داءُ الإيرليخِيَّات وداء الأَنابلازميَّات

تعدُّ أعراضُ داء الإيرليخِيَّات وداء الأَنابلازميَّات متشابهة.تبدأ الأَعرَاضُ بعدَ نَحو 12 يومًا من لدغة القراد عادة.ويكون ظهورُ هذه الأَعرَاض فجأة.وهي تشتمل على الحُمَّى والقشعريرة وآلام العضلات والضعف والغثيان أو التقيّؤ والسُّعال والصداع والشعور بالتوعُّك.

كما قد يظهر طفحٌ جلدي على الجذع والذراعين والساقين لدى بعض الأشخاص المصابين بداء الإيرليخِيَّات، لكنَّه غير شائع في الأشخاص المصابين بداء الأَنابلازميَّات.ولكنَّ بعضَ الأشخاص لا يكون لديهم أعراض.

قد يسبِّب داءُ الإيرليخِيَّات وداء الأَنابلازميَّات تجلطًا دمويًّا واسعًا (التخثُّر المنتثر داخل الأوعية)، وخللاً شَديدًا (فشلًا) في عدَّة أعضاء، واختِلاجَات وغيبوبة.

وتكون أعراضُ كلٍّ من حالتَي العدوى هاتين أكثرَ شدَّة في الأشخاص الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي (بسبب اضطراب ما، مثل العدوى بفيروس العَوَز المَناعي البَشَري المُكتَسَب أو بسبب الأدوية مثل الستيرويدات القشرية).والموتُ غير شائع هنا، ولكن من المرجَّح أن يحدثَ في الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي أو الذين لا يعالجون بشكلٍ سريع وكافٍ.

• الاختبارات الدموية

يطلب الأطباءُ إجراء اختبارات للدم، وهي ما قد تكشف انخفاضَ عدد خلايا الدَّم البيض، وانخفاضَ عدد الصُّفَيحات الدَّمويَّة، وزيادة مستويات إنزيمات الكبد، واضطرابًا في تخثُّر الدم.ولكنَّ هذه النتائجَ تحدث في العديد من الاضطرابات الأخرى.

ويمكن إجراء تقنية تفاعل البلمرة التسلسلي (PCR).يجري استخدامُ عَيِّنَة من الدم.تزيد تقنية PCR من كمية الحمض النووي الوراثي للبكتيريا، وبذلك تمكّن الأطباءَ من التعرّف إلى البكتيريا بسرعة أكبر.

ولذلك، قد تكون الاختباراتُ الدَّمويَّة لتحرِّي وجود أجسام مضادة لهذه الجراثيم مفيدة، ولكنَّ هذه الاختبارات لا يمكنها كشف الأجسام المُضادَّة إلا بعد عدة أسابيع من بدء المرض عادة.

وللوقاية من هذه الاضطرابات، يجب على الأشخاص اتخاذ تدابير لمنع التعرُّض للدغات القراد.(أنظر أيضًا مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها: الوقاية من لدغات القراد.)

يتضمن منعُ وصول القراد إلى الجلد ما يلي:

• تجنُّب مناطق انتشار القراد، واتباع اللوحات الإرشاديَّة

• إدخال السَّراويل في الأحذية أو الجَوارب

• ارتداء القمصان ذات الأكمام الطويلة

• تطبيق طاردات للحشرات مع ثنائي إيثيل تولواميد DEET على الأسطح الجلدية

يجب أن يُستخدَم DEET بحذر عندَ الأطفال الصغار جدًّا، لأنه جَرَى الإبلاغ عن تفاعلات سامَّة لديهم.يقتل تطبيقُ بيرميثرين Permethrin على الملابس القرادَ بشكل فعَّالوتعدُّ عملياتُ البحث المتكرِّرة عن القراد، وخاصَّة في المناطق المشعَّرة والأطفال، ضروريةً في المناطق الموبوءَة التي تشيع فيها العدوى المنقولة بالقُراد.

يجب إزالة القراد المنحشِر بدقَّة، دون سحقه بين الأصابع، لأنَّ سحقَ القراد قد يؤدِّي إلى انتقال المرض.يجب تجنّب الإمساك بجسم القراد أو عصره؛فبالجرِّ التَّدريجي على الرأس بملقط صغير يُزال القُراد.ويجب مسحُ نقطة الاتصال بالكحول.يعدُّ الفازلين وأعواد الثِّقاب المضاءة، وغيرهما من المهيِّجات، طرائقَ غير فعَّالة لإزالة القراد، بل يجب تجنّب استخدامها.

لا تتوفَّر وسائل عمليَّة لتخليص مناطق بأكملها من القراد.ولكن، قد ينقص عدد القراد في المناطق التي تكون شائعة فيها عن طريق جعل البيئة أقلّ جاذبية للحيوانات التي تحمل القراد؛فعلى سبيل المثال، يمكن للبشر أن يجعلوا المناطق أقلّ جاذبية للفئران عن طريق إزالة أكوام الخشب وفضلات الأوراق وإزالة الأعشاب الطويلة وتنظيف المناطق حولَ المنازل، وخاصّة مناطق اللعب.يمكن للفئران أن تختبئ وتعشّش في مثل هذه الأماكن.

• المضادَّات الحيوية

إذا كان لدى الأشخاص الذين قد تعرَّضوا للقراد المصاب أعراض نموذجية، يمكن البدءُ بعِلاج داء الإيرليخِيَّات أو داء الأَنابلازميَّات عادة قبلَ أنن تصبح نتائجُ الاختبار متاحة؛فعندَ بدء العلاج مبكِّرًا، يستجيب معظمُ الأشخاص بسرعة وبشكل جيِّد.ولكنَّ التأخُّرَ في العلاج قد يؤدِّي إلى مُضَاعَفاتٍ خطيرة، بما في ذلك الوفاة في 2-5٪ من الأشخاص.

يُستخدَم دوكسي سيكلين Doxycycline عادة؛حيث يُعطى هذا المضادّ الحيويّ إلى حين تَحسُّن الحالة وزوال الحمَّى لمدَّة 24 إلى 48 ساعة، ولكن يجب أخذُه لمدّة 7 أيَّام على الأقلّ.

يستمرّ عندَ بعض الأشخاص الصداعُ والشعور بالضعف والتوعُّك لعدَّة أسابيع بعدَ العلاج.