قلَّةُ العَدِلات Neutropenia

(ندرة المحبَّبات Agranulocytosis؛ قلَّة المحبَّبات Granulocytopenia)

حسبMary Territo, MD, David Geffen School of Medicine at UCLA
تمت مراجعته رمضان 1444

قلَّة العَدِلات Neutropenia هي انخفاض عدد العَدلات بشكلٍ غير طبيعي (نوع من خلايا الدَّم البيض) في الدم.

  • تزيد قلة العدلات، إذا كانت شديدة، بشكلٍ كبير من خطر العدوى التي تهدِّد الحياة.

  • غالبًا ما تكون قلة العَدلات تأثيرًا جانبيًا لعِلاج السرطان بالمُعالجة الكِيميائيَّة أو المُعالجة الشعاعيَّة.

  • يشتبه الأطباءُ بقلَّة العَدِلات في الأشخاص الذين لديهم حالات عدوى متكرِّرة أو غير مألوفة.

  • يجري استخدامُ عيِّنة من الدَّم لوضع تشخيص قلَّة العدلات، وقد تكون هناك حاجةٌ إلى عيِّنة من نقِي العِظام إذا كان السبب غيرَ واضح.

  • يعتمد العلاجُ على سبب الاضطراب وشدَّته، ويمكن أن يشتمل على أدوية تحفِّز إنتاجَ الجسم من العدلات.

  • تُعطَى المضادَّات الحيوية إذا كان لدى الشخص قلَّة عَدلات وحمَّى أو غيرها من علامات العدوى.

العَدِلاتُ هي نوعٌ من الكريَّات البيض تقوم مقامَ الدفاعَ الرئيسي للجسم ضد حالات العَدوَى الجُرثومِيَّة الحادَّة وبعض حالات العَدوَى الفطريَّة.وتشكِّل العدلاتُ نَحو 45 إلى 75٪ عادة من جميع الكريَّات البيض في مجرى الدم.ومن دون وجود الدفاع الرئيسي الذي توفِّره العدلات، فإن الأشخاص يحدث لديهم مشاكل في ضبط العدوى، ويكونون معرَّضين لخطر الموت بالعدوى.

قد تزول قلة العدلات بسرعة عندما تزول العدوى أو يتوقف التعرّض.

كما قد تستمر قلة العَدِلات المزمنة لأشهر أو سنوات.

شدّة قلَّة العدلات

يكون الحدّ الأدنى النموذجي من عدد العدلات هو 1500 خلية لكل 1 مكروليتر من الدَّم (1.5 × 109 خلايا لكل ليتر).وعندما ينخفض تعدادُ العَدِلات إلى أقلّ من هذا المستوى، يزداد خطرُ العدوى.يجري تصنيفُ شدّة قلَّة العدلات كما يلي:

  • خفيف: 1000 إلى 1500/مكروليتر (1 إلى 1.5 × 109 لكل لتر)

  • متوسطة: من 500 إلى 1000 ميكروليتر (0.5 إلى 1 × 109 لكل لتر)

  • شديدة: أقل من 500 / ماكليتر (0.5 × 109 لكل لتر)

أمَّا عندما ينقص عددُ العدلات إلى أقلّ من 500 خلية لكل مِكرُوليتر (قلة العَدِلات الشديدة)، فيزداد خطرُ العدوى بشكلٍ كبير.كما قد يُصاب الأشخاصُ بعدوى من الجراثيم التي تعيش بشكلٍ غير طبيعي في الفم والمعي.

أسباب قلَّة العدلات

لقلَّة العَدِلات أسبابٌ عديدة، لكنها تقع في فئتين رئيسيتين:

  • استخدام العَدِلات أو تخريبها بشكل أسرع من قدرة نقِي العِظام على إنتاج الجديد منها

  • نقص إنتاج العَدِلات في نقِي العِظام

الاستخدامُ السريع للعَدِلات أو تخرّبها

هناك العديد من الاضطرابات التي تسبِّب استهلاكَ العَدِلات أو تخريبها.وتشتمل هذه الاضطراباتُ على بعض حالات العَدوَى الجُرثومِيَّة، وبعض الاضطرابات التحسُّسية، وبعض المُعالجَات بالأدوية (مثل الأدوية المستخدَمة لعلاج فرط نشاط الغدة الدرقية).كما يمكن، لدى المصابين بأحد اضطرابات المناعة الذاتية، أن تتكوَّن أجسامٌ مُضادَّة تخرِّب العَدلات، وتؤدي إلى نقص أعدادِها.وقد يكون لدى المصابين بتضخُّم الطحال نقصٌ في تعداد العَدِلات بسبب احتجازها في الطحال المتضخِّم وتخريبها.

نقص إنتاج العَدلات

يمكن أن ينخفضَ إنتاجُ العَدِلات في نقِي العِظام بسبب السرطان، أو حالات العَدوَى الفيروسية كالأنفلونزا، أو حالات العَدوَى الجُرثومِيَّة كالسل، أو تليُّف النقي، أو عوز الفيتامين B12 أو حمض الفوليك (الفولات).وقد يحدث نقصُ العَدِلات أيضًا عندَ الذين يتلقَّونَ المُعالجَة الشعاعيَّة التي تشتمل على نقِي العِظام.

ويمكن للعَديد من الأدوية، بما في ذلك (على سبيل المثال لا الحصر) الفينوثيازين وأدوية السلفا وعدد من الأدوية المستخدَمة في مُعالَجَة السرطان (المُعالجة الكِيميائيَّة)، فضلًا على بعض السُّموم (البنزين والمبيدات الحشرية)، أن تضعفَ قدرةَ نقِي العِظام على إنتاج العَدِلات أيضًا.

كما يتأثَّر إنتاجُ العَدِلات في نِقي العَظم أيضًا باضطراب يسمَّى فقر الدَّم اللاتنسجي aplastic anemia (حيث قد يتوقَّف نِقي العَظم فيه عن إنتاج جميع خَلايا الدم).

وتسبِّب بعضُ الأمراض الوراثية النادرة انخفاضًا في عدد العَدِلات أيضًا.في قلَّة العَدِلات الدورية، يرتفع عدد العَدِلات وينخفض بانتظام خلال فترة أسابيع.وفي قلَّة العَدِلات الحميدة المزمنة، يكون عدد العدلات منخفضًا، ولكنَّ حالات العدوى نادرة، ربما لأنَّ الأشخاص ينتجون أعدادًا كافية استجابةً للعدوى.قلَّة العَدِلات الخلقية الشديدة هي مجموعة من الاضطرابات التي تمنع العَدِلات من أن تصبح ناضجة، ويُصاب الأشخاص بعدوى خطيرة تبدأ من مرحلة الرضاع.

أعراض قلَّة العدلات

يمكن أن تحدث قلة العَدِلات:

  • فجأة على مدى بضع ساعات أو أيَّام استجابةً لبعض حالات العدوى أو التعرُّض

  • تدريجيًا

قلة العَدِلات نفسها ليس لها أعراض محدَّدة، لذلك يَجرِي تشخيصها عندما تحدث عدوى عادة.قد تحدث الحمَّى والقروح المؤلمة (قرحات) حولَ الفم والشرج لدى المرضى.كما يمكن أن يحدثَ الالتهابُ الرئوي الجرثومي وحالات العَدوَى الشديدة الأخرى.

في قلَّة العَدِلات المزمنة، قد لا يكون لدى الأشخاص العديد من الأَعرَاض إذا كان عددُ العَدِلات ليس منخفضًا للغاية.

عندما تحدث قلة العَدِلات بسبب الأدوية، قد يكون لدى الأشخاص حمَّى وطفح جلدي وتورُّم في العقد اللِّمفية.

في قلَّة العَدِلات الدورية cyclic neutropenia، يمكن أن يكون لدى الأشخاص أعراضٌ تأتي وتذهب عندما يرتفع عددُ الكريَّات البيض وينخفض مع مرور الوقت.

هل تعلم...

  • بما أنَّ قلَّةَ العَدِلات ليس لها أعراض محدَّدة، لذلك لا يشتبه الأطباء في كثير من الأحيان في هذا الاضطراب إلَّا إذا كان الأشخاص لديهم حالات عدوى متكرِّرة أو غير مألوفة.

تشخيص قلَّة العَدِلات

  • تعداد الدَّم الكامِل

  • فحص نقِي العِظام

عندما يكون لدى الأشخاص حالات عَدوَى متكررة أو غير مَألوفَة، أو إذا كان الأشخاص يتعاطون أَدوِيَةً معروفَة بأنَها تسبِّب قلَّة العَدِلات، يطلب الأطباءُ إجراء اختبار للدَّم (تعداد الدَّم الكامل) لوَضع التَّشخيص.يشير انخفاضُ تعداد العَدِلات في الدم إلى قلَّة العدلات.

وفي كثير من الحالات، يكون من المتوقع نقص العَدِلات والسبب معروف، كما هي الحالُ في الأشخاص الذين يتلقون المُعالجة الكِيميائيَّة أو المُعالجة الشعاعيَّة.ولكن، عندما لا يُعرَف السبب، يجب تحديدُه.سواءٌ أكان السببُ معروفًا أم لا، يقوم الأطباء بالبحث عادة عن عدوى خفيَّة قد تكون ناجمةً عن قلَّة العدلات.

تحديدُ السَّبب

يسأل الأطباء عن تعاطي الأدوية أو التعرُّض للسُّموم، ويبحثون عن حالات العدوى أو غيرها من الاضطرابات التي يمكن أن تسبِّب قلَّةَ العدلات.وغالبًا ما يأخذون عيِّنة من نِقي العَظم من خلال إبرة.يجري فحصُ عيِّنة من نِقي العَظم تحت المجهر، لتحديد ما إذا كان يبدو طبيعيًا، أو فيه عدد طبيعي من الخلايا الجذعية للعَدِلات (السَّلائف)، كما يظهر التخلُّقَ الطبيعي للعَدلات.ومن خلال تحديد ما إذا كان عدد الخلايا الجذعية منخفضًا، وما إذا كانت هذه الخلايا تنضج بشكلٍ طبيعي، قد يكون الأطباءُ قادرين على تحديد ما إذا كانت المشكلةُ تكمن في الإنتاج الخاطئ للخلايا أو يَجرِي استخدامُ أو تخريب خَلايا كثيرة جدًّا في الدم.وفي بعض الأحيان، يشير فحصُ نقِي العِظام إلى ما إذا كانت الأمراض الأخرى، مثل ابيِضَاض الدَّم أو السرطانات الأخرى أو العدوى كالسلّ، تؤثِّر في نقِي العِظام.

وعندَ الاشتباه في وجود إصابةٍ باضطرابٍ وراثيٍّ، قد يطلب الأطباء اختبارات جينية.

تَقييم العَدوى

بما أنَّ الأشخاصَ الذين يعانون من العَدِلات قد لا يكون لديهم جميع الأَعرَاض النموذجية ونتائج الفحص للعدوى، لذلك يسأل الأطباءُ الأشخاص أسئلةً مفصَّلة حولَ أعراضهم ويفحصونهم من الرأس إلى أخمص القدمين.تُجرَى اختباراتٌ لأية نتائج مثيرة للقلق؛ على سبيل المثال، إذا كان الشخص لديه انِزعَاجٌ في البطن، يمكن إجراءُ التصوير المقطعي المحوسب للبطن.

وحتى إذا لم يكن هناك أعراض أخرى، وكان هناك حمّى، يطلب الأطباء عادة إجراءَ تحليل للبول وزرعه، واستنبات الدم، وصورة بالأشعة السينية للصدر أيضًا.عندما يطلب الأطباء زرعًا، يأخذون عيِّنة من المادة التي يجري اختبارها (في هذه الحالة، البول أو الدم) ويرسلونها إلى المختبر لاستنبات البكتيريا أو الكائنات الأخرى التي قد تكون موجودة.

علاج قلَّة العدلات

  • المضادَّات الحيوية

  • أَدوِيَة لتحفيز إنتاج العَدلات

أهمُّ شيء هو مُعالَجَة أي عدوى موجودة.في الأشخاص الذين يعانون من قلَّة العَدِلات الحادَّة، يمكن أن تصبح العدوى خطيرة أو قاتلة بسرعة.وحتى إذا لم يستطع الأطباء تشخيصَ عدوى محدَّدة، يفترض أن تكوى هناك عدوى لدى الأشخاص المصابين بقلة العَدِلات والحمَّى.لذلك، يَجرِي إِعطاءُ هؤلاء الأشخاص المضادَّات الحيوية الفعَّالة تجاه الكائنات المعدية الشَّائعة.

أمَّا علاج قلَّة العَدِلات نفسها فيعتمد على سببها وشدَّتها.ولذلك، يجري إيقافُ الأدوية التي قد تسبِّب قلة العَدِلات كلما أمكن ذلك، كما يَجرِي تجنُّبُ التعرُّض للسموم المشتَبه بها.

وفي بعض الأحيان، يتعافى نقِي العِظام تلقائيًا من دون علاج.قد تكون قلَّةُ العَدِلات المصاحبة لحالات العدوى الفيروسية (مثل الأنفلونزا) عابرةً، وتشفى بعدَ زوال العدوى.لا يكون لدى المرضى، الذين يعانون من قلَّة العَدِلات الخَفيفة، أعراضٌ عادة، وربَّما لا تحتاج إلى العلاج.

أمَّا المرضى الذين يعانون من قلة العَدِلات الشديدة فيمكن أن يموتوا بسرعة نتيجة للعدوى، لأنَّ أجسامهم تفتقر إلى وسائل لمُكافحَة الكائنات الحية الغازية.وعندما يحدث لدى هؤلاء الأشخاص حالاتُ عدوى، يُدخَلون إلى المستشفى ويُعطَون على الفور مضادَّات حيوية قويَّة، حتَّى قبل تحديد سبب العدوى وموضعها بدقَّة.وتعدُّ الحمَّى، وهي من الأَعرَاض التي تشير إلى العدوى في الأشخاص الذين لديهم قلَّة العدلات عادة، علامةً مهمَّة تدلُّ على الحاجة إلى العناية الطبية الفورية.

يحفز عامل النمو المسمى عامل الكريات المحببة المنبه للمستعمرات (G-CSF) إنتاج العدلات بواسطة النقي العظمي، ويزيد من أعداد العدلات في الدم، ويقي من الحمى، وتقرحات الفم، والعدوى البكتيرية لدى المرضى الذين يعانون من قلة العدلات الشديدة.يُعطى بشكل حقنة (تحت الجلد أو في الوريد)

ويمكن أن يعطى الغلوبولين المضادّ للخلايا التائيَّة Antithymocyte globulin أو أنواع أخرى من العلاج، الذي يثبِّط نشاطَ الجهاز المناعي، عن طريق الوريد عندما يكون هناك اضطراب مثل فقر الدَّم اللاتنسُّجي.

عندما تنجم قلةُ العَدِلات عن اضطراب آخر (مثل السل أو ابيِضَاض الدَّم أو سرطانات أخرى)، فإنَّ مُعالَجَة الاضطراب الأساسي أو الكامن قد تشفي من هذه المشكلة.لا يُستخدَم زرعُ نِقي العَظم (أو الخلايا الجذعية) لعلاج قلَّة العَدِلات في حدِّ ذاتها، ولكن قد يُوصى به لعلاج بعض الأسباب الخطيرة لقلَّة لعدلات، مثل فقر الدَّم اللاتنسجي أو ابيضاض الدم.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID