قد تحدث الكسور في العظام الطويلة في منتصف القدم (عظام مشط القدم metatarsal bones).
هناك أنواع مختلفة من كسور مشط القدم، بما في ذلك كسور الإجهاد، وكسر ليسفرانك الخلعي، وكسور العظم المشطي الخامس.(انظُر أيضًا لمحة عامة عن الكسور.)
كسور الإجهاد في مشط القدم
كسور الإجهاد هي تشققات غير مكتملة في العظام تنجم عن إجهاد متكرر بدلًا من إصابة واحدة.
يمكن للمشي أو الجري لفترة طويلة أن يؤدي إلى كسر إجهاد مشط القدم.
تؤدي هذه الكسور إلى الشعور بالأم عند جس منتصف القدم والألم عند تطبيق كامل الوزن على القدم.
قد لا تكون كسور الإجهاد مرئية على الأشعَّة السِّينية لمدة 2 إلى 3 أسابيع بعد الإصابة، لذلك يقوم الأطباء في بعض الأحيان بإجراء التصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي، أو قد يعالجون القدم كما لو كانت مكسورة ويكررون التصوير بالأشعة السينية في غضون أسبوعين.
عادةً ما يكون العلاج الوحيد المطلوب هو إيقاف النشاطات التي تفاقم الكسر واستخدام العكازات.
يمكن أن تحدُث كُسور الإجهاد في عظام مشط القدم عند المشي أو الجري لفترةٍ طويلةٍ، مثلما يحدث عند البدء بممارسة التمارين لفترةٍ أطوَل أو بشكلٍ أكثر شدَّة.
أعراض كسور الإجهاد
تكون كسور الإجهاد في العظام المشطية مؤلمة عند اللمس.يزداد الألم عند وضع وزن الجسم على القَدم.
تشخيص كسور الإجهاد
التصوير بالأشعة السينية
التصوير المقطعي المُحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي أحيانًا
قد لا تَظهر كسور الإجهاد في الأشعَّة السِّينية إذا كانت صغيرة أو إذا جرى أخذ الصور بعد فترة قصيرة من حدوث الكسر (قبل أن يبدأ العظم في إصلاح ذاته).بعد نَحو 2 إلى 3 أسابيع من الإصابة، يمكن رؤية كسر الإجهاد على الأشعَّة السِّينية بالتزامن مع تشكل عظم جديد لإصلاح الكسر (انظر كيف تشفى الكسور العظمية).
في بعض الأحيان يُستخدم التصوير المقطعي المُحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي للتحري عن كسور الإجهاد.(انظر أيضًا تشخيص الكسور.)
علاج كسور الإجهاد
تَجنب النشاطات التي تُسبب أو تفاقم كسور الإجهاد
العكازات
استخدام حذاء واقٍ أو جزمة أو جبيرة في بعض الأحيان
عندما يجري التعرّفُ إلى كسر إجهادي مبكراً، فإن إيقاف الأنشطة التي سببت في الكسر أو فاقمته واستخدام العكازات قد يكون العلاج الوحيد الضروري.
قد يحتاج المرضى إلى ارتداء حذاء وقائيّ خاص للمشي.وتكون الجبيرة ضرورية أحيَانًا.
الكسرُ الخلعيّ بحسب لِيسفرانك
الكسر بحسب لِيسفَرانك هو كسر كامل في العظم المشطي الثاني الذي يصل إصبع القدم الثاني بالعظام في الجزء الخلفي من القدم.يحدث الكسر الخلعيّ بحسب لِيسفرانك عندما تنفصل القطع المكسورة من العظم عن بعضها بعضًا (تنخلِعُ).
ينجم الكسر الخلعيّ بحسب لِيسفرانك عن السقوط على قدم مَحنيَّة أو عند التعرض لقوة شديدة.
يُصبح وسط القدم مؤلمًا بشكل عفوي وعند الجس ومتورمًا، وقد يتكدَّم باطن القدم.
يُجري الأطباء عادةً تصويرًا بالأشعَّة السِّينية من عدة زوايا مختلفة، ولكن غالبًا ما يكون من الضروري إجراء التصوير المقطعي المحوسب لتحديد الإصابة أيضًا.
عادةً ما يُحال الأشخاص المصابون بكسر ليسفرانك إلى جراح تقويم العظام لإجراء جراحة لإعادة القطع المكسورة من العظم إلى مكانها وتثبيتها أو لدمج العظام المكسورة معًا.
بالنسبة إلى الكسر الخلعيّ بحسب لِيسفرانك، ينكسر العظم المشطي الثاني عند قاعدته، وقد تنفصل القطع المكسورة عن بعضها بعضًا (تنخلع).يحدُث الكسر الخلعيّ بحسب لِيسفرانك عند السقوط على قدم مَحنيَّة أو عند تعرض القدم لضربة بقوة شديدة.تكون هذه الإصابة شائعة بين لاعبي كرة القدم وراكبي الدراجات النارية وراكبي الخيل.
كسرُ العظم المِشطي الثاني Fracture of the 2nd Metatarsal Bone
ينكسر العظمُ المشطي الثاني بالقرب من قاعدته، وتنفصل القطع المكسورة عن بعضها بعضًا (تنخلع).تسمى هذه الإصابة الكسر الخلعيّ بحسب لِيسفرانك. |
أعراض الكسر الخلعيّ بحسب لِيسفرانك
يمكن لأعراض الكسر الخلعيّ بحسب لِيسفرانك أن تكون خفيفة أو شديدة.
يحدث تورم وألمٌ عفوي وألم عندَ الجس في منتصف القدم.إذا كانت الإصابة شديدة، فقد تبدو القدم قصيرة، وقد يتكدَّم أخمص القدم.يشعر المصابون في بعض الأحيان بالخدر في المنطقة.
يعدّ الكسر الخلعيّ بحسب لِيسفرانك خطيرًا، ويمكن أن يؤدي إلى ألم دائم والتهاب المَفاصِل.قد تحدث مُتلازمة الحيز.ويمكن أن يواجه المرضى مشاكل في المشاركة في النشاطات المُجهِدَة بقيةَ حياتهم.
تشخيص الكسر الخلعيّ بحسب لِيسفرانك
التصوير بالأشعة السينية
التصوير المقطعي المُحوسَب غالبًا
تؤخذ الصور بالأشعَّة السِّينية من عدة زوايا مختلفة، ولكن قد يكون من الصعب رؤية الإصابة.غالبًا ما تستدعي الحالة استخدام التصوير الطبقي المحوري أيضًا لتشخيص الكسر الخلعيّ بحسب لِيسفرانك.يمكن أن يوفر التصوير المقطعي المحوسب صورًا أكثر تفصيلاً وثلاثية الأبعاد للإصابة.
في بعض الأحيان، عندما يكون التصوير المقطعي المحوسب غير متوفر، يطلب الطبيب من المصاب الوقوف على القدم المصابة، ثم يجري أخذ صورة بالأشعة السينية.إذا كان العظم مكسورًا، فإن وزن الشخص يؤدي إلى انفصال العظام بشكل أكبر بحيث يمكن أن يظهر الحيِّز بين العظام المكسورة في صورة الأشعَّة السِّينية وبالتالي تشخيص الإصابة.(انظر أيضًا تشخيص الكسور.)
علاج الكسر الخلعيّ بحسب لِيسفرانك
الإحالة إلى جَراح العظام
الجراحة لإعادة ترصيف العظام المكسورة أو التحام العظام في القدم
يجري عادةً إدخال المصابين بالكسر الخلعيّ بحسب لِيسفرانك إلى المستشفى ليقوم جراح العظام بفحصهم في أقرب وقت ممكن.
عادةً ما يتطلب العلاج واحدًا على الأقلّ من الإجراءات التالية:
الرد المفتوح والتثبيت الداخلي (ORIF): ينطوي هذا الإجراء على إعادة القطع المكسورة من العظم إلى مكانها والحفاظ عليها في مكانها باستخدام البراغي والألواح المعدنية
التحام العظام في منتصف القدم: يُشبه هذا الإجراء الرد المفتوح والتثبيت الداخلي ORIF.تجري إعادة قطع العظم المكسور إلى مكانها وتثبيتها في مكانها، كما هي الحال في ORIF، ولكنها تُوضَع بحيث يمكن أن تنمو العظام المتضررة في منتصف القدم معًا لتصبح قطعة صلبة واحدة.
ولكن هذه الإجراءات لا تنجح دائمًا في إعادة القدم إلى حالتها السابقة.
في حال لم تُستطب الجراحة، تُستخدم جبيرة قصيرة للساق لتثبيت القدم عادةً، وينبغي إرشاد الأشخاص إلى عدم تطبيق أي وزن على القدم المصابة لمدّة 6 أسابيع على الأقل.
كسورُ العظم المشطيّ الخامس Fractures of the 5th Metatarsal Bone
تحدث كسور العظم المشطي الخامس في العظم الذي يصل إصبع القدم الصغير بالعظام في الجزء الخلفي من القدم.
يمكن أن ينكسر العظم المشطي الخامس في قاعدته (بالقرب من الكاحل) أو في المنتصف (الجذع).
يمكن أن تنجم هذه الكسور عن التواء القدم نحو الداخل أو إصابة هرسية في القدم (عند قاعدتها) أو عن الإجهاد المتكرر أو إصابة واحدة (في جذع القدم).
إذا انكسرت قاعدة هذا العظم، تُصبح الحافة الخارجية للقدم مؤلمة ومتورمة، وتُسبب ألمًا عند الجس.
تلتئم كسور القاعدة بشكلٍ سريعٍ نسبياً عادةً.
إذا تمزق جذع العظم، فقد تتعطل التروية الدموية إلى العظم، مما يؤدي إلى تباطؤ الشفاء أو تثبيط نمو العظام المكسورة.
لتشخيص كسور العظم المشطي الخامس، يأخذ الأطباء صورًا بالأشعَّة السِّينية من عدة زوايا.
تنطوي مُعالجةُ كسور القاعدة عادةً على العكازات وحذاء وقائي للمشي ذو بطانة قاسية أو جزمة بنفس المواصفات.
قد تنطوي مُعالجة كسور الجذع العظمي على إجراء جبيرة قصيرة للساق وعكازات دون تطبيق وزن على القدم المصابة، أو الجراحة أحيانًا.
يُعد العظم المشطي الخامس أكثر عظام القدم تعرّضًا للكسر.تحدُث هذه الكسور عادةً في:
قاعدة مشط القدم (بالقرب من الكاحل)
في جسم العظم المشطي الخامس (الجزء الأوسط الطويل)
كُسُورُ جونز وكُسور جونز الكاذِبة Jones and Pseudo-Jones Fractures
كسورُ قاعدة مشط القدم
يمكن أن تنكسر قاعدة العظم المشطي الخامس عندما تنفتل القدم إلى الداخل أو تتعرض إلى الهرس.تسمى هذه الكسور أحيانًا بكسور الراقصين أو كسور جونز الكاذبة.
تُصبح الحافة الخارجية للقدم مؤلمة ومتورمة، وتُسبب الألم عند الجسّ.وقد تحدث كدمة.
إذا اشتبه الأطباء في كسر في القاعدة، فإنهم يقومون بالتصوير بالأشعَّة السِّينية من عدة زوايا مختلفة.
قد تكون هناك حاجة إلى عكازات وحذاء للمشي وقائيّ بنعلٍ قاسٍ لبضعة أيام؛ولا تكون الجبيرة ضرورية عادةً.يُشجع المرضى على المشي حالما يكون في مقدورهم تحمُّل ذلك.
وتلتئم هذه الكسور بشكلٍ سريعٍ نسبياً عادةً.
كسورُ جذع العظم Fractures of the shaft
يمكن أن تنجم كسورُ جذع العظم عن الإجهاد المتكرر (كسور الإجهاد) أو إصابة واحدة.
وتكون هذه الكسور، التي تسمى كسور جونز، أقل شيوعًا من كسور قاعدة العظم.
نظرًا إلى أنَّ هذه الكسور يمكن أن تُؤثر في التروية، تكُون المُضاعفات أكثر ميلاً للحدوث.فعلى سبيل المثال، قد لا ينمو العظم من جديد (تُسمى الحالة عدم الانجبار)، أو قد ينمو ببطء شديد (تُسمى الحالة الانجبار المتأخر).
إذا اشتبه الأطباء في حدوث كسر في جذع العظم، فإنهم يقومون بالتصوير بالأشعَّة السِّينية من عدة زوايا مختلفة.
يستخدم الأطباء جبيرة قصيرة للساق لتثبيت الكاحل عادةً، وينبغي على الأشخاص استخدام العكازات وعدم وضع أي وزن على القدم لمدّة 6 أسابيع.
في بعض الأحيان تكون هناك حاجة إلى الجراحة، وتجري إحالة الأشخاص إلى جراح العظام.ويمكن استخدام الرد المفتوح مع التثبيت الداخلي لإعادة الأجزاء المكسورة من العظم إلى موضعها.
