التَّشنُّجات العضليَّة

حسبMichael C. Levin, MD, College of Medicine, University of Saskatchewan
تمت مراجعته ربيع الأول 1445

التشنّجُ هو تقلص مفاجئ ووَجيز وغير مقصود (لاإرادي)، يكون مؤلمًا عادة، وذلك في عضلةٍ أو مجموعة من العضلات.يمكن أن تكونَ التشنّجات العضلية من أعراض خلل الجهاز العصبي.

أسباب التشنجات العضلية

أكثر الأَسبَاب شيوعًا لتشنّج العضلات هو:

  • تشنجات الساقين الحميدة التي تحدث دون سبب معروف، وهي تظهر خلال الليل عادةً

  • التشنجات العضليَّة المرتبطة بالتمارين (التشنّج في أثناء التمرين أو بعده مباشرةً)

تحدث تشنجاتُ العضلات (وتُسمَّى التيبُّس العضلي المؤلم charley horses أيضًا) عندَ الأشخاص الأصحاء غالبًا، الذين يكونون في منتصف أعمارهم وعندَ البالغين، ولكنَّها تحدث عندَ الأشخاص الأصغر سنًّا في بعض الأحيان.تميل التشنجات إلى أن تحدث في أثناء أو بعد ممارسة تمرينٍ عنيفٍ، ولكنَّها تحدث خلال الراحة في بعض الأحيان.يحدث تشنجٌ مؤلم في الساق عندَ بعض الأشخاص في أثناء النوم.تحدث تشنجات الساقين المرتبطة بالنوم عادةً في عضلات الربلة والقدم، ممَّا يجعل أصابعَ القدم والقدم تلتفُّ نحو الأسفل.وعلى الرغم من أنَّها مؤلمة، إلا أنَّها لا تكون خطيرة على الأغلب وبذلك تُسمّى تشنجات الساقين الحميدة.

يعاني كلُّ شخصٍ تقريبًا من تشنُّجات عضليَّة في بعض الأوقات، ولكن بعض الحالات تزيد من خطر أو شِدَّة التشنُّجات.وهي تنطوي على ما يلي:

يمكن أن يحدثَ نقص مستوى الكهارل نتيجة استعمال بعض المُدرَّات البوليَّة، أو اضطراب استعمال الكحول، أو الإصابة ببعض الاضطرابات الهرمونية (الغدد الصمّ) أو نقص في فيتامين D، أو الحالات التي تُسبِّبُ فقد السوائل (ومن ثَمَّ الكهارل أو الكهارل).يمكن أن تصبحَ مستوياتُ الكهارل منخفضة في مرحلة متأخّرة من الحمل.

وقد تحدث التشنّجات بعد فترة وجيزة من الغسل الكلوي (الدِّيال)، لأن غسل الكلى يزيل الكثيرَ من السوائل من الجسم، أو يزيل السوائل بسرعة كبيرة، أو ينقص مستويات الكهارل.

الجدول
الجدول

اضطراباتٌ تُسبِّبُ أعراضًا مشابهة

تُسبِّبُ بعضُ الاضطرابات أعراضًا تشبه التشنّجات العضلية.

خلل التوتّر العضلي هو تقلصات عضلية لاإرادية، ولكنَّها تستمرُّ فترة أطول عادةً، وتحدث أكثر من التشنجات غالبًا.كما أنَّها تميل إلى إصابة العضلات الأخرى، وقد تُصيبُ عددًا منها، بما في ذلك أيَّة عضلة من عضلات الأطراف وكذلك عضلات الظهر والرقبة والصوت.وفي المقابل، تميل تشنجاتُ الساقين الحميدة وتشنجات العضلات المرتبطة بالتمارين الرياضيَّة إلى التأثير في عضلات الربلة.

التَكَزُّز هو تشنجات مستمرة أو دوريَّة للعضلات في جميع أنحاء الجسم،تستمرُّ هذه التشنجاتُ عادة لفترة أطول بكثير من تشنجات العضلات، وتكون أكثر انتشارًا.كما قد تحدث نفضاتٌ في العضلات.

تحدثتشنجات خادعة Illusory في العضلات عند بعض الأشخاص؛حيثُ يشعرون كما لو كانوا يعانون من تشنجات، ولكن لا يحدث تقلّص في العضلات.

تصلّب الشرايين في الساقين (داء الشرايين المحيطية) قد يسبب ألمًا في ربلة الساق ( العرج ) خلال ممارسة النشاط البدني مثل المشي.ينجم هذا الألمُ عن عدم كفاية جريان الدَّم إلى العضلات، وليس بسبب تقلص العضلات كما يحدث في التشنجات.

تقييم التشنجات العضلية

يمكن أن تُساعدَ المعلوماتُ التالية الأشخاص على تحديد مدى ضرورة مراجعة الطبيب واستشارته، وتوقُّع التقييم المناسب لحالتهم.

العَلاماتُ التَّحذيريَّة

تُثير الأَعرَاضُ والخصائص التالية قلقَ الأشخاص الذين يعانون من تشنجات العضلات بشكلٍ خاص:

  • تشنّجات في الذراعين أو الجذع

  • نفضان العضلات

  • علامات اضطراب استعمال الكحول، مثل وجود تاريخ من استهلاك كميات كبيرة من الكحول، ووجود أوردة عنكبوتية (spider veins)، وراحة يد حمراء

  • الضُّعف

  • التشنّجات التي تحدث بعدَ فقدان سوائل الجسم (التجفاف) أو استخدام مُدرَّات البول

  • فقدان الإحساس أو الألم، ما لم يحدثا في وقت التشنج نفسه

إذا كان لدى الأشخاص تشنّجات في الذراعين أو الجذع أو نَفضان في العضلات، يكون السببُ على الأرجح اضطرابًا (مثل الاضطراب في الكهارل أوالهرمونات) أو دواء أو عقار، وليس تشنجات الساق الحميدة أو التشنجات العضليَّة المرتبطة بالتمارين الرياضية.

متى ينبغي مراجعَة الطبيب

يجب على الأشخاص الذين يعانون من تشنجات العضلات استشارة الطبيب في أقرب وقت ممكن، إذا كانوا يعانون أيضًا من اضطراب استعمال الكحول، أو من ضُعف مفاجئ، أو فقد الإحساس، أو أعراضٍ شديدة، أو إذا فقدوا سوائل من الجسم (مثلًا، من خلال القيء أو الإسهال أو التَّعرُّق المفرط).وإلَّا يجب عليهم الاتصال بالطبيب لمناقشة مدى سرعة مراجعتهم له.

ما الذي سيقومُ به الطبيب

يستفسر الأطباءُ في البداية عن أعراض الشخص وعن تاريخه الطبي، ثم يُجرون الفحص السريري.تُشير نتائجُ دراسة الأطبَّاء للتاريخ الصحِّي والفحص السريري غالبًا إلى السبب، وإلى الاختبارات التي قد يكون من الضروري إجراؤها.

ويطلبون من الشخص وصف التشنجات، بما في ذلك ما يلي:

  • متى تحدث

  • مدّة استمرارها

  • مدى تكرارها

  • مكان حدوثها

  • الأحداث التي يبدو أنَّها تُحفِّزها

  • وجود أيَّة أعراض أخرى

يستفسر الأطباءُ عن الأعراض التي تشير إلى الأدلة على السبب:

  • غياب فترات الحيض أو عدم انتظام الدورة الشهرية - وهي أعراض تشير إلى تشنُّجات الساقين المتعلقة بالحمل

  • القيء والإسهال واستخدام مدرّات البول وفرط التمارين والتَّعرُّق - أعراض تشير إلى فقدان أو نقص سوائل الجسم أو الكهارل

  • صعوبة تحمُّل البرد وزيادة الوزن وسماكة الجلد وخشونته ــ وهي أعراضٌ قد تشير إلى قصور الدَّرقيَّة

  • الضُّعف أوالألم أو فقدان الإحساس ــ أَعرَاض تشير إلى اضطراب عصبي

كما يُسأل الشخص عن استعمال الأدوية وتناول الكحول والعلاج الحديث بغسل الكلى، وعن أيَّة علاقة بين معالجات الغسل الكلوي السابقة والتشنجات العضليَّة.

يُركِّز الفحصُ السريري أولًا على الجهاز العصبي (الفحص العصبي)، بما في ذلك تقييم العضلات والمنعكسات.

كما يفحص الأطباءُ الجلدَ للحصول على علامات لما يلي:

  • اضطراب استعمال الكحول (مثل الأوردة العنكبوتية واحمرار راحتي اليدين، وعند الرِّجال، تغيُّرات في نوع الشعر في المنطقة التناسليَّة)

  • قصور الدرقية (مثل الوجه المنتفخ أو الممتلئ وفقدان شعر الحاجبين)

  • التَّجفاف (مثل تراجع مرونة الجلد)

الاختبارات

لا توجد اختباراتٌ يمكن إجراؤها بشكل روتيني.عوضًا عن ذلك، يُجرى الاختبار بناءً على التاريخ الطبي ونتائج الفَحص السَّريري.

وإذا كان التشنجُ منتشرًا بشكلٍ كبيرٍ، لاسيَّما إذا كانت المنعكسات مفرطة النشاط، فإنَّه يُجرى قياس مستويات سكر الدَّم والكهارل (بما في ذلك الكالسيوم والمغنيزيوم)، وتُجرى اختباراتٌ لتقييم خلل وظيفة الكلى (الذي قد يؤدي إلى اضطرابات في مستويات الكالسيوم والمغنيزيوم).

وإذا كانت العضلاتُ المُتشنِّجة ضعيفة أيضًا، فقد يُجرى تخطيط كهربية العضل.ولإجراء هذا الاختبار، يتمُّ إدخال إبرة صغيرة في العضلة لتسجيل النشاط الكهربائي فيها عندما تكون في وضع الراحة، وعند تقلُّصها.

وإذا كان الضعف العضلي منتشرًا على نطاقٍ واسع، ويعتقد الأطباء بأنه مرتبط بمشكلة في الجهاز العصبي، يُجرى تصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) للدماغ والحبل الشوكي.

الوقاية من التشنجات العضلية

تُعدُّ الوقاية من حدوث التشنجات هي الوسيلة الأفضل.يمكن للإجراءات التالية أن تكون مفيدة:

  • عدم التمرين مباشرةً بعدَ تناول الطعام

  • تمطيط العضلات بلطفٍ خلال التمارين أو الذهاب إلى النوم

  • شرب الكثير من السوائل (خاصةً المشروبات الرياضية التي تحتوي على البوتاسيوم) بعدَ التمرين

  • عدم تناول الكافيين (على سبيل المثال، في القهوة أو الشوكولاتة)

  • تجنّب التدخين

  • تجنُّب المنبهات، مثل الكافيين، أو النيكوتين، أو الإيفيدرين، أو السودوإيفيدرين (وهو مزيل احتقان يوجد في الكثير من المنتجات التي لا تتطلب وصفة طبية، ولكن لا يمكن الحصول عليها إلَّا من قِبَل الصيدلاني)

يؤدي التمطيط إلى جعل العضلات والأوتار أكثر مرونة وأقل عرضة للتقلُّص اللاإرادي.يُعدُّ تمطيطُ العدَّاء (عَضَلَة السَّاق gastrocnemius) أفضل تمطيط للوقاية من تشنُّجات ربلة أو عضلة الساق؛حيث يقف الشخصُ على ساق واحدة إلى الأمام وينحني عندَ الركبة، بينما تكون الساق الأخرى في الخلف مع بسط الركبة - وضعية الاندفاع أو الانطلاق lunge position.ويمكن وضعُ اليدين على الحائط أو الجدار لتحقيق التوازن.ويبقى كلا الكعبين على الأرض.تُثنى الركبة الأمامية بشكل أكبر حتى يحدث الشعور بالتمطّط على طول الجزء الخلفي من الساق الأخرى.وكلما ازدادت المسافة بين القدمين وزاد ثني الركبة الأمامية، زاد التمطّط.يستمرّ التمطيطُ مدة 30 ثانية، ويُكرَّر من 4 الى 5 مرات.ثم يَجرِي تكرار تمرين التمطيط على الساق الأخرى.

هل تعلم...

  • يساعد التمطيطُ على منع التشنجات، لأنه يجعل العضلات أقل عرضة للتقلص لاإراديًا (دون أن يتعمّدها الشخص).

علاج التشنجات العضلية

إذا جرى تحديد الاضطراب الذي يمكن أن يُسبب التشنجات العضلية، يتم علاجه.

في حال حدوث تقلص العضلات، فإن تمطيط العضلات المصابة غالبًا ما يخفف من التشنج؛فعلى سَبيل المثال، لعلاج تشنج الربلة (عضلة الساق)، يمكن للشخص استخدام اليد لجرِّ القدم وأصابع القدم إلى أعلى، أو يمكن أن يقوم بتمطيط العداء.وقد يخفف التدليك مؤقتًا من بعض أنماط التشنّجات.

لم تثبُت فعالية معظم الأدوية أو المكملات الموصوفة للوقاية من التشنُّجات المُتكرِّرة (بما في ذلك مُكمِّلات الكالسيوم وكربونات المغنيزيوم والبنزوديازيبينات مثل الديازيبام)، كما يمكن أن يكون لها آثار جانبية.لم يعد يُوصى بالكينين quinine في معالجة التشنُّجات العضلية بسبب آثاره الجانبية، مثل اضطراب النظم القلبي، والقيء، ومشاكل الرؤية، والطنين في الأذنين، والصُّدَاع.ويفيد الميكسيليتين Mexiletine في بعض الأحيان (الذي يستخدم لعلاج اضطراب نظم القلب)، ولكن له الكثير من الآثار الجانبية، مثل الغثيان، والقيء، والرُّعاش (رجفان نَظمي في جزء من الجسم)، والاختلاجات.

نقاط رئيسيَّة

  • تُعدُّ تشنُّجاتُ الساق من الحالات الشائعة.

  • وأكثر الأَسبَاب شيوعًا هي تشنّجات الساق الحميدة والتَّشنُّجات المرتبطة بالتمارين الرياضيَّة.

  • يمكن للتمطيط وعدم استهلاك الكافيين أن يساعدَ على الوقاية من حدوث تشنُّجات العضلات.

  • لا يُوصى باستعمال الأدوية عادةً للوقاية من حدوث تشنُّجات العضلات.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID