المغص

حسبDeborah M. Consolini, MD, Thomas Jefferson University Hospital
تمت مراجعته ربيع الثاني 1444

يُشير مصطلح المغص colic إلى نمطٍ معينٍ مفرطٍ وشديد من البكاء والاهتياج الذي يحدث دون أيِّ سببٍ واضح (مثل، الجوع أو المرض أو الإصابة) عند الرُّضَّع الأصحاء.يبدأ المغص خلال الشهر الأول من عمر الرَّضيع عادةً ويتفاقم عندما يصبح الرَّضيع بعمر 6 اسابيع تقريبًا، وينتهي، بشكل مفاجئ غالبًا، في عمر 3 إلى 4 أشهر.

يعُدُّ الأطباء عادةً أنَّ البكاء والانزعاج الشَّديد وغير المُبرَّر هو عبارة عن مغص عندما يستمر لأكثر من 3 ساعات في اليوم وأكثر من 3 أيَّام في الأسبوع لأكثر من 3 أسابيع.ولكن، يَعُدُّ الكثير من الأطباء أيضًا أنَّ البكاء المفاجئ والشديد وغير المبرر والذي يستمرُّ أقل من 3 ساعات يوميًّا في معظم أيام الأسبوع ناجمٌ عن الشُّعور بالمغص.

يكون البكاء مرتبطًا بالمغص عادةً

  • يكون صوت البكاء مرتفعًا وحادًا ومستمرًّا

  • ليس له سببٌ مُحدَّد

  • يحدث في نفس الوقت تقريبًا من النَّهار أو الليل

  • يستمرُّ لساعاتٍ من دون سببٍ واضح

  • يفصل بينها فتراتٌ يتصرَّف خلالها الرَّضيع بشكلٍ طبيعي

أسباب المغص

رغمَ أنَّ مصطلح المغص يشير إلى وجود تشنُّجات في البطن، إلَّا أنَّه لا يتوفَّر دليلٌ على وجود اضطرابٍ في الأمعاء أو اضطراباتٍ أخرى في البطن.قد يعتقد الأشخاص أنَّ المغص كان ناجمًا عن اضطرابٍ بطنيَّ وذلك لأنَّ بكاء الرُّضَّع يتزامن غالبًا مع ابتلاعهم للهواء في أثناء البكاء، ممَّا يؤدي إلى دخول الغاز (تطبُّل البطن) وانتفاخ البطن.إلَّا أنَّ الأطباء يعتقدون بأنَّ هذه النتائج ناجمةٌ عن البكاء بدلًا من أن تكون سببَ حدوثه.معظم الرُّضَّع الذين يعانون من المغص يأكلون ويكسبون الوزن بشكلٍ طبيعي.ولكنَّهم قد يمتصُّون اللهَّايات أو اللعب بقوَّة.يبدو أنَّ المغص ليست له أيَّ علاقة بتطور شخصية مُلِحَّة أو قليلة الصَّبر.

تقييم المغص

العَلامَات التحذيريَّة

ينبغي على الأبوين الاشتباه بشكل خاص بالمرض أو الألم الذي يُسبِّب الإزعاج لرضيعهم إذا كان البُكاء مصحوبًا بما يلي:

  • القيء (لاسيَّما إذا كان القيء أخضر أو مُدمَّى أو يحدث أكثر من 5 مرَّاتٍ يوميًّا)

  • التغيُّرات في البراز (إمساك أو إسهال، وخصوصًا مع دمٍ أو مخاط)

  • درجة حرارة غير طبيعيَّة (درجة حرارة مستقيميَّة أقل من 36.1 درجة مئويَّة أو أكثر من 38 درجة مئويَّة)

  • التَّهيُّج (البكاء طوال اليوم مع القليل من فترات الهدوء خلاله)

  • النُّوام (النُّعاس الشديد وعدم وجود ابتسامات أو نظرات مهتمَّة أو ضُعف قوَّة المص)

  • زيادة قليلة في الوزن

  • التنفس بصعوبة

  • الكدمات أو غيرها من علامات الإصابة المُحتملة

  • حركات غير طبيعية أو نَفَضان في أيِّ جزءٍ من الجسم

متى ينبغي مراجعة الطبيب

يجب تقييم الأطفال الذين تظهر عندهم أيُّ علامات تحذيرية من قبل الطبيب مباشرةً.

إذا كان الأطفال الذين لا تظهر لديهم علامات تحذيرية يبدون فيما عدا ذلك بصحة جيدة، فيمكن للوالدين تجربة التدابير النموذجيَّة مثل التَّغذية، ودفع الطفل للتجشُّؤ، وتغيير الحفاظ، والحضن.إذا استمرَّ البكاء بعد القيام بهذه التدابير فينبغي على الوالدين الاتِّصال بالطبيب.يمكن للطبيب مساعدة الوالدين من خلال تحديد مدى سرعة حاجة الطفل للتقييم.

ما الذي سيقومُ به الطبيب

يستفسر الأطبَّاء في البداية عن البكاء لمعرفة ما إذا كان يستوفي معايير المغص.كما يستفسرون عن الأَعرَاض الأخرى وعن التاريخ الطبي للرَّضيع ثمَّ يُجرون الفَحص السَّريري.تكون نتائج دراستهم للتاريخ الطبي والفحص السريري مفيدةً غالبًا لتمييز المغص عن الاضطراب الذي يُسبِّبُ البكاء الشديد.لا تُلاحظ عادةً أيَّة شذوذات في أثناء فحص طفل يتمتع بصحة جيدة ولكنه يعاني من المغص.

الاختبارات

ليس من الضروري إجراء اختباراتٍ ما لم يكتشف الأطباء وجود شذوذاتٍ مُعيَّنة في أثناء دراسة التاريخ الطِّبي والفحص السَّريري.

علاج المغص

يمكن أن يكون مفيدًا القيام ببعض التَّدابير العامَّة وذلك بمجرَّد أن يتمَّ فحص الرَّضيع من قبل الطبيب وطمأنة الوالدين بأنَّه يتمتع بصحة جيدة وأن التَّهيُّج ليس ناجمًا عن نقص اهتمام الأبوين، وأنَّ المغص سوف يزول من تلقاء نفسه دون تأثيراتٍ طويلة المدى؛ مثل:

  • حمل الرَّضيع أو أرجحته بلطفٍ أو التَّربيت عليه

  • الأرجحة في أرجوحة الرَّضيع

  • الاستماع إلى صوتٍ جميل، مثل صوت المطر أو إلى الأصوات المنتجة إلكترونيًّا مثل أصوات المروحة أو الغسَّالة أو الهواء أو مُجفِّف الشعر

  • الاستماع إلى الموسيقى

  • قيادة السيَّارة

  • مصُّ اللَّهاية

  • مساعدته على التَّجشُّؤ

  • تقديم الغذاء (ولكن يجب على الآباء أن يتجنَّبوا الإفراط في تغذيته عند محاولتهم إيقاف البكاء)

  • لفُّ الرَّضيع بشكلٍ مريح (مُقمَّط)

عندما يكون سبب البكاء هو الإرهاق، فإنَّ الكثير من التَّدابير السابقة تُعالج الرُّضَّع لفترة قصيرة ومحدودة وسوف يعود إلى البكاء بمجرَّد توقف التحفيز أو النشاط، ممَّا يجعل الرُّضَّع أشدُّ إرهاقًا.يكون تشجيع الرُّضع على التهدئة والنوم الذاتي أكثر فعاليَّة في بعض الأحيان وذلك من خلال وضعهم بشكلٍ روتينيٍّ في أسِرَّتهم وهم مستيقظون بحيث لايعتمدوا على آبائهم أو من خلال القيام بحركاتٍ مُعيَّنة أو استعمال أشياء أو إصدار أصوات إلى أن يناموا.

قد يقوم الأهل بتغيير الحليب الاصطناعي لمدة قصيرة لمعرفة ما إذا كان لدى الرضع عدم تحمل لأحد أنواع الحليب الاصطناعي.إلَّا أنَّه من النَّادر أن يكون عدم تحمّل الألبان أو الطعام سببًا في حدوث أعراض المغص ما لم تظهر أعراضٌ أخرى أيضًا، مثل القيء، أو الإمساك، أو الإسهال، أو قلة اكتساب الوزن .ينبغي تجنُّب تبديل نوع الحليب الصناعي بشكلٍ مُتكرِّر، ما لم يُطلب الطبيب ذلك.

يمكن أن تلاحظ الأمهات اللواتي يَقُمنَ بالإرضاع الطبيعي أنَّه بعد تناولهنَّ لأطعمةٍ مُعيَّنة، مثل الألبان أو القرنبيط أو الملفوف، فإنَّ أطفالهنَّ الرُّضَّع يبكون بعد الانتهاء من الرِّضاعة.يجب على الأمَّهات محاولة استبعاد تلك الأطعمة من نظامهم الغذائي لمعرفة ما إذا كان بكاء الرَّضيع سوف ينقص.

قد يكون التعامل مع البكاء المفرط أمرًا صعبًا بالنسبة للأبوين.ويمكن أن يكون الاتِّصال مع الطبيب مفيدًا.حيث يمكن للطبيب توفير الاستراتيجيات والطمأنينة والدَّعم للآباء الذين يعانون من الضغط النَّاجم عن البكاء الشديد.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID