المشاكلُ السُّلُوكية عندَ المراهقين

حسبSharon Levy, MD, MPH, Harvard Medical School
تمت مراجعته ذو الحجة 1443 | المعدل صفر 1444

المراهقة هِيَ الوقت الذي يبدأ فيه الإحساس بالاستقلالية؛ويمارس المراهقون هذه الاستقلالية عادةً من خلال طرح الأسئلة أو التحدي، وأحيانًا من خلال خرق القواعد.ينبغي على الآباء والأطباء التفريق بين الأخطاء العرضية للحكم، والتي تكون تقليدية ومتوقعة لدى هذه الفئة العمرية، وبين نموذج سوء السُّلُوك الذي يحتاجُ إلى تدخُّل احترافيّ.تكون شدة وتكرارالإخلالات بمثابة أدلَّة،فعلى سَبيل المثال، تكون مشاكل شرب الكحول بشكل منتظَمٍ والنوبات المتكررة من المُشاجرات، والتغيب عن المدرسة من دون أذن، والسرقة، ملحوظةً بشكلٍ أكثر بالمقارنة مع الحوادث المنعزلة لنفس النشاطات.تنطوي العلاماتُ التحذيرية الأخرى للاضطراب السلوكي المحتمل على تدهورِ الأداء في المدرسة والهروب من المنزل،وممّا يثير القلق بشكل خاص المراهقون الذين يتسببون في إصابات خطيرة لأنفسهم أو للآخرين أو يستخدمون سلاحًا في المُشاجرات.

ونظرًا إلى أنَّ المراهقين أكثر استقلالية وحركة مما كانوا عليه في مرحلة الطفولة، فهم غالبًا ما يخرجون عن السيطرة البدنية المباشرة للبالغين،في هذه الظروف، يجري تحديدُ سلوك المراهقين من خلال تقديرهم الشخصي، والذي لا يكون ناضجًا بعد.يقوم الآباء بالتوجيه بدلًا من الضبط المُباشر لأفعال أبنائهم المراهقين.كما أنّ المراهقين الذين يشعرون بالحنان والدعم من والديهم والذين يعبر آباؤهم عن توقعات واضحة فيما يتعلق بسلوك أبنائهم ويُظهِرون بيئة مضبوطة متناسقة ومراقبةً، يكونون أقل ميلاً لمواجهة مشاكل خطيرة.

إن الأبوَّة المسؤولة هي أسلوب من أساليب الأبوة يشارك فيه الأطفال في وضع توقعات الأسرة وقواعدها.ينطوي هذا النمط من الأبوة والأمومة على وضع حدود، وهو أمر مهم لنمو المراهقين على نحو سليم.تكون الأبوّة المسؤولة هي النموذج الأكثر ميلًا إلى تعزيز السلوك الناضج، وذلك على العكس من الأبوة الاستبدادية (التي يتخذ فيها الآباء القرارات مع مشاركة بسيطة جداً من أطفالهم) أو الأبوة المُتساهلة (التي يضع فيها الوالدان حدوداً قليلة).

تستخدم الأبوة المسؤولة نظاماً من الامتيازات المتدرجة، حيث يُمنح المراهقون في البداية مستويات بسيطة من المسؤولية، مثل رعاية حيوان أليف أو القيام بالأعمال المنزلية أو شراء الملابس أو تزيين غرفتهم، أو إدارة المصروف.إذا كان المراهقون يتعاملون مع هذه المسؤولية أو الامتياز بشكلٍ جيد خلال فترة من الزمن، يُوافق الآباء على منحهم المزيد من المسؤوليات والامتيازات، مثل الخروج مع الأصدقاء من دون الآباء الوالدين وقيادة السيارة.على النقيض من ذلك، يؤدي سوء الحكم أو قلَّة المسؤولية إلى فقدان الامتيازات.كل امتياز جديد يتطلب مراقبة دقيقة من قبل الآباء للتأكد من امتثال المراهقين للقواعد المتفق عليها.

يتصادم بعضُ الآباء والأمهات مع المراهقينَ حول كل شيء تقريبًا،وفي هذه المواقف، تكون القضيةُ الأساسية هي السيطرة فعليًا.يرغب المراهقون بالشعور بأنهم يستطيعون اتخاذ قرارات حول حياتهم أو المساهمة فيها، ويخشى الآباء من السماح لأطفالهم باتخاذ قرارات سيئة.في هذه الحالات، قد يستفيد الجميعُ من تركيز الآباء جهودهم على تصرفاتِ المراهقين (مثل الالتحاق بالمدرسة والالتزام بالمسؤوليات المنزلية) بدلًا من التركيز على التعبيرات (مثل اللباس وتسريحة الشعر والترفيه المفضل).

قد يحتاجُ المراهقون الذين يكون سلوكهم خطيرًا أو غير مقبول، على الرغم من أفضل الجهود التي يبذلها الآباء، إلى تدخُّل احترافي أو تخصُّصي.يُعدُّ تعاطي الموادّ من العوامل الشائعة المحرضة للمشاكل السُّلُوكية، وتحتاج اضطِراباتُ تعاطي الموادّ إلى مُعالجة خاصَّة.كما قد تكون المشاكل السُّلُوكية إحدى أعراض صعوبات التعلم أو الاكتئاب أو اضطرابات الصحة النفسية الأُخرى.وتتطلب مثل هذه الاضطرابات عادةً المشورة، وعادةً ما يستفيد المراهقون الذين يعانون من هذه الاضطرابات النفسية من العلاج بهذه الأدوية.إذا لم يكن الآباء قادرين على الحدّ من السلوك الخطير للمراهق، قد يطلبون المساعدة من نظام المحاكم وتعيين مراقب سلوك يمكنه أن يساعد على فرض قواعد منزلية معقولة.

(انظر أيضًا مقدمة إلى المشاكل عندَ المراهقين).

الاضطراباتُ السلوكية النوعيَّة

تشيعُ الاضطرابات السُّلُوكية التخريبية في أثناء مرحلة المراهقة.

اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط هو أكثر اضطرابات الصحة النفسية شُيوعًا في مرحلة الطفولة، وهو يستمر إلى مرحلة المراهقة وما بعد البلوغ غالبًا،ولكن قد يكون المراهقون الذين يُواجهون صعوبةً في الانتباه يُعانون من اضطراب آخر بدلاً من ذلك، مثل الاكتئاب أو صُعوبة التعلم.على الرغم من أنه تجري غالبًا مُعالجة اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط بأدوية منبِّهة (مثل الأمفيتامين amphetamine أو الميثيلفينيديت methylphenidate)، والتي من المحتمل إساءة استخدامها، إلا أن هذه المُعالجة لا تبدو أنها تزيدُ من خطر اضطراب تعاطي الموادّ بل إنها قد تفاقم من الخطر.من ناحيةٍ أخرى، يشكو بعضُ المراهقين من أعراض عدم الانتباه في محاولة للحصول على وصفة طبية للمنبهات، إما لاستخدامها في المساعدة على الدراسة أو للترويح عن النفس.

تنطوي السُّلُوكياتُ التخريبية الشائعة الأُخرى للطفولة على اضطراب المعارض المتحدي واضطراب التَّصَرُّف.تُعالج هذه الاضطرابات عادةً عن طريق العلاج النفسي للطفل وتقديم المشورة والدعم للوالدين.

العنفُ والانضمام إلى العصابات

ينخرط الأطفال أحيانًا في المواجهة الجسدية والتنمر، بما في ذلك التنمر عبر الإنترنت.وفي أثناء مرحلة المراهقة، قد يزداد تواتر وشدة التفاعلات العنيفة.على الرغم من أنّ نوبات العنف في المدرسة تكُون منتشرةً على نطاق واسع، إلا أنّ المراهقين يكونون أكثر ميلاً للمشاركة في نوبات عنيفة (أو في كثير من الأحيان التهديد بالعنف) في المنزل وخارج المدرسة.هناك عوامل كثيرة تسهمُ في زيادة خطر العنف بالنسبة للمراهقين، بما فيها:

هناك القليل من الأدلة التي تشير إلى وجود علاقة بين العنف والعيوب الوراثيَّة أو شذوذات الأجسام الصبغيَّة،

ولكن، هناك ارتباط بين الانضمام إلى عصابة والسلوك العنيف،وعصابات الشباب هي روابط يجري تشكيلها ذاتيًا، وتتكون من 3 أعضاء أو أكثر تتراوح أعمارهم بين 13 إلى 24 عامًا عادةً.وعادةً ما تتخذ العصابات اسمًا ورموزًا مُحدَّدة، مثل نمط معين من الملابس، أو استخدام علامات مُعيَّنة في اليد، او وشوم معينة، أو رسُومات جداريَّة.تطلبُ بعضُ العصابات من الأشخاص المرشحين لعضويتها تنفيذ أعمال عنف عشوائية قبل منحهم العضوية؛

ولعل زيادة العنف ضمن عصابات الشباب تعود جزئيًا على الأقل إلى انخراط العصابات في توزيع المخدرات وتعاطيها.تُعدُّ الأسلحة النارية والأسلحة الأخرى من السِّمَات المتكررة لعنف العصابات.

تبدأ الوقاية من العنف في مرحلة الطفولة المبكرة باستخدام أسلوب الانضباط الخالي من العنف.كما قد يكون من المفيد أيضًا الحدّ من التعرُّض العنف من خلال وسائل الإعلام وألعاب الفيديو، حيثُ أن التعرض إلى هذه الصور العنيفة أظهر قدرةً على التقليل من إحساس الأطفال بالعنف والتسبب في جعلهم يقبلون العنف كجزء من حياتهم.ينبغي أن يحصل الأطفال في سن المدرسة على بيئةٍ مدرسية آمنة.ينبغي ألا يتمكَّن الأطفال الأكبر سنًا والمراهقون من الوصول إلى الأسلحة، وينبغي تعليمهم تجنب المواقف شديدة الخطورة (مثل الأماكن والبيئات التي يمتلك فيها الآخرون أسلحةً أو يعاقرون الخمرة أو يتعاطون المخدرات)، واستخدام استراتيجيات لنزع فتيل المواقف المتوترة.

ينبغي تشجيعُ جميع ضحايا العنف على التحدث مع الآباءِ والمعلمين، وحتى طبيبهم، حول المشاكل التي يواجهونها.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID