام وأفراد عائلاتهم والطبيب.وبهذه الطريقة، قد يتعلم الأشخاص طريقة فهم حالتهم والتعامل معها، وتناول الأدوية المُضادَّة للذهان كما هو محدد، والتحكم بالضغوط التي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الاضطراب.وغالبا ما تكون العلاقة الجيدة بين الطبيب والمريض عاملاً رئيسيًا في تحديد ما إذا كان العلاج ناجحًا أم لا.
إذا كان المصابين بالفصام يعيشون مع عائلاتهم، فقد تُقدم التوعية النفسية لهم ولأفراد أسرتهم.ويوفر هذا التدريب للأشخاص وأفراد أسرهم معلومات عن المرض وطرق التعامل معه -على سبيل المثال، من خلال التدريب على مهارات التكيف.ويمكن لهذه التدريبات أن تساعد على منع الانتكاسات.
مآل الفُصام
يتباين مآل الحالة على المدى الطويل بين الناس، ويمكن تلخيص ذلك على النحو التالي:
يحقق ما بين 15 إلى 25٪ من الأشخاص المصابين بالفصام تحسنًا ملحوظًا ودائمًا.
يحقق حوالى الثلث بعض التحسن فيما يخص الانتكاسات المتقطعة والإعاقات المتبقية.
يعاني حوالى 40٪ من العجز الشديد والدائم.
يتمكن ما بين 15 إلى 25٪ فقط من إجمالي المصابين بالفصام من الاستمرار في أعمالهم كما كان الوضع عليه قبل الإصابة بالمرض.
تتضمن العَوامِل المرتبطة بإنذار أفضل للحالة كلاً مما يلي:
الظهور المفاجئ للأعراض
ظهور الأعراض في سن متأخرة
وجود مستوى جيد من المهارات والإنجازات قبل الإصابة بالفصام
الخلل المعرفي البسيط
وجود عدد قليل فقط من الأَعرَاض السلبية (مثل تدني القدرة على التعبير عن العواطف)
قصر الوقت بين النوبة الذهانية الأولى والعلاج
تشمل العَوامِل المرتبطة بسوء الإنذار كلاً مما يلي:
بدء الأعراض في عمر أصغر
وجود مشاكل اجتماعية ومهنية قبل ظهور الأعراض
وجود تاريخ عائلي للفصام
وجود العديد من الأَعرَاض السلبية
طول الفترة بين النوبة الذهانية الأولى والعلاج
وجود اضطرابات نفسية أخرى، ولا سيما اضطراب الوسواس القهري
يكون مآل الحالة أسوأ عند الرجال بالمقارنة مع النساء، مع أن هذا ليس ثابتاً في جميع الدراسات.حيث تستجيب النساء بشكل أفضل للعلاج بالعقاقير المضادة للذهان.
للمزيد من المعلومات
يمكن للمصادر التالية باللغة الإنجليزية أن تكون مفيدة.يُرجى ملاحظة أن دليل MSD غير مسؤول عن محتوى هذا المصدر.
