التعليق: هل تشرب ما يكفي من الماء؟ خمس حقائق عن الجفاف
التعليق16/09/20 James L. Lewis, III, MD, Brookwood Baptist Health and Saint Vincent’s Ascension Health, Birmingham

بعد ممارسة تمرين رياضي قاسٍ أو المشي لمسافة طويلة، لا شيء يروي العطش أفضل من شرب الماء البارد المنعش. هناك سبب وراء هذا الشعور الكبير بالرضى. العطش آلية جسدية قديمة مُصمَّمة لمنع حدوث الجفاف. في حين أن العطش إحساس شائع نسبياً، فإن الجفاف وضع صحي خطِر يستدعي العناية الطبية في حال عدم معالجته.

الجفاف عبارة عن نقص الماء في الجسد. عندما يفقد الجسد كمية كبيرة من الماء، قد يؤدي ذلك إلى أعراض خطِرة، بما في ذلك الدوخة، والضعف، والارتباك، وفي حال عدم علاجه، الصدمة، والغياب عن الوعي، وحتى الموت.

في ما يلي شرح لخمسة أمور يجب على الجميع معرفتها عن الجفاف وعن طريقة الحرص على شرب ما يكفي من الماء.

1. للجفاف سببان رئيسان

  • خسارة الكثير جداً من السوائل
  • شرب القليل جداً من السوائل

تخيَّل جسدك قنينة ماء عملاقة قابلة لإعادة الاستعمال. طوال النهار، يخس جسدك الماء من خلال عمليات مختلفة؛ تحديداً الدخول إلى الحمام، والتعرُّق، والتنفس. أنت تتناول الماء من خلال الطعام والشراب. ويحدث الجفاف عندما يخسر جسدك كمية من الماء أكبر من الكمية التي تتناولها لفترة مُطوَّلة من الزمن.

نميل إلى الاعتقاد بأن الجفاف ناتج عن التعرّق المفرط، لكن هناك أسباب أخرى عديدة لصافي خسارة الماء من الجسد. فالأمراض التي تسبب القيء و/أو الإسهال من الأسباب الشائعة. بوتيرة أدنى، قد يتعرّض الأشخاص للجفاف من خلال الحروق، وفشل الكلى، وتناول أدوية معيّنة.

2. إنّ التعرّف على أولى علامات الإنذار بالجفاف لأمرٌ حاسم

يمرّ الجفاف في مراحل عدّة. من الضروري التعرّف على الأعراض المبكرة وشرب الماء قبل أن يصبح الجفاف خطِراً.

ولعلّ العطش أول الأعراض المبكرة البديهية الواجب الانتباه إليها. فالعطش علامةٌ تدعو الشخص إلى البحث عن الماء، وهو أيضاً علامة تدعو كِليتينا وغدد العرق في جسدنا إلى بدء الاحتفاظ بالماء الموجود حالياً في جسدنا. تشمل أعراض الجفاف الخفيف إلى المعتدل زيادة العطش، وتدنّي التعرّق، وقلة التبول، وجفاف الفم. التشنّجات العضلية من الأعراض الأخرى الواجب الانتباه لها، وبصورة خاصة في أثناء النشاط البدني المُجهِد. فالإصابة بالتشنّجات في أثناء ممارسة التمارين الرياضية علامة على أنه يجب عليك تناول مشروب رياضي وتبريد جسدك. يجب على أيّ شخص ينوي المشاركة في نشاط مُجهِد الحرص على أنه تناول ما يكفي من السوائل قبل موعد النشاط.

قد يؤدي الفشل في إمداد الجسد بالسوائل بعد علامات التحذير هذه إلى الإصابة بجفاف أشدّ. عند حدوث الجفاف الشديد، قد يؤدي انخفاض ضغط الدم إلى الدوخة، والارتباك، وحتى الإغماء. يتعرّض الأفراد الموجودون في بيئات حارّة إلى خطر اضطرابات الحرّ.

من الضروري طلب العناية الطبية في أقرب وقت ممكن إذا شعر أحدهم بالتعب والارتباك، أو إذا ظهرت عليه أيّ أعراض عصبية أخرى نتيجةً للجفاف.

3. بعض الأشخاص أكثر عرضةً لخطر الجفاف

يشيع الجفاف بصورة أكبر بين أفراد بعض الجماعات السكانية.

فعلى سبيل المثال، يتعرّض الرُضَّع والأطفال الصغار لخطرٍ أعلى لأن خسارة كمية معيّنة من السوائل تمثّل نسبةً أكبر من سوائل جسدهم مقارنةً بالأطفال الأكبر سنّاً والبالغين.

لا يشعر الأشخاص الأكبر سنّاً عادةً بالعطش بسرعة ولا بشدّة، ممّا يُصعِّب الكشف عن وجود جفاف خفيف لديهم. قد يعاني الأشخاص الذين يعانون صعوبات في الحركة صعوبةً في الوصول إلى الماء التي يحتاجون إليها.

كما إن بإمكان بعض الأوضاع الصحية مثل السكري، وبعض الأدوية، مثل أدوية دَرّ البول (حبوب الماء)، أن يزيد من خطر الإصابة بالجفاف.

4. من الممكن الإصابة بفرط سوائل البدَن

بدوره ليس شرب كمية كبيرة جداً من الماء صحيّاً. في معظم الحالات، ينتج فرط سوائل البدَن عن اضطرابات طبية تحدّ من قدرة الجسد على إفراز الماء أو تزيد من ميل الجسد على الاحتفاظ بالماء.

في معظم الأوقات، لا ينتج فرط سوائل البدَن عن شرب الشخص الكثير من الماء. لكن بعض الأشخاص الذين يُفرطون في التركيز على شرب السوائل قد يشربون كميات كبيرة جداً من الماء؛ كما إن لاضطراباً نفسيّاً يُدعى هَوَس العطش (أو العُطاش النفسي) قد يؤدي إلى فرط سوائل البدن.

5. يجب على الشخص العادي الحرص على شرب الماء طوال النهار

كون كمية المياه التي يتناولها كل شخص والتي يفقدها كل يوم تختلف كثيراً بين شخصٍ وآخر، فمن غير الممكن التوصية بمقدار يومي محدد ينطبق على الجميع. بصورة عامة، يجب عليك شرب كمية من الماء تساوي الكمية التي تطرحها يومياً عند خط الأساس. لا يوجد العديد من المنافع الصحية المُعترَف بها لشرب كمية أكبر من ذلك من الماء، باستثناء منفعة واحد أساسية. أثبت شرب كمية أكبر من الماء قدرته على الحدّ من خطر تكوُّن حصوات الكلى لدى الأشخاص المُعرَّضين لخطر حصوات الكلى.

كقاعدة عامة، يجب على الأشخاص الذين يتوقّعون ممارسة التمارين الرياضية أو أداء عمل شاق سيؤدي إلى تعرُّقهم بذل جهدٍ واعٍ لشرب الماء قبل ممارسة التمارين أو الإجهاد البدني وفي خلاله في الجوّ الحار. ويجب عليهم الحرص على شرب الماء قبل شعورهم بالعطش. أخيراً، يجب عليهم مراقبة أعراض الجفاف التي قد تظهر عليهم وعلى غيرهم، وشرب السوائل كلما شعروا بالعطش.

لمزيدٍ من المعلومات عن الجفاف، طالع صفحة الأدلّة الإرشادية عن الجفاف وكذلك صفحة حقائق سريعة عن الجفاف في الأدلّة الإرشادية.