تزداد حموضة الدَّم عندما يتناول المرضى موادّ تحتوي على الحمض أو تُنتِجه أو عندما لا تُخرِجُ الرئة ما يكفي من ثاني أكسيد الكربون عند الزفير.
يُعاني مرضى الحُماض الاستقلابيّ من الغثيان والتقيُّؤ والتَّعب غالبًا، وقد يتنفَّسون بشكلٍ أسرَع وأعمق من الطبيعيّ.
يُعاني مرضى الحماض التنفُّسي من الصُّدَاع والتَّخليط الذهنِي غالبًا، وقد يبدو التنفُّس لديهم سطحياً وبطيئاً أو كليهما.
تُبيِّنُ الاختبارات على عينات الدَّم انخفاض مستوى باهاء الدم عن المعدَّل الطبيعيّ عادةً.
يقُوم الأطباءُ بمُعالَجة سبب الحُماض.
(انظُر لمحة عامة حول التوازن الحمضي القاعدي لمحة عامة عن التوازُن الحمضيّ القاعِديّ تُعدُّ درجة الحموضة والقلويَّة من الخصائص المهمَّة للدَّم،ويُشير مقياس باهاء الدَّم إلى حُموضة أو قلويَّة أيّ محلول، بما في ذلك الدَّم.يتراوح مقياس باهاء الدَّم بين 0 (حُموضة قويَّة) إلى 14... قراءة المزيد ).
إذا طَغت زيادة في الحموضة على نُظم ضبط القاعدة والحمض ضبط التوازن الحمضيّ القاعديّ تُعدُّ درجة الحموضة والقلويَّة من الخصائص المهمَّة للدَّم،ويُشير مقياس باهاء الدَّم إلى حُموضة أو قلويَّة أيّ محلول، بما في ذلك الدَّم.يتراوح مقياس باهاء الدَّم بين 0 (حُموضة قويَّة) إلى 14... قراءة المزيد في الجسم، سيُصبِحُ الجسم حمضياً؛ومع انخفاض باهاء الدَّم (يصبح أكثر حمضية)، يَجرِي تحفيز أجزاء الدماغ التي تنظم التنفُّس وذلك حتى يُصبح التنفُّس أسرع وأعمق (التعويض التنفُّسي)،ويزيد التنفُّس السريع والعميق من كمية ثاني أكسيد الكربون التي تخرج مع الشهيق.
كما تُحاول الكلى أيضًا التعويض عن طريق إفراز المزيد من الحمض في البول،ولكن يُمكن أن تطغى هاتان الآليتان معًا إذا استمرَّ الجسم في إنتاج الكثير من الحمض، ممَّا يُؤدِّي إلى حُماض شديد ومشاكل في القلب وغيبوبة في نهاية المطاف.
يُشيرُ مقياس باهاء الدَّم إلى حُموضة أو قلويَّة أيّ محلول، بما في ذلك الدَّم.
باهاء الدَّم
تجري الإشارة إلى الحُموضة والقلويَّة على مقياس باهاء الدَّم، وهو يتراوح بين 0 (حُموضة قويَّة) إلى 14 (قلويَّة أو قاعديَّة قويَّة)،ويكون باهاء الدَّم بدرجة 7.0 في منتصف هذا المقياس مُحايداً.
يكُون الدَّم قاعدياً بعض الشيء بشكلٍ طبيعيّ، مع مجال طبيعيّ لباهاء الدَّم يتراوح بين 7.35 إلى 7.45.يُحافِظُ الجسم عادةً على باهاء الدَّم قريباً من 7.40.
الأسباب
يَجري تصنيف الحماض استِنادًا إلى أسبابه الأولية مثل:
الحُماض الاستقلابيّ،
الحُماض التنفُّسيّ
الحماض الاستقلابيّ
يحدُث الحُماض الاستقلابيّ عندما تزداد كمية الحمض في الجسم من خلال ابتلاع مادَّة حمضية أو يُمكن تفكيكها لتُصبِح حمضيَّة، مثل كُحول الخشب (الميثانول) أو مانع التجمُّد antifreeze (غليكول الإيثيلين ethylene glycol) أو جرعة كبيرة من الأسبرين (حمض أسيتيل ساليسيليك acetylsalicylic acid).كما أنَّ هناك العديد من الأدوية الأخرى والسُّموم التي يُمكن أن تُسبب الحُماض.
كما يُمكن أن يحدث الحُماض الاستقلابيّ أيضًا بسبب التمثيل الغذائيّ غير الطبيعيّ.يُنتجُ الجسم كميات زائدة من الحمض في المراحل المستفحلة من الصدمة الصدمة الصدمة هي حالة مهددة للحياة، ينخفض فيها توصيل الأُكسِجين إلى الأعضاء، مما يَتسبَّب في تضرر الأعضاء، وأحيانًا الموت.عادةً ما يكون ضغط الدم منخفضًا. (أنظر أيضًا انخفاض ضغط الدَّم.) تنجم الصدمة... قراءة المزيد (الحماض اللبني) وفي السكّري من النوع الأوَّل غير المضبوط بشكلٍ جيد (الحُماض الكيتوني السكّري الحُماضُ الكيتوني السُّكَّري يُعدُّ الحُماضُ الكيتوني السُّكَّري أحدَ الاختلاطات الحادَّة لداء السُّكَّري والذي يحدث عند مرضى النمط الأوَّل من داء السُّكَّري غالبًا. وتنطوي أعراضُه على الغثيان والتقيؤ وآلام البطن وانبعاث... قراءة المزيد )؛
وقَد يُؤدِّي حتى إنتاج كميات طبيعية من الحمض إلى الحُماض عندما لا تعمل الكلى بشكلٍ طبيعيٍّ (فشل الكلى لمحةٌ عامةٌ عن الفشل الكُلوي الفشل الكلوي هو عدم قدرة الكُلى على ترشيح فضلات الاستقلاب من الدَّم بشكلٍ كافٍ. توجد الكثير من الأَسبَاب المُحتملة لحدوث الفشل الكلوي.حيث يؤدي بعضها إلى حدوث تراجع سريع في وظائف الكُلى ( إصابة... قراءة المزيد ) وبالتالي لا يُمكنها إفراز كمياتٍ مناسبة من الحمض في البول.
كما يحدُث القلاء الاستقلابيّ أيضًا عندما يفقدُ الجسم الكثير من القاعدة،فعلى سبيل المثال، يُمكن فقدان البيكربونات عبر السبيل الهضمي بسبب الإسهال أو فغر اللفائفي ileostomy
الحُماض التنفُّسي
يحدُث الحماض التنفُّسي عندما لا تقوم الرئتان بإخرَاج ثاني أكسيد الكربون بشكل مناسب (التهوية غير الملائمة)، وهي مشكلة يمكن أن تحدث في اضطرابات تؤثر في الرئتين بشكلٍ شديدٍ (مثل الداء الرئوي الانسِدادي المُزمن الدَّاءُ الرِّئَوِيُّ الانسداديُ المُزمِن الدَّاءُ الرِّئَوِيُّ الانسداديُ المُزمِن chronic obstructive pulmonary disease هو تضيُّق مستمرّ (انسداد) في المسالك الهوائيَّة، يحدث بالتزامن مع انتفاخ الرئة أو التِهابُ القَصَباتِ الانسدادي... قراءة المزيد و الالتهاب الرئوي لمحَةٌ عن الالتهاب الرئوي الالتهابُ الرئوي هَو عدوى في الأكياس الهوائية الصغيرة في الرئتين (الأسناخ) والنسج المحيطة فيها، وهُو يُعَدّ من أكثر أسباب الوفيات شيوعًا في مُختلف أنحاء العالم. غالبًا ما يكون الالتهاب الرئوي... قراءة المزيد
الشديد و فشل القلب فشل القلب الفشل القلبي هو حالة مرضية يعجز القلبُ فيها عن ضخ الدمَ بما يكفي لحاجة الجسم، مما يؤدي إلى انخفاض تدفق الدم وتباطؤ جريانه في الأوردة والرئتين و/أو تغيرات مرضية أخرى يمكن أن تُضعف بدورها القلب... قراءة المزيد
و الرَّبو الرَّبو Asthma الرَّبو هو حالة تتضيَّق فيها المسالك الهوائيَّة - بشكلٍ قابلٍ للعكس عادةً - كردَّة فعلٍ على بعض المُنبّهات. تعَدّ أعراضُ السعال والأزيز وضيق النَّفَس، التي تحدث كردَّة فعلٍ لمُحفِّزاتٍ مُعينَّة،... قراءة المزيد
).
كما يُمكن أن يحدُث الحماض التنفُّسي أيضًا عندما تُؤدِّي اضطرابات في الدماغ أو في أعصاب أو عضلات الصدر (مثل مُتلازمة غيلان باريه مُتلازمة غيلان- باريه Guillain-Barré Syndrome (GBS) مُتلازمة غيلان-باريه هي أحدُ أشكال اعتلال الأعصاب المُتعدِّد، تُسبِّبُ ضُعف العضلات، الذي يتفاقم عادةً خلال بضعة أيام إلى أسابيع، ثم يعود ببطء إلى طبيعته من تلقاء نفسه.ولكن، قد يتحسَّن المرضى... قراءة المزيد أو التصلُّب الجانبي الضموري التَصَلُّبُ الجانبي الضُمُورِيُّ وأمراض العصبون الحركيّ الأخرى تتميز أمراضُ العصبونات الحركية بالتدهور التدريجي للخلايا العصبية التي تنبِّه حركة العضلات.ونتيجةً لذلك، تتدهور حالة العضلات التي تُعصِّبها هذه الأعصاب وتصبح ضعيفة، ولا يعود بإمكانها العمل بشكلٍ... قراءة المزيد ) إلى إضعاف التنفُّس،وبالإضافة إلى ذلك، يُمكن أن يُصاب الشخص بالحُماض التنفُّسي عندما يتباطأ تنفُّسه بسبب فرط التهدئة كنتيجة للمُسكِّنات الأفيونية أو الكحول أو الأدوية القويَّة التي تُحرِّض على النَّوم (المُهدِّئات)،ونتيجة لهذا البطء في التنفُّس، قد ينخفِضُ مُستوى الأكسجين في الدَّم.
يُمكن أن يُؤدِّي اضطراب التنفُّس في أثناء النوم (مثل انقطاع النَّفس في أثناء النوم انقطاع التنفس في أثناء النوم انقطاع النفس في أثناء النوم (انقطاع النفس النومي sleep apnea) هو اضطراب خطير يتوقف فيه التنفُّس مرارًا وتكرارًا لفترة طويلة تكفي لإفساد النوم، وغالبًا ما يؤدي إلى تراجع مؤقت في مستوى الأكسجين... قراءة المزيد ) إلى إيقاف التنفس بشكلس متكررٍ لفترة تكفي للتسبب في الحُماض التنفُّسي المؤقت.
الأعراض
بالنسبة إلى الحُماض الاستقلابيّ، قد لا تظهر أيَّة أعرَاض عند المرضى ولكنهم يُعانون عادةً من:
الغثيان
التقيُّؤ
التَّعَب
قَد يُصبِحُ التنفُّس أعمق وأسرَع بعض الشيء (نظرًا إلى أنَّ الجسم يُحاول تصحيح الحُماض عن طريق إخراج المزيد من ثاني أكسيد الكربون).عندما يتفاقم الحُماض، يبدأ المرضى بالشعور بضعفٍ شديدٍ ونُعاسٍ وقد يشعرون بالتخليط الذهنيّ وبغثيان مُتزايد،وفي نهاية المطاف وبالنسبة إلى الحالات الشديدة، قد تحدُث مشاكل في القلب ويمكن أن ينخفض ضغط الدم، ممَّا يؤدِّي إلى الصدمة والغيبوبة والوفاة.
بالنسبة إلى الحُماض التنفُّسي، تنطوي الأعراض المُبكِّرَة على:
الصُّدَاع
النعاس (الوَسَن drowsiness)
قَد يستفحِلُ النعاس إلى الذُّهُول stupor والغيبوبة لأنَّ مستوى الأكسجين في الدَّم يُصبح غير كافٍ،ويمكن أن يحدُث الذهول والغيبوبة خلال لحظات إذا توقف التنفُّس أو أصبح ضعيفاً بشكلٍ شديدٍ، أو خلال ساعات إذا أصبح التنفُّس ضعيفاً بشكلٍ أقلّ شدَّةً.
التشخيص
الاختبارات الدموية
يحتاج تشخيص الحماض بشكلٍ عام إلى قياس باهاء الدَّم وثاني أكسيد الكربون في عَيِّنَة من الدَّم الشرياني، ويجري أخذ هذه العيِّنة من الشريان الكعبري في المعصم عادةً.يجري استخدَام الدَّم الشرياني لأنه لا يُمكن بشكلٍ عام الاعتماد على الدَّم الوريدي عند قياس حالة الباهاء في الجسم.
لمعرفة المزيد عن سبب الحُماض، يقوم الأطباء أيضًا بقياس مستويات البيكربونات في الدم،ثم يقومون باختباراتٍ إضافية للدَّم من اجل تحديد السبب المحدَّد.
المُعالَجة
مُعالَجة السَّبب
أحيَانًا السوائل مع البيكربونات عن طريق الوريد
في جميع الحالات تقريبًا، يجري توجيه مُعالَجة الحُماض لإزالة السَّبب،ومن النادر أن يقوم الأطباء بإعطاء أدوية قلويَّة ببساطة، مثل البيكربونات، وذلك لمُعالَجة الحُمَاض.
بالنسبة إلى الحماض الاستقلابيّ، تستنِدُ المُعالجة إلى السبب في المقام الأوَّل.فعلى سبيل المثال، قد تكون هناك حاجة إلى المُعالَجة لضبط السكَّري بالأنسولين أو لإزالة المادة السامة من الدَّم في حالات التسمم.
بالنسبة إلى الحماض التنفُّسيّ، تهدُف المُعالَجة إلى تحسينِ وظائف الرئة.قد تكُون الأدويَة التي تفتح المَسالِك الهَوائيَّة (مُوسِّعَات المَسالِك الهَوائيَّة bronchodilator مثل ألبوتيرول albuterol) مفيدةً لمن يُعانون من أمرَاض الرئة مثل الربو والداء الرئوي الانسدادي المُزمن.يُمكن أحيانًا إزالة التهدئة الناجمة عن الأدوية أو موادّ أخرى عن طريق أنواع الترياق.قد يحتاج المرضى الذين يُعانون من ضعفٍ شديدٍ في التنفُّس لأيّ سبب كان، إلى التهوية الميكانيكيَّة التَّهويةُ الميكانيكيَّة Mechanical Ventilation التهويةُ الميكانيكية mechanical ventilation هي استخدام آلة للمساعدة على حركة الهواء إلى داخل وخارج الرئتين. يحتاج بعضُ المُصابين بالفشل التنفُّسي إلى استخدام المنفسة الاصطناعيَّة (آلة تساعد... قراءة المزيد لمُساعدتهم على التنفُّس.
كما يمكن أيضًا مُعالَجة الحماض الشديد مباشرةً عندما لا يستجيب لمُحاولات مُعالَجة السبب،وفي مثل هذه الحالات، قد يجري إعطاء البيكربونات عن طريق الوريد،ولكن يُمكن أن تكون البيكربونات مفيدةً بشكلٍ مُؤقَّت فقط وقَد تُسبب الضرر وذلك عن طريق فرط تحميل الجسم بالصوديوم والماء على سبيل المثال.