عدوى فيروس الهربس البسيط عندَ حديثي الولادة

تبدأ أعراضُ عدوى فيروس الهربس البسيط عادةً بين الأسبوعين الأول والثالث من الحياة، ولكن في حالات نادرة قد لا تظهر حتّى الأسبوع الرابع.يكون ظهور طفح من البثور الصغيرة المملوءة بالسائل هو العرض الأوّل عادةً.كما قد تظهر البثور داخل الفم وحولَ العينين.

في بعض حديثي الولادة، تصيب العدوى مناطق معينة فقط (موضعية)؛ فعلى سبيل المثال ، قد تقتصر العدوى على العينين أو الجلد أو الفم.ويُصاب الدماغ والجِّهاز العصبي فقط أحيانًاإذا لم تجرِ مُعالَجة العدوى الموضعية، يُصاب بعض حديثي الولادة بمرض واسع الانتشار.

أمَّا عندَ حديثي الولادة الآخرين، فتنتشر العدوى وتصيب عددًا من المناطق.وبالنسبة إلى هؤلاء الرضع، تُصاب أعضاء، مثل العينين والرئتين والكبد والدماغ والجلد.تشتمل الأعراضُ على الرخاوة، ونقص التوتّر العضلي، ومشاكل التنفس، وتوقف التنفس (انقطاع النفس)، والنوبات الصرعية.

لتشخيص فيروس الهربس البسيط، يأخذ الأطباء عينات المادة ضمن الفقاعات أو غيرها من سوائل الجسم، ويُرسلها إلى المختبر لاستنبات الفيروس وتحديد نوع فيروس الهربس البسيط.كما يمكن للأطباء أيضًا إجراء اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل تفاعلُ البوليميراز المتسلسل Polymerase chain reaction (PCR) تقنيات أو طَرائق التَّشخيص الوراثي هي أساليب علميَّة تُستخدَم لفهم جينات الكائن العضوي وتقييمها. (انظر أيضًا الجينات والصبغيات). و الجينات هي أجزاء من الحَمض النَّووي الرِّيبي منزوع الأكسجين... قراءة المزيد (PCR) على العينات.يتحرى هذا الاختبار المادة الجينية للفيروس، ويُمكِّن الأطباء من التعرف بسرعة إلى الفيروس.

إذا اشتبه الأطباءُ في إصابة المولود الجديد بعدوى في الدماغ، ينبغي إجراء البزل النخاعي (البزل القطني - انظر الشكل: كيف يجري البزل النخاعي كيف يُجرَى البزل النخاعيّ ) للحصول على عَيِّنَة من السَّائِل الشوكيّ.

إذا لم تجرِ مُعالجة عدوى الهربس عند حديثي الولادة، فإنها تتفاقم إلى مشاكل شديدة عادةً.يتوفى حوالى 85٪ من الأطفال الذين يعانون من عدوى الهربس الواسعة الانتشار إذا تُركن من دون علاج.ويتوفَّى حوالى 50٪ من حديثي الولادة المصابين بعدوى دماغيَّة غير معالجة.الموت ليس شائعًا بين حديثي الولادة الذين تقتصر العدوى لديهم على الجلد أو العينين أو الفم.ومن دون معالجة، يعاني 65٪ على الأقلّ من الناجين من مرض منتشر أو عدوى الدماغ من مشاكل عصبية شديدة.

تؤدي المعالجةُ المناسبة بالأدوية المُضادَّة للفيروسات إلى خفض معدّل الوفيات، وزيادة واضحة في احتمال التطوُّر الطبيعي.

لم تكن الجهود المبذولة لمنع انتقال العدوى من الأم إلى حديث الولادة فعّالة للغاية.ولكن، ينبغي فحص النساء اللواتي لديهنَّ بثور على أعضائهن التناسليَّة في وقتٍ قريبٍ من الولادة للتَّحرِّي عن عدوى الهربس البسيط.

إذا كانت المرأة تعاني من عدوى هربس نشطة في وقت الولادة، يمكن إجراء الولادة القيصرية الولادة القيصريَّة الولادة القيصرية cesarean delivery هي الولادة الجراحية للطفل من خلال شق البطن والرحم. في الولايات المتحدة، تكون حوالى 30% من الولادات قيصرية. يستعمل الأطباء الولادة القيصرية عندما يعتقدون أنها... قراءة المزيد للتقليل من خطر انتقال العدوى إلى الوليد.كما أنَّ أجهزة مراقبة فروة الرأس الجنينيَّة عند حديثي الولادة الذين تعاني أمهاتهم من عدوى هربس تناسلية نشطة لا تُستخدَم في أثناء المخاض، لأن هذه الأجهزة تلتصق بفروة الرأس ويمكن أن تنشرَ العدوى.ينبغي فحص حديثي الولادة الذين يولدون لنساءٍ مصابات بعدوى الهربس النشطة لتحرّي عدوى الفيروس.

عندما تُعطَى الأدوية المُضادَّة للفيروسات، مثل أسيكلوفير acyclovir أو فالاسيكلوفير valacyclovir، للنساء خلال الأسابيع القليلة الأخيرة من الحمل، فقد تمنع النكس من جديد في وقت الولادة، وتقلل من الحاجة إلى الولادة القيصرية.

يُعطى المضاد الفيروسي أسيكلوفير عن طريق الوريد لمدة 3 أسابيع، ثم عن طريق الفم لمدة 6 أشهر لحديثي الولادة المصابين بعدوى منتشرة.يُعطى أسيكلوفير عن طريق الوريد لمدة أسبوعين لحديثي الولادة الذين يعانون من عدوى موضعية.لا يشفي هذا الدواء من العدوى، ولكنه يساعد على منعها من الانتشار ويحدّ من الأعراض.

تُعالج عدوى العين باستخدام قطرات ثلاثي فلوريدين trifluridine أو يودوديوكسي يوريدين iododeoxyuridine أو فيدارابين vidarabine أيضًا.

كما تُقدّم رعاية إضافية، مثل السوائل ودعم التنفُّس، حسب الحاجة.