التهاب الهلل (التهاب النَّسيج تحت الجلد)

حسبWingfield E. Rehmus, MD, MPH, University of British Columbia
تمت مراجعته ذو القعدة 1444

التِهابُ الهلل أو التِهاب النَّسيج تحت الجلد cellulitis هُوعدوى بكتيريَّة منتشِرة، تُصِيب الجلدَ والنُّسج التي تقع تحته مُباشرةً.

  • غالبًا ما تنجم هذه العدوى عن المكورات العقدية streptococci أو المكورات العنقودية staphylococci.

  • ويظهر احمرار، ويشعر الشخص بالألم العفوي والألم بالجس في منطقة من الجلد، كما يكون الجلد ساخنًا عند لمسه، ويُعاني البعضُ من الحمَّى والقشعريرة، وغير ذلك من الأَعرَاض الأكثر خطورة.

  • ويستند التَّشخيصُ إلى تقييم الطبيب وأحيانًا إلى الفحوصات في المختبر.

  • وتحتاج هذه العدوى إلى العلاج بالمضادَّات الحيويَّة.

(انظر أيضًا لمحة عامة عن العَدوى الجلدية البكتيرية).

أسباب التهاب الهلل

تُعدُّ بكتيريا المكورات العقدية Streptococcus والمكورات العنقودية Staphylococcus السبب الأكثر شُيوعًا لالتهاب الهلل.تنتشر جرثومة العقديَّة في الجلد بسرعةٍ، لأنَّها تُفرِزُ إنزيماتٍ تُعِيق قُدرة النُّسج على الحدّ من العدوى.يحدُث التهاب الهلل الذي تُسببه المكورات العنقودية حول الجروح المفتوحة والجيوب المليئة بالقيح (خراجات الجلد) غالبًا.

هناك الكثير من الأنواع الأخرى للبكتيريا التي يُمكن أن تُسبِّب التهاب الهلل،أصبحت سلالة من بكتيريا العنقوديَّة المقاوِمة للمضادات الحيويَّة، والتي كانت فعَّالة سابقًا، من أكثر الأسباب شُيوعًا للالتهاب الخلوي.وتسمى هذه السلالة العنقودية الذَّهبية المُقاومة للميثيسيلين Staphylococcus aureus (MRSA).بالنسبة إلى المرضى الذين تعرَّضوا في المستشفى أو دُور الرِّعاية، من الشائع أن تنتقل إليهم سلالة مُحدَّدة من العنقودية الذَّهبية المُقاومة للميثيسيلين قد تستجيبُ بشكلٍ مختلفٍ للمُضادَّات الحيوية، وذلك بالمُقارنة مع سلالات أخرى منها تكُون أكثر شيُوعًا خارَج مرافق الرعاية الصحيَّة.

تدخل البكتيريا البدن عادةً عبر الشقُوق الصغيرة في الجلد، والتي تنجُم عن الخُدوش والثقوب والجراحة والحروق والعدوى الفطريَّة مثل قدم الرياضي وعضات الحيوانات، والأمراض الجلدية.وتُعدُّ مناطقُ الجلد التي تجمَّع فيها السائل وأصبحت مُتورِّمةً (الوذمة edema) أكثرَعرضةً لالتهاب الهلل،ولكن، يُمكن أن تحدُث هذه العدوى أيضًا في الجلد الذي لا يبدو أنَّه مُصاب بشكلٍ واضحٍ.

يمكن لبعض أنواع البكتيريا أن تُسبب الالتهاب الخلوي عندما يُغمر الجلد المتضرر بالإصابات (مثل الجروح) ضمن الماء.قد يعتمد نوع البكتيريا على نوع المياه، كأن تكون برك مياه عذبة، أو بحيرات صغيرة، أو أحواض مياه ساخنة، أو مياه البحر.

قد يكون الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة عرضة للبكتيريا التي لا تسبب العدوى عادة.

أعراض التهاب الهلل

يشيعُ التهابُ الهلل في الساقين، ولكنَّه قد يحدُث في أي منطقةٍ أخرى من البدن،وهُو يُصِيبُ جانبًا واحدًا من البدن غالبًا، مثل يدٍ واحِدة أو ساقٍ واحدةٍ.

وتنطوي الأَعرَاضُ الأولى لهذه العدوى على الاحمرار والألم والإيلام في منطقةٍ من الجلد،وتحدُث هذه الأَعرَاض بسبب البكتيريا نفسها ومُحاولات البدن لمُكافحَة العدوى معًا.تُصبِحُ المنطقةُ المصابة ساخِنةً ومتورِّمةً، وقد تبدو مُنقَّرةً pitted قليلاً، أي مثل قشرة البرتقالة.تظهر بُثور أو فقاعات مليئة بالسائل أحيانًا، وقد تكون صغيرةً (حُويصلات vesicles) أو كبيرةً (فُقاعات bullae)، وذلك على المنطقة المصابة من الجلد،ولا تظهر حواف المناطق المصابة بشكلٍ واضِحٍ باستثناء شكلٍ من التهاب الهلل يُسمَّى الحُمرة erysipelas.

التهاب النسيج الخلوي cellulitis
إخفاء التفاصيل
يتسم التهاب النسيج الخلوي بمناطق حمراء ودافئة على الجلد.قد تتشكل فقاعات في بعض الأحيان.
جرى استخدام الصورة بعد موافقة أصحابها Allen W.Mathies, MD, California Emergency Preparedness Office, Immunization Branch, via the Public Health Image Library of the Centers for Disease Control and Prevention.

يشعر معظمُ المصابين بالتهاب الهلل بالتوعُّك الخفيف فقط.قد يعاني بعض الأشخاص من حمى، وقشعريرة، وتسرع ضربات القلب، وصداع، وانخفاض ضغط الدم، وتخليط ذهني، مما يشير إلى وجود عدوى شديدة عادةً.

عندما تنتشِر العدوى البكتيريَّة، قد تُصبِح العقد اللمفيَّة القريبة ضخمةً وليِّنةً (التهاب العقد اللمفيَّة lymphadenitis)، وقد يحدُث التِهاب في الأوعية اللمفيَّة (التهاب الأوعية اللمفيَّة lymphangitis).

تشخيص التهاب الهلل

  • تقييم الطبيب

  • زرع الدَّم والنُّسج أحيانًا

يستنِدُ الطبيبُ عند تشخيص التهاب الهلل إلى مظهره والأعراض عند الشخص عادةً،

ولا تُعدُّ الفحوصاتُ المخبرية للتعرُّف إلى البكتيريا في الجلد والدَّم والقيح أو عيِّنات النسيج (تُسمَّى الزرع) ضروريةً عادةً، إلّا إذا كانت حالة الشخص شديدةً أو لديه ضعف في جهاز المناعة، أو إذا كانت العدوى لا تستجيب للمضادات الحيوية.

ويحتاج الأطبَّاء أحيانًا إلى إجراء فُحوصاتٍ للتفريق بين التهاب الهلل وجلطات الدَّم في الأورِدة العميقة للساق (خُثار الوريد العميق)، وذلك بسبب التشابه بين أعراض هاتين الحالتين.

علاج التهاب النسيج الخلوي

  • المضادَّات الحيوية

  • معالجة الاضطرابات التي من شأنها أن تفاقم التهاب الهلل

  • تصريف أية خراجات

يُمكن أن يُؤدِّي العلاجُ الفوريّ بالمضادَّات الحيوية إلى الوِقاية من انتشار العدوى البكتيريَّة بسرعة، ووُصولها إلى الدَّم والأعضاء الدَّاخليَّة،وتُستخدم المضادَّاتُ الحيوية الفعَّالة ضدّ العقديَّات والمكوّرات العنقوديَّة معًا (مثل ديكلوكساسيلين dicloxacillin أوسيفاليكسين cephalexin).

إذا اشتبه الأطبَّاءُ بعدوى العنقودية الذهبية المقاوِمة للميثيسيلين (MRSA)، مثل ما يحدث عندما يكون هناك تصريف للقيح من تحت الجلد أو عندما تظهر أعراض خطيرة أخرى، أو إذا كانت عدوى MRSA سببًا شائعًا للالتهاب الخلوي في المجتمع، فقد ينطوي العلاجُ الذي يصفونه على مضادَّات حيوية مثل تريميثوبريم مع سلفاميثوكسازول، أو كلينداميسين، أو دوكسيسيكلين عن طريق الفم.

قد يصف الأطباءُ مُضادَّات حيوية عن طريق الفم للمرضى الذين لديهم التهاب الهلل بدرجةٍ خفيفة.

وبالنسبة إلى المرضى الذين لديهم التهاب الهلل الذي ينتشر بسرعة مع ارتفاع في حرارة البدن، أو أدلة أخرى تُشيرُ إلى عدوى خطيرة، أو لم يحصلوا على فائدة من المضادات الحيوية التي تُؤخذ عن طريق الفم، ينبغي إدخالهم إلى المستشفى وإعطاؤهم مُضادَّات حيويَّة عن طريق الوريد.كما يُساعِدُ أيضًا عدم تحريك الجزء المصاب من البدن، مع رفعه، على التقليلِ من التورُّم.وقد تُساعد الضمادات الباردة والرَّطبة عند وضعها على المنطقة المصابة على التخفيف من الانزِعاج.

يجري علاجُ الاضطرابات التي تزيد من خطر إصابة الشخص بالالتهاب الخلوي لاحقًا (مثل قدم الرياضي).

تزول أعراضُ التهاب الهلل بعدَ أيامٍ قليلةٍ من العلاج بالمضادَّات الحيويَّة عادةً،وعندما يبدأ إطلاق هذه المواد، يستمر البدن في الاستِجابة بالرغم من موت البكتيريا.يمكن الاستمرار في استعمال المضادَّات الحيوية لمدة تصل إلى 10 أيام أو لفترةٍ أطول في حالات العدوى الأكثر شدة.

ويجري فتح الخراجات لإخراج القيحِ منها.

يمكن للجوارب الضاغطة أن تساعد على منع تكرار نوبات الالتهاب الخلوي في الساقين.

مآل الالتهاب الخلوي

تشفى معظمُ حالات التهاب الهلل بسرعة عندَ علاجها بالمضادات الحيويَّة،من حين لآخر، تظهر خراجات الجلد عند الأشخاص.تنطوي المُضاعفاتُ الخطيرة، ولكن النادرة منها، على عدوى جلدية شديدة تُؤدِّي إلى ضرَر النسيج بشكلٍ سريعٍ (تُسمَّى عدوى الجلد الناخِرة necrotizing skin infections)، وانتشار البكتيريا عبر الدَّم (تجرثُم الدَّم bacteremia).

وعندما يتكرَّر التهابُ الهلل في نفس الموضع، خُصوصًا الساق، قد تتعرَّض الأوعية اللمفيَّة إلى الضرر، وتُسبِّب تورُّمًا دائمًا في النَّسيج المُصاب.

يمكن لالتهاب النسيج الخلوي أن يحدث مرة أخرى عند الأشخاص الذين لديهم عوامل خطر مثل: قدم الرياضي، والبدانة، وتضرر أوردة الساق بشكل يمنع جريان الدَّم بشكل طبيعي (القصور الوريدي)، والتورُّم (الوذمة)، والتهاب الجلد التأتبي (الإكزيمة).ينبغي تحديدُ هذه الاضطرابات ومعالجتها للحد من خطر الإصابة بالتهاب النسيج الخلوي مرة أخرى.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID