لمحةٌ عامة عن البورفيريات

حسبHerbert L. Bonkovsky, MD, Wake Forest University School of Medicine;
Sean R. Rudnick, MD, Wake Forest University School of Medicine
تمت مراجعته رجب 1444

البورفيريَّات هِيَ مجمُوعةٌ من الاضطرابات الناجمة عن حَالات عَوَز للإنزيمات التي تُمارِسُ دورًا في إنتاج الهيم.

والهيم هُوَ مُركَّبٌ كيميائي يحتوي على الحديدِ ويعطي الدَّم لونه الأحمر.يُعدُّ الهيم المُكوِّن الرئيسي للعديدِ من البروتينات المهمَّة في الجسم.يُعدُّ الهيمُوغلوبين واحداً من هذه البروتينات، وهُو يُمكِّنُ كريات الدَّم الحمراء من نقل الأكسجين.كما يُعدُّ الهيم أيضًا جزءاً مهمَّاً من إنزيمات مُعيَّنة يُنتِجها الكبد.والإنزيماتُ هي بروتينات خاصة يجري إنتاجها من قبل الخلايا تقوم بتسريع التفاعلات الكيميائية في الجسم.

يَجري إنتاج الهيم بشكلٍ رئيسي في نقِي العِظام والكبد من خلال عملية معقدة تتطلب عمل ثمانية إنزيمات مُختلفة بانسجام وتناغم.تعملُ الإنزيمات واحداً تلو الآخر في خطوات منفصلة تأخذ فيها وحدات البناء الابتدائية عبر العديد من المُركَّبَات المُتوسِّطة المُختلفة، لتُنتِج الهيم في النهاية.إذا كان هناك عَوز لواحد من هذه الإنزيمات، قد تتراكم مركّبات وسيطة (طلائع مُعيَّنة للبورفيرين).وقد تتراكم في:

  • نِقي العَظم

  • الكبد

  • الجلد

  • نُسج أخرى

كما قد تظهر أيضًا طلائع الهيم بكميات زائدة في الدم أو يجري إفرازها في البول أو البراز.تُؤدِّي طلائع الهيم المُتراكمة إلى ظُهور أعرَاضٍ وكثيرًا ما يمكن كشفها عن طريق الاختبارات للمساعدة على تشخيص البُرفيرِيَّة.تستنِدُ الطلائع المُحدَّدة للهيم التي تتراكم والأعراض التي تظهر إلى الإنزيم الذي هناك عَوز فيه.

البورفيريَّات هي مجموعة من الاضطرابات المختلفة، وينجُم كل واحدٍ منها عن عَوز في واحدٍ من الإنزيمات التي تحتاج إليها عملية إنتاج الهيم.وينجُم كل عَوز في الإنزيم عن شذوذ في الجين (طفرة) المسؤول عن إنتاج الإنزيم المعنيّ.ينتقِلُ الجين الشاذ في جميع الحالات تقريبًا من الأب أو الأم، وفي حالاتٍ نادرةٍ من كليهما.

تَصنيف البورفيريات

يمكن تصنيف البورفيريَّات بعدَّة طُرق،ويُعدُّ تصنيفها استنادًا إلى العوز في إنزيمٍ مُحدَّد الأكثر دقَّةً.

يقوم نظامُ تصنيف أبسط بالتمييز بين البورفيريَّات على انَّها حادَّة أو جلديَّة

  • البورفيريَّات الحادَّة: هي البورفيريَّات التي تُسبِّبُ أعراضًا عصبيَّة ونفسية وبطنيَّةً

  • البورفيريَّات الجلديَّة: هي البورفيريَّات التي تُسبِّبُ أعراضًا جلديَّة عندما يتعرَّض الجلد إلى ضوء الشَّمس

يستند نظام تصنيف ثالث إلى المكان الذي تنشأ فيه الطلائع الزائدة:

  • البورفيريات الكبدية: هي الطلائع التي تنشأ في الكبد أوَّلاً

  • البورفيريات المُكوِّنة للكريات الحُمر: هي الطلائع التي تنشأ في نقيّ العِظَام أوَّلاً

يجري تصنيف بعض البورفيريات ضمن أكثر من واحدٍ من التصنيفات السابقة.

البورفيريَّات الحادَّة

تُسبِّبُ البورفيريَّات الحادَّة نوبات مُتقطِّعة من أعراضٍ بطنية، ونفسيَّة، وعصبيَّة.ويجري تحريض هذه النوبات عادةً عن طريق الأدوية التي يصفها الأطباءُ (بما فيها موانع الحمل الفمويَّة)، والكحُول، والتدخين، وعوامِل أخرى مثل الصِّيَام، أو أنوَاع العَدوى، أو الشدَّة.بالنسبة إلى الشابات، تكون التغيُّرات الهُرمونِيَّة في أثناء الطمث هي المُحرِّض النموذجيّ للهجمات الحادة أيضًا.

إنَّ البورفيريَّة الحادَّة الأكثَر شُيوعًا هي

وتنطوي البورفيريات الحادَّة الأخرى على:

  • البورفيريَّة المُبرقَشة Variegate

  • الكُوبروبورفيريَّة الوراثيَّة

  • بورفيريَّة عَوز نازعة الماء لحمض دلتا-أمينوليفولينيك (Delta-aminolevulinic acid dehydratase-deficiency porphyria)، وهي نادرةٌ جداً

كما قد تُؤدِّي بعض أنواع البورفيريَّة الحادَّة (البورفيريَّة المُبرقَشة والكُوبروبورفيريَّة الوراثيَّة) إلى أعراضٍ جلديَّة أيضًا.

البورفيريَّات الجلديَّة

تُسبِّبُ البورفيريَّات الجلديَّة أعراضًا تنطوي على الجلد من بعد التعرُّض إلى ضوء الشمس،وفي هذا النوع من البورفيريَّات، تترسَّب بورفيرينات مُعيَّنة في الجلد؛وعندما تتعرَّض إلى الضوء والأكسجين، تُولِّدُ هذه البورفيرينات شكلاً غير مستقرّ من الأكسجين ولديه القُدرة على التسبُّب بالضَّرَر للجلد.

تُسبِّبُ بعض البورفيريات الجلديَّة أعراضًا تميلُ إلى أن تكون مستمرَّةً أو مُتقطِّعَةً،وتنطوي هذه البورفيريَّات على:

  • البورفيريَّة الجلديَّة الآجلة، وهي أكثر أنواع البورفيريات الجلدية شُيُوعًا

  • البورفيريَّة الخلقيَّة المُكَوِّنة للكريات الحُمر

  • البورفيريَّة الكبديَّة المُكَوِّنة للحُمر (نادرةٌ جداً)

ويُصبح الجلد هشَّاً وتتشكَّل فُقاعات بشكلٍ عام على المناطق التي تعرَّضت إلى الشمس (مثل الوجه والعُنق واليَدين والسَّاعدين) او على الجلد المُتضِّرر.كما تنجُم الأعراض الجلدية المُتمَاثلة عن نوعين من البروفيريَّة الحادَّة (البروفيريَّة المُبَرقشة والكُوبروبورفيريَّة الوراثيَّة).بما أن الأعراض قد تستغرق فترة لكي تحدث بعد التعرض للشمس، فغالبًا ما لا يُدرِكُ الأشخاص الصِّلَة بين الأعراض لديهم والتعرُّض إلى الشمس.

تُسبِّبُ البورفيريَّات الجلدية الأخرى أعراضًا تظهر بشكلٍ فوريٍّ أكثر من بعد التعرُّض إلى الشمس،وتنطوي هذه البورفيريَّات على:

يُعاني المرضى من ألمٍ حارقٍ من دُون تشكُّل فُقاعات خلال دقائق أو ساعات من بعد التعرُّض إلى الشَمس.ويُمكن أن يستمرّ الألم لساعاتٍ أو أيام.ولا يتغيَّر مظهر الجلد غالبًا، ولكن قد يحدُث تورُّم واحمِرار.عادةً ما يعاني المصابون بهذه الاضطرابات من أعراض تحذيرية مبكرة مثل الإحساس بالوخز أو الحرقة الخفيفة، والذي يُطلق عليه اسم الأعراض البادرية، وذلك قبل ظهور الأعراض الجلدية الأكثر شدة واستمرارًا.يجب على الأشخاص الذين يعانون من مثل هذه الأعراض التحذيرية أن يحتموا من الشمس على الفور لمنع حدوث الأعراض الأكثر شدة.

تشخيص البورفيريات

  • قياس البورفيرينات في البَّول وطلائع البورفيرين في البول أو الدَّم

  • الاختباراتُ الجينية

الاختبارات الدمويَّة أو البوليَّة

يمكن اختبار الدَّم والبول للتَّحرِّي عن البورفيرينات أو عن أشكالها الطلائعيَّةفي العديد من البورفيريَّات، قد يتغيَّر لون البول إلى الأحمر أو البنيّ المائل إلى الحُمرَة،وفي بعض الأحيان يظهر تغيُّر اللون فقط من بعد تعرُّض البول إلى الهواء والضوء لفترة تتراوح بين دقائق إلى ساعات.

البيلة البورفيرينيَّة الثانويَّة secondary porphyrinuria

يقومُ الأطباء بتشخيص البورفيريَّات عن طريق قياس البورفيرينات وطلائع البورفيرين في البَّول.هناك العديد من الأمراض التي لا علاقة لها بالبورفيريات، مثل اضطرابات الدم أو اضطرابات الكبد، والتعرض لأدوية محددة أو سموم مثل الكحول، والبنزين، والرصاص، قد تزيد بحد ذاتها من كمية البورفيرينات في البول.وتوصف هذه الظاهرة بالبيلة البورفيرينيَّة الثانويَّة.وهي سببٌ شائع لفرط تشخيص البورفرية الخاطئ.

التحرِّي عن البورفيريات

من أجل تجنُّب التعرض إلى الموادّ التي يُمكنها أن تُسرِّع من نوبات البورفيريَّة الحادَّة أو أعرَاض البورفيريَّة الجلديَّة، يحتاج الأشخاص إلى معرفة ما إذا كانوا يحملون طفرة جينية تؤدي إلى عوزٍ أحد الإنزيمات.يجري تحليل الجينات في عيِّنات الدَّم أو اللعاب عادةُ.

من الأفضل أن يتم اختبار الطفل الذي يعاني أحد والديه من خلل جيني يُعرف باحتمال تسببه بالبورفيريا الحادة لوجود نفس الطفرة لديه قبل البلوغ بوقت كافٍ.ومن ثمَّ يُمكن تعليم الطفل مُسبقاً كيف يتجنَّب النوبات الحادَّة والتي تُعدُّ نادرةً قبل سنّ البلوغ.

كما ينبغي أيضًا إجراء اختبارات لأفراد الأسرة الأكبر سنًا للشخص الذي يحمل خللًا جينيًا لتأكيد أو استبعاد احتِمال أن يكون لديهم استعداد للإصابة بالبورفيرية الحادَّة أو إمكانية نقلهم المرض لطفل.

للمزيد من المعلومات

يمكن للمصادر التالية باللغة الإنجليزية أن تكون مفيدة.يُرجى ملاحظة أن دليل MSD غير مسؤول عن محتوى هذه المصادر.

  1. American Porphyria Foundationالمؤسسة الأمريكية للبُرفيرِيَّة : تهدف إلى تثقيف ودعم المرضى والأسر المتأثرة بالبورفيريَّات ودعم الأبحاث في مجال علاج البورفيريا والوقاية منها.

  2. المؤسسة الأمريكية للبُرفيرية: قاعدة بيانات الأدوية الآمنة وغير الآمنة: توفر قائمة محدثة من الأدوية المتوفرة في الولايات المتحدة لمساعدة الأطباء في وصف الأدوية للمرضى الذين يعانون من البورفيريات

  3. الرابطة الوطنية للبُرفيرية: توفير التعليم والدعم للمرضى وأسرهم؛ وتوفر معلومات موثوقة لمقدمي الرعاية الصحية؛ والرعاية البديلة وتعزز وتدعم الأبحاث السريرية لتحسين تشخيص وتدبير البورفيريات

  4. European Porphyria Network: يُشجِّع البحوث السريرية حول البورفيريات

  5. قاعدة بيانات الأدوية الآمنة وغير الآمنة: توفر قائمة محدثة من الأدوية المتوفرة في أوروبا لمساعدة الأطباء في وصف الأدوية للمرضى الذين يعانون من البورفيريات

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID