الحساسية المُستمرة على مدار السنة

(الحساسية الحولية)

حسبPeter J. Delves, PhD, University College London, London, UK
تمت مراجعته ربيع الأول 1444

تنجم الحساسية (الدائمة) على مدار العام عن التعرض الداخلي للمواد المحمولة بالهواء (مثل غبار المنزل) الموجودة طوال العام.

  • تتظاهر الحالة باحتقان وحكة في الأنف، وفي بعض الأحيان سيلان أنفي، وحكة في الفم والحلق.

  • غالبًا ما تشير الأَعرَاض والمُهيجات التي تُثير الحساسية إلى التَّشخيص.

  • يُعد تجنب مسببات الحساسية هو الخيار الأفضل، ولكن الأدوية قد تساعد في تخفيف الأَعرَاض، مثل مضادَّات الهيستامين.

(انظُر أيضًا لمحة عامة عن ردات الفعل التحسسية.)

قد تحدث الحساسية الحولية في أي وقت من السنة، بغض النظر عن الموسم، أو قد تستمر على مدار السنة.غالبا ما تكون الحساسية الحولية ردة فعل تجاه غبار المنزل.فقد يحتوي غبار البيت على العفن أو الفطريات أو ألياف النسيج، أو وبر الحيوانات، ومخلفات عث الغبار، وأشلاء حشرات.غالبًا ما تُسبب المواد الموجودة في أو على الصراصير أعراض الحساسية.تتواجد هذه المواد في المنازل على مدار السنة، ولكن أعراضها قد تكون أشد في الأشهر الباردة، عندما يقضي الناس المزيد من الوقت داخل البيوت.(تُسمَّى المواد التي تُحرِّضُ ردَّة الفعل التحسُّسيَّة بالمواد المُحسِّسة أو المثيرة للحساسية allergens).

عادة ما تُسبب الحساسية الحولية أعراض التهاب الأنف التحسسي بدون أعراض عينية (أي أنها لا تترافق بـالتهاب الملتحمة التحسُّسي).ولكن، قد يحدث التهاب الملتحمة التحسُّسي عندما تمس مواد مُثيرة للحساسية بالعين عن غير قصد.كما يمكن لمحاليل تنظيف العدسات اللاصقة أن تُسبب رد فعل تحسُّسي في بعض الأحيان.

وغالبًا ما ينجم التهاب الأنف الحولي عن شيء آخر غير الحساسية، مثل الأسبرين أو دواء غيره من مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) أو أي شكل آخر من أشكال التهاب الأنف.

هل تعلم...

  • غالبًا ما تتحمل الصراصير وعث الغبار المسؤولية عن الحساسية المستمرة على مدار السنة.

أعراض الحساسية المُستمرة على مدار السنة

لعل العَرض الأكثر وضوحًا للحساسية الحوليّة هو احتقان الأنف المزمن.يسيل الأنف وتخرج منه مفرزات مائية رائقة.قد يصاب بالحكة كل من الأنف، وسقف الفم، ومؤخرة الحلق.قد تبدأ الحكة بشكل تدريجي أو مفاجئ.ويُعد العطاس من الأعراض الشائعة.

وقد يتورم نفير أوستاش eustachian tube الذي يصل بين الأذن الوطسى ومؤخرة الأنف.ونتيجة لذلك، يمكن أن يضعف السمع، وخاصة عند الأطفال.وقد يُصاب الأطفال أيضًا بعدوى في الأذن.يعاني بعض الأشخاص من حالات عدوى متكررة في الجيوب (التهاب جيوب مزمن) وناميات داخل الأنف (سلائل أنفية nasal polyps).

وفي حال إصابة العين، فإنها تكون دامعة وحاكة.قد يتحول بياض العينين إل اللون الأحمر، وتصبح الأجفان محمرة ومتورمة.يمكن أن يصبح الجلد تحت العينين داكنًا (اللمعان التحسُّسي allergic shiner).

يعاني الكثير من المصابين بالحساسية الحوليّة من الربو أيضًا، والذي قد ينجم عن نفس مُهيجات الحساسية التي تساهم في التهاب الأنف التحسُّسي والتهاب الملتحمة التحسُّسي.

تشخيص الحساسية المُستمرة على مدار السنة

  • تقييم الطبيب

يستند تشخيص الحساسية الحولية إلى الأَعرَاض، بالإضافة إلى الظروف التي تحدث فيها - كما هيَ الحال عند القيام بنشاط معين، مثل التربيت على حيوان أليف.وغالبًا ما يمكن تشخيصها استنادًا إلى هذه المعلومات وحدها.

اختبار الحساسية

لا تُجرى اختبارات الحساسية إلا إذا لم يستجب الشخص للعلاج.

في حالات كهذه، يمكن للاختبارات مثل اختبار وخز الجلد أن يساعد في تأكيد التَّشخيص، وتحديد المواد المهيجة للأعراض (مثل عث الغبار أو الصراصير).ولإجراء هذه الاختبارات، يَجرِي وضع قطرة من كل مُستخلص على جلد الشخص، ومن ثم وخزه بواسطة إبرة من خلال القطرة.ثم يراقب الطبيبُ المريضَ ويتحرى حدوث تفاعل الانتبار والوهيج wheal and flare reaction (تورم شاحب ومرتفع قليلًا تحيط به منطقة حمراء)

يُجرى اختبار الغلوبولين المناعي النوعي للمُستضد (IgE)، وذلك في حال كانت نتائج الاختبار الجلدي غير واضحة أو لم يكن إجراء الاختبار الجلدي ممكنًا.في هذا الاختبار، يَجرِي أخذ عَيِّنَة من الدَّم وفحصها.

الوقاية من الحساسية المُستمرة على مدار السنة

تجنب أو إزالة مُهيجات الحساسية، إذا كان ذلك ممكنًا، حيث إن تجنب الإصابة أفضل من علاجها، ومن ثم الحاجة لاستخدام الدواء.

إذا كان لدى الشخص حساسية من غبار المنزل، أو وبر الحيوانات، أو غيرها من المواد المُثيرة للحساسية داخل المنزل، فيمكن لبعض التغيرات في الوسط المحيط أن تقي من الأَعرَاض أو تُقلل منها:

  • إزالة العناصر التي يمكن أن تجمع الغبار، مثل الصمديات الصغيرة والمجلات والكتب

  • إزالة الدمى الطرية (المصنوعة من الفرو)

  • استبدال الأثاث المنجد أو شفط الغبار من عليه بشكل متكرر

  • استبدال الستائر الفضفاضة بستائر عاتمة

  • غسل ملاءات الأسرّة، والوسائد، والبطانيات بالماء الساخن بشكل متكرر

  • تطبيق البخار في أرجاء المنزل

  • تغطية المراتب والوسائد بقطع قماشية منسوجة بخيوط دقيقة، فلا يمكن اختراقها بواسطة عث الغبار والجسيمات المسببة للحساسية

  • استخدام الوسائد ذات الألياف الاصطناعية

  • تنظيف المنزل بشكل متكرر، بما في ذلك إزالة الغبار، وشفطه، والمسح الرطب

  • استخدام مكيفات الهواء ومزيلات الرطوبة للحد من الرطوبة في الأماكن المغلقة والتي تشجع على تكاثر عث الغبار

  • استخدام مراشح وأجهزة شفط عالية الكفاءة للتخلص من جسيمات الهواء

  • حصر الحيوانات الأليفة في بعض الغرف أو خارج المنزل وتحميمها بشكلٍ مُتكرِّر

  • إبادة الصراصير

علاج الحساسية المُستمرة على مدار السنة

  • البخاخات الأنفية الحاوية على الستيرويدات القشرية

  • مضادَّات الهيستامين

  • مزيلات الاحتقان

  • العلاج المناعي بالمُستأرجات في بعض الأحيان

  • الجراحة في بعض الأحيان، بالنسبة للسلائل (البوليبات) الأنفية

يُعد تجنب مُهيحات الحساسية الطريقة الأمثل للعلاج والوقاية من الحساسية.

يكون العلاج الدوائي للحساسية الحولية مشابهًا للعلاج الدوائي للحساسية الموسمية.ويشمل على بخاخات الأنف الحاوية على الستيرويدات القشرية، ومضادَّات الهيستامين، ومزيلات الاحتقان.

عادةً ما تكون بخاخات الأنف الحاوية على الستيرويدات القشرية فعالة جدًّا، وينبغي استخدامها أولاً.تكون الآثار الجانبية لمعظم هذه البخاخات محدودة، على الرغم من أنها قد تسبب النزف والألم في الأنف.

يمكن استخدام مضادَّات الهيستامين التي تؤخذ عن طريق الفم أو تكون بشكل بخاخات أنفية، وذلك بدلًا بخاخات الأنف الحاوية على الستيرويدات القشرية أو بالإضافة لها.غالبًا ما تُستخدم مضادَّات الهيستامين مع مزيلات الاحتقان، مثل السودوإيفيدرين pseudoephedrine، وتؤخذ عن طريق الفم.

كما تتوفر العديد من المشاركات الدوائية بين مضادَّات الهيستامين ومزيلات الاحتقان، وتكون بشكل أقراص يمكن صرفها دون الحاجة إلى وصفة طبية.ولكن، ينبغي على الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدَّم عدم استخدام مُزيلات الاحتقان إلا إذا أوصى الطبيب بذلك، وتحت مراقبته.كما ينبغي عدم الجمع بين مثبطات أوكسيداز أحادي الأمين (نوع من مضادَّات الاكتئاب) ودواء يحتوي على مشاركة دوائية بين مضادَّات الهيستامين ومزيلات الاحتقان.ينبغي عدم إعطاء المشاركة الدوائية المضادة للهيستامين والمضادة للاحتقان للأطفال الصغار.

قد تترك مضادَّات الهيستامين آثارًا جانبية، وخاصة التأثيرات المضادَّة للفعل الكوليني anticholinergic effects.وتشمل الآثار المُضادَّة للفعل الكوليني كلًا من النعاس، وجفاف الفم، وعدم وضوح الرؤية، والإمساك، وصعوبة في التبول، والتَّخليط الذهنِي، وخفة الرأس.

كما تتوفر مزيلات الاحتقان بشكل قطرات أنفية أو بخاخات، ويمكن صرفها دون الحاجة لوصفة طبية.لا ينبغي استخدام مزيلات الاحتقان لأكثر من بضعة أيام، وذلك لأن استخدامها بشكل مستمر لمدة أسبوع أو أكثر قد يؤدي إلى تفاقم أو إطالة أمد احتقان الأنف (تأثير ارتدادي) وقد يؤدي في نهاية المطاف إلى الاحتقان المزمن.

تميل الآثار الجانبية إلى أن تكون أقل عددًا وشدةً عند استخدام البخاخات الأنفية، وذلك بالمقارنة مع الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم.

يمكن لأدوية أخرى أن تكون مفيدة أحيانًا.يتوفر الكرومولين (أحد مثبتات الخلايا البدينة) بشكل رذاذ أنفي، ويمكن أن يساعد في تخفيف سيلان الأنف، ولكن صرفه يحتاج إلى وصفة طبية.ولكي يكون فعالاً، ينبغي استخدامه بانتظام.

قد يكون من المفيد استخدام أزيلاستين (مضادَّات هيستامين ومثبت للخلايا البدينة) و إبراتروبيوم (دواء يثبط الأستيل كولين)، وكلاهما يكون بشكل بخاخ أنفي لا يمكن صرفه إلا بموجب وصفة طبية.ولكن قد يكون لهذه الأدوية آثار مضادَّة للفعل الكوليني مماثلة لتلك الناجمة عن مضادَّات الهيستامين التي تؤخذ عن طريق الفم، وخاصة النعاس.

يساعد دواء مونتيلوكاست، وهو مثبط ليوكوترين لا يمكن صرفه إلا بموجب وفة طبية، على تخفيف الالتهاب وسيلان الأنف.يُفضل استخدامها فقط عندما تكون العلاجات الأخرى غير فعالة.تنطوي الآثار الجانبية المحتملة على التخليط الذهني، والقلق، والاكتئاب، وحركات العضلات غير الطبيعية.

يساعد غسل الجيوب بانتظام بواسطة الماء الدافئ والملح (محلول ملحي) على حل المخاط والتخلص منه وترطيب بطانة الأنف.تسمى هذه التقنية بغسل الجيوب sinus irrigation.

إذا لم تُجدِ هذه المُعالجَات نفعًا، فيمكن تناول الستيروئيدات القشرية عن طريق الفم أو عن طريق الحقن لفترة قصيرة (لمدة تقل عن 10 أيام عادةً).أما إذا أخذت الستيرويدات القشرية عن طريق الفم أو بواسطة الحقن لفترة طويلة، فقد تترك آثارًا جانبية خطيرة.

العلاج المناعي بالمُستأرجات (إزالة الحساسية)

إذا كانت المُعالجَات الأخرى غير فعالة، فقد يعود العلاج المناعي بالمُستأرجات بالفائدة على بعض الأشخاص.

إزالة الحساسية هي محاولة لتدريب الجهاز المناعي للشخص على عدم الاستجابة لمسببات الحساسية.يُعطى الشخص جرعات أكبر تدريجيًا من المادة المسببة للحساسية.تكون الجرعة الأولى صغيرة جدًا بحيث لا تسبب ردة فعل لدى الشخص المُصاب بالحساسية.إلا أن الجرعة الصغيرة تبدأ بجعل الجهاز المناعي للشخص مُعتادًا على المواد المسببة للحساسية.ثم تجري زيادة الجرعة تدريجيًا.وتكون كل زيادة صغيرة جدًّا بحيث لا يستجيب الجهاز المناعي لها.تجري زيادة الجرعة إلى أن لا يستجيب الشخص لنفس الكمية من المواد المسببة للحساسية التي سببت الأعراض في السابق.

يُستطب العلاج المناعي في الحالات التالية:

ينطوي العلاج المناعي للحساسية على مدار السنة على إعطاء جرعات متزايدة تدريجيًا من المواد المسببة للحساسية تحت اللسان أو حقنها في الجلد.وبما أن إزالة الحساسية تسبب في بعض الأحيان تفاعلات تأقية خطيرة، فينبغي على الشخص البقاء في عيادَة الطَّبيب لمدة لا تقل عن 30 دقيقة بعد إعطاء الحقنة.إذا لم تظهر لديهم ردة فعل بعد الجرعة الأولى، فيمكنهم أخذ جرعات لاحقة في المنزل.

ينبغي أن يبدأ العلاج المناعي لحمى القش بعد انتهاء موسم غبار الطلع، وذلك بهدف التحضير للموسم التالي.حيث إن البدء بالعلاج المناعي في أثناء موسم غبار الطلع يؤدي إلى تأثيرات جانبية أكبر، وذلك لأن المواد المسببة لحساسية غبار الطلع تكون قد حفزت الجهاز المناعي مسبقاً.يكون العلاج المناعي أكثر فعالية عندما يستمر على مدار السنة.

العملية الجراحية

قد تُستطب الجراحة عند الأشخاص الذين يعانون من التهاب جيوب مزمن، وسلائل أنفية، وذلك بهدف تحسين تصريف الجيوب، وإزالة المواد المصابة بالعدوى، أو استئصال السلائل.قد يكون من المفيد إجراء غسل جيوب اعتيادي قبل وبعد الجراحة.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID