يمكن للرحلات الجوية الطويلة وتبدل ورديات العمل أن تُفسد نظام النوم والاستيقاظ الاعتيادي عند الشخص.
لا يمكن للمرضى الذين يعانون من اضطراب ساعة النوم الداخلية أن يستيقظوا أو يذهبوا إلى النوم في الساعات الاعتيادية.
يضع الطبيب تشخيصه بناءً على الأعراض، وفي بعض الأحيان على بيانات سجل النوم ونتائج اختبارات النوم في المختبر.
يمكن لعادات النوم الجيدة والتعرض لضوء النهار مباشرةً بعد الاستيقاظ أن يساعد هؤلاء المرضى على إعادة ضبط دورة النوم والاستيقاظ.
(انظُر أيضًا لمحة عامة عن النوم لمحة عامة عن النوم يُعد النوم ضروريًا للبقاء على قيد الحياة وصحة جيدة، إلا أنه لا يزال من غير المفهوم تمامًا سبب وكيفية ذلك.ولعل إحدى فوائد النوم هي إصلاح قدرة الأشخاص على العمل بصورة طبيعية في أثناء النهار. تختلف... قراءة المزيد ).
وقد اشتقت كلمة circadian من كلمتين: circa وتعني حول، و dies ويُقصد بها اليوم، فيكون معنى الكلمة حول اليوم أو اليوماوي.والإيقاع اليوماوي circadian rhythms هو التغيرات المنتظمة في الحالة الذهنية والجسدية التي تحدث على مدار 24 ساعة، أو بمعنى آخر، هو ساعة الجسم الداخلية.يتم التحكم في هذه الإيقاعات من قبل منطقة من الدماغ تتأثر بالضوء (وتسمى الناظمة اليوماوية circadian pacemaker).بعد دخول العين، يُحفز الضوء يحفز الخلايا في الجزء الخلفي من العين (الشبكية) لإرسال إشارات عصبية إلى هذه المنطقة.تُنبّه هذه الإشارات الدماغ لوقف إنتاج الميلاتونين، وهو الهرمون الذي يُعزز النوم.
يتباين البشر عادة في أنماط نومهم واستيقاظهم.يُفضل بعض الناس (طيور الصباح أو الأشخاص الصباحيون) الذهاب إلى النوم باكرًا والاستيقاظ باكرًا.في حين يُفضل آخرون الذهاب إلى النوم متأخرًا والاستيقاظ متأخرًا.لا تُعد هذه الاختلافات اضطرابًا ما دام الشخص يمكنه القيام بما يلي:
الاستيقاظ عندما يحتاج إلى القيام بشيء ما في الصباح، والنوم قبل الموعد الاعتيادي في الليلة السابقة للحصول على قسط كاف من النوم قبل الحاجة إلى الاستيقاظ المبكر
النوم والاستيقاظ في نفس الوقت كل يوم، إذا كان يريد ذلك
التكيف مع أوقات النوم والاستيقاظ الجديدة في غضون بضعة أيام بعد بدء نظام روتيني جديد
ينام الأشخاص الذين يُعانون من أحد اضطرابات النظم اليوماوي في أوقات غير مناسبة، وبالتالي لا يستطيعون النوم أو الاستيقاظ عندما يحتاجون ذلك أو يقصدونه.بمعنى آخر، هم يعانون من اضطراب دورة النوم.
الأسباب
يمكن لأسباب اضطرابات النوم المتعلقة بالنظم اليوماوي أن تكون داخلية أو خارجية.
تشمل الأَسبَاب الداخلية كلًا مما يلي:
الأضرار التي تلحق بالدماغ - مثل تلك الناجمة عن عدوى الدماغ (التهاب الدماغ التهابُ الدماغ التهابُ الدماغ هو التهابٌ يُصيبُ الدماغ ويحدث عندما يتعرَّض الدماغ لعدوى فيروسيَّة مباشرة، أو عندما يُحرِّضُ فيروسٌ أو لقاحٌ أو أيِّ شيءٍ آخر الالتهابَ.ويمكن أن تنطوي الحالة على الحبل الشوكي... قراءة المزيد )، السكتة الدماغية لمحَة عن السكتة الدماغية تحدث السكتة الدماغية عندما ينسد أو يتمزق أحد الشرايين في الدماغ، مما يؤدي إلى تموت مساحة من أنسجة الدِّمَاغ بسبب فقدان ترويتها الدموية (احتشاء الدماغ)، ويسبب أعراضًا مفاجئة. تكون معظم السكتات... قراءة المزيد ، إصابات الرأس لمحة عامة عن إصابات الرَّأس تنطوي الأسباب الشائعة لإصابات الرأس على السقوط وحوادث السيارات والاعتداءات والحوادث خلال ممارسة الرياضة والأنشطة الترفيهيَّة. قد يُعاني الأشخاصُ الذين تعرَّضوا لإصاباتٍ طفيفةٍ في الرأس من الصُّداع... قراءة المزيد ، أو داء ألزهايمر داء ألزهايمر داءُ ألزهايمر هُوَ ضعف تدريجي للوظيفة الذهنية، يتَّسِمُ بتنكُّس في نسيج الدماغ، بما في ذلك ذلك فقدان الخلايا العصبية وتراكم بروتين غير طبيعي يسمى النشواني بيتا، وتشكُل حَبائك عصبيَّة لُيَيفِيَّة... قراءة المزيد )
عدم الحساسية لدورة الليل والنهار
أما الأَسبَاب الخارجية فتشمل ما يلي:
الرحلات الجوية الطويلة (خاصة عند السفر من الغرب إلى الشرق)
ورديات العمل غير المنتظمة
عدم الالتزام بجدول منتظم للنوم والاستيقاظ
البقاء على السرير لفترة طويلة
العمى أو عدم التعرض لأشعة الشمس لفترة طويلة من الزمن
تناول أدوية محددة
تشيع اضطرابات النوم واليقظة بين مرضى المشافي، لأنهم غالبًا ما يُوقظون في أثناء الليل، ولأن عيونهم لا تتعرض لأشعة الشمس لفترة طويلة بما فيه الكفاية في أثناء النهار.
هناك عدة أنواع من اضطرابات النظم اليوماوي.
اضطراب النوم الناجم عن الرحلات الجوية الطويلة Jet lagوالذي ينجم عن السفر السريع عبر أكثر من منطقتين زمنيتين.
اضطراب النوم الناجم عن تبديل وردية العمل أو المناوبة، ويختلف في الشدة اعتمادًا على
عدد مرات تغيير موعد الوردية
مقدار التغيير في توقيت الوردية
ما إذا كان توقيت الوردية الجديد يؤخر النوم أو يُبكره
عدد الأيام المتتالية التي تتضمن وردية عمل ليلي أو مناوبة ليلية
عدد ساعات وردية العمل أو المناوبة الليلية
من المفضل دائمًا النوم والاستيقاظ في أيام العطل في نفس توقيت النوم والاستيقاظ في أيام العملولكن مع ذلك، يمكن لضجيج النهار والضوء أن يتداخلا مع النوم.أضف إلى ذلك أن عمال الورديات الليلية غالبًا ما يقصرون من فترات نومهم، وينامون في أوقات مختلفة من اليوم للمشاركة في النشاطات الاجتماعية والعائلية.
يحدث اضطراب طور النوم المتأخر عندما ينام الشخص متأخرًا ويستيقظ متأخرًا باستمرار، كما لو كان يذهب إلى النوم في الساعة 3 صباحًا ويستيقظ في الساعة 10 صباحًا أو يستيقظ في وقت متأخر مثل الساعة 1 مساءً).تكون هذه المُتلازمة أكثر شُيُوعًا بين المراهقين والشباب.لا يتمكن الأشخاص المصابون بهذه المُتلازمة من النوم في وقت مبكر، حتى وإن حاولوا ذلك.
يحدث اضطراب طور النوم المتقدم عند الأشخاص الذين ينامون دائمًا بشكل مبكر ويستيقظون في وقت مبكر، دون أن يتمكنوا من تغيير هذا النمط.يكون ذلك أكثر شُيُوعًا بين كبار السن.لا يمكن للأشخاص المصابين بهذه المُتلازمة البقاء مستيقظين حتى وقت متأخر، حتى ولو حاولوا ذلك.
وتحدث مُتلازمة النوم غير المنتظم على مدى 24 ساعة عند الأشخاص الذين يغيرون من نمط نومهم واستيقاظهم كل يوم.وفي هذه الحالة، يبقى طول دورة النوم والاستيقاظ نفسه، ولكنه يمتد على مدى أكثر من 24 ساعة.وهكذا، يَجرِي تأخير النوم والاستيقاظ مرات بمعدل 1-2 ساعة كل يوم.تكون هذه المُتلازمة أقل شُيُوعًا بكثير، وتميل للحدوث عند الأشخاص المكفوفين.
الأعراض
بما أن المريض قد لا يستطيع النوم عندما يحتاج لذلك، فقد يشعر بالنعاس في أثناء النهار، ويواجه صعوبة في التركيز والتفكير بوضوح، والقيام بنشاطاته اليومية.وقد يدفعه ذلك للإدمان على الكحول، واستخدام الأدوية المُساعدة على النوم، والمنشطات في محاولة للنوم أو البقاء مستيقظًا.
قد تسوء أعراض اضطرابات النوم المرتبطة بالنظم اليوماوي عندما يُعدل المريض جدول نومه بشكل متكرر، وعندما يسافر بشكل متكرر عبر عدة مناطق زمنية، أو يتغير موعد وردية عمله.كما تسوء الأَعرَاض إذا كان التغيير يجعل موعد النوم والاستيقاظ في وقت أبكر (يُبكر دورة النوم)، وذلك لأن تأخير النوم أسهل من الذهاب إلى النوم في وقت أبكر.تتقدم دورة النوم عندما يسافر الشخص باتجاه الشرق، أو عندما يتبدل موعد وردية العمل من النهار إلى الليل.
إذا كان السبب خارجيًا، فسوف تتأثر أيضًا عمليات الجسم المرتبطة بالنظم اليوماوي، مثل درجة الحرارة وإفراز الهرمونات.وبالتالي، قد يشعر الشخص بالتوعك العام، وتعكر المزاج، والغثيان، والاكتئاب، بالإضافة إلى النعاس.كما يمكن أن يزيد ذلك من خطر أمراض القلب واضطرابات الاستقلاب.
إذا أمكن تصحيح سبب الاضطراب، فيمكن أن تتعافى الأعراض على مدى بضعة أيام بالتزامن مع تعدل النظم اليوماوي.أما عند كبار السن، فقد يستغرق التعافي من تلك الأعراض بضعة أسابيع أو أشهر.
التشخيص
تقييم الطبيب
يضع الطبيب تشخيصه للحالة بناءً على أعراضها.عادة ما يُطلب من المرضى تدوين سجل للنوم، بحيث يتضمن مواعيد الذهاب للنوم والاستيقاظ لعدة أسابيع.نادرًا ما تتطلب الحالة النوم في مختبر النوم.
المُعالَجة
التعديلات في السُّلُوك
تناول الأدوية المُساعدة على النوم والأدوية المحفزة للدماغ
يمكن لتبني عادات نوم جيدة أن يُساعد المريض أيضًا.
قد يكون تعريض العينين إلى الضوء الساطع في الأوقات المناسبة الاستراتيجية الأكثر فائدة.يساعد هذا التعرض على إعادة ضبط الساعة الداخلية للجسم.على سبيل المثال لتخفيف اضطراب الرحلات الجوية الطويلة اضطرابُ النوم (تأخير الرحلات الجوية) قد تحدث عدَّة حالات، حتى بين الأشخاص الأصحَّاء، في أثناء العبور. ينطوي داءُ الحركة (المعروف أيضًا باسم دوار السيَّارة أو البحر أو القطار أو الطيران) على مجموعة من الأَعرَاض، وخاصَّة الغثيان،... قراءة المزيد بقدر الإمكان، يجب على المسافرين قضاء بعض الوقت تحت ضوء الشمس، وخاصة في الصباح، بعد وصولهم إلى وجهتهم .يجب على العمال بورديات ليلية إمضاء بعض تحت الضوء الساطع (سواءً أشعة الشمس أو الضوء الاصطناعي) وذلك في الأوقات التي ينبغي أن يكونوا مستيقظين فيها.يُساعد ارتداء النظارات الشمسية على طريق العودة إلى البيت على تقليل التعرض للضوء الساطع قبل النوم، وقد يساعد العمال بورديات ليلية على النوم بسهولة أكبر بعد وصولهم إلى منازلهم.وينبغي أن يحرض العمال بورديات ليلية على جعل غرفة النوم مظلمة وهادئة بقدر الإمكان.وقد يكون من المفيد استخدام أقنعة النوم وأجهزة الضوضاء الرتيبة.كما إن التعرض للضوء الساطع في الصباح قد يساعد الأشخاص الذين يعانون من اضطراب النوم المتأخر.أما التعرض للضوء الساطع في المساء فقد يساعد الأشخاص الذين يعانون من اضطراب النوم المتقدم.
ومن الاستراتيجيات الأخرى التعديل التدريجي لموعد النوم والاستيقاظ حتى الوصول إلى الموعد المطلوب.ويمكن للمسافرين تعديل جدول نومهم قبل موعد السفر بفترة كافية بحيث يُصبح مماثلاً لجدول النوم في وجهة سفرهم.
الأدوية
إذا استمرت الأَعرَاض، فيمكن للأدوية المساعدة على النوم التي تستمر آثارها لفترة قصيرة فقط (أدوية قصيرة المفعول) أن تُساعد الأشخاص الذين يعانون من الأرق على النوم بشكل أفضل، كما يمكن للأدوية التي تحفز الدماغ (مثل مودافينيل) أن تُساعد الأشخاص على الشعور بالتنبه في أثناء استيقاظهم، أو الأشخاص الذين يعانون من اضطراب النوم الناجم عن تبدل مواعيد ورديات العمل.ولكن، هذه الأدوية لا تُعيد ضبط إيقاع الساعة الداخلية للجسم بصورة أسرع.
يمكن للميلاتونين الميلاتونين يعمل الميلاتونين melatonin، وهو هرمون تنتجه الغُدَّة الصنوبرية (التي تتوضَّع في منتصف الدماغ)، على تنظيم دورة النوم والاستيقاظ،وهُوَ يُستخدَم في مُكمِّلاتٍ مُشتقَّةٍ من الحيوانات، ولكن يجري... قراءة المزيد أن يساعد على تقليل آثار اضطراب النوم الناجم عن الرحلات الجوية الطويلة والمشاكل المتعلقة بتبدل ورديات العمل.
يعمل التاسيملتون tasimelteon مثل الميلاتونين.يمكن للتاسيملتون أن يساعد فاقدي البصر الذي يعانون من اضطراب دورة النوم والاستيقاظ اليومية عن طريق زيادة زمن النوم في الليل والتقليل من زمن النوم في النهار.يؤخذ هذا الدواء عن طريق الفم قبل النوم في نفس التوقيت من كل ليلة.والآثار الجانبية الأكثر شُيُوعًا للدواء هي الصُّدَاع والأحلام غير الطبيعية أو الكوابيس.