الإصابة المِحواريَّة المُنتشرة

تُغادر الإشارات العصبية الخلايا العصبية عن طريق جزء من الخلية العصبيَّة يُسمَّى المحوار.وعند حدوث إصابة محواريَّة مُنتشرة، تتضرَّر المحاور العصبية في جميع أنحاء الدماغ.

البنية النموذجية للخليَّة العصبيَّة

تتكوَّن الخليَّةُ العصبية (العَصَبون neuron) من جسم الخلية الكبير والألياف العصبية - وأحدُها يكون بشكل استطالة ممدودة—محوار عصبي واحد (axon) لإرسال النبضات أو الإشارات، مع العديد من الفروع (التغصُّنات dendrites) عادة لتلقي النبضات أو الإشارات.تتجاوز الإشارةُ الواردة من المحور العصبي المشبكَ (الوصلة بين خليتين عصبيتين) إلى تغصّن خلية أخرى. ويُحَاط كلُّ محور عصبي كبير بدِبقِيَّات قَليلَةُ التَّغَصُّن في الدماغ والحبل الشوكي، وبخَلايا شوان Schwann cells في الجهاز العصبي المحيطي.وتتكوَّن أغشية هذه الخلايا من دهن (بروتين دهني) يُسمَّى الميالين myelin.وتلتفُّ الأغشية بإحكام حولَ المحور العصبي (المِحوَار)، مشكِّلةً غمدًا متعدِّد الطبقات.ويشبه غمدُ الميالين هذا العزلَ، مثل ذلك الموجود حولَ الأسلاك الكهربائية.تسير النبضاتُ العصبيَّة بشكلٍ أسرع بكثير في الأعصاب ذات الغمد المياليني منها في تلك التي ليس حولها هذا الغِمد.

وتنطوي الأَسبَاب المعتادة لحدوث إصابة محواريَّة مُنتشرة على حالات السقوط وحوادث تصادم السيَّارات.قد تحدث الإصابة المحوارية المنتشرة عند الإصابة بمتلازمة الرضيع المهزوز، والتي يؤدي فيها هزُّ أو رمي الطفل بعنفٍ إلى إصابة الدماغ.ونتيجةً لحدوث الإصابة المحوارية المنتشرة، فقد تموت خلايا الدماغ، ممَّا يَتسبَّب في تورُّم الدماغ وزيادة الضغط داخل الجمجمة (الضغط داخل القِحف).قد تؤدي زيادة الضغط إلى تفاقم الإصابة عن طريق تقليل إمداد الدماغ بالدم.

تُسبِّب الإصابة المحوارية المنتشرة عادةً فقد الوعي الذي يَستمرُّ لأكثر من ستِّ ساعات.وتظهر عند الشخص أعراضٌ أخرى لتضرُّر الدماغ في بعض الأحيان.قد تؤدي زيادة الضغط داخل الجمجمة إلى حدوث غيبوبة.

يُجرى التصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي عادة للتَّحرِّي عن الإصابة المحواريَّة المنتشرة.

تكون معالجة الإصابة المحواريَّة المنتشرة مماثلة لمعالجة إصابات الرَّأس الأخرى.فمثلًا، يتأكَّد الأطباء من كفاية التنفُّس وضغط الدَّم، ويتَّخذون خطوات لمنع حدوث زيادة كبيرة في الضغط داخل القِحف.

ومن غير المفيد استعمال المعالجة الجراحيَّة.