التعليق: مقدمات السكري لدى الأطفال — خمسة أمور يجب على الآباء معرفتها
التعليق Andrew Calabria, MD, Associate Professor of Clinical Pediatrics at Perelman School of Medicine at The University of Pennsylvania, pediatric endocrinologist and Clinical Director of the Division of Endocrinology and Diabetes at Children's Hospital of Philadelphia

بات معلوماً في مجتمعنا اليوم أن السكري مشكلةٌ لا تقتصر على البالغين فحسب. فهناك تقريباً واحد من كل خمسة مراهقين مصابٌ بمقدمات السكري، وأكثر عرضةً لخطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني.

لذا من واجب الآباء جميعاً أن يعوا هذا الخطر المُحدِّق بصحة أطفالهم.

ما هو السكري؟

السكري اضطرابٌ ترتفع فيه مستويات السكر (الغلوكوز) في الدم بصورة غير طبيعية لأن الجسد لا ينتج كمية كافية من الأنسولين أو لا يستجيب بشكل طبيعي للأنسولين الذي ينتجه. وهو قد يؤدي إلى مجموعة من المضاعفات الصحية تطال العينين، والكليتين، والأعصاب؛ حتى أنه قادرٌ على زيادة خطر بدء نوبات القلب والسكتة الدماغية المبكرة.

ينقسم السكري بصورة عامة إلى نوعين:

  • السكري من النوع الأول عبارة عن وضع صحي مناعيّ ذاتيّ يحدث عندما ينتج البنكرياس كمية قليلة من الأنسولين أو لا ينتجه إطلاقاً بسبب تلف الخلايا المُنتِجة للأنسولين فيه. غالباً ما تبدأ أعراض السكري من النوع الأول بسرعة، وتشمل زيادة الشعور بالعطش، وزيادة التبوّل، وتبليل السرير، وخسارة الوزن اللاإرادية.
  • يحدث السكري من النوع الثاني لأن خلايا الجسد لا تستجيب بصورة ملائمة للأنسولين (وهو ما يُدعى بمقاومة الأنسولين)، وتعجز عن إنتاج ما يكفي من الأنسولين لتعويض مقاومة الأنسولين. يشيع ارتباط السكري من النوع الثاني بالاستعداد الوراثي المسبق وبالسمنة؛ كما إنه يبدأ تدريجياً، وقد يطرأ على مدى سنوات. قد لا تظهر على الأطفال المصابين بالسكري من النوع الثاني أيّ أعراض، أو قد تظهر عليهم أعراض مماثلة لأعراض مرضى السكري من النوع الأول.

على مدى الأعوام الخمس وعشرين الأخيرة، أصبح السكري من النوع الثاني أكثر شيوعاً لدى الأطفال.

ما هي مقدمات السكري؟

تعني مقدمات السكري وجود مشكلة في طريقة تعامل الجسد مع الغلوكوز؛ وأن مستويات السكر في الدم مرتفعة بصورة غير طبيعية وإنما غير مرتفعة بما يكفي للوفاء بمعايير السكري. مقدمات السكري هي علامة تحذير أساسية لدى الأطفال المعرّضين لخطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني.

يستدعي منع ذلك الانتقال من مقدمات السكري إلى السكري من النوع الثاني التعرّف على علامات مقدمات السكري، واتّخاذ خطوات استباقية لخفض مستويات السكر في الدم. في ما يلي خمسة أمور يجب على الآباء معرفتها عن التعرّف على مقدمات السكري لدى الأطفال ومعالجتها.

1‏. من الممكن عكس مقدمات السكري

الخبر السارّ: يمكن الوقاية من مقدمات السكري وعكسها، عموماً من خلال تغييرات في أسلوب الحياة التي يوصي بها الأطباء أولاً قبل وصف أيّ أدوية. الخبر غير السارّ: يصعب على الأطفال التقيّد بهذه التغييرات على المدى الطويل.

2‏. هناك علامات تحذير لمقدمات السكري

عموماً، يُخضِع الأطباء الأطفال المعرّضين لخطر الإصابة بالسكري لكشفٍ مبكر عند اقترابهم من سن البلوغ أو في خلاله. لكنه يجب على الآباء مواصلة التنبّه للأمور التي تزيد من خطر إصابة طفلهم بالسكري، والتي يجب أن تدعو إلى مناقشة الأمر باكراً مع طبيبه. وتُعَدّ السمنة لدى الأطفال إحدى أكبر العلامات الحمراء. كما إن الأطفال المتحدّرين من أصلٍ لاتيني، وأميركي أفريقي، وأميركي أصلي، وأميركي آسيوي عرضةٌ لخطر أكبر. بالإضافة إلى ذلك، قد تظهر لدى بعض الأطفال بقعٌ جلدية داكنة حول عنقهم أو إبطهم أو عانتهم، وهو وضع صحي يُعرَف باسم الشُواك الأسود يرتبط بمقاومة الأنسولين. تشمل عوامل الخطر الأخرى ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكولسترول، ومتلازمة تكيُّس المبايض لدى الفتيات.

3‏. يؤدي التاريخ العائلي دوراً كبيراً

بالإضافة إلى علامات التحذير الواردة أعلاه، قد يكون التاريخ العائلي من مؤشرات التنبّؤ الكبرى. يكون لدى نصف الأطفال المصابين بمقدمات السكري قريبٌ من الدرجة الأولى مصابٌ بالسكري، وترتفع هذه النسبة إلى 90 في المائة عند تضمين الأجداد.

معنى ذلك أنه غالباً ما تشير معاناة الأطفال مع مقدمات السكري أو السكري إلى معاناة عضو آخر من أعضاء العائلة معه أيضاً. يخلق هذا الأمر فرصةً للتصدّي لمشكلات مثل تناول الطعام الصحي وممارسة التمارين في إطار "مشروع عائلي" يدعم من خلاله مختلف الأعضاء جهود بعضهم البعض. لكنه من الضروري أيضاً منح الأطفال بعض الاستقلالية في اتخاذ خيارات لتحسين أسلوب حياتهم، وبصورة خاصة مع تقدّمهم في السن. قد لا يكونوا قادرين على التحكم في تاريخ عائلتهم، لكهم قادرون على التحكم في المنهجية التي يتّبعونها للحفاظ على صحتهم.

4‏. تناول الطعام الصحي أمرٌ أساسي

في ما يلي بعض الخطوات العملية التي يمكن للآباء التشجيع عليها للمساعدة على الحدّ من السمنة ومن خطر مقدمات السكري لدى أطفالهم:

  • عدم شرب السعرات الحرارية – أي الحدّ من عصير الفاكهة، والمشروبات الغازية وغيرها من المشروبات التي تحتوي على السكر.
  • تجنُّب الأطعمة الصناعية – أي تفضيل الأطعمة الطازجة والكاملة على المأكولات السريعة والوجبات الخفيفة المُعبّأة.
  • الحدّ من حجم الحصص – أي تناول وجبات طعام أصغر وحفظ ما تبقّى منها. طالع الاقتراحات على موقع ‎choosemyplate.gov‏.
  • الحدّ من الوجبات الخفيفة بين وجبات الطعام أي التركيز على وجبات اليوم الأساسية.
  • الحدّ من ارتياد المطاعم – أي الابتعاد عن تجربة الأطعمة عالية السعرات الحرارية أو المقلية.

5‏. ممارسة التمارين الرياضية بانتظام أهم من أيّ وقتٍ مضى

عطَّلَت جائحة كوفيد-19 نظامنا اليومي بأشكالٍ عديدة للغاية. فقبلاً، كان الأطفال يمارسون التمارين الرياضية في المدرسة؛ في خلال الاستراحة، وفي حصة التربية البدنية، وحتى بمجرّد الانتقال بين غرف الصف، أو عند الذهاب إلى المدرسة والعودة منها سيراً على الأقدام. لكنهم باتوا الآن يمضون وقتاً أطول في المنزل وأمام الشاشات.

للوقاية من مقدمات السكري وعكسها، من الضروري مساعدة الأطفال على تأسيس أنظمة تمارين بدنية صحية طوال النهار. احرص على نهوض الأطفال وتجوّلهم في المنزل، وعلى مشاركتهم في أنشطة بدنية بعيداً عن شاشة التلفزيون أو الكمبيوتر المحمول أو الهاتف.

لمزيدٍ من المعلومات عن مقدمات السكري والسكري لدى الأطفال، طالع صفحة الأدلّة الإرشادية حول السكري لدى الأطفال وحقائق الأدلّة الإرشادية السريعة حول هذا الموضوع.