الألم المزمن

حسبJames C. Watson, MD, Mayo Clinic College of Medicine and Science
تمت مراجعته ذو القعدة 1443

الألم المزمن هو الألم الذي يدوم أو يتكرر لأشهر أو سنوات.

يُعد الألم مزمنًا إذا كان يتصف بإحدى الصفات التالية:

  • يستمرُّ لأكثر من 3 أشهر

  • يستمر لأكثر من شهر بعد تعافي الإصابة أو المشكلة التي سببت الألم

  • يتكرر حدوثه على مدى أشهر أو سنوات

  • يترافق مع اضطراب مزمن (مثل السرطان، أو التهاب المفاصل، أو السكري، أو الألم العضلي الليفي fibromyalgia) أو مع إصابة لا تتعافى

(انظُر أيضًا لمحة عامة عن الألم).

يحدث الألم المزمن أحيانًا عندما تصبح الأعصاب أكثر حساسية تجاه الألم.على سبيل المثال، قد يُحفز السبب الأصلي للألم الألياف العصبية والخلايا المسؤولة عن اكتشاف، واستقبال، وإرسال الإشارات الألمية.يمكن للتحفيز المتكرر أن يُبدل من بنية الألياف والخلايا العصبية (إعادة تشكيل remodeling) أو يجعلها أكثر نشاطًا.وكنتيجة لذلك، قد ينجم الألم عن التحفيز الذي لا يكون مؤلمًا بشكل عادي، أو تكون شدة الألم أكبر تجاه المُحفز الألمي.يُدعى هذا التأثير بالتحسيس sensitization.

بالإضافة إلى ذلك، فقد تصبح أجزاء من العضلات أو النسيج الضام أكثر حساسية للمس ومؤلمة بالجس.تُدعى هذه الأجزاء بنقاط التحفيز trigger points، وذلك لأن لمس هذه الأجزاء أو المناطق يثير شعورًا غير مفسر بالألم يمكن أن يتشعع إلى أجزاء أخرى من الجسم.

هل تعلم...

  • قد يحدث الألم المزمن أحيانًا عندما يُحفز السبب الرئيسي للألم الأعصاب بشكل متكرر ويمكن لمثل هذا التحفيز أن يبدل من الطبيعة الفيزيائية للجهاز العصبي بحيث تكون استجابته للألم أكثر شدة وأطول زمنًا.

يمكن للاضطرابات المزمنة (مثل السرطان، أو التهاب المفاصل، أو السكري أو الألم العضلي الليفي) أن تُسبب الألم المزمن.كما يمكن للألم المزمن أن ينشأ عن إصابة، حتى وإن كانت خفيفة، في حال تحسس الألياف والخلايا العصبية.

يمكن للقلق، والاكتئاب، وغيره من العوامل النفسية أن تساعد على تفسير سبب شعور بعض الأشخاص بألم أشد من أشخاص آخرين، ولماذا يحد من نشاطاتهم بشكل أكبر.على سبيل المثال، يعلم الأشخاص المصابون بألم مزمن بأن هذا الألم سوف يتكرر، مما يدفعهم إلى الخوف والقلق لدى ترقب عودة الألم.يمكن للخوف والقلق أن يُقلل من إنتاج المواد التي تُقلل من حساسية الخلايا العصبية للألم.يمكن لهذه التغيرات في الحساسية تجاه الألم أن تكون مسؤولة جزئيًا عن الألم الذي يستمر بعد تعافي سببه، وعن الألم الذي يبدو أشد مما ينبغي أن يكون عليه في الحالات العادية.

يكون سبب حدوث الألم واضحًا في بعض الأحيان - على سبيل المثال، عندما يكون لدى الشخص إصابة أسفرت عن ألم مزمن في الظهر.أو قد يكون السبب غير معروف - على سبيل المثال، عندما يعاني الشخص من صداع مزمن.

أعراض الألم المزمن

قد يحدث الألم المزمن في أجزاء مختلفة من الجسم عند أشخاص مختلفين (على سبيل المثال، قد يحدث في الظهر عند شخص واحد وفي رؤوس الأصابع عند شخص آخر).كما قد يكون الإحساس بالألم مختلفًا أيضًا.على سبيل المثال، قد يكون الألم نابضًا، أو طاعنًا، أو واخزًا.قد يكون مستمرًا أو قد يأتي ويذهب، وقد تتباين شدة الألم من حالة لأخرى.

بالإضافة لذلك، كثيرًا ما يشعر الأشخاص المصابون بألم مزمن بالتعب، ويعانون من مشاكل في النوم، ويفقدون شهيتهم للطعام أو حاسة الذوق، أو يخسرون أوزانهم.وقد تنخفض الرغبة الجنسية لديهم.يمكن لهذه المشاكل أن تتطور تدريجيًا.يمكن للألم المستمر أن يمنع الأشخاص من القيام بهواياتهم والأنشطة التي يستمتعون بها.وقد يُؤدي إلى إصابتهم بالاكتئاب والقلق.قد يتوقف هؤلاء المرضى عن ممارسة أنشطتهم الاعتيادية، وينسحبون من المجتمع، ويصبحون منشغلين بحالتهم الصحية.

تشخيص الألم المزمن

  • تقييم الطبيب

  • تقييم الصحة النفسية في بعض الأحيان

يقوم الطبيب بتقييم حالة الشخص بشكل شامل لتحديد سبب الألم وأثره على حياته اليومية.في حال عدم العثور على سبب، فإن الطبيب يُركز على تسكين الألم ومساعدة الشخص على القيام بمهامه بشكل أفضل.

يسأل الطبيب الشخص ما إذا كان يشعر بالاكتئاب، أو القلق، وما إذا كان ينام بشكل جيد.يُعدُّ تحديد هذه الأَعرَاض أمرًا بالغ الأهمية، لأنها قد تفاقم الألم، إذا كان موجودًا، وينبغي علاجها إذا كان من الضروري علاج الألم بشكل فعال. قد يكون من الضروري تقييم الصحة النفسية بشكل رسمي.

علاج الألم المزمن

  • الأدوية لتسكين الألم

  • طرائق العلاج الجسدي، مثل المعالجة الفيزيائية

  • المعالجة النفسية والسلوكية

يُعالج سبب الألم المزمن في حال العثور عليه.

يمكن أن تنطوي معالجة الألم المزمن على ما يلي:

في حال كانت المعالجات غير فعالة، فقد يُحيل الطبيب الشخص إلى عيادة متخصصة في معالجة الألم.

الأدوية

تتباين شدة الألم المزمن على مدار اليوم بالنسبة للأشخاص الذين يتناول المُسكنات لعلاجه.تتباين الشدة بناءً على عدة عوامل، مثل ما يلي:

  • سمات وميزات الأعصاب المُصابة (على سبيل المثال، سرعة إرسال الإشارات العصبية ومكان توضع الأعصاب)

  • النشاطات التي يمكن أن تُسبب الألم (مثل الحركة أو لمس المناطق المُصابة).

  • الشدَّة النفسيَّة أو التوتُّر Stress

  • جرعة أو موعد تناول مسكن الألم

يمكن وصف أحد الأدوية التالية بناءً على شدة الألم بهدف علاج الألم المزمن:

يمكن أحيانًا للمُشاركة بين الأدوية المُسكنة أن يكون أكثر فعالية من استخدام دواء واحد بمفرده.

عادةً ما يُعالج الألم المزمن في البداية باستخدام الأسيتامينوفين أو مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، مثل إيبوبروفين أو نابروكسين.إن فعالية مضادات الالتهاب غير الستيرويدية لا تقتصر فقط على تسكين الألم، إلا أنها قد تحد أيضًا من شدة الالتهاب المُصاحب للألم والذي يزيد من شدته.ولكن، إذا استُخدمت بجرعات عالية أو لفترات طويلة، فقد يكون لمضادات الالتهاب غير الستيرويدية آثار جانبية خطيرة، بما في ذلك تخريش بطانة المعدة، وزيادة الميل إلى النزف، ومشاكل الكلى، وزيادة خطر الإصابة باضطرابات القلب والأوعية الدموية.

تُستخدم المُسكنات المُساندة بشكل شائع لعلاج الألم المزمن. يُعتقد أن هذه الأدوية تعمل من خلال تغيير طريقة تعامل الأعصاب مع الألم (بدلاً من إيقاف الإحساس بالألم بشكل مباشر).

المُسكنات المُساندة الأكثر شيوعًا في علاج الألم هي:

لا تستخدم الأفيونيات إلا إذا لم تكن الأدوية والعلاجات الأخرى فعالة (مثل العلاج الفيزيائي).يكون استخدام الأفيونيات محدودًا بسبب تأثيراتها الجانبية المحتملة، مثل اضطراب استخدام الأفيون (الإدمان)، وتباطؤ التنفس (التثبيط التنفُّسي)، والوفاة بسبب الجرعة الزائدة.غالبًا ما تُستخدم الأفيونيّات لعلاج حالات الألم المتوسطة إلى الشديدة الناجمة عن السرطان أو الاضطرابات الأخرى التي تُقلل من أمد الحياة (أمراض نهاية الحياة).كما تستخدم الأفيونيّات كجزء من رعاية المُحتضرين للأشخاص في نهاية حياتهم.

قبل وصف الأفيونيّات لعلاج أي نوع من الألم المزمن، ينبغي أخذ ما يلي بعين الاعتبار:

  • ماهية المقاربة العلاجية الاعتيادية

  • ما إذا كانت هناك معالجات أخرى يمكن استخدامها

  • ما إذا كان لدى الشخص خطر مرتفع للتأثيرات الجانبية الناجمة عن استعمال مسكن أفيوني

  • ما إذا كان هناك احتمال لإساءة استعمال الدواء الأفيوني أو الإدمان عليه أو أن استخدام الأدوية لأهداف أخرى غير قانونية (مثل بيعها أو إعطاءها للآخرين)

قد يقوم الطبيب بإحالة الشخص إلى اختصاصي في معالجة الألم أو ممارس رعاية صحية نفسية يمتلك خبرة في معالجة حالات إساءة استعمال المواد إذا كان خطر حدوث ذلك عاليًا.على سبيل المثال، عادةً ما يحتاج الأشخاص الذين سبق لهم المرور بتجربة إدمان إلى مثل هذه الإحالة.

عندما يصف الأطباء الأفيونيات لعلاج الألم المزمن، فسوف يشرحون طبيعة الاضطراب الذي يعاني منه الشخص (إذا كان معروفًا) ومخاطر وفوائد العلاجات الأخرى المحتملة، بما في ذلك استعمال الأدوية غير الأفيونية وعدم المعالجة.كما يسأل الأطباء الأشخاص أيضًا حول أهدافهم وتوقعاتهم.عادةً ما يعطون الشخص تعليمات مكتوبة تصف مخاطر استعمال الأفيونيات.بعد أن يقوم الشخص بمناقشة هذه المعلومات مع الطبيب وفهمها، يُطلب من الشخص التوقيع على وثيقة موافقة مستنيرة.

عندما يصف الطبيب دواءًا أفيونيًا لعلاج الألم المزمن، فسوف يشرح للشخص المخاطر والتأثيرات الجانبية للأفيونيات.يُنصح المرضى بالقيام بما يلي

  • تجنب المشروبات الكحولية أو أية أدوية مضادة للقلق أو أدوية منومة بالتزامن مع استخدام الأفيونيّات

  • تناول الجرعات المحددة في الأوقات المحددة، وعدم تعديل أي من ذلك دون استشارة الطبيب

  • تخزين الُمسكنات الأفيونية في مكان آمن ومغلق بإحكام

  • عدم مشاركة الأدوية الأفيونية مع أي شخص آخر

  • الاتصال بالطبيب إذا سبب الدواء النعاس للمريض، أو سبب أي آثار جانبية أخرى (مثل التشوش الذهنِي، أو الإمساك، أو الغثيان)

  • التخلص من حبات الدواء غير المستخدمة وفق التعليمات المنصوص عليها لذلك

  • الإبقاء على دواء نالوكسون (ترياق أفيوني) في متناول اليد، وتعليم أفراد الأسرة كيفية إعطاؤه في حال أخذ جرعة أفيونية زائدة

إذا جرى وصف أحد المسكنات الأفيونية، فسوف يتبع الأطباء ممارسات معتادة لضمان سلامة الشخص.يطلب الأطباء من الأشخاص أن يحصلوا على وصفات المواد الأفيوينة من طبيب واحد فقط، وأن تُصرف الوصفات الطبية من نفس الصيدلية في كل مرة.ويقومون برؤية الشخص بشكل متكرر من خلال زيارات المتابعة ويراقبون استخدام الدواء للتأكد من أنه آمن وفعال.على سبيل المثال، قد يطلب الطبيب إجراء تحليل دوري لبول الشخص للتحقق مما إذا كان الدواء يؤخذ بصورة صحيحة.كما يطلب الطبيب من الشخص توقيع إقرار يوضح فيها الشروط الواجب توفرها لاستخدام الأفيونيات، بما في ذلك أية مراقبة ضرورية.

بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الألم الناجم عن السرطان أو أحد اضطرابات نهاية الحياة، فينبغي ألا تُحُد المخاوفُ من الآثار الجانبية للأفيونيّات من استخدامها، لأنه يمكن الوقاية من الآثار الجانبية أو السيطرة عليها عادةً، كما إن مخاوف الإدمان تكون أقل أهمية.

العلاج الفيزيائي والمهني

يستخدم المعالج الفيزيائي أو المهني طرائق وتقنيات متعددة لتخفيف الآلام المزمنة ومساعدة الشخص على القيام بوظائفه على نحو أفضل.في حال وجود نقاط تحفيز، سيقوم المعالج باستخدام إرذاذ لتبريد المنطقة، ومن ثم تمطيط العضلات فيها.يمكن لهذه الطريقة (التي تُسمى الإرذاذ والتمطيط stretch and spray) أن تساعد على تخفيف شدة الألم.كما إنه من المفيد ارتداء المقوام أو الجهاز التقويمي (جهاز يساعد على دعم المفاصل، والأربطة، والأوتار، والعضلات، والعظام المتضررة).

من المفيد أحيانًا القيام ببعض التمارين أو زيادة مستوى النشاط البدني.على سبيل المثال، يمكن للمشي المنتظم أن يساعد على تخفيف آلام أسفل الظهر بشكل أكثر فعالية من الاستراحة في السرير.

يمكن للمعالجين الفيزيائيين والمعالجين المهنيين مساعدة الأشخاص الذين يعانون من آلام مزمنة في العثور على أفضل طرق لممارسة نشاطاتهم اليومية بالحدّ الأدنى من الألم.

الطبّ التكميلي والتكاملي

قد يُستخدم الطب التكميلي والتكاملي في علاج الألم المزمن.فعلى سبيل المثال، قد يقترح الأطباءُ واحدًا أو أكثر مما يلي:

تقنيات المشورة والسلوك

هناك العديد من التقنيات التي قد تساعد على السيطرة على الألم (مثل تمارين الاسترخاء، وتقنيات تشتيت الانتباه، والتنويم المغناطيسي، والارتجاع البيولوجي).قد تتضمن تقنيات تشتيت الانتباه التخيل الموجه guided imagery.ومثال ذلك، أن يطلب المعالج من الشخص تخيل مشهد مريح وهادئ، مثل الاستلقاء على شاطئ البحر أو سرير وثير.

قد تساعد المشورة أو العلاج السلوكي الأشخاص على تحسين أدائهم اليومي، حتى وإن لم تحد من شدة الألم.قد يوصي الأطباء بطرائق علاجية معينة لزيادة نشاط المريض الجسدي تدريجيًا.يُنصح المرضى بعدم السماح للألم بأن يحرفهم عن الالتزام بمهامهم وتقديم أفضل ما لديهم.كثيرًا ما يُبلغ الأشخاص عن تراجع شدة الألم عند اتباع هذه الطريقة.ينبغي على الطبيب الإثناء على الشخص فيما يخص تقدمه في العلاج، وتشجيعه على الاستمرار، ومتابعة علاج الألم كما هو مطلوب.

كما قد يتحدث الطبيب إلى أفراد عائلة الشخص أو أصدقائه لمنعهم من القيام بأي شيء قد يدفع الشخص للتركيز على ألمه واستذكاره.على سبيل المثال، ينبغي على هؤلاء الأشخاص عدم سؤال الشخص بشكل متكرر عن صحته أو التأكد من أن الشخص لا يقوم بأعمال رتيبة أو مملة.

الإحصار العصبي

يُستخدم الإحصار العصبي بشكل متزايد لعلاج الألم الناجم عن أذية في أعصاب كبيرة محددة.في هذا الإجراء، يجري تشويش المسار العصبي الذي ينقل الألم بإحدى الطرق التالية:

  • حقن المنطقة المُحيطة بالأعصاب بمادة مخدرة لمنع الأعصاب من إرسال الإشارات العصبية الألمية (كثيرًا ما يستخدم الطبيب التصوير بتخطيط الصدى لتحدد موقع العصب المطلوب تخديره)

  • حقن المنطقة المحيطة بحزم الخلايا العصبية التي تُسمى العُقد ganglia بهدف تنظيم نقل الإشارات العصبية الألمية

  • حقن مادة كاوية (مثل الفينول) في أحد الأعصاب بهدف تخريبه

  • تجميد العصب (معالجة بالبرودة)

  • حرق العصب باستخدام مسبار ذو تردد راديوي

غالبًا ما يُستخدم الإحصار العصبي لعلاج ألم أسفل الظهر الناجم عن الضغط على الأعصاب الشوكية (التي تربط الحبل الشوكي مع أجزاء أخرى من الجسم).قد يُستخدم الإحصار العصبي في علاج الحالات الشديدة من الألم الناجم عن السرطان عند المرضى المشرفين على الموت، والحالات الشديدة من ألم الاعتلال العصبي المستمر عندما لا تُفلح المسكنات الأخرى في تسكين الألم.

برامج إعادة تأهيل الألم

قد يوصي الأطباء ببرامج إعادة تأهيل الألم للأشخاص الذين يعانون من الألم المزمن.تتم إدارة هذه البرامج من قبل فريق متعدد التخصصات، يشمل أطباء نفسيين، ومعالجين فيزيائيين، وأطباء، وممرضات، وأحيانًا معالجين مهنيين، وممارسي الطب التكاملي.يشتمل البرنامج على التعليم.العلاج المعرفي السلوكي، والعلاج الفيزيائي، وتبسيط الخطة العلاجية الدوائية، وخفض استخدام المسكنات الألم تدريجيًا.وتركز على ما يلي:

  • استعادة الوظيفة

  • تحسين جودة الحياة

  • مساعدة الأشخاص على ضبط شؤون حياتهم، على الرغم من الألم المزمن

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID