الخدار النومي

حسبRichard J. Schwab, MD, University of Pennsylvania, Division of Sleep Medicine
تمت مراجعته شوّال 1443

الخدار النومي هو اضطراب في النوم يتميز بالنعاس المفرط في أثناء النهار أو النوبات المتكررة أو العفوية من النوم خلال ساعات الاستيقاظ العادية، عادة ما تترافق مع نوبات مفاجئة ومؤقتة من الضعف العضلي (الجُمدة cataplexy).كما تتضمن الأعراض الأخرى الشلل النومي، ورؤية أحلام حية (يعتقد النائم أنه يعيشها حقيقة)، وهلوسات في أثناء الدخول في النوم أو الاستيقاظ.

  • من الضروري إجراء اختبار النوم في المختبر (دراسة النوم polysomnography واختبار كمون النوم) المتعدد بهدف تأكيد التَّشخيص.

  • وقد تستخدم الأدوية للمساعدة على إبقاء الشخص مستيقظًا والسيطرة على أعراض أخرى.

(انظُر أيضًا لمحة عامة عن النوم).

يحدث الخدار النومي عند حوالى 1 من أصل كل 2000 شخص في الولايات المتحدة، وأوروبا، واليابان.وينتشر بالتساوي عند الرجال والنساء.

من غير المعروف بعد ما هو سبب الخدار النومي.تكون لدى بعض الأشخاص المصابين بالخدار النومي مجموعات مشابهة من الجينات، إلا أن سببه لا يُعتقد بأنه جيني.كما يبدو أن العَوامِل البيئية تمارس دورًا وقد تحفز الإصابة بالاضطراب.وتشير بعض الأدلة إلى أن الخدار النومي قد يكون ناجمًا عن رد فعل مناعي ذاتي يخرِّب الخلايا العصبية في منطقة معينة من الدماغ.(تحدث ردة الفعل المناعية الذاتية، يهاجم الجهاز المناعي أنسجة الجسم نفسه.)

ينام المصابين بالخدار كثيراً في أثناء النهار.وكنتيجة لذلك، يمكن للخدار النومي أن يُعيق حياة المريض ويزيد من خطر الحوادث المرورية وغيرها من الحوادث.يستمر الخدار النومي طوال الحياة ولكنه لا يُؤثِّر في متوسط العمر المتوقع.

ويعكس الخدار النومي، بشكل جزئي، وجود تشوهات في توقيت ومراقبة النوم الريمي REM sleep.تتشابه العديد من أَعرَاض المرض مع ما يحدث في أثناء النوم الريمي.حيث تتشابه أعراض الضعف العضلي، والشلل النومي، والهلوسات التي تحدث في الخدر النومي مع فقدان السيطرة على العضلات والشلل والأحلام الحية التي تحدث في أثناء النوم الريمي.

يؤدي فرط النوم مجهول السبب، شأنه شأن الخدار، إلى النعاس المفرط في أثناء النهار.عادةً ما يواجه الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب صعوبة في الاستيقاظ، وعندما يستيقظون، يشعرون بالنعاس وضبابية ذهنية، كما لو كانوا غير قادرين على الحراك (يُسمى عُطالة النوم).تُجرى دراسة النوم واختبار كمون النوم المتعدد للمساعدة على تحديد ما إذا كان الخدار النومي أو فرط النوم مجهول السبب هو الذي يسبب النعاس المفرط في أثناء النهار.

أعراض الخدار النومي

عادة ما تبدأ أعرَاض الخدار النومي في مرحلة المراهقة أو مرحلة الشباب وتستمر طوال الحياة.

تنطوي الأَعرَاض الرئيسية على الآتي:

  • فرط النعاس الشديد في أثناء النهار

  • الجُمدة (نوبات مفاجئة ومؤقتة من الضعف العضلي)

  • هلوسات في أثناء الدخول في النوم أو الاستيقاظ.

  • شلل النوم

  • تقطع واضطراب النوم الليلي (مثل الاستيقاظ بشكل متكرر ورؤية أحلام حية ومخيفة)

تتواجد جميع الأعراض لدى ما نسبته 10٪ فقط من المصابين بالخدار النومي.ولا يشتكي معظم الأشخاص إلا من بعض الأعراض فقط.يشتكي معظم المرضى من فرط النعاس في أثناء النهار.

فرط النعاس في أثناء النوم

يعاني المصابين بالخدار النومي من فرط النعاس في أثناء النهار، على الرغم من فترات النوم المطولة التي يحصلون عليها.كما يعاني العديد من هؤلاء الأشخاص من نوبات مفاجئة من النوم غير القابل للسيطرة عليه، والتي قد تحدث في أي وقت بدوي أي سابق إنذار (يُطلق عليها اسم هجمات النوم).لا يمكن مقاومة النوم سوى لفترة مؤقَّتة فقط.

قد يعاني المريض من العديد من نوبات النوم يوميًا، أو من بضع نوبات فقط في اليوم.عادة ما تستغرق كل نوبة بضع دقائق أو أقل، وقد تستمر لساعات.يمكن أن يستيقظ المريض بسهولة كما هي الحال مع النوم العادي.وعادة ما يشعر بالانتعاش عندما يستيقظ، حتى وإن استمرت نوبة النوم بضع دقائق.ولكنهم قد يدخلون في نوبة نوم أخرى بعد بضع دقائق.

من المرجح أن تحدث نوبات النوم في حالات رتيبة، كما هي الحال في أثناء الاجتماعات المملة أو بعد فترة طويلة من قيادة السيارة على الطرق السريعة، ولكنها قد تحدث أيضًا في أثناء تناول الطعام أو التحدث أو الكتابة.

الجُمدة

بينما يكون الشخص مستيقظًا في أثناء النهار، تنتابه حالة مفاجئة ومؤقتة من ضعف العضلات لا تترافق بفقدان الوعي وتُدعى الجمدة، وقد تُحفزها ردة فعل عاطفية مفاجئة، مثل الغضب أو الخوف أو البهجة أو الضحك أو المفاجأة.قد يعرج المريض، وقد يُسقط الأشياء التي يمسكها بيده، أو يقع على الأرض.وقد يتدلى الفك، وتنتفض عضلات الوجه، وتنغلق العينان، قد تغلق، ويميل الرأس نحو الأعلى أو الأسفل.وقد يحدث تشوُّشٌ في الرؤية.وقد يتلعثم كلام المريض.

تتشابه هذه النوبات مع شلل العضلات الطبيعي الذي يحدث في أثناء النوم الريمي REM sleep، وبدرجة أقل مع حالة الضعف والضحك.

تُسبب الجُمدة مشاكل صريحة عند حوالى خمس المصابين بالخدار النومي.

شلل النوم

يمكن في بعض الأحيان أن يشعر الشخص بالعجز عن الحركة حال الدخول في النوم، أو بعد الاستيقاظ مباشرةً.تُدعى هذه الحالة بشلل النوم، وقد تُسبب رعبًا للمريض.يمكن للمسة من شخص آخر أن تخفف من هذا الشلل.وإلا فإن الشلل يختفي من تلقاء نفسه بعد عدة دقائق.

يحدث شلل النوم لدى نَحو ربع الأشخاص الذين يعانون من حالة الخدار النومي.كما يحدث أحيانًا عند الأطفال الأصحاء، وفي أحيان أقل عند البالغين الأصحاء.

الهلوسات

عند الدخول في بداية النوم، أو حالات أقل عند الاستيقاظ، قد يشاهد الشخص صورًا أو يسمع أصواتًا لا وجود لها.يمكن لهذه الهلوسات أن تكون حية للغاية، ومماثلة لتلك المُشاهدة في الأحلام الطبيعية ولكنها تكون أكثر شدة.تختلف تسمية الهلوسات حسب توقيت حدوثها:

  • تُسمى هلوسة تنويمية hypnagogic hallucination عندما تحدث في أثناء النوم

  • وتُسمى هلوسة نعاسية hypnopmpic hallucination عندما تحدث في أثناء الصحوة

تحدث الهلوسة التنويمية لدى نَحو ثلث الأشخاص الذين يعانون من حالة الخدار النومي.وتكون شائعة بين الأطفال الأصحاء وتحدث أحيانًا عند البالغين الأصحاء.

اضطرابات في النوم الليلي

عند الأشخاص المُصابين بالخدار النومي، قد يتقطع النوم الليلي بشكل دوري بفترات من الاستيقاظ والكوابيس المرعبة الأشبه بالحقيقة.ونتيجة لذلك، لا يساعد النوم على استعادة النشاط، بل قد يشعر الشخص بالنعاس أكثر في أثناء النهار.

المُضَاعَفات

يواجه المصاب بالخدار النومي صعوبةً في العمل والتركيز.هم أكثر عرضة لإصابة أنفسهم - على سبيل المثال ، إذا ناموا أثناء قيادة السيارة.يُمكن للخدار النومي أن يُسبب الشدة النفسية.قد تنخفض إنتاجية الشخص وتحفزه، وقد يعاني من ضعف التركيز.وقد ينسحب الأشخاص من الحياة الاجتماعية وهو ما يُلحق الضرر بعلاقاتهم الشخصية.قد يُصاب الكثيرون بالاكتئاب.

تشخيص الخدار النومي

  • دراسة النوم polysomnography

  • اختبار كمون النوم المتعدد

يشتبه الأطباء بالإصابة بالخدار النومي إذا كان الشخص الذي يعاني من فرط النعاس في أثناء النهار يشتكي من نوبات من الضعف العضلي.ولكن، لا يمكن للطبيب وضع التَّشخيص بناءً على الأَعرَاض وحدها، حيث يمكن لاضطرابات أخرى أن تُسبب أعراضًا مشابهة.يمكن لشلل النوم والهلوسات أن تحدث أحيانًا عند البالغين الأصحاء، والأشخاص الذين تعرضوا للحرمان من النوم، والأشخاص الذين يعانون من توقف التنفُّس في أثناء النوم، وأشخاص الاكتئاب.كما قد تحدث هذه الأَعرَاض أيضًا عند تناول أدوية محددة.لذلك، فإن إجراء الاختبار في مختبر النوم يُعد أمرًا ضروريًا.

يشتمل إجراء اختبار النوم في مختبر النوم على ما يلي

  • دراسة النوم polysomnography، في أثناء الليل

  • اختبار كمون النوم المتعدد، في اليوم التالي

يُجرى اختبار دراسة النوم عادة في مختبر النوم، والذي قد يكون موجودًا في المستشفى،عيادة الطبيب، غرفة فندق، أو أي مكان مجهز بسرير، وحمام، وأجهزة المراقبة.يجري وضع أقطاب على فروة الرأس ووجه المريض لتسجيل النشاط الكهربائي في الدماغ (تخطيط كهربية الدماغECG) وكذلك حركات العين.يكون تطبيق هذه الأقطاب غير مؤلم.وتساعد التسجيلات على تزويد الأطباء بمعلومات عن مراحل النوم.كما يجري توصيل أقطاب أخرى إلى مناطق أخرى من الجسم لتسجيل معدل ضربات القلب (تخطيط كَهربيَّة القلب)، والنشاط العضلي (تخطيط العضلات الكهربائي)، ومعدل التنفُّس.يجري توصيل ملقط غير مؤلم إلى إصبع المريض أو أذنه لتحري مستويات الأكسجين في الدم.تساعد دراسة النوم على الكشف عن اضطرابات التنفُّس (مثل انقطاع التنفُّس في أثناء النوم)، والاضطرابات النوبية، والخدار النومي، واضطراب حركة الأطراف الدورية، والحركات والسلوكيات غير الاعتيادية في أثناء النوم (الخطل النومي parasomnias).

يُجرى اختبار كمون النوم المتعدد للتمييز بين الارهاق البدني وفرط النعاس في أثناء النهار، وتحري الخدار النومي.يُمضي الأشخاص يومًا كاملًا في مختبر النوم.يُمنحون الفرصة لأخذ خمس قيلولات بفاصل ساعتين بين الواحدة والأخرى.يستلقون في غرفة مظلمة ويُطلب منهم أخذ قيلولة.يستخدم اختبار النوم كجزء من هذا الاختبار لتقييم سرعة دخول الأشخاص في النوم.يساعد هذا الاختبار على تحديد الوقت الذي يحتاجه الشخص للدخول في النوم، ويُستخدم لمراقبة المراحل المختلفة للنوم في أثناء الغفوات وتحديد ما إذا كان طور النوم الريمي (طور الأحلام) يحدث.في أثناء اختبار كمون النوم المتعدد، غالبًا ما ينام المصابين بالخدار النومي بسرعة وتحدث لديهم غفوتان من النوع الريمي على الأقل.

وتشمل هذه الاختبارات رصد وتسجيل نشاط الدماغ والقلب، والتنفُّس، والعضلات، والعينين.كما تجري مراقبة وتسجيل مختلف وظائف الجسم الأخرى، بما في ذلك حركة الأطراف.

لا ينجم الخدار النومي عادة عن تشوهات يمكن الكشف عنها من خلال إجراءات تصوير الدماغ، مثل التصوير المقطعي المحوسب (CT) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).ولكن، قد يستخدم الأطباء التصوير الدماغي والاختبارات الدموية والبولية لاستبعاد الاضطرابات الأخرى التي يمكن أن تسبب النعاس المفرط في أثناء النهار.

علاج الخدار النومي

  • التدابير العامة

  • الأدوية المُنبهة

لا يوجد علاجٌ شافٍ للخدار.ولكن يمكن للعديد من الأشخاص مواصلة حياتهم بشكل طبيعي.

ينبغي على المرضى أيضًا محاولة الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم ليلًا وأخذ قيلولة قصيرة (أقل من 30 دقيقة) في نفس الوقت من كل يوم (بعد الظهر عادةً).إذا كانت الأَعرَاض خفيفة، فقد تكون هذه التدابير هي كل المطلوب.يجب أن يحاول المصابون بالجمدة تجنب أي شيء يحفز حدوث الجمدة، مثل الضحك، والغضب، والخوف.

أما بالنسبة للأشخاص الآخرين الذين يعانون من أعراض أشد، فيمكن استخدام الأدوية المنبهة، مثل مودافينيل، أو أرمودافينيل، أو سولريامفيتول، أو بيتولياسنت، أو أوكسيبات الصوديوم، أو مشاركة دوائية تحتوي على الكالسيوم، والمغنزيوم، والبوتاسيوم، وأوكسيبات الصوديوم للمساعدة في تخفيف النعاس.يقوم الأطباء بمراقبة الأشخاص عن كثب خلال العلاج الدوائي.

يساعد كل مودافينيل، وأرمودافينيل، وسوليرامفيتول، وبيتوليزانت على إبقاء الأشخاص متيقظين من خلال التفاعل مع المستقبلات المختلفة في الدماغ.تؤخذ هذه الأدوية مرة واحدة يوميًا في الصباح، أو يمكن أن يأخذها عمال المناوبات قبل ساعة من بدء العمل.تكون هذه الأدوية الأربعة الخيارات العلاجية المفضلة للأشخاص الذين يعانون من الخدار النومي غير المترافق بجُمدة.بشكلٍ عام، تُعد جميع هذه الأدوية آمنة، ولكنها قد تسبب الصداع، والغثيان، والقيء، والطفح الجلدي.يجب على النساء الحوامل عدم استعمال مودافينيل لأنَّه قد يُسبِّبُ عيوبًا خلقية شديدة، بما في ذلك العيوب القلبية.

يمكن لأوكسيبات الصوديوم والمشاركة الدوائية التي تضم الأوكسيبات أن تساعد على التقليل من النعاس المفرط في أثناء النهار والجُمدة.تؤخذ هذه الأدوية عند الذهاب إلى السرير ومرة أخرى في أثناء الليل.تُعد هذه الأدوية العلاج المُفضل عند المصابين بالخدار النومي والجُمدة.وتشمل الآثار الجانبية كُلًا من الغثيان، والتقيؤ، والدوخة، وسلس البول (التبول اللاإرادي)، والنعاس، وأحيانًا المشي في أثناء النوم.

يُستخدم ديكستروأمفيتامين dextroamphetamine وميثيلفينيديت methylphenidateK وهما من المنشطات، فقط إذا كانت أدوية الخدار النومي الأخرى غير فعَّالة أو تُسبِّبُ مشاكل لا تُحتمل.يمكن لهذه المحفزات أن تُسبب التهيج، وارتفاع ضغط الدم، وزيادة معدل ضربات القلب، وتقلب المزاج.وقد تُسبب أيضًا الاعتياد أو الإدمان.قبل أن يصف الأطباء دكستروأمفيتامين أو ميثيلفينيديت للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 40 عامًا، ينبغي إجراء اختبار الجهد للتحري عن أمراض القلب.

يكون علاج فرط النوم مجهول السبب مشابهًا لعلاج الخدار النومي— باستخدام الأدوية التي تساعد على إبقاء الشخص متيقظًا.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID