الكوليرا Cholera

حسبLarry M. Bush, MD, FACP, Charles E. Schmidt College of Medicine, Florida Atlantic University
تمت مراجعته رمضان 1443 | المعدل صفر 1444

الكوليرا هي عدوى خطيرة تحدث في الأمعاء، وتسبّبها البكتيريا سلبية الغرام ضَمّة الكوليرا Vibrio cholerae، وتؤدي إلى الإسهال الشديد.

  • يلتقط الأشخاص العدوى عند تناول أغذية ملوثة، وغالبا ما تكون من المحاريات، أو مياه ملوثة.

  • تُعدّ الكوليرا من الحالات النادرة، إلّا في المناطق التي تعاني من سوء خدمات الصرف الصحي.

  • يعاني المرضى من إسهال مائي، وتقيؤ، من دون حمى عادةً.

  • يتأكد التشخيصُ من خلال العثور على البكتيريا في عينة من البراز.

  • تُعالج الحالة بشكل فعّال عن طريق تعويض السوائل المفقودة وإعطاء المضادَّات الحيوية.

(انظر لمحة عامة عن البكتيريا أيضًا)

هناك عدة أنواع من بكتيريا الضمة التي تُسبب الإسهال (انظر الجدول الكائناتُ الحيَّة الدقيقة التي تسبِّب التهاب المعدة والأمعاء).ينجم المرض الأكثر خطورة، وهو الكوليرا، عن ضَمّة الكوليرا.قد تحدث الكوليرا بشكل فاشيات كبيرة.

تنتقل عدوى ضمة الكوليرا عن طريق تناول المياه أو المحاريات أو غيرها من الأطعمة الملوثة ببراز الأشخاص المصابين.وبمجرد الإصابة بالعدوى، يطرح الشخص البكتيريا في برازه.وهكذا يمكن للعدوى أن تنتشرَ بسرعة، لاسيما في المناطق التي لا تعالج فيها النفايات البشرية.

كانت الكوليرا فيما سبق شائعة في جميع أنحاء العالم، ولكنها الآن أكثر شيوعًا في أجزاء من آسيا، والشرق الأوسط، وأفريقيا، وأمريكا الجنوبية والوسطى.وقد حدثت فاشيات صغيرة في أوروبا واليابان وأستراليا.في الولايات المتحدة، قد تحدث الكوليرا على طول ساحل خليج المكسيك.

تستمرّ فاشيات الكوليرا الكبيرة في الحدوث في أي مكان ينتشر فيه الفقر، ويفتقر الأشخاص إلى مياه الشرب النظيفة، والتخلص الصحي من الفضلات البشرية.حدث وباءٌ شديدٌ للكوليرا في هاييتي بعد الزلزل سنة 2010، واستمرَّ حتى عام 2017.في أثناء هذه الفاشية، أصيب 820,000 شخص بالمرض، وتوفي حوالى 10,000 شخص.بدأ تفشِّي المرض في اليمن سنةَ 2016 ولم ينته بعد.وقد كان لهذا الفاشية تأثيرات مدمرة أكبر.أصيب أكثر من 2.5 شخص في اليمن، وتوفي حوالى 4,000 منهم.ويُعتقد أنَّه أكبر فاشية للكوليرا انتشارًا في التاريخ الحديث.

وفي المناطق الموبوءة (المناطق التي يوجد فيها معدل إصابة مستمر وثابت نسبيًا)، تحدث الفاشيات عادة عندما تؤدي الحروب أو الاضطرابات المدنية إلى تعطيل خدمات الصرف الصحي العامة.تكون العدوى أكثر شُيُوعًا خلال الأشهر الحارّة وبين الأطفال.أمّا في المناطق المتضررة حديثًا، فقد تحدث الفاشيات في أي موسم وتؤثر في جميع الأعمار على قدم المساواة.

ولكي تحدث العدوى، لا بد من انتقال عدد كبير من البكتيريا إلى الجسم.وبعدَ وصولها إلى الجسم، يتمكّن حمض المعدة من قتل أعداد كبيرة منها، ولكن قد تصل بعضُ البكتيريا إلى الأمعاء الدقيقة، حيث تنمو وتنتج الذيفان.يدفع الذيفان الأمعاء الدقيقة إلى طرح كميات هائلة من الملح والماء.يفقد الجسمُ هذه السوائلَ بشكل إسهال مائي.تنجم الوفاة عن فقدان المياه والأملاح من الجسم.تبقى البكتيريا في الأمعاء الدقيقة، ولا تغزو الأنسجة.

وبما أنّ حمض المعدة يقتل البكتيريا، فإن الأشخاصَ الذين ينتجون كميات أقل من حمض المعدة يكونون أكثر عرضة للإصابة بالكوليرا.يشمل هؤلاء الأشخاص كلًا من:

  • الأطفال الصغار

  • المُسنين

  • المرضى الذين يتناولون أَدوِيَة تقلل من إنتاج الحمض المعدي، بما في ذلك مثبّطات مضخة البروتون proton pump inhibitors (مثل أوميبرازول omeprazole) وحاصرات الهستامين 2 (H2) (مثل فاموتيدين)

يكتسب الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الموبوءة بعض المناعةً تجاه هذه البكتيريا عادةً.

هل تعلم...

  • يموت أكثر من نصف المصابين بالكوليرا في حال عدم تقديم العلاج لهم.

أعراض الكوليرا

غالبًا ما لا تظهر أية أعراض لدى مُعظم الأشخاص المصابين بعدوى الكوليرا.

وعندما تحدث الأعراض، يكون ذلك بعدَ يوم إلى ثلاثة أيام من التعرض للبكتيريا، وتبدأ عادة بقيء وإسهال مائي مفاجئ وغير مؤلم.لا يُعاني الأشخاصُ من الحمَّى عادةً.

وتتراوح شدّةُ الإسهال والقيء بين الخفيف إلى الشديد.في حالات العدوى الشديدة عندَ البالغين، يفقد الجسم أكثر من لتر من الماء والأملاح كل ساعة.يكون البراز غزيرًا ومائيًا ويوصف بأنه براز ماء الأرزّ.وفي غضون ساعات، قد تصبح حالة التجفاف شديدة، ممَّا يَتسبَّب في العطش الشديد، وتشنج العضلات، والضعف.يتبوّل المريض كميات قليلة جدًا من البول.وقد تغور العينان، ويتجعّد جلد الأصابع بشكل شديد.إذا لم يُعالج التجفاف، فقد يؤدي فقدان الماء والأملاح إلى الفشل الكلوي، والصدمة، والغيبوبة، ثم الموت.

أمّا الأشخاص الذين يتمكنون من البقاء على قيد الحياة، فتهدأ أعراض الكوليرا لديهم في غضون 3-6 أيام.يتعافى معظمُ الأشخاص من العدوى في غضون أسبوعين.وتبقى البكتيريا موجودة لدى عدد قليل من الأشخاص إلى أجل غير مسمّى دون أن تسبب أية أعراض.ويسمّى هؤلاء الأشخاص بحاملي العدوى.

تشخيص الكوليرا

  • زرع عَيِّنَة من البراز في المختبر

يقوم الطبيبُ بأخذ عَيِّنَة من البراز، أو استخدام مسحة لأخذ عينة من المستقيم.وترسل بعدها إلى المختبر حيث يمكن تنمية بكتيريا الكوليرا في حال العثور عليها (استنبات).يؤكد العثورُ على Vibrio cholerae في العينة تشخيص الحالة.قد يستخدم الأطبّاء تقنية تفاعل البوليمراز المتسلسل (PCR) لزيادة كمِّية المادة الوراثية (الحمض النووي الوراثي) للبكتيريا، لذلك يمكن كشفُ البكتيريا بسرعة أكبر.

تُجرى اختباراتُ الدَّم والبول لتقييم التجفاف ووظائف الكلى.

الوقَاية من الكوليرا

نورد فيما يلي بعض القواعد الأساسية للوقاية من الكوليرا:

  • تنقية مصادر المياه

  • التخلّص من النفايات البشرية بشكل صحي ومناسب

وتشتمل الاحتياطاتُ الأخرى في مناطق حدوث الكوليرا على كل من:

  • استخدام الماء المغلي أو المُعقم بالكلور

  • تجنّب الخضراوات غير المطبوخة والمحار غير المطهي بشكل جيد

كما يميل المحارُ أيضًا لحمل أشكال أخرى من الضمّة Vibrio.

اللقاحات

في الولايات المتّحدة، يتوفر لقاح الكوليرا للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18-64 عامًا إذا كانوا يسافرون إلى مناطق تحدث فيها هذه العدوى.وهو يُعطى بجرعة فموية واحدةولكن ، من غير المعروف ما إذا كان هذا اللقاح فعالًا لأكثر من 3 إلى 6 أشهر.

تتوفّر ثلاثة لقاحات أخرى للكوليرا خارج الولايات المتحدة.توفّر هذه اللقاحات وقاية بنسبة تتراوح بين 60 إلى 85 ٪ لمدة تصل إلى 5 سنوات.تُستعمَل هذه اللقاحات عن طريق الفم على جرعتين.ويُوصى باستعمال جرعاتٍ معززةٍ بعد سنتين من استعمالها عند الأشخاص الذين لا يزالون يُواجهون خطر الإصابة بالكوليرا.

علاج الكوليرا

  • السوائل التي تحتوي على الملح

  • المضادات الحيوية

تعويض الماء والأملاح المفقودة

يُعد التعويضُ بسرعة عن الماء والأملاح المفقودة هو الإجراء المنقذ للحياة.يمكن علاجُ معظم الأشخاص بشكل فعال عن طريق إعطاء السوائل بالطريق الفموي.جرى تصميم هذه المحاليل لكي تحل محل السوائل المفقودة من الجسم.

أمّا بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من التجفاف الشديد ولا يستطيعون الشرب، فيَجرِي إعطاؤهم محلولًا ملحيًا عن طريق الوريد.

وفي أثناء الأوبئة، إذا لم تتوفر المحاليل الوريدية، فقد يُعطى الأشخاص محلولًا ملحيًا عن طريق الفم عند الحاجة من خلال أنبوب يدخل من الأنف باتجاه المعدة.بعد أن يَجرِي تعويض الشخص بما يكفي من السوائل لتخفيف الأَعرَاض، ينبغي على الشخص تناول كميات كافية من المحاليل الملحية لتعويض السوائل التي يفقدها من خلال الإسهال والقيء.

كما يُشجع المرضى على تناول أكبر كميات ممكنة من الماء.يمكن للمريض استئناف تناول الأطعمة الصلبة بعد توقف القيء واستعادة الشهية للطعام.

المضادَّات الحيوية

تُعطى المضادات الحيوية للحد من شدة الإسهال وتسريع توقفه عادةً.كما أنه يتراجع خطر نشر العدوى قليلًا عند الأشخاص الذين يتناولون المضادات الحيوية في أثناء تفشي المرض.

يجري إعطاء المضاد الحيوي دوكسيسيكلين لجميع الأشخاص، بمن فيهم الأطفال والنساء الحوامل.تنطوي المضادَّاتُ الحيوية الأخرى التي يمكن استخدامها على أزيثروميسين وسيبروفلوكساسين.تؤخذ هذه المضادَّاتُ الحيوية عن طريق الفم.يختار الأطباء المضادَّات الحيوية التي يُعرف بأنها فعالة ضد البكتيريا المسببة للكوليرا في المجتمع المحلي.

للمزيد من المعلومات

يمكن للمصدر التالي باللغة الإنجليزية أن يكون مفيدًا.يُرجى ملاحظة أن دليل MSD غير مسؤول عن محتوى هذا المصدر.

  1. مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC): Cholera: مورد يوفر معلومات عن الكوليرا، بما في ذلك حالات تفشي المرض وعوامل الخطر

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID