التعليق: دراسة تجد أن الستاتينات لم تسبب آلام العضلات لدى المرضى الذين أفادوا سابقاً عن التعرّض لأعراض عضلية شديدة عند تناولها
التعليق21 شوّال 1442 Vishnu Priya Pulipati, MD, The University of Chicago Medicine; Michael H. Davidson, MD, FACC, FNLA, The University of Chicago Medicine

الستاتينات هي مجموعة من الأدوية ذات الفعالية الشديدة في الحدّ من كولسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة (الكولسترول "الضار")، وهو عامل الخطر الأكبر المؤدّي إلى تصلّب الشرايين (التصلّب العصيدي). التصلّب العصيدي هو السبب الرئيس وراء النوبات القلبية والسكتات الدماغية، والستاتينات مفيدة جداً للحدّ من خطر هذه الاضطرابات. إلّا أن الستاتينات قد تسبّب، في حالاتٍ نادرة جداً، اضطرابات عضلية خطِرة مثل انحلال الرُّبيدات والاعتلال العضلي. قد تسبب هذه الاضطرابات ألماً في العضلات، لذا غالباً ما يقلق الأطباء والمرضى عندما يبدأ مَن يتناولون أحد الستاتينات بالتعرّض لآلام في عضلاتهم. وكان التخوُّف من أن آلام العضلات هذه قد تكون ردّ فعلٍ عكسي على الستاتين وإنذاراً ببدء وضع صحي خطِر يصيب العضلات. غالباً ما أدّى هذا التخوّف بالمرضى إلى التوقف عن تناول الستاتينات (أو رفض بدء تناولها أساساً)، وبالتالي إلى زيادة خطر إصابتهم بنوبة قلبية أو بسكتة دماغية. نظراً لفائدة الستاتينات الكبرى، لطالما حاول الأطباء دراسة ما إذا كانت السبب الفعلي وراء آلام العضلات.

وقد أفادت حديثاً مجلة ‎BMJ‏ (المجلة الطبية البريطانية "‎The British Medical Journal‏" سابقاً) عن نتائج تجربة سريرية متعددة المراكز، عشوائية التوزيع، مراقبة بدواء وهمي أُجريَت على مجموعة من الأشخاص الذين سبق لهم أن توقفوا عن تناول الستاتينات (أو كانوا يفكرون في تناولها) بسبب الآلام في عضلاتهم. طلب الباحثون إلى المشاركين تناول إما أحد الستاتينات أو دواءً وهمياً لمدة شهرين، ثم الانتقال ذهاباً وإياباً بينهما طوال فترات عدّة استمرّ كلٌّ منها لمدة شهرين. وسجّل المشاركون ما إذا كانوا تعرّضوا لأيّ أعراض عضلية من دون أن يعرفوا ما إذا كانوا يتناولون الستاتين أو الدواء الوهمي. سمحت هذه المنهجية للأطباء بمعرفة ما إذا كان التعرّض لآلام العضلات أكثر احتمالاً بينما كان المرضى يتناولون الستاتينات منه حين توقفوا عن تناولها.

عند تحليل النتائج، وجد الباحثون أن ما بين 7 و9‏% من المشاركين تعرّضوا لآلام في العضلات سواءٌ أكانوا يتناولون الستاتين أم الدواء الوهمي. وقد فسّروا معنى هذا الاكتشاف بأن آلام العضلات شائعة بين الناس عموماً وليست بالضرورة علامةً على حدوث آثر عكسي ناجم عن دواء محدد. بالتالي، تمكّنوا من معاودة العلاج بواسطة الستاتينات لدى ثلثي المشاركين في الدراسة تقريباً.

من الضروري الانتباه إلى أنه لا يزال يجب على الأطباء عدم تجاهل الأعراض العضلية التي أفاد عنها المشاركون الذين تناولوا الستاتينات. بل يجب عليهم إجراء تقييم شامل لتحديد الأسباب الممكنة وراء آلام العضلات، بما في ذلك مضاعفات انحلال الرُّبيدات والاعتلال العضلي النادرة الناجمة عن الأدوية، فضلاً عن غيرها من الاضطرابات المرتبطة بالأدوية. إلّا أن اكتشافات هذه الدراسة قد تساعد الأطباء على طمأنة المرضى بأنه ليس عليهم التوقف عن تناول الستاتينات بسبب أعراض عضلية خفيفة غير مُعيّنة.