النزف داخل الدماغ

حسبJi Y. Chong, MD, Weill Cornell Medical College
تمت مراجعته ذو القعدة 1444

نزف داخل المخ ونزف داخل الدماغ

  • ينجم النزف داخل المخ عادة عن ارتفاع مزمن في ضغط الدم.

  • غالبًا ما يكون العرض الأول هو الصُّدَاع الشديد.

  • ويستند التَّشخيص أساسا على نتائج اختبارات التصوير.

  • قد يشتمل العلاج على تدبير المشاكل التي تساهم في حدوث النزف (مثل خفض ضغط الدم إذا كان مرتفعًا جدًا) وفي حالات نادرة تصريف الدم المتراكم جراحيًا.

(انظُر أيضًا لمحة عامة عن السكتة الدماغية ولمحة عامَّة السكتة الدماغية النزفية).

تُشكل النزوف داخل المخ حَوالى 10% من إجمالي السكتات الدماغية، ولكنها تكون مسؤولة عن نسبة عالي من إجمالي الوفيات بسبب السكتة الدماغية.يكون النزف داخل الدماغ أكثر شُيُوعًا من النزف تحت العنكبوتية (نزف حول الدماغ وليس ضمنه).

التمزقات والأذيات: أسباب السكتة الدماغية النزفية

عندما تكون الأوعية الدموية في الدِّماغ ضعيفةً وغير طبيعيَّة أو تحت ضغطٍ غير اعتياديّ، فيُمكن أن تحدُث سكتة نزفيَّة.في السكتة الدماغية النزفية، قد يحدث النزف داخل الدماغ intracerebral hemorrhage.أو قد يحدث النزف بين الطبقة الداخلية والوسطى من الأنسجة التي تغطي الدماغ (في المسافة تحت العنكبوتية)، ويُسمى النزف تحت العنكبوتية subarachnoid hemorrhage.

أسباب النَّزف داخل الدماغ

غالبًا ما ينجم النزف داخل الدِّمَاغ عن

تشمل عوامل الخطر التي قد تسهم في حدوث هذا النوع من النزف كلاً من

  • تدخين السجائر

  • السمنة

  • نظام غذائي غير صحي (مثل النظام الغني بالدهون المشبعة، والدهون المتحولة، والسعرات الحرارية)

يمكن لاستخدام الكوكايين أو الأمفيتامين أن يسبب ارتفاعًا مؤقَّتًا وشديدًا في ضغط الدَّم، ويُسبب النَزف.في بعض كبار السن، يمكن لبروتين غير طبيعي يسمى الأميلويد أن يتراكم في شرايين الدماغ.يؤدي هذا التراكم (الذي يُسمى الاعتلال الوعائي الأميلويدي) إلى إضعاف بنية الأوعية الدموية، وقد يُسبب النَّزف.

تتضمن الأَسبَاب الأقل شُيُوعًا كلاً من التشوهات الوعائية الدموية الولادية، والانتفاخ في شرايين الدماغ (أم الدم الدماغية)، والاتصال غير الطبيعي بين الشرايين والأوردة (التشوه الشرياني الوريدي) داخل الجمجمة، والإصابات، والأورام، والتهاب الأوعية الدموية، واضطرابات النَّزف، واستخدام مضادَّات التخثُّر بجرعات عالية جدًّا.تزيد اضطرابات النزف واستخدام مضادَّات التخثُّر من خطر الموت جراء النزف داخل الدماغ.

أعراض النَّزف داخل الدماغ

يبدأ النزف داخل الدِّمَاغ بشكل مفاجئ، وغالبًا في أثناء ممارسة نشاطمن الشائع حدوث صداع شديد.ولكن، قد يكون الصداع خفيفًا أو غائبًا عند كبار السن.

يفقد العديد من الأشخاص وعيهم عند حدوث نزف داخل الدماغ، وغالبًا ما يحدث ذلك في غضون ثوانٍ أو بضع دقائق.أو قد يصبح الأشخاص أقل إدراكًا لما يحيط بهم، وأقل قدرة على الفهم، والتذكر، والتفكير بوضوح.ومن الشَّائع حدوث غثيان، وقيء، واختلاجات.

إذا كان النزف محدودًا، فقد لا يتأثر الوعي، وقد يكون الصُّدَاع أو الغثيان خفيفًا أو غائبًا.

ولكن، مع ازدياد النزف، تظهر الأعراض التي تشير إلى حدوث اعتلال مفاجئ في وظيفة الدماغ وتتفاقم باستمرار.

غالبًا ما تُصيب بعض الأعراض جانبًا واحدًا من الجسم فقط، مثل الضعف والشلل وفقدان الإحساس، والخدر.قد يصبح المريض غير قادر على الكلام أو مشوشًا ذهنيًا.قد تصبح الرؤية ضعيفة أو مفقودة.قد لا يتمكن المريض من تحريك إحدى أو كلتا عينيه في اتجاهات معينة.ونتيجة لذلك، قد تتجه كل عين في اتجاه مختلف.

يمكن لحالات النزف الكبيرة أن تزيد من الضغط داخل الجمجمة.يمكن لزيادة الضغط في بعض الأحيان أن تدفع الدماغ نحو الأسفل من خلال البنى الصلبة التي تفصل الدماغ إلى أحياز.ينجم عن ذلك مشكلة خطيرة تُسمى الانفتاق.قد يؤثر الضغط في المناطق التي تسيطر على التحكم بالوعي والتنفُّس في جذع الدماغ (المنطقة التي تصل بين المخيخ و الحبل الشوكي).يمكن أن يؤدي الانفتاق إلى فقدان الوعي، والغيبوبة، وعدم انتظام التنفُّس، والوفاة.

ثمة مشكلة خطيرة أخرى هي موه الرأس (hydrocephalus).وتحدث عندما ينحبس السَّائِل النُّخاعي الشوكي (الذي يُحيطُ بالدماغ والحبل الشوكي) ولا يغادر الدماغ.يتجمع السائل داخل الدماغ، ويطبق ضغطًا إضافيًا عليه.قد يسهم مَوَه الرَّأس في حدوث الأعراض الناجمة عن النزف، مثل الصداع، والنعاس، والتشوش الذهني، والغثيان، والتقيؤ، وقد يزيد من خطر الغيبوبة والموت.

يؤدي النزف الكبير إلى الوفاة في غضون بضعة أيام لدى حوالى نصف الأشخاص.بالنسبة إلى الناجين، عادةً ما يستعيدون الوعي وتتراجع شدة المشاكل الناجمة عن النزف تدريجيًا مع امتصاص الدَّم.ومن المثير للدهشة أن بعض الأشخاص قد لا يعانون إلا من مشاكل قليلة وذلك لأن النزف أقل تخريبًا لأنسجة الدماغ من نقص التروية الدموية.

تشخيص النزف داخل الدماغ

  • التصوير المقطعي المُحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي

  • اختبار الدم لقياس مستوى السكر في الدم

  • اختبارات دموية لتحديد ما إذا كان الدَّم يتخثر بشكلٍ طبيعي

قد يشتبه الطبيب بالنزف داخل الدماغ بناءً على الأَعرَاض ونتائج الفَحص السَّريري.

يجري قياس مستوى سكر الدَّم بشكل فوري، لأن انخفاض مستوى السكر في الدَّم قد يُسبب أعراضًا مشابهة لتلك التي تُسببها السكتة الدماغية.

كما تُجرى اختباراتٌ دمويَّة لقياس عدد الصُّفَيحات الدَّمويَّة (التي تساعد على تخثرالدَّم)، وتحديد الوقت الذي يستغرقه تخثر الدَّم.يمكن لانخفاض تعداد الصفيحات الدموية أن يزيد من خطر النزف.قد يتأثر تخثر الدَّم بجرعة وارفارين شديدة الارتفاع، أو بفشل الكبد، أو غيره من الاضطرابات.

يُجرى التصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي على الفور لتأكيد التشخيص.يساعد كلا الاختبارين الأطباء على تمييز السكتة الدماغية النزفية عن السكتة الدماغية الإقفارية.كما يمكن للاختبارات الشعاعية أن تظهر مدى التلف الذي حدث في أنسجة الدماغ، وما إذا كانت مناطق أخرى من الدماغ تتعرض إلى ضغط زائد.

قد يُجري الأطباء في بعض الأحيان تصويرًا مقطعيًا محوسبًا للأوعية (بعد حقن عامل تباين في الوريد) لتحديد ما إذا كان النزف ناجمًا عن شذوذ معين في أحد الأوعية الدموية، مثل أم دم أو تشوه وريدي شرياني.

علاج النزف داخل الدماغ

  • المراقبة وتدابيرُ السَّلامة والدَّعم بحسب الحاجة

  • السيطرة على عوامل الخطر

  • في بعض الأحيان علاجات للمساعدة على تخثر الدم

  • المعالجة الجراحيَّة للتخلص من الدم المتراكم

عادةً ما يُعالج المصابين بالنزف داخل الدماغ في وحدة العناية المركزة في المستشفىوهناك، تجري مراقبتهم وتوفير الدعم للوظائف الحيوية (مثل التنفس) حسب الحاجة، ومعالجة أي مشاكل تحدث.

يختلف علاج النزف داخل الدِّمَاغ عن علاج السكتة الدماغية الإقفارية.فلا تعطى مضادَّات التخثُّر (مثل الهيبارين والوارفارين)، أو أَدوِيَة التخثُّر، أوالأدوية المضادة للصفيحات (مثل الاسبرين) لأنها تزيد النزف سوءًا.

إذا كان مريض السكتة الدماغية النزفية يتناول أدوية مضادة للتخثر، فسوف يحتاج إلى علاج معاكس يساعد على تخثر الدَّم مثل

  • فيتامين K، وعادة ما يُعطى عن طريق الوريد

  • نقل الصُّفَيحات الدَّمويَّة

  • نقل الدَّم بعد إزالة الكريات والصُّفَيحات الدَّمويَّة منه (البلازما الطازجة المجمدة)

  • محلول يحتوي على عوامل التخثر والبروتينات الأخرى التي تساعد على تخثر الدَّم (مُركّز معقد البروثرومبين)

لا يُعالج ارتفاع ضغط الدَّم إلا إذا كان مرتفعًا جدًّا.إن خفض ضغط دم المريض بسرعة كبيرة أو بشكل كبير قد يُقلل من التروية الدموية لأجزاء الدماغ التي تعاني أصلًا من نقص التروية بسبب النزف.وبعد ذلك، يمكن لنقص التروية الدموية أن يُفضي إلى الإصابة بالسكتة (الإقفارية) في تلك الأجزاء من الدماغ.

نادرًا ما تُجرى عملية جراحية لإزالة الدم المتراكم وتخفيف الأعراض ضمن الجمجمة، لأن العملية بحد ذاتها قد تُلحق الضرر بالدماغ.كما إن إزالة الدم المتراكم قد يُحفز المزيد من النزف، والتسبب بالمزيد من الضرر للدماغ ويؤدي إلى إعاقة دائمة.ولكن، قد تكون هذه العملية منقذة للحياة إذا كان لدى الأشخاص نزف كبير في المخيخ (جزء الدماغ الذي يساعد على تنسيق حركات الجسم).

في حال وجود موه الرأس، فقد يقوم الجرَّاح بوضع مُصرِّف في الدماغ (يُسمَّى تصريف بطيني خارجي) لخفض الضغط بسرعة داخل الجمجمة.يمكن لهذا الإجراء أن يكون منقذًا للحياة.يُوضَع أنبوبٌ رفيع في الدِّماغ، ويُصرّف السَّائِل إلى كيس تجميع خارج الجسم.

تُعطى الأدوية المضادَّة للاختلاجات إذا كان الأشخاص يعانون من اختلاجات.

مآل النزف داخل الدماغ

غالبًا ما يكون النزف داخلي الدماغي أشد خطورةً وتسببًا بالوفاة من السكتة الدماغية الإقفارية.غالبًا ما يكون النزف كبيرًا وخطيرًا، وخاصة عند أشخاص ارتفاع ضغط الدم المزمن.وتشير الإحصائيات إلى أن حَوالى نصف الأشخاص الذين يعانون من نزف كبير يموتون في غضون أسابيع قليلة.أما أولئك الذين يتمكنون من البقاء على قيد الحياة فعادةً ما يستعيدون وعيهم وبعض وظائف الدماغ لديهم مع مرور الوقت.ولكن غالبًا ما يكون من المستحيل استعادة جميع وظائف الدِّمَاغ المفقودة.

عندما يكون النزف صغيرًا، فإن الأشخاص يميلون إلى التعافي بشكل أفضل من أولئك الذين يعانون من سكتة دماغية إقفارية.يُعدُّ النَّزف أقلّ إيذاءً لنسيج الدماغ من نقص الأكسجين، الذي يحدث في سياق السكتات الدماغية الإقفارية.

يزيد وجود موه الرأس من خطر المآل السيئ.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID