النَّزف المعدي المعوي

النَّزف الهضمي

حسبParswa Ansari, MD, Hofstra Northwell-Lenox Hill Hospital, New York
تمت مراجعته رمضان 1444

يمكن أن يحدث النزف في أيِّ مكانٍ من الجهاز الهضمي (السبيل الهضمي)، بدءًا من الفم وإلى فتحة الشَّرج.يمكن رؤية الدَّم بسهولة بالعين المُجرَّدة (صريح) أو قد يكون الدم موجودًا بكميات صغيرة جدًّا بحيث تَصعُبُ رؤيته (خفي).لا يمكن اكتشاف النَّزف الخفي إلَّا من خلال إجراء اختبارٍ كيميائيٍّ لعَيِّنَة من البراز.

القء الدموي هو الدم الذي يمكن رؤيته في القيء.يشير القيء الدموي إلى أن النزف يأتي من الجهاز الهضمي العلوي، ويكون عادةً من المريء، أو المعدة، أو الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة.يمكن أن يكون الدَّم عند حدوث تقيُّؤٍ دمويٍّ أحمرَ فاتحًا عندما يكون النَّزف غزيرًا ومستمرًّا.وقد يكون مظهر الدَّم الذي جرى تقيُّؤه شبيهًا بحُبيبات القهوة عند تباطؤ النَّزف أو توقُّفه، وذلك نتيجة الهضم الجزئي للدَّم في حامض المَعِدة.وهو ينجم عن النزف الذي تباطأ أو توقف ، ويبدو الدَّم مثل حبيبات القهوة لأنه جرى هضمه جزئيًا بواسطة الحمض في المعدة.

كما قد يجري تمرير الدَّم من المستقيم أيضًا:

  • لونه أسود ، يُصبح البراز القطراني

  • خروج دم أحمر قاني من المستقيم دون الشُّعور بألم (تبرُّز مُدمَّى)

  • في البراز الذي يبدو طبيعيًا إذا كان النزف أقل من بضع ملاعق صغيرة في اليوم

ويزداد احتمال حدوث تبرُّز أسود عندما يكون مصدر النَّزف من المريء أو المعدة أو الأمعاء الدَّقيقة.ويعود تلوُّن البراز باللون الأسود إلى تعرُّض الدَّم لعدة ساعات لحمض المعدة والإنزيمات والجراثيم التي توجد في الأمعاء الغليظة عادةً.وقد يستمرُّ التَّبرُّز الأسود لعدَّة أيام بعد توقف النَّزف.

وتزداد فرصة حدوث التَّبرُّز المُدمَّى عندما يكون مصدر النَّزف هو الأمعاء الغليظة، رغم أنَّه قد يكون ناجمًا عن نزفٍ غزيرٍ في الأجزاء العليا من السبيل الهضمي أيضًا.

وقد يكون شعور الأشخاص الذين اقتصرت خسارتهم على كميَّةً قليلة من الدَّم جيِّدًا من ناحيةٍ أخرى.ولكن، قد يترافق النَّزف الخطير والمفاجئ مع تسرُّع النَّبض وانخفاض ضغط الدَّم ونقص كميَّة البول.كما قد تكون أيدي وأقدام الشَّخص باردةً ومُتعرِّقة.قد يحدُّ النَّزف الشديد من جريان الدَّم إلى الدماغ، مُسبِّبًا التَّخليط الذهنِي والتَّوهان والنُّعاس وحتى انخفاض شديد في ضغط الدَّم (صدمة).يمكن أن يؤدي النَّزف البطيء والمزمن إلى ظهور أعراضٍ وعلاماتٍ لانخفاض تعداد الدم (فقر الدَّم) مثل الضَّعف والتَّعب السهل و(الشُّحوب )وألم الصَّدر والدَّوخة.قد يُعاني الأشخاص المصابون بداء قلبي إقفاري كامن من ألمٍ في الصَّدر (ذبحة صدريَّة) أو من نوبة قلبيَّة (نوبة قلبيَّة) نتيجة نقص جريان الدَّم من خلال القلب.

(انظُر أيضًا لمحة عامة عن أعراض الجهاز الهضمي)

أسباب النَّزف المعدي المعوي

تقسم أسباب النزف المعدي المعوي إلى ثلاث مناطق:

  • الجزء العلوي من السبيل المعدي المعوي

  • الجزء السفلي من السبيل المعدي المعوي

  • الأمعاء الدقيقة

(انظر الجدول بعض أسباب وسمات النزف المعدي المعوي.)

ويصعُبُ تحديد الأَسبَاب الأكثر شُيُوعًا نتيجة اختلاف الأَسبَاب باختلاف المنطقة النَّازفة وعمر الشخص.

ويُعدُّ نزف الجزء العُلوي من الجهاز الهضمي هو أكثر الأَسبَاب شيوعًا عادةً

أوردة متضخمة في المريء (دوالي مريئية)
إخفاء التفاصيل
تُظهر هذه الصورة أوردة متضخمة في المريء (اتجاه الأسهم).
Image provided by David M.Martin, MD.

الأَسبَاب الأكثر شُيُوعًا لنزف الجهاز الهضمي السفلي هي:

تشتمل الأَسبَاب الأخرى لنزف السبيل الهضمي السفلي على وجود شقٍّ في جلد الشرج (الشِّق الشرجي)، والتهاب القولون الإقفاري، والتهاب الأمعاء الغليظة النَّاجم عن الإشعاع أو عن ضَعف التَّغذية بالدَّم.

يُعدُّ النَّزف من الأمعاء الدقيقةمن الحالات النَّادرة التي قد تنجُمُ عن تشوُّهات الأوعية الدَّموية أو الأورام أو عن رتج ميكل.

أوعية دموية شاذة في الأمعاء (خلل التنسج الوعائي)
إخفاء التفاصيل
تُظهر هذه الصورة وعاءً دمويًا غير طبيعي في جدار الأمعاء.
Image provided by David M.Martin, MD.

تزداد فرصة حدوث النَّزف والذي قد يكون أشدَّ غزارةً عند الأشخاص المصابين بداء كبدي مرتبط بتناول الكحول، أو التهاب كبد مزمن، أو الذين لديهم اضطرابات وراثيَّة لتخثر الدَّم، أو الذين يستعملون أدوية مُعينة.كما يكون الكبد المُتضرِّرُ أقل قدرةً على إنتاج البروتينات التي تساعد على تجلط الدَّم (عوامل التَّخثُّر).

وتشتمل الأدوية التي يمكن أن تسبب أو تفاقم النزف على

  • مضادَّات التخثر (مثل هيبارين، ووارفارين، ودابيغاتران، وأبيكسابان، وإدوكسابان، وريفاروكسابان)

  • تلك التي تؤثِّر في وظيفة الصفَيحات الدموية (مثل الأسبرين وبعض مضادات الالتهاب غير الستيرويدية وكلوبيدوغريل)

  • تلك التي تؤثر في المزاد أو الصحة النفسية (مثل مثبّطات استرداد السيروتونين الانتقائية [SSRIs])

  • الأدوية التي تؤثر في الحاجز الواقي للمعدة ضد الحمض (مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية)

تقييم النَّزف المعدي المعوي

يحتاج النَّزف الهضمي عادةً إلى تقييمٍ طبيٍّ.يمكن للمعلومات التالية أن تساعد الأشخاص على تحديد مدى ضرورة مراجعة الطبيب، وتوقُّع ما سيحصل أثناء التقييم.

العَلامات التَّحذيريَّة

تكون بعض الأَعرَاض والملامح مدعاةً للقلق عند الأشخاص الذين يُعانون من نزفٍ هضمي.وهي تنطوي على ما يلي:

  • الإغماء (الغَشي)

  • التَّعرُّق (التَّعرُّق الغزير)

  • سُرعة مُعدَّل ضربات القلب (أكثر من 100 نبضة في الدقيقة)

  • خروج أكثر من كوب واحد (250 مل) من الدم في البراز أو القيء

متى يجب مراجعة الطبيب

ينبغي أن يقوم الأشخاص الذين يُعانون من نزفٍ في الجهاز الهضمي بمراجعة الطبيب مباشرةً مالم تكن العلامة الوحيدة للنَّزف هي مشاهدة الدَّم على ورق التواليت بعد التَّبرُّز.أمَّا إذا لم يكن لدى الأشخاص الذين لديهم مثل هذه النتائج علاماتٌ تحذيريَّةٌ ولا يُعانون من إزعاج، فإن تأجيل المراجعة ليومٍ أو يومين لا يُسبِّبُ ضررًا.

ما الذي سيقومُ به الطبيب

يستفسر الأطبَّاء في البداية عن أعراض الشخص وعن تاريخه الصحِّي.ثم يقوم الطبيب بإجراء الفحص السريري.من شأن ما يجده الطبيب في أثناء أخذ التاريخ المرضي وإجراء الفَحص السَّريري أن يشير غالبًا إلى سبب النزف والاختبارات التي قد يكون من الضروري إجراؤها (انظر جدول بعض أسباب وملامح النزف المعدي المعوي).

حيث يُركِّز التاريخ الصِّحي على المعرفة الدقيقة لموضع حدوث النَّزف وشدَّة غزارته وأسباب حدوثه.ويحتاج الأطباء إلى معرفة حجم الدَّم (مثل، بضع ملاعق صغيرة أو عدة جلطات) النّازف وعدد مرَّات حدوث النَّزف.كما يُسأل الأشخاص المصابون بقيء الدَّم عمَّا إذا كان الدَّم قد خرج منذ المرَّة الأولى لحدوث التَّقيُّؤ أو أنَّ خروجه قد حدثَ بعد التَّقيُّؤ لعدة مرات دون خروج دم.

بينما يستفسرالأطباء من الأشخاص المصابين بنزف المستقيم عن كون الدَّم نقيًّا أو مختلطًا مع البراز أو القيح أو المخاط أو إن كان الدَّم مُغلِّفًا لكتلة البراز.ويُسأل الأشخاص الذين يعانون من إسهالٍ دمويٍّ عن آخر أسفارهم أو عن أشكالٍ أخرى ممكنة من التعرُّض لعوامل أخرى قد تُسبِّب أمراض السبيل الهضمي (مثل، العدوى البكتيرية).

ثم يستفسرُ الأطبَّاء عن أعراض الانزعاج في البطن أو نَقص الوَزن أو سهولة النَّزف أو التَّكدُّم أو أعراض فقر الدَّم (مثل الضَّعف وسهولة الشعور بالإرهاق [قابليَّة التَّعب] والدَّوخة).

كما يحتاج الأطبَّاء إلى معرفة معلوماتٍ متعلِّقةٍ بأي نزف حاليٍّ أو سابق في السبيل الهضمي ونتائج أيِّ تنظير قولون سابق (فحص الجزء الدَّاخلي من الأمعاء الغليظة والمستقيم والشرج باستخدام أنبوب مشاهدة مرن).ينبغي أن يقوم الأشخاص بإعلام الأطبَّاء عند وجود إصابة بالدَّاء المعوي الالتهابي وبأهبة التَّخثُّر النَّازفة وبأمراض كبديَّة وعمَّا إذا كانوا يستعملون أيَّة أدوية تزيد من احتمال النزف (مثل الأسبرين، أو مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، أو مضادات التخثر) أو العقاقير التي يمكن أن تسبب مرضًا كبديًا مزمنًا (مثل الكحول).

يُركِّزُ الفَحص السَّريري على العلامات الحيويَّة للشخص (مثل النبض ومُعدَّل التنفُّس وضغط الدَّم ودرجة الحرارة) وغيرها من مؤشرات الصدمة أو انخفاض حجم الدَّم في جهاز الدَّوران (تسرع مُعدَّل ضربات القلب السريع لنقص حجم الدَّم والتَّنفُُّّس السريع والشُّحوب والتَّعرق وقلِّة إنتاج البول والتَّخليط الذهنِي) وفقر الدَّم.

كما يتحرَّى الأطباء عن بقع صغيرة حمراء أرجوانيَّة (حَبَرات) وكدمات تشبه البقع على الجلد، والتي هي علامات اضطرابات النَّزف.كما يتحرَّى الأطباء عن علامات أمراض الكبد المزمنة (مثل الأورام العنكبوتية الوعائية والسوائل في تجويف البطن [استسقاء] واحمرار راحتي اليدين) وارتفاع ضغط الدَّم البابي (مثل تضخُّم الطُّحال وتوسُّع الأوردة في جدار البطن).

يُجري الأطباء فحصًأ للمستقيم لتحري لون البراز والتحقق من وجود الدم والبحث عن أورام وتشققات.كما يفحص الأطباء الشرج للتحري عن البواسير.

الجدول

الاختبارات

تعتمد ضرورة إجراء تلك الاختبارات على نتائج الفحص السَّريري ومراجعة التاريخ الصِّحِّي للمريض، وخصوصًا عند وجود علامات تحذيريَّة.

تتوفَّر أربع طرق اختبار رئيسيَّة لنزف الجهاز الهضمي:

  • الاختبارات الدَّمويَّة وغيرها من الدراسات المختبريَّة

  • التنظير الدَّاخلي العلوي عند الاشتباه بوجود نزف في الجهاز الهضمي العلوي

  • تنظير القولون للتَّحرِّي عن النَّزف في الجزء السفلي من الجهاز الهضمي (ما لم يكن ناجمًا عن البواسير بشكلٍ واضح)

  • تصوير الأوعية الدَّموية أو تصوير الأوعية المقطعي المحوسب إذا كان النَّزف سريعًا أو شديدًا

يساعد اختبار تعداد الدَّم على تحديد كميَّة الدَّم المفقودة.ويُعدُّ انخفاض عدد الصُّفَيحات الدَّمويَّة عاملَ خطرٍ للنَزف.تنطوي اختبارات الدَّم الأخرى على تحديد زمن البروثرومبين وزمن الثرومبوبلاستين الجزئي واختبارات الكبد، والتي تُساعد على الكشف عن مشاكل تخثُّر الدَّم.لا يُوصي الأطباء في كثيرٍ من الأحيان بإجراء اختباراتٍ دمويَّة للأشخاص الذين يُعانون من نزفٍ بسيط ٍناجمٍ عن البواسير.

يؤدِّي تقيُّؤ الشخص للدَّم أو لموادٍ داكنة (التي قد تُشكِّل دمًا مهضومًا بشكلٍ جزئي)إلى قيام الطبيب في بعض الأحيان بإدخال أنبوبٍ بلاستيكيٍّ مُجوَّف صغير من خلال أنف الشخص إلى المعدة (أنبوب أنفي معدي—انظر تنبيب السَّبيل الهضمي) لسحب محتويات المعدة.يُشير وجود محتويات دمويَّة أو ورديَّة اللون إلى وجود نزف نَشِط في الجزء العُلوي من الجهاز الهضمي، بينما تُشير المحتويات الدَّاكنة اللون أو الشبيهة بحُبيبات القهوة إلى بُطء النَّزف أو توقُّفه.ولا توجد أيَّة علامةٍ على وجود الدَّم في بعض الأحيان حتى عندما يكون النَّزف قد حدث منذ وقتٍ قريب.ويمكن استعمال الأنبوب الأنفي المَعدي عند أيِّ شخصٍ لم يتقيأ ولكن حدث عنده نزفٌ شديدٌ من المستقيم (إذا لم يكن مصدر الدَّم من البواسير بشكلٍ واضح) لأنَّ مصدر هذا الدَّم قد يكون من الجِّهاز الهضمي العِلوي.

ويلجأ الطبيب إلى إجراء التَّنظير الدَّاخلي العلوي عادةً إذا اكتُشِفَ من خلال الأنبوب الأنفي المعدي وجودَ علامات النزف النشط، أو كانت الأعراض تشيرُ بقوةٍ إلى أنَّ مصدر النَّزف هو السبيل الهضمي العلوي. فالتنظير الدَّاخلي العُلوي هو فحصٌ بصريٌّ للمريء والمعدة وللجزء الأوَّل من الأمعاء الدقيقة (الاثناعشرِي) باستعمال أنبوبٍ مرنٍ يُسمَّى المنظار الدَّاخلي.يُتيحُ التنظير الداخلي العلوي للطبيب رؤية مصدر النَّزف ومعالجته غالبًا، ويَجرِي ذلك دون إدخال الأنبوب الأنفي المعدي غالبًا.

وقد يحتاج الأشخاص الذين يعانون من أعراضٍ نموذجيَّةٍ للبواسير إلى التنظير السيني فقط (فحص الجزء السفلي من الأمعاء الغليظة والمستقيم والشَّرج باستعمال المنظار الدَّاخلي) أو تنظير الشرج (فحص المستقيم فقط باستخدام منظار قصير ومصدر للضوء).ينبغي إجراء تنظير القولون لجميع الأشخاص الآخرين الذين يكون تبرُّزهم مُدمَّى (فحص كامل الأمعاء الغليظة والمستقيم والشرج باستعمال المنظار الدَّاخلي).

في بعض الأحيان، لا يُظهر التنظير الداخلي العلوي وتنظير القولون سبب النزف.ومازالت توجد خياراتٌ أخرى لاكتشاف مصدر النَّزف.قد يقوم الأطباء بتنظير الأمعاء الدقيقة (التنظير المعوي).وإذا كان النزفً سريعًا أو شَديدًا، يُجري الأطباء أحيانًا تصويرًا للأوعية.وفي أثناء تصوير الأوعية، يستخدم الأطباءُ قثطارًا لحقن أحد الشَّرايين بعامل تباين يمكن رؤيته بالأشعَّة السِّينية.يساعد تصوير الأوعية الأطباء على تشخيص نزف السبيل الهضمي العلوي، ويسمح لهم بإجراء علاجات معينة (مثل الإصمام والتسريب المضيق للأوعية—انظر إيقاف النزف).كما قد يقوم الأطباء بحقن الشخص بخلايا دم حمراء موسومة بواسمات مشعة (التصوير بالنوكليدات المشعَّة).ومع استخدام كاميرا مسح خاصة، يمكن للواسمة المشعة إظهار الموقع التقريبي للنزف أحيانًا.وقبل إجراء تصوير الأوعية أو الجراحة ، قد يقوم الأطباء بإجراء اختبارٍ يُسمَّى أيضًا تصوير الأوعية المقطعي المحوسب.وفي أثناء هذا الإجراء ، يَجرِي استخدام نوع من التصوير يُسمَّى التصوير المقطعي المحوسب (CT) وعامل تباين ظَليل للأشعَّة لإنتاج صور للأوعية الدموية ، ويمكن في بعض الأحيان إظهار موضع النزف.

فقد يقوم الأطباء بمتابعة الأمعاء الدقيقة، وذلك من خلال إجراء سلسلةٍ من صور الأشعَّة السينيَّة المُفصَّلة للأمعاء الدقيقة.وقد جَرَى استبدال هذا الاختبار إلى حدٍّ كبيرٍ بالتصوير المقطعي المحوسب للأمعاء، والذي يستخدم لتقييم تجويف الأمعاء الدقيقة للتحري عن الأورام.

ويتوفَّر خيارٌ آخر وهو التنظير الدَّاخلي باستعمال كبسولة الفيديو، حيث يبتلع الشخص كاميرة صغيرة تلتقط الصور أثناء مرورها في الأمعاء.ويكون استعمال التنظير الدَّاخلي باستعمال محفظة الفيديو مفيدًا بشكلٍ خاص في الأمعاء الدقيقة ولكنَّ فائدته تنخفض في القولون أو المعدة، لأن هذه الأعضاء يسهل رؤيتها باستخدام التنظير الداخلي.

علاج النَّزف المعدي المعوي

يوجد هدفان لمعالجة الأشخاص الذين يعانون من نزف الجهاز الهضمي:

  • استبدال الدَّم المفقود بالسَّوائل الوريديَّة (عن طريق الوريد) ومن خلال نقل الدَّم في بعض الأحيان.

  • إيقافُ أي نزف مستمر.

وينبغي اعتبار قيء الدَّم أو التَّبرُّز المُدمَّى أو التَّبرُّز الأسود من الحالات الإسعافيَّة.حيث يجب إدخال الأشخاص الذين يعانون من نزفٍ شديدٍ في الجهاز الهضمي إلى وحدة الرعاية المٌركَّزة أو غيرها من وحدات المراقبة المكثفة وينبغي أن يُشرفَ عليهم طبيبٌ جرَّاحٌ مع طبيبٍ اختصاصيٍّ بأمراض الجهاز الهضمي.

تعويض السوائل والكهارل

يحتاج الأشخاص الذين يعانون من نزفٍ مفاجئٍ وشديدٍ إلى تسريب السوائل الوريدية وإلى إجراء نقل دم طارئ في بعض الأحيان لتحقيق الاستقرار في حالتهم.كما قد يحتاج الأشخاص الذين يعانون من اضطراباتٍ في تخثُّر الدَّم إلى نقل الصُّفَيحات الدَّمويَّة أو البلازما الطازجة المُجمَّدة أو مستحضرات بروتينات تخثر الدم (مركزات معقد البروثرومبين).

إيقاف النَّزف

تتوقَّف معظم حالات نزف الجهاز الهضمي من تلقاء نفسها دون علاج.إلَّا أنَّها لا تتوقف في بعض الأحيان.يتحدد نمط العلاج الذي ينبغي استعماله عن طريق نوع وموضع النزف.فمثلًا، يمكن للأطباء في كثيرٍ من الأحيان إيقاف نزف القرحة الهضمية أثناء التنظير الدَّاخلي باستعمال جهازٍ يستعمل التيار الكهربائي لإنتاج الحرارة (كاوي كهربائي)، أو مسبار تسخين، أو حقن بعض العوامل.ومن الضَّروري اللجوء إلى العلاج الجراحي إذا فشل التنظير الدَّاخلي في إيقاف النَّزف.

يعمل الأطباء على إيقاف نزف الدوالي الوريديَّة من خلال الربط بالمنظار الدَّاخلي، أو المعالجة بالتَّصليب بالحقن، أو القيام بالتحويل البابي الجهازي داخل الكبد عبر الوداجي .يمكن إعطاء الأشخاص الذين يعانون من دوالي المريء حقناً من دواء أوكتريوتيد للمساعدة على إيقاف النَّزف.كما قد تُعطى المضادَّات الحيوية أيضًا.

يمكن للأطباء في بعض الأحيان التحكم في نزف الجهاز الهضمي الحاد والمستمر الناجم عن الرتج أو خلل التنسج الوعائي أثناء تنظير القولون باستخدام مشابك أو جهاز كهربي أو التخثر بمسبار سخان أو الحقن بالإبينفرين.يقوم الأطباء بتصوير الأوعية الدَّمويَّة عند فشل استعمال هذه الطُّرق وذلك من خلال إدخال قثطارٍ في الوعاء النَّازف ثمَّ حقن مادة كيميائية أو قطع صغيرة من إسفنج الجيلاتين أو لفافة سلكيَّة معدنيَّة لسدِّ الوعاء الدَّموي وبذلك إيقاف النَّزف (الانصمام) أو إعطاء الفازوبريسين عن طريق الوريد للحدِّ من جريان الدَّم إلى الوعاء النَّازف.وقد يحتاج الأشخاص الذين يعانون من نزفٍ مستمرٍّ إلى إجراء عمليَّة جراحية، لذلك فمن الضروري أن يعرف الأطبَّاء موضعَ النَّزف.

يمكن استئصال السلائل باستعمال سلك سِنَار أو كاوي كهربائي.

قد يقوم الأطباء بإعطاء الأشخاص الذين يعانون من النزف الهضمي العلوي مثبطات مضخة البروتون عن طريق الوريد للمساعدة على السيطرة على النَّزف.

يتوقف نزف الباسور الداخلي بشكل تلقائي في معظم الحالات.أمَّا بالنسبة للأشخاص الذين لا يتوقف نَزفهم من دون علاج، يقوم الأطباء بتنظير الشرج وقد يضعون أطواقًا مطَّاطيَّة حول البواسير أو يحقنوها بموادٍ توقف النزف أو يلجؤون إلى استعمال الكاوي الكهربائي أو الجراحة (انظر علاج البواسير).

بعض الأمور الأساسية التي تخص كبار السن: النزف المعدي المعوي

تُعدُّ البواسير وسرطان القولون والمستقيم الأَ سبَابَ الأكثرَ شُيُوعًا لحدوث النَّزف البسيط عند كبار السن.بينما تكون القرحة الهضميَّة وداء رتجي (مثل التهاب الرتج) وتشوُّهات الأوعية الدموية (التَّنسُّج الوعائي) هي الأَسبَاب الأكثر شُيُوعًا للنزف الشديد.ويكون نزف الأوردة المُتضخِّمة في المريء (دوالي المريء) أقل شُيُوعًا مقارنةً بحدوثه عند الشباب.

يكون تحمُّل كبار السن لنزف الجهاز الهضمي الشديد سيئًا.لذلك يجب على الأطباء وضع التشخيص عند كبار السن بسرعة، وعليهم البدء بعلاجهم بسرعة أكبر من علاج الشباب الذين يكون تحمُّلهم لنوبات النَّزف المُتكرِّرة أفضل.

النقاط الرئيسية

  • قد يكون نزف المستقيم ناجمًا عن وجود نزفٍ في الجزء العلوي أو السُّفلي من الجهاز الهضمي.

  • يتوقَّف النَّزف عند معظم الأشخاص من تلقاء نفسه.

  • يُعدُّ التنظير الدَّاخليُّ الخيارَ العلاجيَّ الأوَّل للأشخاص الذين لن يتوقف عندهم النَّزف دون معالجة.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID