التهابُ العظم والنقي Osteomyelitis

حسبSteven Schmitt, MD, Cleveland Clinic Lerner College of Medicine at Case Western Reserve University
تمت مراجعته ذو القعدة 1443

التهابُ العظم والنقي osteomyelitis هو حالة عدوى تصيب العظام، وينجم عادةً عن الجراثيم أو المتفطرات أو الفطريَّات.

  • يمكن للجَّراثيم أو المتفطّرات أو الفطريات أن تُصيبَ العظامَ بالعدوى من خلال الانتشار عبر الدَّم أو، في كثيرٍ من الأحيان، عن طريق الانتشار من الأنسجة المجاورة المصابة بالعدوى أو الجروح المفتوحة الملوَّثة.

  • يعاني المرضى من ألمٍ في أحد أجزاء العظام ومن الحمّى ومن نَقص الوَزن.

  • تُجرى اختباراتُ الدَّم والتصوير، ويقوم الأطباءُ باستئصال عَيِّنَة من العظام لإجراء الاختبارات.

  • ينبغي استعمالُ المضادَّات الحيوية لأسابيع، وقد يكون من الضروري إجراء عملية جراحية لاستئصال العظام المصابة بالعدوى.

يعدّ التهاب العظم والنقي أكثرَ شُيُوعًا عندَ الأطفال الصغار وكبار السِّن، إلَّا أنَّ جميعَ الفئات العمرية معرَّضةٌ لخطر هذا الالتهاب.كما تزداد فرصةُ الإصابة بالتهاب العظم والنقي عندَ الذين يعانون من حالاتٍ طبيةٍ خطيرة.

يتورَّم الجزء الداخلي الرخو من العظم (نقي العظام) غالبًا عندما يُصاب العظم بالعدوى.ويمكن أن تصبحَ الأوعية الدموية في نقي العظام مضغوطة نتيجة ضغط الأنسجة المُتورِّمة على الجدار الخارجي القاسي للعظم، ممَّا يُقلِّل أو يقطع إمدادات الدَّم إلى العظام.

وقد تموت أجزاءٌ من العظم إذا لم تكن إمدادات الدَّم كافية.تصعب معالجةُ العدوى في هذه المناطق من العظام الميتة، لأنَّه من الصعب وصول خلايا الجسم الطبيعية المكافِحة للعدوى والمضادَّات الحيوية إليها.

كما يمكن للعدوى أن تنتقلَ إلى خارج العظم لتشكيل تجمُّعات من القيح (خراجات) في الأنسجة الرخوة المجاورة، مثل العضلات.تُصرَّف الخراجات من خلال الجلد في حالاتٍ نادرة.

أسباب التهاب العظم والنقي

يمكن أن تصاب العظام، التي تكون محميَّةً بشكل جيّد من العدوى عادةً، بالعدوى من خلال ثلاث طُرُق:

  • مجرى الدَّم (الذي قد يحمل عدوى من جزء آخر من الجسم إلى العظام)

  • الغزو المباشر (عن طريق الكسور المفتوحة أو الجراحة أو الأدوات التي تخترق العظام)

  • العدوى من البنى المجاورة، مثل المَفاصِل الطبيعية أو الاصطناعية أو الأنسجة الرَّخوة

قد تُسبِّبُ الإصابة والجسم الغريب (مثل المَفصِل الاصطناعي المصاب بالعدوى) وانخفاض إمدادات الدَّم إلى الأعضاء أو الأنسجة (نقص التروية) التهابَ العظم والنقي.

كما قد يحدث التهابُ العظم والنقي تحت قرحات الضغط العميقة.

وتنجم معظمُ حالات التهاب العظم والنقي عن الغزو المباشر أو حالات العدوى في الأنسجة الرخوة المجاورة (مثل قرحة القدم الناجمة عن ضعف الدورة الدموية أو داء السُّكَّري).

الانتشارُ عبر الدَّم

يؤدي انتشارُ الكائنات الحية المُسبِّبة لالتهاب العظم والنقي عبر الدم إلى إصابة أجزاء الجسم التالية بالعدوى عادةً:

  • نهايات عظام الساق والذراع عند الأطفال

  • العمود الفقري (الفقرات) عندَ البالغين، وخصوصًا كبار السنّ

يُطلقُ على حالات العدوى التي تُصيب الفقرات تعبير التهاب العظم والنقي الفَقَري.يكون الأشخاصُ الأكبر سنًّا، أو الضعفاء (مثل الأشخاص الذين يعيشون في دور رعاية المسنّين) أو المصابون بداء الكريَّات المنجليَّة أو الذين يخضعون لجلسات غَسل الكُلى أو الذين يستعملون إبرًا غير معقَّمة لحقن أدويتهم، عرضةً بشكلٍ خاص للإصابة بالتهاب العظم والنقي الفقري.

تُعدُّ البكتيريا العنقودية الذهبية أكثرَ الجراثيم التي تتسبَّبُ في حدوث التهاب العظم والنقي شيوعًا، وهي تنتشر عن طريق مجرى الدَّم. يمكن أن تنتشرَ بكتيريا المتفطِّرة السُّليَّة (البكتيريا المسبِّبة للسُّل) والفطريَّات بنفس الطريقة وتسبب التهاب العظم والنقي، وخصوصًا عندَ الذين يعانون من ضعفٍ في الجهاز المناعي (كالمصابين بعدوى فيروس العَوَز المَناعي البَشَري أو بأحد أنواع السَّرطان أو الذين يخضعون للعلاج بالأدوية التي تثبِّط جهاز المناعة) أو الذين يعيشون في المناطق التي تنتشر فيها بعضُ حالات عدوى الفطريَّات.

الغزوُ المباشر

يمكن أن تصيبَ الجراثيم أو بذور الفطريَّات (تسمى الأبواغ spores) العظم بالعدوى مباشرةً عبر الكسور المفتوحة أو في أثناء إجراء العمليَّات الجراحيَّة للعظام أو من التجهيزات الملوَّثة التي تخترق العظام.

قد يحدث التهابُ العظم والنقي في موضع الاتصال الجراحي لقطعة المعدن بالعظم، كما يحدث عندَ إصلاح كسر الورك أو غيره.كما قد تصيب الجراثيم أو أبواغ الفطريَّات العظامَ التي اتّصلت بمفصل اصطناعي (بديل اصطناعي) بالعدوى (انظر التهاب المفاصل العدوائي الذي يُصيب المفصل الاصطناعي).ويمكن أن تنتقلَ الكائنات الحية إلى منطقة العظام المحيطة بالمفصل الاصطناعي في أثناء عملية استبدال المَفصِل، أو قد تحدث العدوى لاحقًا.

الانتشارُ من البُنى المجاورة

قد ينجم التهابُ العظم والنقي عن عدوى في الأنسجة الرخوة المجاورة أيضًا.تنتشر العدوى إلى العظام بعدَ عدة أيام أو أسابيع.ومن المرجَّح أن يحدثَ هذا النوعُ من الانتشار عندَ كبار السن بشكلٍ خاص.

قد تبدأ هذه العدوى في منطقةٍ تضرَّرت من إصابةٍ أو جراحةٍ أو من المُعالجة الشعاعيَّة أو من السرطان أو من قرحة الجلد (وخاصة قرحة القدم) النَّاجمة عن ضَعف الدَّورة الدَّموية أو داء السُّكَّري.قد تنتشر عدوى الجيوب أو اللثَّة أو الأسنان إلى الجمجمة.

أعراض التهاب العظم والنقي

قد تؤدي حالات عدوى التهاب العظم والنقي الحادّ المنتشر عبر الدم في عظام الساق والذراع إلى حدوث الحمَّى، وإلى شعورٍ بالألم في العظم المصاب بالعدوى بعد أيَّامٍ في بعض الأحيان.قد تكون منطقةُ الجلد فوق العظم مؤلمةً وحمراءَ ودافئة ومتورِّمة، ويمكن أن تكون الحركة مؤلمة.وقد يفقد الشخص بعضَ الوزن، ويشعر بالتعب.

تتورَّم المنطقة فوق العظم وتصبح مؤلمة عندما ينجم التهاب العظم والنقي عن حالات عدوى في الأنسجة الرخوة المجاورة أو من الغزو المباشر من قبل كائنٍ حي.يمكن أن تتشكَّل الخراجات في الأنسجة المحيطة بها.قد لا تُسبِّب حالات العدوى هذه الحُمَّى.

تؤدي العدوى في المنطقة المحيطة بالطرف أو بالمفصل الاصطناعي إلى ألمٍ مستمرٍّ في تلك المنطقة عادةً.

يحدث التهابُ العظم والنقي الفقري بشكلٍ تدريجيٍّ عادةً، مسبِّبًا شعورًا مستمرًا بألم الظهر وبالإيلام عند لمسه.يتفاقم الألمُ مع الحركة ولا يخفُّ بالراحة أو تطبيق الحرارة أو مسكنات الألم.لا يُعاني المرضى غالبًا من الحمَّى التي تُعدُّ أوضحَ علامةٍ على العدوى عادةً.يمكن أن يكون الألم مستمرًا.

قد تتحوَّل الحالة إلى التهاب العظم والنقي المزمن إذا لم تجرِ مُعالَجَة التهاب العظم والنقي بنجاح.وهي من حالات العدوى المستمرَّة التي يصعُبُ الشفاء منها.يتعذَّر تشخيصُ التهاب العظم والنقي المزمن إلَّا بعد مدّة طويلة في بعض الأحيان، نتيجة عدم وجود أيَّة أعراض وذلك لأشهرٍ أو سنوات.ومن الشائع أن يتسبَّبَ التهاب العظم والنقي المزمن بألمٍ في العظام وحالات عدوى متكررة في الأنسجة الرخوة فوق العظام وتصريفٍ مستمرٍّ أو مُتقطِّعٍ للقيح من خلال الجلد.يحدث هذا التصريفُ عندما يتشكَّل ممرٌّ (سبيل جيبي) من العظام المصابة بالعدوى إلى سطح الجلد، حيث يُصرَفُ القيح عبر السبيل الجيبي.

تشخيص التهاب العظم والنقي

  • الاختبارات الدَّموية

  • اختبارات التصوير، مثل التَّصوير بالأشعَّة السِّينية والتصوير المقطعي المحوسب والتصوير بالرنين المغناطيسي أو إجراء مسحٍ للعظام أو مسحٍ أو تفرُّس لخلايا الدَّم البيضاء

قد تشير الأَعرَاضُ والنتائج التي وجدها الأطباء خلال الفَحص السَّريري إلى التهاب العظم والنقي؛فمثلًا، قد يشتبه الأطباء في التهاب العظم والنقي عند شخصٍ يُعاني من ألمٍ مستمرٍّ غير مُفسر في جزء من العظم وعند شخصٍ يُعاني أو لا يُعاني من الحُّمَّى، وعند شخصٍ يشعر بالتعب معظم الوقت.

يوصي الأطباءُ عند الاشتباه بالتهاب العظم والنقي بإجراء اختبارٍ دمويٍّ للتَّحرِّي عن الالتهاب من خلال قياس واحدٍ مما يلي:

  • اختبار سرعة تثفُّل الكريَّات الحمر (اختبار يقيس السرعة التي تترسَّب فيها خلايا الدَّم الحمراء في قعر أنبوب الاختبار المحتوي على الدَّم)

  • مستوى البروتين التفاعلي سي C-reactive protein (وهو البروتين الذي يدور في الدَّم ويزداد مستواه بشكل كبير عند وجود التهاب)

يُشخَّص وجودُ التهاب عادةً عند زيادة مستوى سرعة تثفُّل الكريَّات الحمر أو مستويات البروتين التفاعلي سي.كما تشير فحوصاتُ الدَّم إلى زيادة مستويات خلايا الدَّم البيضاء غالبًا؛لا تكفي نتائجُ هذه الاختبارات الدمويَّة لوضع تشخيص التهاب العظم والنقي؛إلَّا أنَّ النتائجَ التي تُظهِر وجود التهاب بسيط أو عدم وجوده فإنَّها قد تُشير إلى أن الشَّخص غيرُ مُصابٍ بالتهاب العظم والنقي.

قد تُظهر صورة الأشعَّة السِّينية وجودَ تغيّرات مميزة نتيجة الإصابة بالتهاب العظم والنقي، ولكنَّها لا تظهر إلَّا بعد 2-4 أسابيع من ظهور الأَعرَاض الأولى في بعض الأحيان.

يمكن اللجوءُ إلى التصوير المقطعي المُحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي إذا كانت نتائج التصوير بالأشعَّة السِّينية غير واضحة، أو إذا كانت الأَعرَاض شديدة.يُتيحُ التصويرُ المقطعي المحوسب والتصوير بالرنين المغناطيسي تحديد المناطق أو المَفاصِل المصابة بالعدوى، ويكشف عن حالات العدوى القريبة مثل الخرَّاجات.

ويمكن إجراء مسحٍ أو تفرّس للعظام بدلًا من طرق التصوير السابقة (يُصوَّرُ العظم بعدَ حقن مادة تسمّى التكنيتيوم المشع).تظهر المنطقة المصابة بالعدوى بشكلٍ غير طبيعي دائمًا عند مسح العظام، إلَّا عند الرضَّع، لأن عمليات المسح قد لا تشير بشكلٍ موثوق إلى وجود شذوذات في العظام قيد النُّمو.ولذلك لا يمكن لفحص العظام دائمًا تمييزَ حالات العدوى عن اضطرابات العظام الأخرى.يمكن أن يساعد التفرُّس بالكريَّات البيض (الصور التي تُجرى بعد تسريب الكريَّات البيض المشعة بالإنديوم المشع في الوريد) على التمييز بين حالات العدوى والاضطرابات الأخرى في المناطق التي تكون غير طبيعية عند تفرُّس العظام.

قد يأخذ الأطباء عيناتٍ من الدم أو القيح أو سائل المَفصِل أو من العظام نفسها لفحصها، وذلك لتشخيص عدوى العظام وتحديد الكائنات الحية المُسبِّبة لذلك.لتشخيص التهاب العظم والنقي الفقري، تُؤخذ عيناتٍ من أنسجة العظام عادةً بواسطة إبرةٍ أو خلال الجراحة.

مآل التهاب العظم والنقي

يكون مآلُ الذين يعانون من التهاب العظم والنقي جيِّدًا بالعلاج المبكِّر والصحيح عادةً؛إلَّا أنَّه يحدث التهاب العظم والنقي المزمن في بعض الأحيان، وقد تعود خراجات العظام بعدَ أسابيع أو أشهر أو حتى بعد سنوات.

علاج التهاب العظم والنقي

  • المضادَّات الحيوية أو الأدوية المُضادَّة للفطريات

  • الجراحة في بعض الأحيان

  • تُعالَج الخُراجاتُ بتصريف محتواها عادةً

المضادَّاتُ الحيوية والأدوية المُضادَّة للفطريات

يُعدُّ استعمالُ المضادَّات الحيويَّة العلاجَ الأكثر فعاليَّة للأطفال والبالغين الذين أُصيبوا حَديثًا بعدوى في العظام عبر الدَّم.تُستعمل المضادَّات الحيويَّة الفعَّالة تجاه بكتيريا العنقوديَّة الذهبيَّة Staphylococcus aureus والكثير من أنواع البكتيريا (المضادَّات الحيويَّة واسعة الطيف) عند تعذُّر معرفة الجرثوم المُسبِّب للعدوى.يمكن استعمال المضادَّات الحيويَّة عن طريق الوريد لمدة تتراوح بين 4-8 أسابيع وفقًا لشدَّة العدوى؛ثمَّ يمكن الاستمرار في إعطاء المضادَّات الحيوية عبر الفم لمدَّة أطول من الزمن وفقًا لمدى استجابة الشخص للعلاج.يحتاج بعضُ الذين يعانون من التهاب العظم والنقي المزمن إلى استعمال المضادَّات الحيويَّة لأشهر.

ومن الضروري استعمال الأدوية المُضادَّة للفطريات عدةً أشهر عند تشخيص العدوى الفطرية أو الاشتباه بها.وليس من الضروري اللجوء إلى العلاج الجراحي عادةً إذا اكتُشفَت العدوى في مرحلةٍ مبكِّّرة.

الجراحة والتَّصريف

يُعالَجُ البالغون المصابون بالتهاب العظم والنقي الجرثومي الفقري بالمضادَّات الحيوية لمدة تتراوح بين 4-8 أسابيع عادةً.ومن الضروري حصولُ الشخص على الراحة في الفراش في بعض الأحيان، وقد يحتاج إلى استعمال دعامة أو سِناد.قد يكون من الضروري إجراء عمليَّة جراحية لتصريف محتوى الخراجات أو لتثبيت الفِقرات المتضررة (لمنع الفِقرات من الانهيار ومن ثَمَّ الإضرار بالأعصاب المجاورة أو الحبل الشوكي أو الأوعية الدَّموية).

يزداد العلاجُ تعقيدًا عندما ينجم التهاب العظم والنقي عن عدوى من الأنسجة الرخوة المجاورة.تُستأصل جميعُ الأنسجة الميتة والعظام جراحيًّا عادةً، ويُملأ الحيِّز الناتج بجلدٍ سليمٍ أو بأنسجةٍ أخرى؛ثمَّ تُعالج العدوى بالمضادات الحيويَّّة.قد يكون من الضروري استعمالُ مضادَّات حيوية واسعة الطيف لأكثر من 3 أسابيع بعدَ الجراحة.

ويجب تصريفُ محتوى الخراج جراحيًّا إذا كان موجودًا.كما قد يكون من الضروري إجراءُ جراحةٍ للذين يعانون من الحُمَّى المستمرة ونَقص الوَزن.

للمزيد من المعلومات

يمكن للمصدر التالي باللغة الإنجليزية أن يكون مفيدًا.يُرجى ملاحظة أن دليل MSD غير مسؤول عن محتوى هذا المصدر.

  1. مؤسسة التهاب المفاصل: معلومات شاملة عن أنواع مختلفة من التهاب المَفاصِل، بما في ذلك التهاب المَفاصِل العدوائي، ومعلومات حول التعايش مع التهاب المَفاصِل

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID