الدَّاء البطني (الزُّلاقي)

(الاعتِلالُ المِعَوِيُّ الغلوتيني)

حسبAtenodoro R. Ruiz, Jr., MD, The Medical City, Pasig City, Philippines
تمت مراجعته شعبان 1444

الدَّاء البطني (الزُّلاقي) Celiac disease هو عدم تحمُّل وراثي للغلوتين (بروتين يُوجَد في القمح والشعير والجاودار) ويُسبِّب تغيُّراتٍ مميَّزة في بطانة المعى الدَّقيق، مما يؤدي إلى سوء الامتصاص malabsorption.

  • تصبح البطانة المعويَّة ملتهبة بعد تناول الشخص لغلوتين البروتين.

  • تنطوي الأَعرَاض عند البالغين على الإسهال ونقص التغذية ونَقص الوَزن،

  • وتنطوي الأَعرَاضُ عند الأطفال على تطبُّل البطن والبراز الضخم مع رائحة كريهة جدًا وفشل النمو.

  • يستنِدُ التشخيص إلى الأَعرَاض النموذجية وتفحص عينة من النسيج تُؤخذ من بطانة المعى الدَّقيق.

  • يتحسَّن معظم الأشخاص عند التزامهم بنظامٍ غذائيٍّ خالٍ من الغلوتين.

الدَّاء البطني هو اضطراب وراثي يُصيبُ الأشخاص من أصولٍ أوروبيَّة شماليَّة عادةً.قد يُصيبُ الدَّاء البطني شخصًا واحدًا من كلِّ 150 شخصٍ في أوروبا، وخصوصًا إيرلندا وإيطاليا، وربما يُصيبُ شخصًا واحدًا من كلَّ 250 شخصٍ في بعض أجزاء الولايات المتحدة، إلا أنَّه من الحالات النادرة جدًا في إفريقيا واليابان والصين.كما يُصاب حَوالى 10 إلى 20٪ من أقرباء المصابين بالدَّاء البطني أيضًا.تكون نسبة إصابة النساء بالدَّاء البطني نحوَ ضعف نسبة الرِّجال.

أسباب الداء البطني

في الداء البطني، يُنبه الغلوتين، وهو بروتين موجود في القمح، وبنسبةٍ أقل في الشعير والجاودار، الجهازَ المناعي لإنتاج أجسام مضادَّة معينَّة.تُلحِقُ هذه الأضداد الضَّرر بالبطانة الداخلية للمعى الدَّقيق، مما يؤدي إلى تسطيح الزغابات (بروزات صغيرة على طول بطانة المعى الدَّقيق وهي تمتص المواد المغذية).يؤدي السطح الأملس النَّاشئ إلى سوء امتصاص المواد المغذية.إلَّا أنَّه يجري استعادة السطح الطبيعي للمعى الدقيق الشبيه بالفرشاة ووظيفته عندما يتوقف الشخص عن تناول الأطعمة المحتوية على الغلوتين.

أعراض الداء البطني

تظهر عند بعض الأشخاص من الأطفال أعراض بطنيَّة،بينما لا تظهر عند أشخاص آخرين أعراضٌ بطنيَّةٌ حتَّى سنِّ البلوغ.تستنِدُ شدَّة الأعراض إلى كمية المعى الدَّقيق التي تأثرت.

البالغون

قد تظهر عندَ البالغين أعراض هضميَّة أو أعراض أخرى.لا تظهر عند الكثير من البالغين أيَّة أعراضٍ على الإطلاق.

يُعاني معظم البالغين المصابين من الضَّعف ونَقص الشَّهية.يُعدُّ الإسهال الذي يكون غالبًا مع براز دهني أو بمظهرٍ دهني شائعًا.يُعاني بعض أشخاص نقص التغذية من نَقص في الوَزن وفقر الدَّم بشكلٍ خفيفٍ، أو يكون لديهم قرحات في الفم والتهاب في اللسان.

من الشائع أن يكون لدى المرضى ترقق في العظام (هشاشة أو ترقق العظام أو قلَّة العظم osteopenia).

يحدث عند حَوالى 10٪ من المصابين بالدَّاء البطني طفحٌ جلديٌّ حاكٌّ ومؤلم مع نفطات صغيرة، وهو مرضٌ يسمى التِهابُ الجِلدِ الهِربِسِيُّ الشَّكل.

ويمكن أن يُعاني الرجال والنساء معًا من مشاكل في الخُصُوبَة.

الأطفال

يمكن أن تبدأ الأَعرَاض عند الأطفال في مرحلة الإرضاع أو الطفولة المُبكِّرة بعد إدخال الحبوب (يحتوي معظمها على الغلوتين) في نظامهم الغذائي.يُعاني بعض الأطفال من مُجرَّد انزعاجٍ خفيفٍ في المعدة، بينما يحدث عند آخرين تطبُّل مؤلم في البطن ويصبح البراز لديهم بلون فاتح وبرائحة كريهة بشكل غير مألوف مع حجم كبير (إسهال دهني).يحدث فشل في مُعدَّل النُّمو الطبيعي عند الأطفال عادةً، ويبدون ضعفاء وشاحبين وفاتري الهمة.

يمكن أن تتسبَّبَ حالات نقص التغذية النَّاجمة عن سوء الامتصاص في الدَّاء البطني في ظهورأعراضٍ إضافيَّة، وتميل هذه الأعراض إلى أن تكون أشدُّ وضوحًا عند الأطفال.تحدث عند بعض الأطفال شذوذات في النمو، مثل قصرُ القامة.يحدث فقر الدَّم (قلة تعداد كريات الدم) الذي يُسبِّب التَّعب والضَّعف، وذلك نتيجةً لنقص الحديد.وقد يؤدي انخفاض مستويات البروتين في الدَّم إلى احتباس السوائل وتورُّم النسج (وذمة).ويمكن أن يُؤدِّي سوء امتصاص فيتامين B12 إلى إلحاق الضَّرَر بالأعصاب، ويسبب إحساسًا بالنخز في الذراعين والساقين.يؤدي ضعف امتصاص الكالسيوم إلى نموِّ العظام بشكلٍ غير طبيعي وزيادة خطر كسور في العظام وألم في العظام والمَفاصِل.كما يُمكن أن يُسبِّب نقص الكالسيوم تبدلًا في لون الأسنان وزيادة القابلية لتسوس الأسنان المؤلم.قد لا يحدث الطمث عند الفتيات المصابات بالدَّاء البطني بسبب انخفاض إنتاج الهرمونات، مثل هرمون الإستروجين.

تشخيص الداء البطني

  • مستويات الأضدَّاد

  • الخزعة

  • اختبارات حول حالات نقص فيتامينات مُعيَّنة

يشتبه الأطباء في تشخيص الداء البطنيّ عندما يكون لدى الشخص الأَعرَاض المذكورة سابقًا.

يُعدُّ قياس مستوى أضداد نوعيَّة يجري إنتاجها عندما يستهلك شخص الداء البطنيّ الغلوتين من الاختبارات المفيدة.

للمساعدة على تأكيد تشخيص الدَّاء البطني، يأخذ الأطباءُ عَيِّنَة من نسيج بطانة المعى الدقيق عند الشخص ويتفحصونها تحت المجهر (خزعة).يُؤكَّد التَّشخيص إذا أظهرت الخزعة وجود تسطُّحٍ في الزُّغابات المعويَّة وإذا تحسنت بطانة المعى الدَّقيق من بعد توقُّف الشخص عن تناول الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين.

قد يُجرى اختبارٌ دمويٌّ يُحدِّدُ ما إذا كان لدى الأشخاص جينات مُعيَّنة، وذلك لأن الأشخاص الذين ليس لديهم هذه الجينات من غير المرجح جدًا أن يكون لديهم الدَّاء البطني؛ولكن النتيجة الإيجابية للاختبار لا تُؤكِّدُ الدَّاء البطني، وذلك لأنَّ العديدَ من الأشخاص من دون الدَّاء البطني لديهم هذه الجينات.

وبمجرَّد وَضع التَّشخيص، يقوم الأطبَّاء بإجراء الاختبارات الدَّمويَّة للتَّحرِّي عن حالات النَّقص في بعض الفيتامينات (مثل حمض الفوليك) والمعادن (مثل الحديد والكالسيوم).

علاج الداء البطني

  • نظام غذائي خال من الغلوتين

  • مُكمِّلات المعادن والفيتامينات

ينبغي على المصابين بالداء البطني تجنب جميع أنواع الغلوتين في نظامهم الغذائي بشكلٍ كاملٍ، وذلك لأنَّ مجرَّد تناول كميات صغيرةٍ قد يُسبب أعراضًا.تكون الاستجابة لنظام غذائي خال من الغلوتين سريعةً عادةً، وتزول الأعراض خلال أسبوع إلى أسبوعين.وبمجرَّد أن يتجنَّب المريضُ الغلوتين، يعود سطح المعى الدَّقيق الشبيه بالفرشاة ووظيفته الامتصاصيَّة إلى الوضع الطبيعي.يُستَعملُ الغلوتين على نطاقٍ واسع في المنتجات الغذائية إلى درجة أنَّ المصابين بالدَّاء البطني يحتاجون إلى قوائم مفصَّلة بالأطعمة التي عليهم تجنُّبها، والحصول على استشارة من خبير في التغذية.يُوجَد الغلوتين مثلًا في أنواع الحساء التِّجاريَّة والصلصات والآيس كريم والنقانق.يُشجع الأطباءُ الأشخاص على استشارة اختصاصي التَّغذية والانضمام إلى مجموعة دعم الدَّاء البطني.

كما يُعطي الأطباءُ مُعظم المصابين بالدَّاء البطني المُكمِّلات لتَحِلَّ مَحَلَّ الفيتامينات (مثل حمض الفوليك) والمعادن (مثل الحديد) أيضًا.يأخذ الأطباءُ خزعة أخرى بعد انقضاء 3 إلى 6 أشهر من بداية اتِّباع النظام الغذائي الخالي من الغلوتين.في بعض الأحيان، تكون حالة الأطفال خطيرة عندما يجري تشخيص الداء البطني في البداية، ويحتاجون إلى فترة من التغذية الوريديَّة قبل البَدء في اتباع نظامٍ غذائيٍّ خالٍ من الغلوتين.

تستمرُّ الأعراض عند بعض الأشخاص رغم تجنبهم الغلوتين،وبالنسبة لهؤلاء الأشخاص، إمَّا أن يكون التَّشخيص غير صحيح أو أنَّ المرض استفحل إلى حالةٍ تسمَّى الدَّاء البطني الحَرون،وبالنسبة إلى الداء البطني الحرون، قد تُفيد المعالجة بالستيرويدات القشرية، مثل البريدنيزُون.

مآل الداء البطني

من دُون تشيصٍ ومُعالَجة، يكون الداء البطني قاتلًا في نهاية المطاف عندَ بعض الأشخاص،وأصبح مثل هذا المآل نادرًا حاليًّا، ويتحسَّن معظم الأشخاص إذا تجنَّبوا الغلوتين.

يزيد الدَّاء البطني من خطر الإصابة بسرطاناتٍ معينة في السبيل الهضمي.السرطان الأكثر شُيُوعًا هو لمفومة المعى الدَّقيق،تُصيبُ هذه اللمفومات حَوالى 6 إلى 8٪ ممن أُصيبوا بالدَّاء البطني لفترةٍ طويلة (أكثر من 20 إلى 40 عامًا عادةً).كما يواجه المرضى زيادةً في خطر سرطانات أخرى في السبيل الهضمي أيضًا.يَقللُ الالتزام الصَّارم بنظامٍ غذائيٍّ خالٍ من الغلوتين من خطر الاصابة بالسرطان بشكلٍ كبيرٍ.

للمزيد من المعلومات

يمكن للمصادر التالية باللغة الإنجليزية أن تكون مفيدة.يُرجى ملاحظة أن دليل MSD غير مسؤول عن محتوى هذه المصادر.

  1. Gluten Intolerance Group: موارد يساعد الأشخاص على تأسيس نمط حياة خالٍ من الغلوتين والحفاظ عليه

توفر المواقع التالية معلومات عن الدَّاء البطني، بما في ذلك كيفية التعايش معه، وماذا يأكل الشخص، والخيارات العلاجية، والتجارب السريرية:

  1. ما بعد الدَّاء البطني Beyond Celiac

  2. مؤسسة الدَّاء البطني Celiac Disease Foundation

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID